ما حدث يوم السابع من أكتوبر الجاري ٢٠٢٣ من جانب حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" كسر مفهوم الردع الإسرائيلي، وجاءت عملية طوفان الأقصى المفاجئة لتربك قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتضعه أمام العالم في وضع مخزٍ ومذل، فلقد أذهلت العملية العسكرية الفلسطينية غير المسبوقة الغرب، بل وأذهلت أمريكا التي لم تتوقع أن تنهار قوات الاحتلال الإسرائيلي على هذا النحو، وأمام هذا الانهيار، وأمام أعداد الضحايا، والأسرى والمصابين من أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، لم تملك إسرائيل بعد مرور ساعات من الصدمة إلا القيام بقصف شعب غزة الأعزل بالطائرات، والصواريخ والقنابل المحظورة، وبأمر من أمريكا والغرب، لتحويل غزة لكومة من التراب دون أي اعتبار، ومراعاة للنواحي الإنسانية، وحقوق الإنسان التي يقرها المجتمع الدولي، وتقرها القوانين الدولية، وكل ما تقوم به إسرائيل منذ يوم السابع من أكتوبر، وحتى الآن من عمليات وحشية ما هو إلا محاولة يائسة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، وحاخامات إسرائيل، لتغيير صورة الانكسار التي رآها العالم، ومن أجل استرجاع هيبتها، وسمعتها العسكرية، واستعادة العنجهية والغرور، ومفهوم الردع.
لقد كشفت الوقائع على الأرض أن جيش الاحتلال، وعتاده، ومستوطنيه، وكل إجرامه خلال كل تلك السنوات التي بدأت منذ أن زرع الغرب إسرائيل في المنطقة، وتمكينها من إقامة دولة صهيونية داخل الأراضي الفلسطينية والعربية، ورعاية أمريكا، ومساندتها لتلك الدولة وحكامها المتطرفين، وتزويدها بأحدث أنواع الأسلحة لم توفر يومًا لإسرائيل الأمن والأمان، ولم تنعم إسرائيل يومًا بالاستقرار والسلام، بل ولم يتمكن الإسرائيليون، والمستوطنون الذين أقاموا على أرض غيرهم أن يعيشوا عيشة طبيعية مطمئنة كباقي الشعوب، ويرجع ذلك إلى أنهم قد بنوا وطنهم على أرض الغير، ولم يدركوا خلال تلك السنوات أن أمريكا، وحلفاءها قد سخروهم من أجل مصالحهم، وليس من أجل مصلحة إسرائيل، ما يكشف أن تلك الدولة منذ إنشائها، وما مر بها من أحداث، وصراعات متواصلة مع العرب، والفلسطينيين أنها دولة مصطنعة، وقائمة على حق الآخرين، ولقد كشفت عملية "طوفان الأقصى" الأخيرة، وما سبقها من حروب، وعمليات فدائية فلسطينية من جانب المقاومة أن إسرائيل التي رفضت السلام، وتملصت من القوانين الدولية الملزمة بأنها هي التي دفعت الثمن، وأن أمريكا والغرب هم الذين ورطوا إسرائيل في تلك الحروب، والأكثر من ذلك أنهم هم من صنعوا التطرف والحكومات الإسرائيلية المتطرفة التي أجرمت في حق الشعب الفلسطيني خلال تلك السنوات، ولا تزال إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ المخطط الغربي الأمريكي، ومواصلة السير في الاتجاه الخاطئ، دون أن يدركوا أن كل ما يفعلونه ليس من أجل تأمين دولة إسرائيل، بل لصالح القوى الاستعمارية الصليبية التي تعمل من أجل مصالحها، وتأمين أطماعها بالمنطقة، ولا تزال إسرائيل وخلال مائة عام لم تتعلم الدرس، ولم تدرك أنها ما هي إلا مجرد حارس من جانب أمريكا والغرب لتلك المنطقة، وأن السلاح الذي تستمده من تلك البلدان لن يصنع السلام، وأن طريق تصديق الشيطان في وعوده نهايته الدمار، والخراب على غرار ما تعيشه إسرائيل الآن.
فهل يستفيق عقلاء إسرائيل، ويدركون تلك الخدعة التي تمارس عليهم من جانب أمريكا والغرب، ومن ثم انخراطهم في عملية السلام، وإعطاء الحقوق لأصحابها؟ أم ما يزالون يصدقون أن كل ما يقدم لهم من أسلحة، وحصون وحاملات طائرات ستوفر لهم الأمن والحماية مما هو آتٍ؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمریکا والغرب من جانب من أجل
إقرأ أيضاً:
صحيفة: أمريكا ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف "حرب غزة"
واشنطن- الوكالات
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر مطلع بأن أعضاء في إدارة ترامب أخبروا إسرائيل بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن الدولة العبرية إن لم تنه الحرب في قطاع غزة.
وقال المصدر "إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع إنها الحرب في غزة ومعه الأغلبية إن أراد ذلك، لكنه يفتقر (نتنياهو) لإرادة السياسية"، على حد قوله.
وأضاف قائلا أن "نتنياهو روّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد على أنها مجرد مسألة شكلية".
وتابع المصدر "ضغوط ترامب تزايدت في الأيام الأخيرة مع استدعاء إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتصعيدها قصف غزة واقترابها من نقطة اللاعودة في الحرب".
ويواجه نتنياهو ضغوطاً من المتشددين الدينيين القوميين في حكومته الذين يصرون على مواصلة الحرب في غزة حتى إنزال هزيمة ساحقة بحماس، ومن باقي المواطنين الإسرائيليين الذين يتزايد ضيقهم بالصراع الدائر منذ أكثر من 18 شهراً. وانحاز نتنياهو حتى الآن إلى صف المتشددين.