يمكنك أن تبحث كثيرًا عن تلك البقرة البنفسجية. إنها زاهية الألوان. تستطيع أن تطير. يمكنها أن تقدم حليبًا كثيرًا مكثفًا ومحلىً. بل إن هذه البقرة لا تحتاج لمن يساعدها على الرعي إذ أنها تتغذى على أطعمة متنوعة، أيًا ما تقدمه لها يفيدها. هي بقرة ذكية تستطيع الاستجابة لك حين تناديها باسمها، وهي سريعة لذا يمكنك أن تستبدل فرسك بها لكن ليس لمسافات طويلة.
يعد هذا التقديم للبقرة البنفسجية تعبير عن نوع من أنواع التسويق يُسمى "تسويق البقرة البنفسجية". ويقوم المسوق ببساطة بما ذكرناه في التقديم. إذ لا توجد بقرة لونها بنفسجي في الأساس، ولا توجد بقرة تجد فيها ما ذكرناه، لكن يوجد وسيط إعلامي يمكن من خلاله أن تقول ما تشاء عن أي شيء، ويمكن أن تقول الأشياء الغير معقولة بطريقة معقولة، وهذا ما يُخشى منه، فمثلًا حين تقول إن البقرة بنفسجية تكون هذه المعلومة معقولة لتبرير مصداقية ما ذكر بعدها، إذ لو جدت في الأساس بقرة بهذا اللون يصبح وجود المواصفات الأخرى بعد ذلك مقبولًا بعد قبولك فكرة وجود هذا اللون بين الأبقار.
تم اللجوء لهذا التسويق بشكل واسع فيما يخص ترويج أفكار حول وجود كائنات فضائية. لم تنتشر هذه الأفكار كثيرًا قدر انتشارها في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة سباق اقتحام الفضاء بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية. فهناك آلة أمريكية إعلامية دعائية ذات كفاءة عالية الانتشار، وهناك حماس لدى الجمهور للتعرف على الكائنات الفضائية التي نريد الصعود إليها، فما بالكم لو هبطت لنا؟. ربما كانت أكبر بقرة بنفسجية هي أوصاف هذه الكائنات التي انتشرت دعائيًا من أجل بيع بعض المنتجات التي دعمت الشائعات أنها تحمي من تلك الكائنات المعتدية التي حلت بالأرض من أجل القضاء على البشر، وتروي الشائعة أن هذه الكائنات يمكنها التنكر.. لا تشبه البشر تمامًا لكن قريبة الشبه منهم، إلا أن هناك شيئًا واحدًا لا يمكنها أن تغيره، ألا وهو أن لها ستة أصابع في كل يد. وكان المواطنون في الشارع بالفعل يعدون أصابع كل من لا يعرفونه بنظرة خاطفة قبل التعامل معه. فالحق أنك لو صدقت وجود كائنات فضائية على الأرض، لمَ لا تصدق أوصافها؟ ولمَ لا تصدق أن منتجًا معينًا يحميك من وصول ترددات خوفك إليها؟!. كل الأمور تبدأ ببقرة بنفسجية واحدة.
يمكن أن تقيس ذلك على الكثير من أشكال الدعاية لتتحرى الصدق فيما يحيط بك. يمكن رؤية أبقار بنفسجية أكثر قدرة على الانتشار في حكايا الدعايات السياسية، لا سيما الصراعات بين الأحزاب المختلفة، إذ أن زعيم كل حزب هو شيطان مقرن، ويفعل الأفاعيل في كل مكان لا تريد أن تتواجد فيه، وهو غير صالح إلا للعزل عن المجتمع. وهو أمر متداول في أكثر الدول تطورًا أيضًا. لأنك إن صدقت فساد شخص ما لمَ لا تصدق ملامح ذلك الفساد. والبقرة البنفسجية عاطفية وسياسية في ذات الآن. إذ أن كرهك أو حبك أو خوفك تجاه شيء ما يجعلك مستعدًا للسير وراء ما يناسب عاطفتك، ومن ثم تبدأ الأرجحة السياسية لأفكارك بين مواءمات تساير عواطفك وتخلق أمورًا لا معقولة بطريقة تكون معقولة أمام عواطفك.
إن ما ذكرناه حول الأبقار البنفسجية يمكنك أن تتبعها للتعرف على الصحيح وغير الصحيح فيما يحيط بك، تستطيع أن ترى المبالغات الكبرى لتضعها في مختبر البنفسجيات قبل أن تنساق نحوها. إن علامات المبالغة ذاتها هي التي تقود عقلك للتعرف على كذب البنفسجيات، إذ أن وجود عدد ضخم من المبالغات لا يستقيم أحيانًا ليشكل قصة صحيحة بطريقة مناسبة. لكن لا يمكننا أن نرى ذلك إلا حين ننظر للأمور من خارج صندوق ذواتنا بما نحب ونكره ونأمل شخصيًا. فلنحذر في كل وقت لا سيما أوقات الصراعات والحروب حتى لا تعظم الخسائر.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
احذر هذه العادات.. أخطاء يومية تُزيد دهون البطن مع التقدم في العمر
مع التقدم في العمر، يلاحظ كثير من الناس زيادة دهون البطن بشكل لافت، حتى مع عدم الإفراط في الطعام؛ حيث أن بعض العادات اليومية البسيطة قد تكون السبب الخفي وراء تراكم هذه الدهون، وخصوصًا بعد سن الأربعين.
عادات تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمرولا ترتبط دهون البطن فقط بالعمر، بل بعادات تتراكم يومًا بعد يوم. التغيير يبدأ بخطوات بسيطة، لكنه يصنع فارقًا كبيرًا في الشكل والصحة.
وهناك بعض العادات التي تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر، وفقا لما نشر في موقع Healthline وMedicineNet، ومن أبرزها ما يلي :
ـ قلة النوم:
النوم أقل من 7 ساعات يرفع هرمون "الجريلين" ويزيد الشهية. كما يُقلل من معدل حرق الدهون.
ـ الإجهاد المزمن:
يرفع مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن تخزين الدهون في منطقة البطن، والتوتر الدائم يُضعف قدرة الجسم على حرق السعرات.
ـ الجلوس لفترات طويلة:
نمط الحياة غير النشط يقلل من معدل الأيض، ويُشجع تراكم الدهون حول الخصر.
ـ الإكثار من السكر والكربوهيدرات المكررة:
مثل الخبز الأبيض، والمشروبات الغازية، والمعجنات, وتسبب تقلبات في الأنسولين وزيادة تخزين الدهون.
ـ شرب الكحول بانتظام:
يُعرقل عملية الأيض، ويزيد السعرات دون قيمة غذائية.
ـ إهمال تناول البروتين والألياف:
البروتين يساعد في بناء العضلات وحرق الدهون، والألياف تُحسّن الهضم وتقلل الشعور بالجوع.
ـ تغيرات هرمونية طبيعية مع السن:
مثل انخفاض الإستروجين لدى النساء والتستوستيرون لدى الرجال، وتُعيد توزيع الدهون نحو منطقة البطن.
ـ النوم 7 إلى 9 ساعات ليلًا.
ـ تقليل التوتر بممارسة اليوغا أو التأمل.
ـ ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين القوة والمشي.
ـ تجنب الكحول والسكريات المكررة.
ـ الاعتماد على البروتين النباتي والحيواني والأطعمة الغنية بالألياف.
ـ استشارة الطبيب لفحص الهرمونات عند الحاجة.