الإضراب العام يعمّ الضفة الغربية وإسرائيل تغلق المسجد الإبراهيمي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
عمَّ الإضراب الشامل، الأحد، كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية؛ تنديدا بالعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، في الوقت الذي أغلقت السلطات الإسرائيلية، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة حتى إشعار آخر.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن "الإضراب الشامل يعم كافة محافظات الضفة الغربية، في رسالة غضب فلسطينية على جرائم الاحتلال".
ولفت إلى أن العملية العسكرية في غزة، "تستدعي تدخلا دوليا لحماية الشعب الفلسطيني".
بدورها، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، تعطيل الدوام المدرسي، فيما أعلنت الجامعات والمعاهد تعليق الدوام، إلى جانب القطاع المصرفي الفلسطيني.
ووفق شهود عيان في رام الله، فإن المحال التجارية والأسواق والبنوك كافة أغلقت أبوابها، وخلت الشوارع من الحركة الاعتيادية.
اقرأ أيضاً
السلطة الفلسطينية تطلب عقد اجتماع طارىء للجامعة العربية
في الوقت نفسه، كشف مدير عام أوقاف الخليل نضال الجعبري، في بيان، إن "قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي، لإشعار آخر، ويسجل اعتداءً جديدا على حرية العبادة للمسلمين أصحاب الحق فيه".
وأضاف الجعبري: "مساء السبت، تعرضتُ وحراس المسجد الإبراهيمي لمنع إسرائيلي من دخوله، فيما تم الإعلان بشكل رسمي الأحد عن إغلاقه بوجه المصلين حتى إشعار آخر".
وأوضح أن "الاحتلال يمعن في انتهاكاته لكافة القوانين والمواثيق الدولية، ويمارس العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".
ومنتقدا الإغلاق، اعتبر أن هذه الخطوة "جديدة وتحمل أبعادا خطيرة على مستقبل التعامل مع المسجد من قِبل الاحتلال الذي يعمل بشكل جدي على السيطرة عليه بشكل كامل".
ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل وهي تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا. وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان.
اقرأ أيضاً
عباس يبلغ بلينكن بأن ممارسات إسرائيل والمستوطنين وراء التصعيد
ولم تصدر إفادة رسمية إسرائيلية بشأن إغلاق المسجد الإبراهيمي.
وفجر السبت، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة حماس بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وردا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد "حماس" في غزة، قائلا في بيان، إن طائراته "بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".
وتواصل فصائل فلسطينية إطلاق رشقاتها الصاروخية باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، والتي بدأتها فجر السبت، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على مناطق مختلفة من القطاع.
ووصلت آخر حصيلة للهجمات التي نفذتها فصائل فلسطينية على بلدات ومدن إسرائيلية، السبت، إلى 300 قتيل و1864 جريحا بينهم 19 حالة حرجة و326 خطيرة و359 متوسطة، بحسب هيئة البث الرسمية.
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مقتل 265 فلسطينيا بينهم 20 طفلا وإصابة 1788 بجروح مختلفة بينهم 121 طفلا، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع.
اقرأ أيضاً
طوفان الأقصى.. شهيد بالضفة وعشرات المصابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الضفة إضراب فلسطين المسجد الإبراهيمي طوفان الأقصى المسجد الإبراهیمی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
السلاح المسعور.. إسرائيل تسلح مستوطنيها لتهويد الضفة الغربية
وأدى هذا التسليح إلى تشكيل مليشيات إرهابية مسلحة تمارس القتل والتدمير ضد السكان الفلسطينيين وتسببت في تهجير 10 تجمعات فلسطينية، وفقا لما ورد في فيلم "السلاح المسعور" ضمن سلسلة "الحرب على إسرائيل".
وبناء على هذا المشهد تحول تسليح المستوطنين إلى أداة مركزية في المشروع الاستيطاني الاستعماري في الضفة الغربية المحتلة، إذ تعرضت ممتلكات الفلسطينيين للحرق الكامل، بما في ذلك المنازل والمزارع وعشرات الدونمات من أشجار الزيتون والتين.
ووثقت شهادات من قرية قصرة جنوبي نابلس -التي تحيط بها 5 مستوطنات من جميع الجهات- ما بين 86 و90 اعتداء من قبل المستوطنين منذ عام 2008، بما في ذلك حرق المزارع وقتل المدنيين.
وأكد رئيس بلدية قصرة السابق عبد العظيم وادي أن القرية -التي يسكنها أكثر من 7 آلاف نسمة- تواجه حصارا من المستوطنات، مشيرا إلى أن 90% من المستوطنين مسلحون، وأن الفلسطينيين عزّل لا يملكون وسائل دفاع أمام الأسلحة النارية.
غياب السلطة الفلسطينية
وترك هذا التصعيد آثارا خطيرة على الحياة اليومية للفلسطينيين في المناطق الريفية، في وقت انتقد فيه المواطنون غياب دور السلطة الفلسطينية في حمايتهم.
وقال والد أحد الشهداء إن السلطة الفلسطينية ليس لها دور نهائيا، مؤكدا أنه عندما يدخل المستوطنون ويحرقون ويكسرون لا يتدخل أحد لحمايتهم.
إعلانونتج عن هذا الوضع تشكيل لجان حماية شعبية للدفاع عن القرى، والتي تمكنت من "إمساك مستوطنين وتلقينهم درسا لن ينسوه مدى حياتهم" كما ذكر أحد الناشطين، لافتا إلى أن هذه اللجان كانت فعالة ومستمرة للدفاع عن سبل عيش كريمة لأبناء الريف الفلسطيني.
ويكمن التحدي الأكبر في مناطق "سي" التي تشكل 60% من الضفة الغربية ويسكنها أكثر من نصف مليون مستوطن، حيث يهدف المشروع الاستيطاني إلى ضم هذه المناطق وتهجير الفلسطينيين منها.
وحذر ناشطون إسرائيليون من خطورة هذا التطور، مؤكدين أن إسرائيل تحولت إلى "حكومة فاشية دكتاتورية"، وأن النظام في الضفة الغربية يشكل "أبارتهايد" بسبب تطبيق قوانين مختلفة على الفلسطينيين واليهود في المنطقة نفسها.
في المقابل، وصف مواطنون فلسطينيون الوضع الحالي بأنه "حرب دينية" و"حرب وجود"، مؤكدين أن المواجهة أصبحت مسألة "أكون أو لا أكون"، في ظل الدعم الحكومي العلني لتسليح المستوطنين وممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين.
الصادق البديري22/5/2025