مهرجان جزيرة العراة في بغداد
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بقلم: فراس الحمداني ..
لا ينبغي أن تكون الرغبة في إستعادة الوهج العراقي الغائب بسبب الحروب والحصارات والعزلة المفروضة على هذا البلد سبباً في إرتكاب أخطاء جسيمة والدخول في دائرة التشكيك بإمكانية النهوض بواقع الدولة التي تعاني من المشاكل والتحديات الإقتصادية والسياسية خاصة مع غياب المركزية وتعدد مراكز القرار وغياب التنسيق والتصرف من خلال الإجتهادات الشخصية غير المبنية على أسس صحيحة ومتماسكة ويمكن أن تتعرض إلى التوهين والإضعاف بكلمة أو بموقف أو بإنتقاد فالطرق عديدة للوصول إلى الغايات ولا ينبغي ترك الطرق الصحيحة غير المنفلتة وتوكيل الأمور إلى أشخاص لا يشعرون بالمسؤولية ويصيبهم داء الإنحلال والضياع الفكري والروحي بل يطبع سلوكهم الإنحراف والشذوذ والخروج عن دائرة القيم والأفكار والمتبنيات القيمة التي طبعت فكر وسلوك مجتمعنا العراقي الذي يراد له مغادرة دائرة القيم والإنزلاق في المتاهة التي لا تعود علينا بأي فائدة مع هذا الشتات والتغييب واللامبالاة الغريبة من صانع القرار والمشرع الذين تركوا الحبل على الغارب لمجموعات بشرية تمارس أدوار أقل ما يقال عنها إنها مهينة صادمة .
الحفل الكبير الذي جرى الحديث عنه مطولاً شهد خروجاً عن المألوف وإنتهاكاً للقيم التربوية والأخلاقية والدينية التي يؤمن بها كل من لديه طموح في بنيان أخلاقي وقيمي متوازن . فقد أقيم بساحة الإحتفالات الكبرى في المنطقة الخضراء وإنفقت عليه أموال طائلة بحضور المغنية شذى حسون التي غنت النشيد الوطني بطريقة مخزية ومهينة حين غنت البيت الشعري
هل أراك هل أراك
سالما منعما
وغانما مكرما
وقد كانت ردود الفعل مختلفة والكثير منها كان ناقماً على كل شيء خاصة وأن هناك من يرفض ويقبل وفقاً لقناعاته السياسية وليس لمباديء وأخلاق يؤمن بها فمثلاً هناك من يرفض كل شيء و لأنه يرفض النظام السياسي برمته و يريد النظام الذي على مزاجه أو يمثله فيقتنع بكل شيء حتى لو كان كفراً وإنحرافاً فهناك ناس تقبل كل شيء يقبله النظام الذي يريدون ويؤمنون به كما يحصل في العراق بعد عام 2003 حيث رفض البعض النظام الجديد لأنهم ملتصقين بالنظام السابق ولو أن النظام السياسي الحالي جعل سقوف بيوتهم من ذهب لرفضوه ومقتوه وحاربوه بالقول والفعل لأنهم يرفضونه بأعماقهم بينما هناك ناس يقبلون كل شيء من هذا النظام لأنهم يجدونه نظامهم ومنفذ رغباتهم ومحقق لطموحاتهم .
فقد أقيمت مهرجانات ومؤتمرات بعضها كان هادفاً ومر بهدوء وبعضها أحدث عصفاً ذهنياً وأثار هواجس الناس وعواطفهم وهنا يكمن شيء مهم مرتبط بطبيعة الأحداث التي مر بها العراق كما أسلفنا أعلاه لكن المهرجان الأخير الذي أقيم في ساحة الإحتفالات الكبرى كان مثار جدل بالفعل حيث حضره فنانون من بلدان عربية ومشتغلون بشؤون الثقافة وظهرت بعض الوجوه والأشكال التي أثارت حفيظة الناس بطريقة إرتداء الثياب والسلوك العام وكان بعض من ذلك فاضحاً حيث ركزت بعض الفنانات على الإثارة الجنسية والعري وإرتداء الثياب الفاضحة وكأننا في جزيرة للعراة وتساءل المواطنون عن جدوى مثل هذه المهرجانات وهل أن العراق لن يعود لوضعه الطبيعي ما لم يساهم في إقامة هذه الفعاليات الفاشلة التي لن تكون مؤثرة أو مستقطبة للفنانين والمستثمرين وسواهم ممن يعول على حضورهم في تغيير النمطية السائدة في علاقة العراق بجيرانه وببلدان العالم إلا بعد وبالتالي نحن بحاجة إلى نظام سياسي فعال وناضج وطموح غير مهزوز وضعيف ويكون واعياً بمتطلبات العمل السياسي والتفاوض مع الخارج والتنسيق في القضايا الكبرى . [email protected]
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کل شیء
إقرأ أيضاً:
شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصصه العائلية التي تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي لـ"اللي باقي منك"
يقام مساء غدا الثلاثاء العرض الثاني لفيلم "اللي باقي منك" للمخرجة شيرين دعيبس بسينما 4 بميدان الثقافة ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، وحصل صناع العمل على تصفيق حار من الجمهور استمر لأكثر من تسع دقائق، حيث استطاع العمل لمس مشاعر الكثير من الحضور الذين أكدوا نجاحه في نقل معاناة الشعب الفلسطيني.
كما شهدت القاعة حضور عدد من الفلسطينيين، خاصة من أهالي حيفا، الذين أعادتهم قصة الفيلم إلى ذكريات مؤلمة عاشوها أو سمعوا عنها من أجدادهم.
وعن تنفيذها لهذا العمل الغني بالتفاصيل، قالت دعيبس: "لقد كان عملاً صعباً، وتكمن صعوبته في كونه يحكي قصة حقيقية وشخصية. أردت أن أعطي للقضية حقها، فهي قضية شخصية وتحدٍ نفسي لي.. لقد كنا نصور فيلماً عن النكبة التاريخية، بينما كنا نعيش نكبة أكبر أثناء التصوير نفسه، لذلك كانت التجربة صعبة نفسياً. كل صانعي الفيلم وضعوا ألمهم وحزنهم الشخصي في العمل. الحقيقة أن كل فلسطيني لديه قصص عائلية، وكل منا له قصة في العائلة تتعلق بالنكبة".
وأضافت شيرين: "كتبت السيناريو عام 2020، خلال فترة جائحة كورونا، عندما توقّف كل شيء. لكنني كنت أفكر في بنائه قبل ذلك بسنوات، وكنت أعرف تفاصيل كثيرة. لسنوات، ظللت أدوّن في دفتر خاص ملاحظاتي عن الشخصيات وأفكاراً للحوار. كنت أكتب كل ما يخطر ببالي. لذلك، كانت كتابة السيناريو سهلة ومُتدفّقة. من المسودة الأولى، شعرت أنّ هناك شيئاً خاصاً. كتبت ثلاث مسوّدات، قدّمت الأولى منها لبعض الأصدقاء للقراءة، فكان رد الفعل قوياً. أحبّوا النص، ومن بينهم أمريكيون، ووكيل أعمالي في هوليوود. لذا وجدت منتجاً بسهولة نسبياً. الحقيقة أنه منذ أن جاءتني الفكرة، عرفت أنها تحتاج إلى فيلم كبير يُنجز، فيلم عن عائلة فلسطينية من ثلاثة أجيال، يتناول ما حدث لأفرادها عام 48، وكيف أصبحوا لاجئين".
وتابعت: "من خلال التركيز على الإنسانية وتجاوز المعاناة، أردنا خلق معنى والحفاظ على إنسانيتنا، لإظهار الفلسطينيين الذين قدموا نموذجاً للإنسانية رغم أكثر من ثمانين عاماً من التحديات، وتكريم من يقودون حياتهم بهذه الروح الإنسانية".
وعن سبب اختيارها التركيز على شخصيات الرجال في الفيلم، أوضحت: "اخترت ذلك لأن الرجال غالباً ما يتعرضون للقمع تحت الاحتلال، وأردت تكريم والدي وجدي، وتجسيد انتقال الصدمات النفسية عبر الأجيال. رغم أن القصة تدور حول الرجال، أردت وجود صوت نسائي قوي يروي القصة ويحاول شفاء العائلة، ليمنح الفيلم بعداً روحياً". وأكدت أن فيلم "اللي باقي منك" تعتبره "هدية كبيرة، خاصة خلال الظروف الصعبة التي نشاهدها كل يوم"، مضيفة: "وضعنا كل ألمنا وتعاطفنا وغضبنا في هذا الفيلم".
من جانبها، أعربت الممثلة ماريا زريق عن التأثير العاطفي العميق للفيلم عليها، قائلة: "هذه المرة الرابعة التي أشاهد فيها الفيلم، وفي كل مرة أبكي وأتأثر بشدة، لأن العمل مرتبط بي شخصياً. جدتي من قرية عيلبون في الجليل، وبعد النكبة وقعت مذبحة في القرية، فسافرت هي وأهلها إلى لبنان لمدة ثمانية أشهر، وانقطعت علاقتها بخطيبها. وعندما عادت، وجدته قد توفي في تلك المذبحة".
يذكر أن فيلم "اللي باقي منك" للمخرجة الفلسطينية المرشحة لجائزة الإيمي، شيرين دعيبس، سيبدأ عرضه السينمائي في محطته الأولى بالمنطقة في الأردن، حيث يمثل الفيلم المملكة الأردنية الهاشمية رسمياً في سباق جائزة الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة "الأوسكار" ضمن فئة أفضل فيلم روائي طويل دولي، بمشاركة متميزة للنجمين العالميين خافيير بارديم ومارك رافالو كمنتجين تنفيذيين.
تم تصوير الفيلم لمدة عام ونصف في مواقع حقيقية بين: رام الله، الأردن، قبرص، واليونان. وكان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان "صندانس" السينمائي، حيث حظي بإشادة واسعة من النقاد، بينما كان عرضه الأوروبي الأول في مهرجان "كارلوفي فاري".
حصد الفيلم لاحقاً عدداً من الجوائز في مهرجانات دولية بالولايات المتحدة وأستراليا وماليزيا. ومن أبرز الجوائز التي نالها: جائزة البوابة الذهبية، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي في مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي دولي في مهرجان سيدني السينمائي، وذلك من أصل ثماني جوائز جمهور حصل عليها الفيلم حتى الآن، إضافة إلى جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو في مهرجان ماليزيا السينمائي الدولي.
تدور أحداث الفيلم حول قصة مراهق فلسطيني ينجرف في احتجاج بالضفة الغربية المحتلة، ويعيش لحظة عنف تهز عائلته. تتوالى الأحداث بينما تروي والدته الخيوط السياسية والعاطفية التي أدت إلى تلك اللحظة المصيرية. يمتد الفيلم على مدى سبعة عقود، ويتتبع آلام وآمال عائلة مُهجّرة، شاهداً على ندوب التهجير وإرث البقاء الذي لا يُمحى.
يشارك في بطولة الفيلم نخبة من أبرز الممثلين الفلسطينيين والعرب، وهم: صالح بكري، شيرين دعيبس، آدم بكري، محمد بكري، ماريا زريق، ومحمد عبد الرحمن. تصوير كريستوفر عون (مصور فيلم "كفرناحوم")، أزياء زينة صوفان، وموسيقى أمين بوحافة.
"اللي باقي منك" من كتابة وإخراج شيرين دعيبس، وإنتاج ثاناسيس كاراثانوس، شيرين دعيبس، مارتن هامبل، وكريم عامر. بالاشتراك مع OSN+، ومدينة الإنتاج الإعلامي بقطر، وMedan Productions، وBaird Films، والمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية، وTEN X Group، وفيلم كلينك، ومؤسسة الدوحة للأفلام. والإنتاج التنفيذي من قبل صندوق البحر الأحمر. تتولى توزيع الفيلم عالمياً شركة The Match Factory، وفي العالم العربي تتولى التوزيع شركة "فيلم كلينك" المستقلة.