من الذي يشوش على أجواء العراق ؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
سوف نتناول في هذه المقالة ظاهرة التضليل والتشويش الالكتروني التي تركت تداعياتها السلبية هذه الأيام على أجواء العراق، ونتناول تأثيرها على حركة الطائرات المدنية (العراقية وغير العراقية) القادمة أو المغادرة أو العابرة، لكننا وقبل الخوض في صلب الموضوع نؤكد ان شركة خدمات الملاحة الجوية التابعة لوزارة النقل لا تتحمل وزر هذا التشويش، ولا علاقة لها به، ونؤكد أيضاً انه لا يشكل خطورة على سلامة الرحلات الجوية، لكنه يدخل ضمن المؤثرات المزعجة، ويُحسب من المنغصات الباعثة على القلق.
لقد تحدثت الصحف الأوروبية عن هذه الظاهرة، وذكرتها منصات التواصل، ومنها موقع: (Simple Flaying) قبل بضعة أيام. آخذين بعين الاعتبار ان الطائرات المدنية المتنقلة بين آسيا وأوروبا تفضل عبور الأجواء العراقية، بعيداً عن الاجواء السورية والايرانية المحفوفة بمخاطر من نوع آخر. لكنها وجدت نفسها واقعة تحت تأثير التشويش على إشارة نظام تحديد المواقع (GPS) اثناء مرورها فوق بغداد، وفوق المناطق الشمالية، ما أدى إلى انحراف الطائرات عن مسارها. وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها رحلات الركاب لمؤثرات مجهولة المصدر تسببت حتى الآن في تعطيل عمل منظومة الملاحة، وإرباك عمل جهاز الطيار الآلي Auto Pilot، واضطرار الطائرات إلى الإعتماد على ATC، وتعني: Air Traffic Control، للمساعدة في تحديد موقعها الدقيق. .
نحن نعلم أن التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) أكثر شيوعاً، ويسهل التعرف عليه من قبل الطيارين، إلا أنه من الصعب إكتشاف إشارات التوجيه الخارجي، لأن أجهزة استقبال نظام تحديد الموقع (GPS) الخاص بالطائرة تتقبل الإشارات الخاطئة، وتسمح لها بتوجيه الطائرة وفقاً لقوة المؤثرات الخارجية. .
وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) تحذيراً دولياً للرحلات الجوية فوق بغداد بسبب هذه المنغصات الخارجية. وذكرت التقارير العالمية انحراف أكثر من عشرين طائرة تجارية عن مسارها، كانت معظمها تحلق فوق إيران على مدى الأسبوعين الماضيين، وذلك بسبب إشارات GPS خادعة مُرسلة من الأرض. وقد تغلبت هذه الإشارات على أنظمة الملاحة الجوية وأثرت على طائرات متعددة، بما في ذلك طائرات بوينغ 737 و 777. .
وفي تقرير جديد لمجموعة OPS، تناولت فيه سلامة الطيران، ذكرت فيه تأثر طائرة من طراز بوينغ 777 بإشارات التشويش وانحرافها عن مسارها لدرجة أن الطاقم سأل مراقبة الحركة الجوية في بغداد: (ما هو الوقت الآن، وأين نحن ؟). وجاء في التقرير إن معظم الحالات العشرين حدثت في رحلات جوية على طول الطريق الجوي UMB688 في شمال العراق، وهو طريق جوي مهم بين الشرق الأوسط وأوروبا. وكادت طائرة رجال أعمال أن تدخل المجال الجوي الإيراني دون تصريح. .
ويعزا هذا الانحراف إلى تداخل إشارات التشويش مع إشارة نظام تحديد المواقع (GPS)، وهو نوع من الهجمات السيبرانية التي لجأت اليها القوى الدولية لتوجيه الأشخاص أو البضائع بعيداً عن المسار الصحيح. على الرغم من أن تداخل إشارة نظام تحديد الموقع (GPS) كان موجوداً منذ فترة طويلة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف رحلات الركاب التجارية إلى هذه الدرجة المعقدة. .
يحدث هذا التداخل عندما تتعمد محطة أرضية ارسال إشارة راديوية مزيفة إلى هوائي جهاز الاستقبال لتتجاوز إشارة القمر الصناعي المرتبط بنظام تحديد الموقع (GPS). الأمر الذي يضطر قادة الطائرات إلى طلب المساعدة من برج المراقبة الجوية لمعرفة مواقعهم الدقيقة. علما ان معظمهم لديهم قوائم مرجعية متعددة، وربما خضعوا للتدريب على كيفية التعامل مع التشويش. ومع ذلك، يتعذر عليهم اكتشاف الاشارات الخادعة لأن جهاز GPS لا يميزها، ولا يستطيع تجاهلها. ويتعين عليهم إعادة توجيه طائراتهم كلما شعروا بالانحراف. .
وقد أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية NOTAM (إشعار جوي) للطائرات المحلقة فوق بغداد. .
وسوف نواصل حديثنا عن هذه الظاهرة (التي لم يتحدث عنها الاعلام في العراق) في مقالات لاحقة ان شاء الله. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نظام تحدید
إقرأ أيضاً:
«الابتكار التكنولوجي» يطوّر تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن تطوير تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة تتيح للسرب الواحد التعاون بسلاسة وتنظيم المهام ذاتياً دون الحاجة إلى مركز تحكم.
وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي اللامركزي المطوّرة من قبل المعهد، بات بإمكان الأسراب تغيير تشكيلها وسلوكها وقراراتها تلقائياً، اعتماداً على الأهداف المشتركة وتنفيذ المهام بالتوازي، ما يعزز قابلية التوسع وكفاءة الأداء بشكل غير مسبوق.
وتتمتع هذه الأسراب بقدرات استجابة فورية واتخاذ القرارات الفورية، ما يجعلها مثالية لمجالات متعددة تشمل الاستجابة لحالات الطوارئ ومراقبة البُنى التحتية والمحافظة على البيئة، إلى جانب تطبيقات تجارية واستخدامات مدنية متنوعة.
وقالت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي إن معهد الابتكار التكنولوجي يعمل على تطوير مفهوم الاستقلالية الجماعية، حيث تعمل الطائرات المسيّرة بالذكاء الاصطناعي، ضمن أسراب ذكية ولامركزية مصمّمة لتنفيذ مهام دقيقة عالية التأثير وعلى عكس الأنظمة التقليدية، التي تعتمد على مسارات مبرمجة أو تحكم مركزي، فإن الذكاء اللامركزي لهذه الأسراب يتيح لها التنقل في بيئات معقدة بسلاسة، ما يجعلها مثالية للمهام الحيوية التي تتطلب مرونة واستجابة آنية.
وتشمل هذه الاستخدامات المحتملة إدارة الكوارث الطبيعية أو الحوادث الصناعية، حيث يمكن للأسراب تحديد الأولويات وتقسيم المهام فيما بينها وتنفيذها بشكل منسّق ذاتياً. كما يمكن استخدامها لمراقبة المحاصيل في المساحات الزراعية الواسعة أو المساهمة في جهود ترميم النظم البيئية.
وتتمتع هذه التكنولوجيا بمرونة عالية تسمح لها بمواصلة المهام حتى في حال تعطل بعض الطائرات أو فقدان الاتصال، مثلاً خلال الفيضانات أو الزلازل، مما يجعلها أكثر موثوقية من الأنظمة التقليدية.
ويعمل معهد الابتكار التكنولوجي حالياً على اختبار هذه التكنولوجيا وتوسيع نطاق استخدامها من خلال شراكات مع قادة القطاع عالمياً، في ظل منظومة ذكاء اصطناعي حكومية مدعومة، تضمن الامتثال الأخلاقي والتنظيمي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال البروفيسور إنريكو ناتاليزيو، كبير الباحثين بمجال الروبوتات الذاتية في المعهد إنه مع تزايد الكوارث المناخية وتعقيد البنى التحتية الحضرية، باتت الجهات الحكومية بحاجة إلى أدوات أكثر ذكاءً وسرعة وموثوقية للوقاية من الأزمات وإدارتها، ونؤمن أن أسراب الطائرات المسيّرة، بفضل هذا التطور، ستنتقل من أدوات مراقبة إلى حلول حيوية لحماية المجتمعات.
وأضاف الدكتور داريو ألباني، المدير الأول المختّص بالروبوتات الذاتية في المعهد إنه لدعم التشغيل الواقعي، طوّرنا منصة قيادة وتحكم آمنة وقابلة للتوسّع تتيح للمشغل إدارة أسراب كاملة من خلال أوامر عالية المستوى وتعمل المنصة على إدارة التنفيذ بذكاء وتخفيف العبء عن المشغل، وضمان استمرار العمليات حتى في بيئات بلا اتصال، ما يجعلها مثالية للمهام الحرجة.
ويجري حالياً تسويق هذه التكنولوجيا من خلال فينتشر ون، الذراع التجارية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بهدف نشرها في قطاعات استراتيجية مثل الأمن العام والطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية بسلامة المجتمع.