إطار عالمي جديد لجعل تداول الكيماويات أكثر أماناً للبشر والبيئة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يواصل العالم جهوده للحد من ظاهرة التغيرات المناخية، ووقف تدهور التنوع البيولوجي، في الوقت الذي تبرز قضية التلوث كواحدة من أبرز الأزمات التي تضع البشر في مختلف أرجاء الكوكب، أمام تحديات جسيمة.
وبهدف جعل تداول الكيماويات والتعامل معها أكثر أماناً للبشر وللنظم البيئية، توصل المشاركون في الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي لإدارة المواد الكيميائية (ICCM-5)، إلى رسم خارطة طريق، تتضمن وضع مجموعة من القواعد الجديدة للتعامل الآمن مع المواد الكيماوية.
وفي ختام المؤتمر، الذي عقدته الأمم المتحدة في مدينة بون، غرب ألمانيا، وجمع مسؤولي الحكومات من مختلف دول العالم، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وعددا من رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص، إضافة إلى لفيف من الخبراء، عن إطلاق إطار عالمي جديد للمواد الكيميائية.
التخلي عن استخدام المواد الكيماوية الأكثر خطورةوأعرب المشاركون في المؤتمر، في بيان مشترك، عن التزامهم بجعل التعامل مع المواد الكيماوية على مستوى العالم، أكثر أماناً، والتخلي قدر الإمكان عن استخدام المواد الكيماوية الأكثر خطورة، كما تضمن البيان تطبيق نظام لتصنيف وتمييز المواد الكيماوية في المزيد من الدول، كما تقرر إنشاء صندوق للتعامل الآمن مع المواد الكيماوية.
يتضمن الإطار العالمي للمواد الكيميائية، الذي حظي بترحيب دولي واسع، 28 هدفاً، تهدف إلى تحسين الإدارة السليمة للمواد الكيميائية والنفايات، كما ترسم، في مجملها، خارطة طريق للبلدان وأصحاب المصلحة، بشأن التعامل بشكل تعاوني مع دورة حياة المواد الكيماوية، بدايةً من مرحلة الإنتاج، حتى مرحلة التخلص من النفايات.
كما اعتمد المؤتمر الدولي الخامس لإدارة المواد الكيميائية «إعلان بون»، وهو بيان سياسي تمت صياغته على مدى عدة أشهر من المشاورات، وهو ما يوفر زخماً سياسياً لدفع تنفيذ الإطار العالمي الجديد للمواد الكيميائية.
تحالف عالمي للحد من المبيدات شديدة الخطورةوأطلق المؤتمر تحالفاً عالمياً بشأن مبيدات الآفات شديدة الخطورة، فضلاً عن عملية لإنشاء برامج تنفيذ للإطار الجديد، من شأنها أن تؤدي إلى مبادرات جديدة، تشمل المستخدمين الرئيسيين للمواد الكيميائية، مثل قطاعات النسيج والبناء.
وفيما يتعلق بالتمويل، اقترحت المجموعة الأفريقية، بدعم من مجموعة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والعديد من المنظمات غير الحكومية، فرض «رسوم» على المواد الكيميائية الأساسية، التي تستخدم كمواد وسيطة، بحيث توافر مورداً مستقلاً لتمويل صندوق خاص بدعم الإدارة السليمة للمواد الكيميائية.
إلا أن بعض الأطراف الأخرى، منها ذلك الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وإيران والهند وباكستان، فرض هذه الرسوم، مشيرين إلى أن الاتفاقية «طوعية»، لا ينبغي أن تتضمن ضريبة أو رسوما أو إنشاء صندوق خاص.
وفي ختام المؤتمر، وافق المندوبون على إحياء برنامج البداية السريعة للنهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية، تحت اسم مختلف، ولكن باختصاصات مماثلة.
رؤية لكوكب خال من أضرار المواد والنفايات الكيميائيةوأكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ترحيبه بالإطار العالمي الجديد للمواد الكيميائية، معتبراً أنه يتضمَّن إجراءات محددة لمنع التجارة غير المشروعة في الكيماويات والنفايات الكيماوية، بالإضافة إلى تنفيذ الأطر القانونية الوطنية بهذا الصدد، والتخلص من المبيدات الحشرية شديدة الخطورة، في قطاع الزراعة، بحلول عام 2035.
وأوضح البرنامج الأممي أن الإطار الجديد يقدم رؤية لكوكب خال من الأضرار الناجمة عن المواد الكيميائية والنفايات، من أجل مستقبل آمن وصحي ومستدام، مشيراً إلى أنه يأتي كجزء مهم ضمن نسيج أوسع من الاتفاقيات الدولية، مثل أهداف التنمية المستدامة، ووإطار «كونمينغ – مونتريال» للتنوع البيولوجي، والمعاهدة العالمية بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، والتي ما زالت قيد التفاوض.
وقالت وزيرة البيئة الألمانية، شتيفي ليمكه، إن «إنتاج المواد الكيماوية يتزايد بشكل سريع، لهذا السبب، حان الآن الوقت للحد من التلوث العالمي»، وتابعت الوزيرة التي تنتمي إلى حزب الخضر في ألمانيا: «تمكن المشاركون من الاتفاق على أهداف طموحة للمستقبل، وعلى إجراءات فعالة لإدارة آمنة للمواد الكيميائية في كل أنحاء العالم».
ووفق تقديرات دولية، فإنه من المتوقع أن يتضاعف إنتاج المواد الكيميائية بمقدار أربعة أضعاف على الأقل، في الفترة بين عامي 2000 و2030، كما أن قواعد التعامل مع المواد الكيميائية تشهد تباينات كبيرة بين مختلف الدول على مستوى العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تغير المناخ التنوع البيولوجي الأمم المتحدة ألمانيا التلوث المواد الکیمیائیة مع المواد
إقرأ أيضاً:
«بريسايت» تعزز ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للمرافق
تُواصل شركة «بريسايت» التابعة لمجموعة G42 والمدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ترسيخ موقعها كشركة إماراتية رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، من خلال تطوير حلول مبتكرة تدعم التحوّل الرقمي وتُعزز جاهزية المؤسسات الحكومية والخاصة لمستقبل قائم على التكنولوجيا المتقدمة.
وقال الدكتور عادل الشارجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في «بريسايت» في تصريح لوكالة انباء الإمارات «وام» إن الشركة تمضي قدماً في تمكين المؤسسات والمجتمعات من خلال دمج تحليلات البيانات بالذكاء الاصطناعي التوليدي لإيجاد حلول ذكية تُسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة واستشرافية. وأكد التزام «بريسايت» بالمساهمة في بناء مستقبل أكثر أمناً واستدامة، مشيراً إلى أن «بريسايت» تقدم مجموعة متكاملة من المنتجات والمنصات الذكية التي تستهدف قطاعات استراتيجية، تشمل الأمن، والطاقة، والنقل، والإعلام، والرعاية الصحية، ما يجعلها واحدة من أبرز الجهات الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التطبيقي على مستوى المنطقة. وأشار إلى أنه خلال الأشهر الماضية، أبرمت «بريسايت» عدة اتفاقيات وشراكات نوعية، كان من أبرزها توقيع اتفاقية مع «الإمارات للإعلام» لإطلاق منصة إعلامية ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعاون مع المكتب الوطني للإعلام لتطوير منصة سحابية لتحليل البيانات الضخمة. كما أعلنت الشركة عن افتتاح أول مقر إقليمي لها في العاصمة الكازاخية أستانا، في خطوة تؤكد توجهها نحو التوسع الدولي وتصدير الحلول الإماراتية المبتكرة إلى الأسواق العالمية.
وعززت «بريسايت» مكانتها السوقية بعد أن سجلت نمواً قياسياً في إيراداتها بنسبة 115.1 % خلال الربع الأول من عام 2025، ما يعكس الطلب المتزايد على حلولها التقنية المتقدمة وثقة السوق في قدراتها الابتكارية. وضمن جهودها المستمرة لتطوير الحلول الذكية، طرحت «بريسايت» مؤخراً عدداً من المنتجات الجديدة، من أبرزها:
* منصة «Presight Synergy»: أُطلقت في فبراير 2025، وتعد منصة موحدة لإدارة البيانات والتحليلات، تدعم أكثر من 150 نموذج تعلم آلي، وتتكامل مع نماذج لغوية مثل GPT-4o وGemini وJais.
* منصة «Presight LifeSaver»: أُطلقت في أبريل 2025، وتُستخدم لإدارة الطوارئ والأزمات، عبر تحليلات بيانات تتيح الاستجابة السريعة واتخاذ قرارات مدروسة.
* مجموعة «Presight AI-Policing»: أُطلقت في مايو 2025 خلال قمة الشرطة العالمية، وتوفر حلولاً شرطية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التحقيق وتحليل الأدلة الجنائية.
* منصة «Presight Intelli»: تم الكشف عنها خلال معرض GITEX 2024، وتُستخدم في دعم البنية التحتية للمدن الذكية عبر تقديم رؤى تشغيلية فورية في قطاعات الطاقة، والنقل، والسلامة العامة.
وتُجسد إنجازات «بريسايت» التزامها بدعم «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031»، عبر تعزيز قدرات الدولة في توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الأمن، وتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التكنولوجي.