الأسبوع:
2025-05-28@02:22:06 GMT

أكتوبر أسود في تاريخ إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

أكتوبر أسود في تاريخ إسرائيل

يبدو أن شهر أكتوبر العظيم سيكون أسود دائمًا في تاريخ دولة الكيان الصهيوني، فهو الشهر الذي سجل فيه المصريون أعظم نصر في تاريخ المنطقة على الغرور والصلف الصهيوني، والذي تغيَّرت فيه معادلات عسكرية واستراتيچية وكل الفكر العسكري الذي كان سائدًا حينها- فالجندي المصري كان هو البطل في مواجهة الدبابة والطائرة الحديثة التي كان يملكها جيش العصابة في دولة فلسطين المحتلة، ولكن الإرادة والإصرار على النصر والعقل الجبار اتحدت جميعها كي ينتصر المصريون على كل تلك الحداثة والدعم الذي كانت تحظى به وما زالت دولة الكيان.

ولأن روح أكتوبر كانت عظيمة في 73 فقد استلهمها أبطال المقاومة الفلسطينية وصنعوا بها معجزة سوف يسجلها التاريخ أيضًا كيوم عظيم لفلسطين، وأسود على كل دولة الكيان.

خرج نتنياهو ليعترف بأن السبت السابع من أكتوبر هو يوم أسود على إسرائيل، وخرجت صحفهم ومراكزهم الاستراتيچية والعسكرية تعترف بأن أبطال القسام هزموا إسرائيل، وقضوا على أسطورة أجهزتها الاستخبارية والأمنية والعسكرية عندما دخلوا إلى قلب مواقع الجيش الإسرائيلي وقتلوا وأسروا قادته، وعادوا بهم إلى داخل غزة. المشهد كان أسطوريًّا، وكان مذهلًا لكل مراقب عسكري واستراتيچي، لأن المقارنة بين الطرفين تدعو إلى الجنون.

وهناك أسئلة كثيرة تطرحها تلك العملية البطولية التي نجح من خلالها أبطال القسام في قتل وأسر كل هذا العدد من الجنود والصهاينة في يوم واحد، وأول تلك الأسئلة: كيف تجاوز الأبطال هذا السور الإلكتروني الممتد المزوَّد بأحدث كاميرات المراقبة التي تنقل حتى دبيب النمل على الحدود؟ وأيضًا، كيف استطاع شباب المقاومة أن يواجه بأسلحة رشاشة هذه الأعداد المذهلة من الدبابات والمدرعات والصواريخ، ويقتحم، ويغتنم عددًا من تلك الأسلحة ويعود بها إلى داخل غزة؟ وكذلك، كيف صمد عدد قليل من أبطال القسام أكثر من 16 ساعة في مواجهة جيش الكيان الصهيوني الذي يُصنَّف كواحد من أقوى جيوش العالم، ويتفوق على كل الجيوش العربية مجتمعة؟

المفاجأة وخطة الخداع، التي نجح بها الجيش المصري في إذلال إسرائيل في أكتوبر 1973، هي نفسها التي استلهمها الأبطال في السابع من أكتوبر 2023، فكل خبراء إسرائيل اتفقوا على أن عنصر المفاجأة وخداع حماس طوال السنوات الماضية هو السبب الرئيسي في انتصار المقاومة.

وكتائب القسام وحماس التي تصنَّعتِ الهدوء والمرونة في مواجهة إسرائيل عندما قتلتِ العشرات من قيادات حركة الجهاد الإسلامي كانت تُعِد وتجهز وتخطط لمعركة «طوفان الأقصى»، وكما قال القائد محمد ضيف: «إن ما قامت به إسرائيل من تدنيس لمقدساتنا في المسجد الأقصى، وانتهاك لحرمات الفلسطينيين، وإذلال للأسرى في السجون كان أحد أسباب ̕طوفان الأقصى̔، ولكن حركات المقاومة تبقى دائمًا تبحث عن تحرير شعوبها وأوطانها، حتى ولو كان العدو ساكنًا وهادئًا».

