بريطانيا.. ضوء أخضر لصفقة استحواذ مايكروسوفت على «أكتيفيجن»
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أعلنت هيئة المنافسة البريطانية، الجمعة، أنها أعطت الضوء الأخضر بشكل نهائي لصفقة استحواذ شركة «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة على «أكتيفيجن بليزارد» المطوّرة لألعاب فيديو بينها «كول أوف ديوتي»، في قرار يبدّد آخر عائق قانوني أمام عملية الشراء.
وبعدما أوقفت الهيئة البريطانية صفقة الاستحواذ في أبريل، قدمت الشركة المصنعة لوحدة تحكم ألعاب «إكس بوكس» إلى السلطات البريطانية في نهاية أغسطس عرضاً مُعدّلاً للاستحواذ على شركة «أكتيفيجن بليزارد» وافقت عليه هيئة المنافسة البريطانية، على ما ذكرت الهيئة في بيان.
وتبلغ قيمة صفقة الاستحواذ 69 مليار دولار.
وتنص خطط «مايكروسوفت» تحديداً على عمليات استحواذ مهمة تشمل بيع حقوق الألعاب عبر الإنترنت الخاصة بـ»أكتيفيجن بليزارد»، بينها حقوق اللعبتين العالميتين «كول أوف ديوتي» و»كاندي كراش»، إلى شركة «يوبيسوفت» الفرنسية.
وأعلنت هيئة المنافسة البريطانية في أواخر سبتمبر، أنها أعطت موافقة مؤقتة على الاتفاقية، وتحدثت عن «مخاوف محدودة متبقية». وأكدت الجمعة أن الحلول التي تقترحها «مايكروسوفت» ستوفر ما يلزم «لضمان تنفيذ هذه الاتفاقية بشكل صحيح».
وقال رئيس «مايكروسوفت» في بيان علّق فيه على القرار البريطاني: «نحن ممتنون للمراجعة الشاملة (الاتفاقية الجديدة) وقرار هيئة المنافسة البريطانية».
وأضاف «لقد بددنا العقبة القانونية الأخيرة لاستكمال عملية الاستحواذ التي نعتقد أنها ستفيد اللاعبين وقطاع الألعاب في مختلف أنحاء العالم».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
زملاء أم منافسون؟!
عائشة بنت محمد الكندية
في يومٍ من الأيام، كان أحد الزملاء يعمل في أحد المشاريع، وكان يتطلب هذا المشروع الدقة والسرعة، لكن فجأة تعرّض هذا الزميل لوعكة صحية مفاجئة واضطر لمغادرة المكتب فورًا، وترك خلفه العمل متراكمًا. توقّع أن يُساء الظن به أو أن تُهدر مكانته في الفريق، لكن ما حدث غيّر نظرته لزميله الذي كان منافسًا له دائمًا؛ إذ أكمل المهمة عن زميله دون أن يُخبر أحدًا بما فعل، ووقف أمام مسؤوله مدافعًا عن غيابه.
وعندما عاد الزميل، وجد المشروع قد سُلِّم بنجاح، حينها علم أن بعض المنافسين في العمل ليسوا خصومًا؛ بل رجال مواقف. ورغم ذلك، ليست كل التجارب وردية؛ فهناك مواقف أخرى حيث تجد بعض الزملاء المنافسين يستغلّون الغياب المؤقت لأحد زملائهم، ويبدأون حينها نقل الملاحظات غير الدقيقة عن أداء زميلهم؛ مما يُضعف الفرص بشكل غير عادل، ويترك أثرًا سلبيًا، ويُخرج المنافسة من إطارها الشريف إلى ساحة من التنازع غير النزيه.
ومن خلال هذا المثال، يمكننا أن نستنتج: من هم الزملاء؟ ومن هم المنافسون؟ وسنتحدث عن العلاقة بين الزمالة والمنافسة، وهل يمكن أن يكون الزميل منافسًا والعكس؟ ونعرف علاقة الزملاء والمنافسين في بيئة العمل.
الزملاء هم أكثر من شخص يعملون في نفس المكان، وهم شركاء في التفاصيل اليومية، ورفاق في اللحظات الصعبة، ويكونون في مركب واحد. والزميل هو الذي لا يتردد في التنازل عن وقته لمساعدة زملائه، والذي يبثّ فينا الطمأنينة بكلمة في لحظة ضغط، وهم الذين يوفرون الدعم وتبادل المعرفة. في المقابل، لا توجد زمالة مثالية؛ إذ إن بعض الزملاء يفتقرون لروح الفريق، ويُسيئون استخدام الثقة. ومن هنا تظهر أهمية التواصل والوعي الذاتي للحفاظ على علاقة مهنية صحية.
أما المنافس، فهو الذي قد يدفعك نحو الأفضل، ويجعلك تكتشف طاقاتك الكامنة. والمنافسة تخلق مناخًا يدفع الجميع نحو النمو، ويدفع الآخرين إلى تطوير مهاراتهم وتجاوز التحديات حين تكون العلاقة صحية. لكن إن تحولت المنافسة إلى لعبة تحت الطاولة أو وسيلة للتقليل من الآخرين، فإنها تشكّل عبئًا نفسيًا ثقيلًا، وقد تؤدي إلى توتر العلاقات وتدهورها في بعض بيئات العمل؛ مما قد يُحدث تداخلًا بين الزمالة والمنافسة. وقد يكون زميلك هو من ينافسك على الترقية أو قيادة مشروع، ومن هذا الموقف تُختبر الأخلاق والمبادئ، وبعضهم يسقطون في فخ الأنانية والطعن من الخلف. والزملاء في بيئة العمل هم الذين لا يظهرون فقط في لحظات الراحة؛ بل الذين يكونون معك في الأوقات الصعبة، والذين يمدّون لك يد العون عند الحاجة؛ مما يصنع فارقًا كبيرًا في بيئة العمل.
والمؤسسات الناجحة تخلق فرصًا للمنافسة، لكن بشرط أن تكون مبنية على الأداء والكفاءة، وأن تُحفّز التطوير الذاتي والسعي لتحقيق أهداف واضحة، وأن تُدار بعدالة وشفافية دون محاباة، وذلك حتى تدفع الأفراد إلى بذل أقصى ما لديهم. وبنفس القدر، فإن روح الزمالة في المؤسسات تُعزّز من العمل الجماعي، وتبني بيئة داعمة وصحية، وتزيد من الإنتاجية عند تنسيق الجهود.
والمنافسة الزائدة دون روح الزمالة قد تؤدي إلى بيئة سامة، والزمالة دون أي نوع من المنافسة قد تُضعف الطموح والحافز؛ لذا فإن المؤسسات الذكية هي التي تزرع ثقافة التنافس الإيجابي من خلال التعاون والدعم المتبادل.
وفي الختام.. تجاربنا مع الزملاء والمنافسين تصنع فينا إنسانًا أقوى. بعضهم يعلّمنا دروسًا لن ننساها، والزمالة لا تُقاس بعدد الكلمات الطيبة؛ بل بالمواقف، كما أن المنافسة الشريفة لا تُقاس بعدد الانتصارات؛ بل بكيفية الوصول إليها.
لذا.. كُن زميلًا يُعتمد عليه، ومنافسًا يُحترم؛ لأن العالم المهني لا ينسى الأيادي البيضاء.