ناقشت ورشة "خطاب الكراهية وتأثيره على السلم والأمن الدوليين"، التي نظمها مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا، تعريف خطاب الكراهية وأشكاله وأنماطه، كما تم التركيز على رصد تداعياته على الدول والمجتمعات والأفراد كافةً.

خطاب الكراهية وأشكاله وأنماطه

وقد أدار الورشة الدكتور/ خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومقرر الورشة/ حسن محمد، المدير التنفيذي لمركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا.

وحضرها كل من: الدكتور/علاء التميمي، مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية، والأستاذ الدكتور/ محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والأنبا/ إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، وكيني تان، نائب رئيس البعثة والمستشار بسفارة سنغافورة بالقاهرة والدكتور عمرو الورداني / أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور محمد يحي النينوي / عميد كلية المدينة للدراسات الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتورة سميرة لوقا/ رئيس قطاع الحوار بالهيئة الإنجيلية القبطية، والأب اغسطينوس موريس ممثلا للكنيسة الكاثوليكية
واستعرض حسن محمد - خلال الورشة – جهود دار الإفتاء المصرية ومركز سلام لدراسات التطرف في مجال مكافحة التطرف بكافة فئات ومستوياته، مشيرا إلى خبرة الدار من خلال مرصدها للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، والذي تم إنشائه في 2014


ونظم المركز، هذه الورشة على هامش المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور علماء وباحثين ووزراء، تسليط الضوء على أبرز الجهود في التصدي لخطاب الكراهية وأهمية تفكيكه ومواجهته ودعم قيم التسامح والأخوة الإنسانية.


وقد تضمنت مداخلات سلطت الضوء على أبرز وأحدث الإحصائيات المنشورة عن تصاعد وتيرة "خطاب الكراهية" خاصة في ضوء الاستخدام الكثيف لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي غيرت من طرق التواصل والتشارك بين البشر؛ والتي منحت العديد من الأصوات المتطرفة منصات لبث أفكارهم وخطابهم المسموم.


استهل الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، كلمته بالتأكيد على "السلام"، مُشدد على سعي جميع الأديان نحو السلام، وأنه اسم من أسماء الله طالبت به الأديان وألا يُهان الإنسان بأي صورة كانت.


واستكمل كلمته بالتأكيد على حرية الاعتقاد كونها مكفولة للجميع، نابذًا القتال والإرهاب وترويع الأبرياء، حيث تنادي الأديان بالمحبة وليس الكراهية وتهديد الآخر.


من جانبه، قال كيني تان، نائب رئيس بعثة سفارة جمهورية سنغافورة في جمهورية مصر العربية، إن خطاب الكراهية ينتشر عبر الإنترنت ويحرض ويروّج للكراهية بناءً على عدم التسامح كما يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر لهذا الخطاب إلى زيادة التحامل لدى الأفراد بالإضافة الي تزايد شعورهم بالتهديد واستعدادهم للعنف مما يمكن أن يؤدي بالتبعية إلى تقليل حساسية الأفراد، وتجريدهم من مفهوم الأخلاق، وتطبيع سلوك غير مقبول بشكل عام، الأمر الذي يفضي إلى منحدر خطير يهدد العالم.


وقد تطرق إلى أهمية "الألعاب عبر الإنترنت"، حيث تعد بكونها نشاطا ترفيهيا شهيرًا فهي تمكن المشاركين في تلك الألعاب من اكتساب مهارات وكفاءات مهمة، مثل التعاون وحل المشكلات، بالإضافة إلى تطوير مهارات أخرى مثل بث الفيديو المباشر وإنتاج المحتوى الرقمي - والتي تعتبر مهارات ذات قيمة كبيرة في هذا العصر الرقمي بفضل منصات التواصل الاجتماعي والتعاون والتعلم التي تقدمها الألعاب عبر الانترنت.


وشدد الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، على ضرورة بناء رأس مال اجتماعي لحشد أتباع الأديان المُختلفة حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة.
كما أشار فوزي، إلى تعدد صور خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الواقع الافتراضي هو انعكاس للواقع الفعلي الذي يعيشه الناس.


من جانبها، اتفقت الدكتورة سميرة لوقا، رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، مع طرح أهمية بناء رأسمال اجتماعي، وتجديد الفكر الديني وإيجاد صياغة جديدة بين الدين والمجتمع، هذا بجانب المُسألة النقابية والإعلامية لمن يتجاوز في هذا الشأن من أجل مكافحة خطاب الكراهية.
ودعت إلى ضرورة عمل مؤسسات التعليم على مراجعة المناهج وتنقيتها، والتشديد على بناء بيئة تشريعية لتجريم خطاب الكراهية ومواجهته.


وسلط الحضور الضوء على الجهود الفكرية لدار الإفتاء المصرية، والتي كان من مخرجاتها دراسات بحثية تحت عنوان "الاسلاموفوبيا والروايات" هدفت من خلالها إلى تحليل النصوص الأدبية المعاصرة الغربية في سبيل استنباط  النمط العام الذي اتبعه الروائيين الغربيين الحديثين في استجابتهم لتيار الإسلاموفوبيا المتصاعد – خاصة في ظل الظروف المحيطة الراهنة من ارتفاع سعار الخطابات اليمينية المعادية للإسلام والمسلمين وصدور القوانين التمييزية ضد المسلمين التي تسعي للتضييق عليهم في جميع مناحي الحياة العامة  (سواء الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، السياسية أو إلخ ).


وفي السياق ذاته، شدد المشاركون على أهمية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مكافحة انتشار خطابات العنف والكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات المدعومة من خلاله، عبر أدوات كـ (تحليل البيانات وكشف الأنماط الكامنة لمحتوى معين)، حيث تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته، أن تكتشف وتعالج الخطابات المسيئة والمحرضة على العنف والكراهية، وتوفر بيئة آمنة للتفاعل بين الأشخاص.


كما ناقش الحاضرون أهمية التنسيق مع الشبكات العالمية لتضمين مفردات الإسلاموفوبيا ضمن خطاب الكراهية المستهدف رصده وإزالته وإيجاد حلول تقنية لذلك، مع الاستثمار في تطوير نموذج أو مبادرة عربية قائمة على الذكاء الاصطناعي والحلول الآلية لتتبع المحتوى المتصل بالكراهية عبر المنصات الرقمية.


يُشار إلى أن المؤتمر الدولي الثامن الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يشهد حضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من ٩٠ دولة حول العالم. كما يشهد المؤتمر مشاركةً أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية؛ وذلك لمناقشة موضوع "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة".


ويُقام على هامش المؤتمر مجموعة من الندوات وَوِرَش العمل والبرامج الخاصة بتحديات الألفية الثالثة، كما يتم إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة وتسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي، وإصدار ميثاق شرف لدَور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، والدليل الإرشادي لتعامل الصحفيين الأجانب مع المؤسسات والقيادات الدينية، وإطلاق بوابة  (IFatwa.org) كبوابة إلكترونية رقمية تتضمن جوانب إعلامية وتحليلية وبحثية وخدمية تتعلق جميعها بالفتوى الشرعية ومفرداتها المختلفة وتوفر أحدث الإحصاءات والمؤشرات والتقارير المتعلقة بالحقل الإفتائي، وغيرها من المبادرات والمخرجات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطاب الكراهية مكافحة الإسلاموفوبيا الذكاء الاصطناعي التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی خطاب الکراهیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يصل إيطاليا في زيارة عمل يشارك خلالها في جلسة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة

وصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، اليوم، إلى الجمهورية الإيطالية في زيارة عمل يشارك خلالها في جلسة قمة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة.
تأتي مشاركة سموه تلبية لدعوة معالي جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية التي تترأس بلادها أعمال قمة المجموعة وذلك في إطار حرص دولة الإمارات على المساهمة في تعزيز الجهود الهادفة إلى ترسيخ الحوار والتعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالم في سبيل بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة وأكثر ازدهاراً.

يرافق سموه وفد يضم كلاً من، سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي علي بن حماد الشامسي أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي فيصل عبدالعزيز البناي مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي يوسف العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، وسعادة عبدالله علي السبوسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية.وام


مقالات مشابهة

  • “غوغل” تعلن اختبار ميزة جديدة لحماية أجهزة أندرويد من السرقة
  • “ميتا” تعلّق مشروع استخدام البيانات الشخصية في الذكاء الاصطناعي
  • مسؤولة أممية تحذر أمام مجلس الأمن من خطاب الكراهية
  • محمد بن زايد: التعامل المسؤول مع التقنيات الناشئة يجعلها رافدًا للتنمية المستدامة والأمن
  • ‏رئيس دولة الإمارات يصل إيطاليا في زيارة عمل يشارك خلالها في جلسة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة
  • رئيس الدولة يصل إيطاليا في زيارة عمل يشارك خلالها في جلسة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة
  • فضيحة جنسية تطال 50 طالبة بعد نشر صورهن بـ “الذكاء الاصطناعي”
  • لحماية أجهزة أندرويد من السرقة.. غوغل تختبر ميزة جديدة
  • غوغل تختبر ميزة لحماية أجهزة أندرويد من السرقة
  • «جوجل» تختبر خاصية جديدة لحماية الهواتف من السرقة