باتت منتخبات البرتغال وبلجيكا وفرنسا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أوروبا في كرة القدم المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، عقب فوز الأول على ضيفه السلوفاكي 3-2، والثاني على مضيفه النمساوي بالنتيجة ذاتها، والثالث على مضيفه النيذرلاندي 2-1.

وواصل المنتخبان البرتغالي والفرنسي مشوارهما المثالي في التصفيات بالعلامة الكاملة حيث حقق الأول فوزه السابع تواليا، فيما سجل الثاني فوزها السادس.

وعانت البرتغال، بطلة 2016، نسبيا للفوز على مطاردتها المباشرة في المجموعة العاشرة 3-2 بينها ثنائية لقائدها المخضرم كريستيانو رونالدو على ملعب "دو دراجاو" في بورتو، خصوصا في الشوط الثاني عندما سمحت لضيوفها بالعودة في النتيجة.

وسجل مهاجم النصر السعودي رونالدو (38 عاما) ثنائيته في الدقيقتين 29 من ركلة جزاء و72، بعدما افتتح مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي جونسالو راموش التسجيل (18)، فيما سجل مهاجم فينورد النيذرلاندي دافيد هانتشكو (69) ولاعب وسط نابولي الإيطالي ستانيسلاف لوبوتكا (80) هدفي سلوفاكيا.

ورفع رونالدو غلته من الأهداف إلى 125 في مباراته الدولية الـ202.

وهي المرة الثامنة التي تبلغ فيها البرتغال العرس القاري في تاريخها.

وهو الفوز السابع تواليا للبرتغال، وصيفة نسخة 2004 على أرضها، فعززت صدارتها للمجموعة برصيد 21 نقطة بفارق ثماني نقاط أمام مطاردتها المباشرة سلوفاكيا.

وفي المجموعة ذاتها، تعادلت إيسلندا مع لوكسمبورج بهدف لأوري أوسكارسون (23) مقابل هدف لجيرسون رودريجيس (46)، وخسرت ليشتنشتاين أمام البوسنة والهرسك بهدفين نظيفين سجلهما عمار رحمانوفيتش (13) وميروسلاف ستيفانوفيتش (41).

وقاد النجم كيليان مبابي منتخب بلاده فرنسا إلى حسم تأهله مبكرًا بتسجيله ثنائية الفوز على مضيفه النيذرلاندي 2-1 في أمستردام ضمن منافسات المجموعة الثانية.

وأحرز مبابي هدفي منتخب بلاده (7 و53) منفردا بالمركز الرابع على قائمة أفضل هدّافي فرنسا عبر التاريخ برصيد 42 هدفًا متفوقا على ميشال بلاتيني (41) وخلف أنطوان جريزمان (44) وتييري هنري (51) وأوليفييه جيرو (54)، فيما قلّص شارل بيرخفين النتيجة لنيذرلاند (83).

وكرّر الديوك فوزهم على نيذرلاند بعدما تغلبوا عليها برباعية نظيفة ذهابا.

وواصل الفرنسيون عروضهم النارية والمثالية في التصفيات، بالعلامة الكاملة في ست مباريات، فرفعوا رصيدهم الى 18 نقطة في صدارة المجموعة، متقدمين على اليونان التي استغلت خسارة المنتخب البرتقالي وانتزعت منه المركز الثاني برصيد 12 نقطة عقب فوزها على مضيفتها إيرلندا 2-0.

وتراجعت نيذرلاند إلى المركز الثالث برصيد تسع نقاط لكنها لعبت مباراة أقل.

وتلتقي اليونان مع ضيفتها نيذرلاند الاثنين المقبل في قمة حاسمة على وصافة المجموعة.

أما إيرلندا فخسرت حظوظها باحتلال أول مركزين بعدما تجمد رصيدها عند 3 نقاط في المرتبة الرابعة أمام جبل طارق الأخيرة من دون رصيد.

وبلغت بلجيكا النهائيات للمرة السابعة في تاريخها عندما حسمت قمتها مع مضيفتها النمسا في صالحها 3-2 على ملعب "إرنست هابل شتاديون" في فيينا ضمن المجموعة السادسة.

وتدين بلجيكا التي يغيب عن صفوفها على الخصوص قائدها صانع العاب مانشستر سيتي الانجليزي كيفن دي بروين وحارس مرماه وريال مدريد الإسباني العملاق تيبو كورتوا بسبب الإصابة، بفوزها إلى مهاجم اشبيلية الاسباني دودي لوكيباكيو الذي سجل ثنائية (12 و55)، وأضاف مهاجم روما الإيطالي روميلو لوكاكو الثالث (58).

وسجل لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني كونراد لايمر هدف الشرف لأصحاب الأرض في الدقيقة 73.

وهو الفوز الخامس لبلجيكا في التصفيات مع تعادل واحد كان سلبا مع النمسا، ففضت شراكة الصدارة مع الأخيرة رافعة رصيدها إلى 16 نقطة.

وهي المرة السابعة التي تبلغ فيها بلجيكا، وصيفة بطلة نسخة 1980 وثالثة نسخة 1972، النهائيات.

وحافظت بلجيكا على سجلها خاليا من الخسارة للمباراة الثامنة تواليا وتحديدا منذ خسارتها أمام المغرب في دور المجموعات في مونديال قطر أواخر العام الماضي.

وألحقت بلجيكا الخسارة الأولى بالنمسا في مبارياتها التسع الأخيرة وتحديدا منذ سقوطها أمام كرواتيا 1-3 في دوري الأمم (6 انتصارات وتعادلان).

وفي المجموعة ذاتها، حققت أذربيجان فوزها الأول عندما تغلبت على مضيفتها إستونيا 2-0 في تالين سجلهما تورال بيراموف (9) ورميل شيداييف (45+4 من ركلة جزاء).

وهو الفوز الأول لأذربيجان في التصفيات بعد ثلاث هزائم وتعادل واحد فرفعت رصيدها إلى أربع نقاط من خمس مباريات في المركز الرابع، فيما تجمد رصيد إستونيا عند نقطة واحدة في المركز الأخير.

وأبقت أذربيجان على حظوظها الضئيلة في المنافسة على البطاقة الثانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی التصفیات

إقرأ أيضاً:

فيما يحتاج العالم إلى الحكماء يحكمه القساة

لنجرب الآن شيئا حساسا: أن نتكلم عن الشيخوخة دون أن ننزلق إلى التجني عليها. لم يحدث من قبل في التاريخ الحديث أن كان من يملكون في أيديهم مصير العالم على هذا القدر من الشيخوخة. ففلاديمير بوتين وشي جينبنج في الثانية والسبعين، وناريندرا مودي في الرابعة والسبعين، وبنيامين نتنياهو في الخامسة والسبعين، ودونالد ترامب في التاسعة والسبعين، وعلي خامنئي في السادسة والثمانين.

بفضل تقدم العلوم الطبية، بات بوسع الناس أن تطول أعمارهم، وتكون حياتهم أكثر نشاطا، لكننا نشهد الآن أيضا عددا مفزعا من القادة السياسيين الذين يحكمون قبضاتهم على السلطة برغم تقدمهم في العمر، وذلك في أغلب الأحيان على حساب زملائهم الأصغر سنا.

في هذا الأسبوع، خلال قمتهم السنوية، رأينا قادة الناتو إيمانويل ماكرون وميت فريدركسون (وكلاهما في السابعة والأربعين من العمر) وجورجيا ميلوني (ثمانية وأربعون عاما) وبيدرو سانشيز (ثلاثة وخمسون) ـ وهم مرغمون على تقبل طلب ترامب بزيادة الإنفاق العسكري. ويبلغ متوسط العمر لقيادات دول الناتو ستين عاما. ويبلغ المستشار الألماني فريدريش ميزر من العمر تسعة وستين عاما، بينما يبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوجان من العمر إحدى وسبعين سنة.

جميعهم انحنوا لهدف الإنفاق العسكري بنسبة 5%، وذلك رقم اعتباطي، فرض بغير تفكير عسكري جدي أو نقاش عقلاني، ناهيكم بجدال ديمقراطي جاد داخل كل بلد. ولم يكن ذلك سياسة بقدر ما كان احتراما لأهواء شيخ نكد. بل إن الأمين العام للناتو مارك روتي ـ وهو شخصيا في الثامنة والخمسين من العمر ـ قد مضى إلى حد مناداته لترامب بـ"بابا". وليست هذه دبلوماسية، وإنما خنوع.

هذا الصدام بين الأجيال يتجلى في مناح أخرى. فرئيس أوكرانيا البالغ من العمر سبعة وأربعين عاما فلودومير زيلينسكي يقاوم الطموحات الإمبريالية لبوتين السبعيني. وشي جينبنج السبعيني يرى تايوان إذ يقودها رئيس يصغره في السن بسبعة أعوام. ويشرف نتنياهو ـ البالغ من العمر ثلاثة أرباع القرن ـ على تدمير غزة التي يوشك نصف عدد سكانها أن تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما. وفي الكاميرون يحتل بول بيا ـ البالغ من العمر اثنتين وتسعين سنة ـ السلطة منذ عام 1982 بينما يبلغ متوسط عمر الشعب ثمانية عشر عاما ويبلغ متوسط العمر المتوقع للفرد اثنين وستين عاما.

ما من مؤامرة للشيخوخة في هذا المقام، وما من ناد للمواطنين كبار السن يسعى إلى السيطرة على العالم. ولكن أمرا باعثا للقلق يحيق بعالم يفككه الأشخاص الذين تحددت حياتهم ببنيان ما بعد الحرب العالمية الثانية. فقد ولد ترامب في عام 1946، أي العام الذي عقدت فيه الأمم المتحدة اجتماع جمعيتها العامة الأول. وولد نتنياهو بعد عام من تأسيس إسرائيل. وولد مودي في عام 1950 مع تحول الهند إلى جمهورية. ووصل بوتين إلى العالم في أكتوبر من عام 1952 قبل أشهر من وفاة ستالين. وأعقبه على الفور شي جينبنج في يونيو من عام 1953. فهؤلاء القوم هم أبناء عالم ما بعد الحرب العالمية، وفيما هم يدنون من نهاية آجالهم، يبدون عازمين على تمزيق هذا العالم شر تمزيق. بل إن الأمر يوشك أن يكون انتقاميا. ولقد حثنا الشاعر ديلان توماس قائلا "ثوروا، ثورا على احتضار النور". فلم يبد أن بيته هذا يصدق حرفيا مثلما يصدق الآن.

صحيح أن النظام العالمي القائم على القواعد طالما بدا أشد فوضوية في التطبيق مما يبدو على الورق، لكن المثال على الأقل كان موجودا. وكان ثمة إطار أخلاقي مشترك، مهتز نعم، لكنه صادق، وقائم على قناعة بأن الإنسانية لا ينبغي أبدا أن تكرر الأعمال الوحشية التي شهدتها في النصف الأول من القرن العشرين، وبأن الحوار والدبلوماسية خير لنا جميعا. لكن هذه القناعة تلاشت الآن، وبخاصة في عقول من ينبغي أن يحتفوا بها أكثر ممن عداهم.

هذه لحظة غير مسبوقة. فالمهندسون الذين وضعوا تصميم الفوضى العالمية السابقة ـ أعني هتلر وموسوليني وستالين وماو ـ كانوا جميعا في الثلاثينيات والأربعينيات حينما وصلوا إلى السلطة. وجاء جيل جديد فأقام عالما جديدا وعاش في عواقبه. واليوم يجري تفكيك ذلك العالم الجديد على أيدي جيل قديم، لن يعيش ليرى الحطام الذي سيتركه وراءه. فمن السهل الهتاف بشعار التحفيز على التنقيب عن الثروة النفطية "احفر يا حبيبي احفر"، ولكنها سهولة لا تتوافر إلا لمن لا يحتمل أن يعيشوا ليعانوا أسوأ انهيار مناخي، أي "أنا ومن بعدي الطوفان" كما يقال.

قد تظنون أن جيلا سعيد الحظ انتفع بطول العمر سوف يترك وراءه إرثا من الرعاية والامتنان والاهتمام بالعالم. لكنا ما نشهده بدلا من ذلك هو أسوأ انبعاث للقمع والعنف والإبادة الجماعية والإبادة البيئية وازدراء القانون الدولي منذ عقود، ويجري ذلك كله في أغلب الأحيان على أيدي قساة القلوب من السبعينيين والثمانينيين الذين يبدون أحرص على الإفلات من القانون منهم على حفظ السلام.

ولا ينبغي أن يكون الأمر بالضرورة على هذا النحو. فبعد خروجه من السلطة، أسس نيلسن مانديلا "الحكماء"، وهي شبكة من حكام سابقين تعمل من أجل تعزيز السلام والعدالة وحقوق الإنسان. وباستلهام للمواريث الأفريقية الخاصة بالتوافق وحكمة الشيوخ، يعد الحكماء مثالا لما يمكن أن يجلبه التقدم في العمر من صفاء في الرؤية وعطف وضمير، وليس محض نفوذ.

ليست المشكلة في الشيخوخة. وإنما في كيفية اختيار البعض لاستعمالها. وليس العالم بحاجة إلى مزيد من الطغاة الطاعنين في السن المتشبثين في السلطة. إنما هو بحاجة إلى الكبار العازمين على التخلي، والتوجيه. أولئك الذين يفكرون في الإرث لا بوصفه مجدا شخصيا، بل بوصفه عالما يتركونه لمن يعقبونهم. وفي عصر الشيخوخة هذا، ما نحتاج إليه ليس السيطرة، وإنما الحكمة. وذلك في نهاية المطاف هو ما يفرق بين الحاكم والقائد.

كاتب المقال فيلسوف هولندي مرموق.

ذي جارديان- 28 يونيو 2025

مقالات مشابهة

  • غرينكويتش يتولى قيادة الناتو في أوروبا: التحديات تتزايد أمام الحلف
  • فيما يحتاج العالم إلى الحكماء يحكمه القساة
  • دقيقة صمت في «أوروبا للسيدات» حداداً على وفاة جوتا
  • دقيقة حداد على وفاة ديوجو جوتا في مباراة البرتغال وإسبانيا
  • النرويج تكتب التاريخ أمام سويسرا في أمم أوروبا للسيدات
  • وفيات بإسبانيا وفرنسا.. حرائق ضخمة تلتهم 1000 هكتار من غابات أوروبا
  • لبؤات الأطلس يواصلن الإستعداد لخوض نهائيات كأس أفريقيا وعينهن على التتويج
  • بوروسيا دورتموند يكمل عقد المتأهلين لربع نهائي مونديال الأندية
  • اليوم.. منتخب السيدات العراقية أمام النظير الهندي
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا