شيخ الرفاعية لـ صدى البلد: عودة الموالد إنجاز لا ينكره إلا مغرض.. أمامنا فرصة من ذهب لتصحيح صورة التصوف.. والرئيس السيسي المرشح الأمثل لهذه الفترة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يواصل موقع صدى البلد لقاءته مع شيوخ الطرق الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى للتصوف، وذلك من خلال حوار مع الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، الذي أكد بأن الفرصة سانحة وتقدم على طبق من ذهب لأتباع التصوف لنشر وسطيتهم وملء الفراغ الذي يعانيه المجتمع المصري، خاصة في ظل تمتع الصوفية بنحو 80 % من التواجد الشعبي، وإلى نص الحوار.
الصوفية في الوقت الراهن أمام فرصة مقدمة على طبق من ذهب، فما نلمسه من دعم القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي غير المحدود، لنشر الفكر الوسطي والمعتدل الذي هو أساس التصوف القائم على الزهد والمحبة والرغبة في إعمار الكون دون فساد وإفساد كما نراه من بعض المتطرفين، يجعلنا الفصيل الأمثل والأكثر حظوظًا على الساحة المصرية، ونمتلك بفضل الله تعالى ما يقرب من 80% من الحضور الشعبي اللافت للأنظار سواء في الندوات والمؤتمرات العلمية التي بدأت المشيخة العامة للطرق الصوفية في عقدها بمقر المشيخة وفي المحافظات المختلفة أو من خلال المؤتمرات الجماهيرية والموالد بالمحافظات المختلفة.
عودة الموالد هو جزء من الإنجازات التي نقدر للدولة المصرية نجاحها في 3 أعوام رغم التحديات الصحية والاقتصادية والسياسية، فكان لها أن قامت بواجبها تجاه أضرحة آل البيت والأولياء رضوان الله عليهم أجمعين، فكان لها الفضل بعد المولى تبارك وتعالى في الخروج بمصرنا الحبيبة من الوباء الذي أصاب الكرة الأرضية جمعاء وعانت منه الدول دون النظر إلى المستوى الصحي الذي تملكه، واليوم بفضل الله انتهينا من موالد سيدي أحمد البدوي، ونستعد لموالد السيدة فاطمة النبوية الذي نقيم الاحتفالات به مساء اليوم الاثنين من مسجدها العامر بحي الدرب الأحمر.
- اهتمام الدولة بالأضرحة وصيانتها كيف تنظرون إليه؟كما سبق وأشرت نحن كصوفية نحيا العصر الذهبي خلال فترة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي مد لنا يده وقام بتطوير المساجد والأضرحة على حد سواء، بداية من مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه، مرورًا بالسيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، وستنا السيدة نفيسة رضي الله عنها، والسيدة فاطمة النبوية وغيرها من المساجد التي يجرى العمل بها على قدمٍ وساق، ونحن نقدر للدولة هذه الرعاية ونشد على يدها من أجل الاستمرار.
- ماذا عن دور الصوفية في تحقيق ونشر الفكر الوسطي خلال الفترة المقبلة؟كما قلت الصوفية أمام فرصة مقدمة على طبق من ذهب لأنه لا يوجد فصيل غيرهم، فصيل وسطي ومعتدل، لا يسعى ولا يطمع في أي شيء سوى الوصول إلى طريق الاستقامة والزهد، فيكفيه “حتة عيش مرحرح بدقة تكفيني”، هذا الوقت هو وقت الصوفية، وهم يقومون بورهم الآن من خلال المؤتمرات العلمية بالمشيخة العامة، وبدأ التواجد بندوات وتواجد يصل لـ 80%، ونسعى من خلال العلماء لتصحيح المفاهيم والصورة الخاطئة عن الإسلام والتصوف بما نملكه من كوادر سواء الدكتور علي جمعة أو الدكتور مجدي عاشور وغيرهما الكثير من علماء الوسطية وأعلامها في مصر والعالم الإسلامي.
- البعض يتهمكم بالبدع والمخالفات فما ردكم على ذلك؟ما يشاع عن المخالفات هو جزء من عدم الإنصاف الذي نحياه ونعيشه بفضل تواجد جماعات وأفكار متشددة في المجتمع، فالحكم على الصوفية من خلال موالد هي شعبية بالأساس قبل أن تكون صوفية هو خيبة، فنحن كصوفية نجد جموع الشعب بمختلف طبقاته وشرائحه ومعتقداته يشاركون في الاحتفالات سواء الاحتفال بالمولد النبوي أو غير ذلك من الاحتفالات التي يراها المصريون بهجة وسرور وأعياد لا تقل عن المناسبات والأعياد الوطنية، وهذا لا يعني أننا لا نرصد مخالفات ونتعامل معها بحزم سواء داخل الطريقة أو الطرق المختلفة وقد يواجه المخالفين للنهج الصوفي العزل والطرد والحرمان وهي أمور لا نقرها ولا نقبلها فالمنهج الصوفي هو امتداد لرسالة ونهج خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا ينحرف عنه أبدا.
- مؤخرًا كانت لكم دعوات لدعم الانتخابات الرئاسية 2024، فماذا عن مرشحكم؟الجمعية العمومية للمشيخة العامة للطرق الصوفية اجتمعت الشهر الماضي، وكان هناك اجماع على دعم وتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن هناك إنجازات قام بها على أرض الواقع، وهي ملموسة في مقدمتها الأمن والأمان، وما نحياه في مصر من استقرار بعد فترة عصيبة وما تشهده المنطقة المحيطة بنا من اضطرابات وانفلات أمني وتناحر يحيط بمصر من كافة الجهات، ونرى في المقابل الثبات المصري ما يؤكد أننا أمام المرشح الأمثل لهذه الفترة.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التصوف هو منهج التربية الروحي والسلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان، التي عرَّفها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» متفق عليه؛ فالتصوف برنامج تربوي، يهتم بتطهير النفس من كل أمراضها التي تحجب الإنسان عن اللهِ عزَّ وجل، وتقويم انحرافاته النفسية والسلوكية فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع الله ومع الآخر ومع الذات.
والطريقة الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها ذلك التطهير النفسي والتقويم السلوكي، والشيخ هو القيم أو الأستاذ الذي يقوم بذلك مع الطالب أو المريد.
والطريقة الصوفية ينبغي أن تتصف بما يلي:
أولًا: التمسك بالكتاب والسنة؛ إذ إن الطريقة الصوفية هي منهج الكتاب والسنة، وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو ليس من الطريقة، بل إن الطريقة ترفضه وتنهى عنه.
ثانيًا: أن لا تكُون تعاليمُ الطريقة تعاليمَ منفصلةً عن تعاليم الشريعة، بل لا بد أن تكون من جوهرها.
وللتصوف ثلاثة مظاهر، هي: الاهتمام بالنفس ومراقبتها وتنقيتها من الخبيث، وكثرة ذكر الله عز وجل، والزهد في الدنيا وعدم التعلق بها والرغبة في الآخرة.
أما عن الشيخ الذي يلقِّن المريدين الأذكار ويعاونهم على تطهير نفوسهم من الخبث، وشفاء قلوبهم من الأمراض، فهو القيم، أو الأستاذ؛ يرى منهجًا معينًا هو الأكثر تناسبًا مع هذا المريض، أو تلك الحالة، أو هذا المريد أو الطالب، وكان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصح كل إنسان بما يقربه إلى الله وفقًا لما هو أنسب لنفسه، فيأتيه رجل، فيقول له: يا رسول الله، أوصني، فيقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « لاَ تَغْضَبْ» رواه البخاري، ويأتيه آخر يقول: أخبرني عن شيء أتشبث به، فيقول له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» رواه أحمد، وغيره، وكان مِن الصحابة رضوان الله عليهم مَن يكثر مِن القيام بالليل، ومنهم من يكثر من قراءة القرآن، ومنهم من كان يُكثر من الجهاد، ومنهم من كان يكثر الذكر، ومنهم من كان يكثر من الصدقة.
وهذا لا يعني ترك شيء من العبادة، وإنما يلتزم المسلم بالواجبات، ثم يكثر من العبادة التي يجد قلبه عندها؛ فتوصله إلى الله عز وجل، وعلى أساسها تتعدد أبواب الجنة؛ فالمداخل متعددة والجنة واحدة؛ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « لِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُدْعَوْنَ مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَلِ، وَلِأَهْلِ الصِّيَامِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ» رواه أحمد؛ فكذلك الطرق تتعدد المداخل والأساليب وفقًا للشيخ والمريد نفسه، فمنهم من يهتم بالصيام، ومنهم من يهتم بالقرآن أكثر ولا يهمل الصيام.. وهكذا.
وبذلك يتبين أن التصوف علم -شأنه شأن كل العلوم -له موضوعه وله أهله وله قيِّمُه وله طريقته ومنهجه، وسلوك الطريقة لجوء لأهل الاختصاص في هذا الباب، والميزان في الحقيقة مرده للكتاب والسنة مع التخصص والعمق في فهم مداخل النفوس البشرية.
وبناءً على ذلك: فالتصوف علم من علوم الشريعة الإسلامية، والسلوك على يد شيخ والانضواء في طريقة أمر شرعي لا بأس به إذا تم بالضوابط والمعايير السابقة، والطرق المسماة في السؤال طرق صوفية مشهود لكثير مِن أعلامها بالفضل والتحقق على منهج الكتاب والسنة، على أن الاعتبار إنما هو بتحقق الضوابط.
شيخ الرفاعية لـ صدى البلد: داعمون للرئيس السيسي لاستكمال مسيرة التنمية والبناءفيما كشف الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، عن تأييد طريقة القطب الصوفي الكبير الشيخ أحمد الرفاعي في مصر، للرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن الانتخابات الرئاسية 2024، وذلك لما تمتعت به الدولة المصرية من استقرار وأمان، ولما تشهده الدولة من تحديات تهدد الأمن القومي.
وقال الرفاعي، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إن الطريقة جزء لا يتجزأ من هذا الوطن وتؤمن بأن دعم استقرارها مقدم على ما سواه من أمور ومسائل وخلافات وما يفرق أبناؤه أكثر مما يوحد شملهم، لافتًا إلى أن أبناء الطريقة الرفاعية وقياداتها، أعلنوا تضامنهم الكامل والدائم لقرارات القيادة السياسية المصرية الحكيمة، كما أعلنوا تأييدهم للرئيس عبد الفتاح السيسي وترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لاستكمال مسيرة التنمية والبناء، واستمرار الأمن والأمان في مصرنا الحبيبة خلال مشاركتهم في احتفالات مولد القطب الصوفي العارف بالله السيد أحمد البدوي والذي يقام لأول مرة منذ 3 سنوات الأمر الذي يعكس إنجازات الدولة الملموسة وغير قابلة للشك.
ولفت شيخ الطريقة الرفاعية إلى أن أبناء الطريقة الرفاعية قاموا بالإعلان عن دعمهم للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة وذلك خلال موكب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بعدما قاموا برفع لافتات التأييد مع لافتات وأعلام الطريقة، كما قام أبناء الطريقة في كثير من محافظات مصر بتعليق لافتات التأييد على منازلهم وفي الشوارع والميادين العامة كما سارعوا فور البداء في لعمل التوكيلات للرئيس عبد الفتاح السيسي في مكاتب الشهر العقاري في جميع محافظات مصر .
وشدد شيخ الطريقة الرفاعية ، على أن المشيخة ستقوم بعمل لجان متابعة للعملية الانتخابية في جميع محافظات، على أن تعلن عن مكان اللجنة الرئيسية بعد تجهيزها لمباشرة عملها وسوف تكون اللجنة الرئيسية برئاسة الشيخ محمود طارق ياسين الرفاعي نائب عام الطريقة الرفاعية، داعيًا أبناء الطريقة من نواب وخلفاء ومريدين إلى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى يستكمل ما قام به من مشاريع لبناء مصر جديدة على غرار جميع الدول المتقدمة التي كنا نحلم بأن تكون مصر مثل تلك الدول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرفاعية الطرق الصوفية نشر الفكر الوسطي الانتخابات الرئاسية 2024 التصوف الطريقة الصوفية الرئیس عبدالفتاح السیسی صلى الله علیه وآله وسلم الانتخابات الرئاسیة الطریقة الصوفیة صدى البلد ومنهم من من خلال ن یکثر فی مصر من ذهب یکثر م منهج ا
إقرأ أيضاً:
ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك
يبحث الكثيرون كل أسبوع عن ما هو الدعاء الذي لا يرد في يوم الجمعة ؟، لما عرفوا فضله العظيم ، وذلك ليس فقط من كون دعاء يوم الجمعة من الأدعية المستجابة وإنما لأنه أيضًا أحد الوصايا النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حيث حثنا على اغتنام دعاء يوم الجمعة وتحري ساعة الاستجابة، ولعل هذا ما يفسر بحثهم عن ما هو الدعاء الذي لا يرد في يوم الجمعة ؟، فبه تفتح أبواب الفرج وتُقضى حوائجهم وينالوا السعادة في الحياة والفوز في الدنيا والآخرة.
ورد في سؤال : ما هو الدعاء الذي لا يرد في يوم الجمعة ؟، أن يوم الجمعة هو يوم عظيم مبارك، حيث تتنزل فيه الرحمات وتحتفل فيه الملائكة في السماوات العُلى وهو عيد المُسلمين، كما أن فيه ساعة إجابة، لذا ينبغي أن يتحراها الإنسان.
