مشاهير السوشيال ميديا «عين على فلسطين».. «دورنا نتكلم ودورك توصّل»
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
منذ اندلاع أحداث العدوان الإسرائيلي على فلسطين، وتحولت منصات التواصل الاجتماعي التي هي أمل الفلسطينيين في إيصال صوتهم، إلى أداة لحجب وحظر كافة الأحداث المتعلقة بالجانب الفلسطيني، ووصل الأمر إلى منع استخدام ألفاظ مثل «فلسطين» أو «قتل أطفال غزة» أو استخدام وسوم «طوفان الأقصى» أو «الإبادة»، وهو ما واجه معه بعض المستخدمين إلى حظر منشوراتهم وحجبها بالكامل.
ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي من حجب المحتوى الفلسطيني يُعرف باسم shadow ban أو المنع المضلل، وحينها لا يعلم المستخدم أنّه غير مرئي على المنصة ولا يصل إليه أي تنبيه بذلك، فـ هو ينشر ولا أحد يرى، لذا لجأ بعض المشاهير والمؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حيل التطبيق الخوارزمية التي تتبناها المنصات.
القضية الفلسطينية كانت دافعًا للعديد من المؤثرين ممن لديهم ملايين المتابعين على صفحاتهم الشخصية في إيصال صوت الشعب الفلسطيني ونقل الصورة الحية لما يحدث هناك بعدة لغات تنوعت بين الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية عبر منصات «فيس بوك» و«إنستجرام» و«إكس» و«تيك توك»، وذلك في مواجهة سياسات شركة «ميتا» التي أوضح خبراء التكنولوجيا أنّها لا تقف عند نفس المسافة فيما يتعلق بالأخبار المتداولة على منصاتها.
وسخّر مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي صفحاتهم حتى تكون عين الحقيقة للأحداث الجارية في فلسطين، ونشرها بكل لغات العالم في مواجهة النشاط الإعلامي الغربي الذي اعتبره البعض أنّه غير منصفًا ويتيحيز لجانب جيش الاحتلال على حساب الجانب الفلسطيني، من خلال ترجمة ما يحدث في غزة عن طريق بعض مقاطع الفيديو التي تكشف كذب وتضليل الإعلام المؤيد للعدوان الإسرائيلي.
فـ على سبيل المثال خرجت فرح الكردي التي يتابعها أكثر من مليون شخص، في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية تتحدث عن تطورات الوضع في فلسطين، وعلقت عليه قائلة: «إسرائيل تأمر بإجلاء مليون شخص من غزة خلال 24 ساعة!!! العالم لا يكتفي بالمشاهدة بل بتزوير الحقيقة!»، وظهرت في مقطع الفيديو تقول إنّ الأحداث تتطور للأسوأ، خاصة وأنّ الضربات الجوية محت مناطق سكنية كاملة وأغلقت الشوارع، حتى الإسعاف أصبح لا يتمكن من الوصول للمواطنين بعد الآن: «ما يحدث جريمة ضد الإنسانية، إبادة جماعية والعالم فقط يشاهد!».
View this post on Instagram
A post shared by Farah ElKordy فرح الكردى AI (@farahelkordy_)
أما كريم قباني الذي يتابعه نحو 270 ألف شخص نشر أكثر من مقطع فيديو على «إنستجرام» باللغتين الفرنسية والعبرية التي تعلّمها خصيصًا بهدف توصيل رسالة للعالم يدعم خلالها القضية الفلسطينية، يقول: «لو فعلًا مش عارفين اللي بيحصل بشجعكم أنكم تروحوا تشوفوا الناحية التانية إيه اللي بيحصل، وتشوفوا وجهات نظر تانية، تشوفوا الأمور من وجهة نظرهم وخلي عندك إنسانية وذكاء كفاية عشان تفهم».
View this post on Instagram
A post shared by Karim Kabbany كريم قباني (@karimkabany)
الإعلام الغربي يتبنى سياسة التعتيموبالمثل حرصت نورات طارق السيد التي يتابعها أكثر من مليون شخص على إنستجرام بنشر مقطع فيديو بهدف دعم القضية الفلسطينية، التي دعت من خلاله متابعيها بضرورة نشر المحتوى الذي يدعم الشعب الفلسطيني خاصة في ظل التعتيم الإعلامي الغربي: «أنا كصانعة محتوى دوري أتكلم، وأنت دورك تنشر، العالم كله بيتكلم عن اللي بيحصل، أنا واللي زيي بنقدم قطعة من المعلومة، والمعلومة دي أنت اللي هتساعد أنها هتطلع، اوعى تستهون بقوة السوشيال ميديا، احنا دورنا أننا نوصل للعالم حقيقة اللي بيحصل، لأنهم كل اللي بيحاولوا يعملوه هو التعتيم لأنهم مش عايزين الحقيقة توصل وتبان، لكن احنا دورنا نوصل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مشاهير التواصل الاجتماعي القضية الفلسطينية أحداث فلسطين العدوان الإسرائيلي جيش الاحتلال الإسرائيلي دعم فلسطين غزة فلسطين التواصل الاجتماعی اللی بیحصل ما یحدث
إقرأ أيضاً:
شهادة العريس وصديقة والمصور| أسرار فيديو صلاة عروسين خلال سيشن هزّ السوشيال ميديا
بين ليلة وضحاها، وجد عروسان نفسيهما في قلب عاصفة من الجدل بعد انتشار مقطع قصير يُظهرهما أثناء أداء الصلاة في يوم زفافهما. ما كان لحظة خاصة ومعبّرة عن ارتباطهما الروحاني، تحوّل فجأة إلى مادة للتريند، تسببت في موجة واسعة من الانتقادات والتعليقات القاسية، وأثارت تساؤلات حول حدود الخصوصية في زمن السوشيال ميديا.
وفي أول تعليق مباشر، خرج العريس عن صمته، كاشفًا تفاصيل لم تكن معروفة حول الفيديو، ومؤكدًا أن ما حدث كان انتهاكًا صارخًا لخصوصيتهما، وليس بحثًا عن ضوء أو شهرة كما افترض البعض.
وفي هذا التقرير، نستعرض القصة كاملة، كما رواها العريس، وصديقة العروسين، والمصور الذي نشر الفيديو، لنضع تفاصيل الأزمة تحت الضوء.
“مصور مجهول… وفيديو بلا إذن”بدأ العريس حديثه بالتأكيد أن المقطع تم تصويره دون أي معرفة مسبقة بالشخص الذي التقطه، مشددًا على انتهاك خصوصيتهما في يوم كان يفترض أن يكون من أسعد أيام حياتهما.
وقال لموقع صدى البلد: “إحنا كنا متوضيين وكل حاجة تمام… واللي صوّر لا نعرفه ولا يعرفنا، وصوّر من غير استئذان مضيفا أن محاولاته لإزالة الفيديو باءت بالفشل
وقال: “طلبت منه يمسح الفيديو، لكنه بسبب الريتش والمشاهدات رفض يشيله.”
وهذا الرفض زاد من شعور العروسين بأن خصوصيتهما استُغلت لتحقيق انتشار، رغم أن لحظة صلاتهما كانت خالصة وبعيدة عن أي نية للظهور.
“لا نبحث عن ترند.. ولا نعلم بالفيديو أصلًا”نفى العريس بشكل قاطع الاتهامات التي لاحقتهما بأنهما يسعيان للشهرة أو التريند، متابعا: “أنا ماليش في الترند ولا أعرف فيه… متجوزين بقالنا ست شهور، والفيديو اتنشر من يومين، وإحنا مش عارفين نسيطر على الموضوع.”
وأشار إلى أنهما اختارا مكانًا جانبيًا بعيدًا عن الأنظار لأداء الصلاة احترامًا للمكان واللحظة: “كنا في مكان متداري وفي جنب خالص… وما كنّاش بنعمل حاجة غلط. لا بنرقص ولا عريانين ولا بنستعرض.”
وشدد على أن الهجوم الذي تعرضا له كان مؤلمًا، خاصة مع الجهل بكثير من الأحكام الشرعية المتعلقة بالصلاة:
وأضاف: “الصلاة بالجزمة جائزة، والميك أب مش مشكلة لو متوضية. الناس بتحكم من غير ما تسأل.”
تصريحات العريس حملت الكثير من الألم، وعكست مدى تأثير فيديو واحد على حياة أشخاص لم يكن لهم ذنب سوى أداء فريضة في يوم مميز.
وروت جهاد جاد المولى صديقة العروسين، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، تفاصيل اللحظة الأولى قائلة إن العروسين كانا بصحبة مصورهما الرسمي لالتقاط جلسة تصوير "السيشن". وخلال التصوير، أذّن المغرب، فطلب العروسان التوقف لأداء الصلاة.
وقالت جهاد: “اختاروا كورنر بعيد عن الناس، مكان منعزل تمامًا، علشان يصلّوا بهدوء ومن غير ما يضايقوا حد موصورهم وقف التصوير احترامًا لرغبتهم، لكن مصور تاني مش تبعهم صوّرهم من بعيد من غير إذن.”
المفاجأة الأكبر، حسب جهاد، أن هذا المصور احتفظ بالفيديو لمدة أربعة أشهر كاملة، ثم نشره بعد ذلك رغم أنه ليس المصور الرسمي.
وأضافت: “اتصدموا لما شافوا الفيديو منتشر… قالوا له ليه تصور من غير إذن؟ وليه تنشر من غير ما تستأذن؟ طلبوا منه يشيل الفيديو أكتر من مرة، لكنه كان بيراوغ.”
وكشفت عن أن العروسين تواصلا معه مباشرة، وكانت كلمتهم الأخيرة له: “منك لله… إنت انتهكت خصوصيتنا.”
العروسان مغتربان ولا يبحثان عن الترندوأكدت صديقة العروسين، أن ما تم تداوله عن رغبتهم في “التريند” غير صحيح بتاتًا، مشيرة إلى أنهما يعيشان خارج مصر، ولا يتابعان هذه الأمور أصلًا.
وأضافت: “الناس قالت إنهم عاملينه علشان التريند بالعكس، هما مالهمش في الكلام ده نهائي. مصورهم الأصلي محترم جدًا ورفض من البداية يصورهم وهما بيصلّوا لكن المصور التاني هو اللي اقتحم خصوصيتهم.”
وأكملت: “أنا شخصيًا كلمته، قالّي حاضر هشيل الفيديو وبعدها تهرب لحد ما الفيديو وصل لـ30 مليون مشاهدة وبقى تريند، وكل المواقع اتكلمت عنه.”
تعليقات سلبية وانتقادات “غير شرعية”وأشارت جهاد إلى أن العروسين وأسرتهما تعرضوا لموجة قاسية من التعليقات الجارحة، رغم أن المشهد لم يتضمن أي شيء غير لائق.
وتابعت: “السوشيال ميديا بقت تهاجم أي مشهد وخلاص الناس يقولوا إزاي يصلّوا بالجزمة؟ مع إن ده شرعًا جائز ويقولوا العروسة صلّت بالميك أب وده كمان جائز لو اتوضت قبل المكياج.”
وأضافت: “بدل ما يشوفوا إنهم بيصلّوا في يوم فرحهم، قلبوها هجوم وتجريح مع إنهم أصلاً ما عملوش حاجة غلط، ولا كانوا بيستعرضوا لحظة خاصة.”
من جانبه، قال المصور أحمد سويلم صاحب الفيديو إن اللقطة لم تكن مخططًا لها وإنه نشرها دون نية للإساءة.
وأضاف: “كنا بنصور، وهما وقفوا يصلّوا الفيديو كان عفوي، والفيديو من فترة، تقريبًا من 3 شهور والناس اتفاعلت معاه جدًا، وعشان كده ما شيلتهوش فورًا.”
لكنه أقر بأن العريس اعترض بشدة، قائلًا: “العريس عامل ضجة على الفيديو هسيبه شوية وبعدين أشيله وهو ما يعد تصريح أثار مزيدًا من الجدل، خصوصًا أنه يعترف برغبته في الإبقاء على الفيديو رغم اعتراض العروسين.
تكشف هذه الواقعة جانبًا خطيرًا من واقع السوشيال ميديا اليوم، حيث يمكن للقطات عفوية أو خاصة أن تتحول في ثوانٍ إلى مادة عامة تخرج عن السيطرة.
العروسان اللذان أرادا فقط أداء الصلاة في يوم يملؤه الفرح والبركة، تحوّلت لحظتهما الروحانية إلى جدل واسع وضغط نفسي هائل، لم يكن لهما يد فيه.
وتبقى القصة درسًا مهمًا حول ضرورة احترام خصوصية الآخرين، وعدم تحويل حياتهم إلى محتوى يُستهلك لمجرد تحقيق مشاهدات أو انتشار.