أثبتوا قوة الابتكار في خدمة المجتمع.. خرّيجو نجوم العلوم يسخّرون التكنولوجيا للتغيير الإيجابي
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كرّس خريجو برنامج نجوم العلوم، البرنامج التلفزيوني الترفيهي الرائد من مؤسسة قطر سنوات طويلة لتطوير وتحسين اختراعاتهم الرائدة التي قدموها أمام لجنة التحكيم، حيث تمكنوا من إثبات قوة الابتكار في إحداث تغيير إيجابي في العالم، مستلهمين أهدافهم من الانسجام الوثيق لقصصهم في عالم التكنولوجيا مع التزام مؤسسة قطر بتعزيز الابتكار وتبادل المعرفة وتحقيق التقدم الاجتماعي.
ألهمت عصا الجدّة التقليدية أحمد الغازي، سعودي الجنسية، لأن يبتكر CAN Go العصا السحرية، وهي جهاز مشي بمحرك، مصمم لكبار السن وذوي الاعاقة، وهو الابتكار الذي قدّمه في برنامج نجوم العلوم في موسمه الثاني.
وقال أحمد:» كانت جدّتي إمرأة قوية ومستقلة، ورؤيتها تعتمد على عصا مشي تقليدية تقدم دعمًا محدودًا دون أي وسيلة لطلب المساعدة، وجعلتني أدرك مدى الحاجة إلى ابتكار وسائل تنقل توفر الدعم الجسدي وأيضًا تضمن السلامة والقدرة على التواصل».
كان ذلك هو الحافز لأحمد الغازي للانطلاق في رحلة انشاء جهاز CAN Go العصا السحرية، حيث يقول:»رؤية الجهاز ينبض بالحياة، ورؤية التأثير الإيجابي الذي أحدثه على حياة جدّتي وكبار السن، عزّز إيماني أكثر بقدرة الابتكار على مواجهة تحديات العالم الحقيقي وتحسين حياة الآخرين».
وادي السليكون
تتمحور الرؤية طويلة المدى لشركة CAN التي أنتجت الجهاز، والتي يمتلكها الغازي، حول دمج التكنولوجيا بسلاسة في حياة كبار السن اليومية وذوي الإعاقة، ودعم أولئك الذين يقدمون الرعاية لهم، من خلال تطوير أنظمة مساعدة، بالإضافة إلى تمكين المهنيين الطبيين، من خلال تقديم البيانات لهم لرعاية المرضى.
وقال الغازي: «إن التزامنا بالاستفادة من التكنولوجيا لخدمة أفراد المجتمع، يتوافق بشكل مباشر مع تركيز مؤسسة قطر على تعزيز الابتكار وتبادل المعرفة من أجل التقدم الاجتماعي. نحن نتشارك الرؤية المتمثلة في تعزيز مشهد تكنولوجي شامل وسهل الوصول إليه يستفيد منه الجميع في المنطقة».
تجربته في برنامج نجوم العلوم، قادت الغازي إلى وادي السيليكون، وهو مركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، حيث أنشأ قناة «هنا وادي السيليكون» في اليوتيوب، لتعريف العالم العربي بالنظام البيئي الغني للابتكار وريادة الأعمال والإبداع.
ونصح الغازي كل مبتكر عربي طموح بأن يتجاوز أفكاره وابتكاراته الحدود وأن يحدث فارقًا في جميع أنحاء العالم.
كما كرس محمد أبازيد، من الأردن، خرّيج الموسم الخامس من نجوم العلوم، السنوات الثلاث التي تلت مشاركته في البرنامج، لتطوير فكرته القائمة على ابتكار تقنية تطويرية محورية يمكن تطبيقها على جميع محركات الاحتراق الداخلي.
أوجد محمد طقما تقنية تطويرية تلائم كافة محركات الاحتراق الداخلي بمختلف مجالاتها، فتعزز عزم دوران المحرك والقدرة الحصانية القصوى مع تعزيز كفاءة الوقود في الوقت نفسه. وبعد أن غادر نجوم العلوم، سعى محمد إلى تطوير تقنيته بشكل أكبر، وإيجاد طرق جديدة لتحسين أداء التقنية.
تعزيز الاستدامة
وأعرب أبازيد عن فخره بأن ابتكاره يدعم توجه مؤسسة قطر نحو تعزيز الاستدامة، وقال «تتوافق أهدافنا مع أهداف مؤسسة قطر بشكل مباشر، وخطتنا تتماشى مع حرصها على مواصلة تطوير حلول الطاقة المستدامة من أجل مستقبل نظيف وصديق للبيئة».
وبتطلّع أبازيد مستقبلاً تعزيز تعاون شركته مع مؤسسة قطر، بهدف مواصلة دعم مسيرة التقدّم الاجتماعي في المنطقة، وعبر عن امتنانه لمؤسسة قطر لتوفير منصة للمبتكرين الطموحين مثله، قائلًا:» أنا ممتن لمؤسسة قطر ولبرنامج نجوم العلوم لإشعالهما الشرارة الأولى التي دفعتني إلى هذه الرحلة المذهلة».