وكما انشغلتِ الكليات العسكرية ومراكز الأبحاث بنتائج حرب أكتوبر 73، فإن تلك المراكز أيضًا سوف تبحث عن مصير إسرائيل واستقرارها وسمعتها كدولة مهيمنة بعد أكتوبر 2023.

إسرائيل التي صنعت لنفسها صورة أسطورية حول دولة الأمن والتقنيات الحديثة، والاستخبارات التي تعلم حركة الحشرات في قلب الحجر، والجيش صاحب اليد الطولى التي تصل إلى كل شيء.. لقد انهارت تلك الصورة، وداسها الأبطال بأقدامهم، ولم يَعُد هناك مَن يبحث عن الاحتماء بإسرائيل المنهارة بعد اليوم، فأولئك الخائفون والمرتعدون الذين كانوا يزحفون تحت أقدام قادة إسرائيل يبحثون عن الأمن والحماية سيقفون اليوم منتفضين يبحثون عن كفيل آخر لحمايتهم، لأن أبواب إسرائيل أصبحت خربة اليوم، والطَّرق عليها مضيعة للوقت، والبحث عن نتنياهو يحتاج إلى التدريب على الدخول في مغارات الاختباء وغابات الخوف.

ويستمر التاريخ في تسجيل أن أكتوبر هو شهر العزة والكرامة العربية، وشهر الذل والإهانة الصهيونية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهدد بضم مستوطنات الضفة وغور الأردن حال الاعتراف بفلسطين

إسرائيل – هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، امس الأحد، بفرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، ردا على أي اعتراف بدولة فلسطين من دول كبرى بينها بريطانيا وفرنسا، وفق ما أفادت به صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

ونقلت الصحيفة، عن ساعر، قوله إن “أي خطوات أحادية ضد إسرائيل ستقابل بخطوات أحادية من قبلها”، في إشارة إلى نية تل أبيب الرد بضم أراض فلسطينية حال الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ساعر هدد الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن هذه الخطوة ستقابل بضم أحادي من قبل إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.

وقالت “يسرائيل هيوم” إن هذا التحذير يأتي في ظل الجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر دولي في نيويورك، منتصف يونيو/حزيران المقبل، بهدف حشد اعترافات دولية بدولة فلسطينية، بدعم من السعودية.

وذكرت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن ماكرون، يسعى إلى أن يكون 18 يونيو، موعدا لإعلانات رسمية من عدة دول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، التي اتهمت الرئيس الفرنسي بـ”الخداع”، مدعية أنه أبلغ تل أبيب مسبقا بعدم اتخاذ هذه الخطوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها لن تشارك في المؤتمر، لكنها لن تمارس ضغوطا علنية على الدول الأخرى لثنيها عن المشاركة.

وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، ويأمل الفلسطينيون بتحقيق مزيد من الاعترافات خلال مؤتمر نيويورك.

وفي 20 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن “استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني” مشددة على أن للفلسطينيين “الحق في تقرير المصير”، وأنه “يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة”.

ووفق تقارير فلسطينية، فإن “عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية”.

والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • آن أوان العقوبات على إسرائيل مثل جنوب افريقيا زمن الفصل العنصري
  • تسونامي يضرب إسرائيل .. جيش الاحتلال يستعد لحدث يزلزل تل أبيب
  • عقب قطعها العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل.. كولومبيا تُعيّن أول سفير لها في فلسطين
  • التحاق 3 لاعبين بمعسكر أسود الرافدين في البصرة
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • أول دولة أوروبية تعتزم حظر التجارة مع إسرائيل
  • إسرائيل تهدد بضم مستوطنات الضفة وغور الأردن حال الاعتراف بفلسطين
  • أسود الرافدين يحطون في البصرة استعداداً لموقعة كوريا الجنوبية
  • مسؤولون: إن بدأت العملية البرية الشاملة بقطاع غزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تدخلها حتى بعد التوصل لاتفاق
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة