لا يوجد جوابٌ للواقفين في طابور التطبيع مع إسرائيل، مثل رسالة “طوفان الأقصى”، التي أبانت الحجم الحقيقي لإسرائيل “التي لا تُقهر”، والتي اتضح بأن بيتها أوهنُ من بيت العنكبوت.
وحدهم رجال المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، من تجرّعوا الألم، في العقود الأخيرة، ووحدهم من عرفوا بأن الوهم الإسرائيلي، يمكنه أن يتلاشى، في هبّة جهادية، بعد نصف قرن بالتمام والكمال من عبور أكتوبر 1973، الذي زلزل تمثال الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر لبعض الوقت، وقد يفتته “طوفان الأقصى”، فيذهب مع ريح شهر أكتوبر المبارك إلى غير عودة.
في زمن النخوة والقومية العربية، كانت الجيوش الكلاسيكية العربية تدخل الحروب وتخسرها أمام عصابات صهيونية أقل منها إمكانات، بتردد من قادة عرب وخيانة بعضهم، برغم تضحيات الشعوب العربية، وشعر الإسرائيليون الذين كانوا ومازالوا مدعّمين من الإنجليز والأمريكيين وحتى الفرنسيين في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، بأنهم في أمان؛ فقد انتصروا على الأرض الفلسطينية وامتدوا في مصر والأردن ولبنان وسوريا، وباشروا جمع اعترافات العالم بدولتهم الوهمية، وانتقلوا إلى جرّ رؤساء وأمراء وملوك، إلى تطبيع علاقات مع العديد من الدول العربية، انتهاءً بالمغرب التي لم توقف التطبيع عند موقعه السياسي، بل منحته أبعادا اجتماعية واقتصادية وعسكرية وثقافية وحتى دينية، حتى شعرت إسرائيل بأن لا كلمة تعلو على كلمتها، والعرب هم من عليهم طلب التطبيع، إن قبلت إسرائيل طبعا، في مشهد ما كان أحد يتصوّر بلوغه حتى من أشدّ المتفائلين من قادة الصهيونية من بن غوريون إلى نتانياهو.
وفي زمن الحقيقة والأرض، تمكّنت حركات مقاومة، لا تمتلك غير الإيمان بالقضية، يطاردها العدوُّ وأصدقاؤه من العرب ويتهمونها جميعا بـ”الإرهاب”، من أن تحارب وحدها وتنتصر، وتبهر العالم وتجبره على الاعتراف بعدالة قضيتها، لأن ما قامت به فصائل المقاومة في السبت السعيد، لدينا، وفي السبت الحزين للإسرائيليين وللمطبِّعين، هو انتصارٌ تاريخي، في زمن رفع فيه أكثر المتفائلين بالمقاومة، راية الاستسلام، ومنهم من أغلق كتاب فلسطين ظنا منه بأن لا يُفتح مرة أخرى.
هذه المرة في حرب أكتوبر 2023، نحن لسنا في حاجة إلى الأخبار القادمة من المتعاطفين مع المقاومة حتى لا نُتّهم بالنوم في العسل، ولا من أعداء المقاومة من العرب الذين يصفون رجالها بـ”المغامرين” وحتى “الإرهابيين”، ولكن سنستند على المصادر الإسرائيلية أو شاهد من أهلها، التي أكدت الهجوم البري والجوي والبحري والمباغتة واعترفت بأن “فصائل القسام” قد فاجأت فعلا الإسرائيليين والعالم، بنوعية الهجوم وشكله الجديد، وصوَّرته بتفاصيله التي لا يمكن تكذيبها، حتى أن الصهاينة أنفسهم وصفوها بأفلام الأكشن والخيال.
منذ أكثر من ستة وخمسين سنة، وإسرائيل تفتخر بحرب جوان 1967 أو “حرب الستة أيام” كما تُسمى، عندما باغتت إسرائيل العرب، وطعنتهم في أكبر نكسة، ونظن أن حرب أكتوبر 2023 قد أعادت التاريخ، ولكن بالمقلوب، في نكسة إسرائيلية للصهاينة… عفوا وللمطبِّعين أيضا.
(الشروق الجزائرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التطبيع المقاومة تطبيع المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وقفات نسائية في مديريتي الدريهمي وبيت الفقية بذكرى مجزرة تنومة
الثورة نت/..
نظّمت الهيئة النسائية بمحافظة الحديدة، اليوم، وقفتين بمديريتي الدريهمي وبيت الفقيه في الذكرى السنوية الـ105 لمجزرة تنومة وسدوان التي ارتكبها النظام السعودي بحق الحجاج اليمنيين عام 1923م.
وهتفت المشاركات في الوقفتين، بشعارات تذكر ببشاعة الجريمة التي استهدفت الآلاف من حجاج اليمن بدم بارد أثناء توجههم إلى بيت الله الحرام، وسط تفاعل واسع من الحاضرات اللواتي رفعن شعارات البراءة من أعداء الأمة.
وتطرقت الكلمات إلى أن ما حدث في تنومة لم يكن جريمة عابرة، وإنما تجّسيد مبكر لطبيعة المشروع التدميري الذي يقوده النظام السعودي، والذي استمر لاحقاً في صورة عدوان مباشر على الشعب اليمني منذ العام 2015م.
وأكدت المشارِكات، أن الجريمة تمثل امتداداً لمنهج العدوان والوصاية، مشيرات إلى أن قوى الطغيان اليوم تكرر نفس الأسلوب في فلسطين المحتلة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع الجرائم بدعم من الأنظمة العميلة وعلى رأسها النظام السعودي.
وشددت الوقفتان على موقف نساء الدريهمي وبيت الفقيه الثابت في دعم عمليات الردع التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة للقضية الفلسطينية، ورفض أي شكل من أشكال التطبيع أو الخنوع أمام المشاريع الاستعمارية التي تستهدف الأمة.
وأكدت المشاركات، أهمية تعزيز الوعي الجماهيري بتاريخ المؤامرات التي تعرض لها اليمن، وتجدّيد الالتزام بالموقف الإيماني الرافض للظلم، تأكيدًا على أن الذاكرة الشعبية ستبقى حية تذكر الأجيال بدماء الحجاج وتضحيات الشعوب.