ملاحظة الإرهاق
في عام 2017، أسس المبتكر حسن البلوي، من المملكة العربية السعودية، شركة» ويك كاب»، بهدف تطوير تقنية يمكن ارتداؤها لمراقبة يقظة العمال وإصدار تحذيرات أثناء الإرهاق، وهو الاختراع الذي قدمه في نجوم العلوم، وقد تطور إلى تقنية رائدة تقدم تحليلًا شاملاً لإنتاجية موقع البناء من خلال تتبع الأفراد والمعدات. وشرح حسن البلوي، الحاصل على المركز الثالث في الموسم السابع من البرنامج، كيف بدأت رحلته مع الابتكار بالقول:» بدأ الأمر عندما أدركت أن قطاع البناء يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية التي تتيح له الاستفادة من التكنولوجيا. وأضاف: استلهمت فكرة «ويك كاب» الذي تم تصميمه لمواجهة تحديات البناء من خلال ربط العمال ببعضهم البعض، ثم تطورت الفكرة لتصبح قادرة على تمكين الفرق من إجراء تحسينات في جميع المجالات، في الإنتاجية والكفاءة والأهم من ذلك في مجال السلامة». وتابع:»بعد مشاركتي في برنامج نجوم العلوم، تواصل معي العديد من المشاهدين الذين ألهمهم البرنامج للتخصص في العلوم والتكنولوجيا، إن مساهمتنا كمؤثرين في الأجيال القادمة، يمنحنا إحساسًا كبيرًا بالإنجاز، ويحفزنا على مواصلة العمل لتحسين الابتكار وتعزيز انتشاره محليًا وعالميًا».
وقال حسن البلوي إن ابتكاره يتوافق مع أهداف مؤسسة قطر في تحقيق التقدم الاجتماعي « إن ويك كاب ليس مجرد ابتكار وحسب، بل قد ينقذ حياة الأفراد أيضًا، حيث يعدّ تحقيق الأمان وسلامة العمال من أهم أهدافه. فالشفافية التي بُني عليها الجهاز، تقتضي توفير بيانات محايدة ودقيقة، كما أن استخدام الجهاز في الموقع سهل، ولا يحتاج إلى أي تدريب إضافي للعمال، حيث يتم لصقه بسهولة على خوذة أمان قياسية، وهو ما يعمل على تحسين مجال البناء نحو الأفضل».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر برنامج نجوم العلوم مؤسسة قطر مؤسسة قطر من خلال
إقرأ أيضاً:
البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)
عبيدلي العبيدلي **
الأطر الأخلاقية الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الجديدة المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان :(UNGPs) بوصف كونها قادرة على أن تحدد مسؤوليات الشركات والحكومات لضمان احترام حقوق الإنسان في العمليات كافة. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: كونه الوثيقة الدولية المرجعية الأساسية لكل السياسات والممارسات، بما فيها تلك التي تنحصر تأثيراتها في المحيطين المحلي أو الإقليمي. اتفاقية مجلس أوروبا الإطارية بشأن الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: فهي أول صك دولي، رسمي، متفق عليه، وملزم قانونيًا لضمان توافق أنشطة الذكاء الاصطناعي مع حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: فهي التي وضعت معايير عالمية لضمان أن تطور التكنولوجيا يتم وفق ضوابط أخلاقية متينة، راسخة، مع احترام الكرامة وحقوق الإنسان. المعايير الوطنية والاستراتيجيات الرقمية: نماذج مختارة من الاستراتيجيات الوطنية التي تدمج حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير التكنولوجيا. التمسك بالقيم الأخلاقية والمجتمعة كي تصبح دافعًا لتعزيز الإبداع بدلاً من عرقلته تعزيز الثقة والقبول المجتمعي: ينال الابتكار الأخلاقي قبولاً أوسع، يعزز ثقة المجتمع والمستثمرين، ما يفتح آفاقاً أوسع للنمو والتوسع. توسيع قاعدة الأفكار: إشراك فئات متنوعة، لكن متجانسة فكريًا ومجتمعيًا، وأخذ القيم الأخلاقية في الاعتبار، يفتح المجال لأفكار جديدة أكثر شمولية وابتكاراً. تحفيز حلول مستدامة: التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي يقود إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل، ولا يقاصر دورها فقط على تحقيق العائد الربحي السريع. بناء سمعة إيجابية: تكتسب المؤسسات التي تلتزم بالأخلاقيات سمعة حسنة قوية تجذب المواهب والشركاء والعملاء. تحويل التحديات الأخلاقية إلى فرص ابتكارية: معالجة المشكلات الأخلاقية (مثل الخصوصية أو الشمولية) يدفع لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي هذه الاحتياجات.
وكما تؤكد الخبرات الدولية، فإن احترام الحقوق والحريات "يمكن أن يكون محفزاً لابتكار أوسع نطاقًا ... ويفتح آفاقاً جديدة لابتكارات وتقدم أكبر وأكثر عمقاً وإنسانية".
ولا بج هنا من تقييم حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية الدولية، من أجل إشراك عموم المجتمع وأصحاب المصلحة، على نحو خاص لتبني ثقافة أخلاقية راسخة، تشكل في مجموعها حزمة عناصر تضمن أن الابتكار لا ينتهك كرامة الإنسان، بل يكون قوة دافعة للإبداع والتقدم المستدام من أجل، تحقيق الأهداف التي تصب في إطار ربط خطوات الإبتكار القائم على مكونات الذكاء الاصطناعي التي تضمن:
احترام تقنيات تحترم حقوق الإنسان في إطارها التشريعي العام كي يتسنى لها منع انتهاك كرامة الأفراد. تكريس القيم والمقاييس الأخلاقية التي تساعد الجهات المعنية على تقييم أخطار وفوائد مشروعات الابتكاري بشكل فعال إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في وضع معايير أخلاقية للمشروعات والمنتجات الابتكارية. التقيد بالأطر الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الحديثة. تعزز قيم ومقاييس التمسك بالقيم الأخلاقية من في عمليات بناء وتشغيل المشروعات الابتكارية بدلاً من عرقلتهاخلاصة
في ضوء كل ما تقدم، يتضح أن الابتكار الأخلاقي هو السبيل الأمثل، والأكثر فعالية، لتحقيق التنمية المستدامة، والتقدم الحقيقي في المجتمعات. فالتمسك بالقيم الأخلاقية في كل مراحل الابتكار — من الفكرة إلى التطبيق، والإنتاج، بل وحتى الترويج يضمن أن تكون النتائج عادلة، وشاملة، وتحترم كرامة الإنسان وحقوقه. إن تقييم الأثر الأخلاقي، وإشراك المجتمع وأصحاب المصلحة، والالتزام بالأطر الدولية لحقوق الإنسان، كلها أدوات عملية تجعل من الابتكار قوة إيجابية تعزز الثقة، وتدفع نحو حلول تخدم الجميع.
على سبيل المثال، في مجال الذكاء الاصطناعي، تلتزم كبرى الشركات التقنية اليوم بمبادئ "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، الذي يضمن عدم التمييز، وحماية الخصوصية، وشفافية الخوارزميات، ما عزز ثقة المستخدمين وفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات النافعة في الصحة والتعليم والبيئة. وفي قطاع الصحة، أدى الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي إلى تطوير لقاحات وأدوية تراعي موافقة المرضى وحقوقهم، ما ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح وبناء جسور ثقة بين العلماء والمجتمع.
أما في مجال الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية، فإن المشاريع التي توازن بين الابتكار والقيم الأخلاقية — مثل الشركات التي تنتج منتجات صديقة للبيئة أو تدعم المجتمعات المحلية — تحقق نجاحًا مستدامًا وتترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد. فمثلاً، منصات التعليم المفتوح (MOOCs) التي تتيح محتوى علميًا مجانيًا للجميع، تمثل ابتكارًا أخلاقيًا يحقق العدالة في الوصول إلى المعرفة ويعزز فرص التنمية في المجتمعات الأقل حظًا.
من جهة أخرى، من الطبيعي أن يؤدي تجاهل البعد الأخلاقي في الابتكار إلى نتائج كارثية، مثل انتهاك الخصوصية، أو نشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل، أو تعميق الفجوة الرقمية بين المجتمعات. لذا، فإن التمسك بالقيم الأخلاقية لا يعوق الإبداع، بل يوجهه نحو أهداف أسمى، ويمنحه الشرعية والقبول المجتمعي، ويحول التحديات الأخلاقية إلى فرص لتطوير حلول مبتكرة تراعي الإنسان والبيئة معًا.
في النهاية، الابتكار والأخلاق هما جناحان لا غنى لأحدهما عن الآخر في رحلة بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة وازدهارًا. وكلما تعمق التفاعل بينهما، زادت قدرة المجتمعات على تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع أفضل للجميع.
ومن الطبيعي، والمتوقع أيضا، أن شهد مسير استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في صناعيات ومشروعات الابتكار، صراعًا متوازيًا بين قوى الشر بأنانيتها الجشعة، وقوى الخير بطموحاتها المشروعة حربَا غير معهودة بحكم شدة شراستها، وسعة دائرة انتشارها.
وكل ما يتمناه الصالحون من القوم أن يكون الانتصار من نصيب قوى الخير.
** خبير إعلامي
رابط مختصر