وجاء في إجابة سؤال: « ما هو الدعاء الذي لا يرد في يوم الجمعة ؟»، أن في يوم الجمعة ساعة إجابة، لذا ينبغي أن يتحراها الإنسان، والعمل فيه أعمالًا صالحة، وأن يذكر الله، وأن تخشع القلوب، والجوارح ساكنة خشية لله تعالى.
وورد في إجابة سؤال: ما هو الدعاء الذي لا يرد في يوم الجمعة ؟، أنه ما ورد بقوله تعالى: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» الآية 286 من سورة البقرة.
وفي تفسيره، ورد أن ( ربنا لا تؤاخذنا إن [ نسينا ] ) أي : إن تركنا فرضا على جهة النسيان ، أو فعلنا حراما كذلك ، ( أو أخطأنا ) أي : الصواب في العمل ، جهلا منا بوجهه الشرعي ، وقد تقدم في صحيح مسلم لحديث أبي هريرة : " قال الله : نعم " ولحديث ابن عباس قال الله : " قد فعلت " .
وروى ابن ماجه في سننه ، وابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي ، عن عطاء قال ابن ماجه في روايته : عن ابن عباس . وقال الطبراني وابن حبان : عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه " .
وقد روي من طرق أخر وأعله أحمد وأبو حاتم والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن شهر ، عن أم الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث : عن الخطأ ، والنسيان ، والاستكراه " قال أبو بكر : فذكرت ذلك للحسن ، فقال : أجل ، أما تقرأ بذلك قرآنا : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
وقوله : ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أي : لا تكلفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها ، كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والآصار التي كانت عليهم ، التي بعثت نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به ، من الدين الحنيف السهل السمح .
وقد ثبت في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله : نعم " ، وعن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله : قد فعلت " . وجاء الحديث من طرق ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بعثت بالحنيفية السمحة " .
وقوله : ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) أي : من التكليف والمصائب والبلاء ، لا تبتلينا بما لا قبل لنا به ، وقد قال مكحول في قوله : ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) قال : الغربة والغلمة ، رواه ابن أبي حاتم ، " قال الله : نعم " وفي الحديث الآخر : " قال الله : قد فعلت " .
وقوله : ( واعف عنا ) أي : فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا ، ( واغفر لنا ) أي : فيما بيننا وبين عبادك ، فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة ، ( وارحمنا ) أي : فيما يستقبل ، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر ، ولهذا قالوا : إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء : أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه ، وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم ، وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره . وقد تقدم في الحديث أن الله قال : نعم . وفي الحديث الآخر : " قال الله : قد فعلت " .
وقوله : ( أنت مولانا ) أي : أنت ولينا وناصرنا ، وعليك توكلنا ، وأنت المستعان ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك ( فانصرنا على القوم الكافرين ) أي : الذين جحدوا دينك ، وأنكروا وحدانيتك ، ورسالة نبيك ، وعبدوا غيرك ، وأشركوا معك من عبادك ، فانصرنا عليهم ، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة ، قال الله : نعم . وفي الحديث الذي رواه مسلم ، عن ابن عباس : " قال الله : قد فعلت " .
وقال ابن جرير : حدثني المثنى بن إبراهيم ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، أن معاذا ، رضي الله عنه ، كان إذا فرغ من هذه السورة ( فانصرنا على القوم الكافرين ) قال : آمين ، ورواه وكيع عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن معاذ بن جبل : أنه كان إذا ختم البقرة قال : آمين .
أفضل دعاء يوم الجمعةوكذلك قوله تعالى: «رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ » الآية 192 من سورة آل عمران، وقوله تعالى: «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ» الآية 193 من سورة آل عمران.
وهناك أدعية أخرى تعد من أفضل دعاء يوم الجمعة ، هي: ربي اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، فإنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إنا نسألك بموجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، بالإضافة إلى أن كل ما يأتي على لسان الإنسان من دعاء طيب، فليدعو به ربه، فالمسألة ليست مُقيدة في موضوع الدعاء.
فضل يوم الجمعةوأوضحت دار الإفتاء، أن من خصائص الأمة المحمدية، مستشهدة بحديث رسول الله« أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ»
وأضافت أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، ذاكرةً أنّ من مات في يوم الجمعة، أو ليلتها وقاه الله فتنة القبر، مستشهدة بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حيث قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ،
وفي سياق حديثها عن فضل يوم الجمعة، ذكرت حديث رسول الله« خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ»