بوابة الوفد:
2025-07-27@09:53:37 GMT

أعرض عن الجاهلين

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

كلام الله هو بمثابة الدستور الذى نسترشد به فى حياتنا، ويجعلنا نتحلى بالقوة أثناء التعرض للمواقف الصعبة التى تضعنا فيها الحياة، ولا نملك غير التحلى بأخلاق الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم، ليكونوا عبرة لنا فى حياتنا، فالكثير يتعرض للأذى أياً كان نوعه ولكن الأذى النفسى أصعب أنواع الأذى، والقرآن روى لنا الكثير من القصص التى لابد أن نجعلها نصب أعيننا للتحلى بالصبر على متاعب الحياة.

 

فعندما نقرأ قصص أحد الأنبياء والرسل لابد أن نقرأ بجوارحنا ومشاعرنا وليس بأفواهنا فقط، فقصة سيدنا يوسف عليه السلام التى قال عنها الله سبحان الله أحسن القصص لأن بها العديد من الابتلاءات التى قد يتعرض لها البعض، من غدر أقرب الناس وهم الإخوة أو الأصدقاء، وأيضاً ادعاء أحدهم عليك افتراء وإنزال العقاب عليك ظُلما، كما حدث مع سيدنا يوسف فتم إلقاؤه فى البئر من إخوته وكانت تهمته فقط حب أبيه له، ففعلوا ذلك بدافع الغيرة والحقد، فكم من أشخاص حاولوا النيل من البعض ومحاولة إلحاق الأذى بهم للخلاص منهم، كما تم توجيه تهمة زور وظلم له بادعاء أمرأة العزيز الباطل وتم زجه ظُلماً فى السجن. 

فكم من أشخاص ادعوا باطلًا وزورًا لإلحاق الأذى بالبعض والخلاص منهم، كم من أشخاص تم توقيع العقاب عليهم ظُلماً وافتراءً للخلاص منهم، ولكن ما لا يعلمه البعض أن كل ما وقع أراده الله وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، فكل ما حدث لتأهيل سيدنا يوسف ليصبح عزيز مصر، فإذا حدث أمر ما خارج عن إرادتك أو تم التنكيل بك لعرقلتك فلا تخف، فكل ما حدث من أمور سيئة لتهيئتك لمستقبل عظيم ينتظرك، وليمنحك القوة والصلابة، وليعطيك دروسًا لا تستطيع تعلمها الا بمواقف قاسية بعض الشىء وليعلمك أيضاً الاعتماد على النفس والتوكل على الله وكفى بالله وكيلًا فلا نصير لك غير الله ثم عملك. 

كما ضرب لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى فى تحمل الاضطهاد والإيذاء المعنوى والبدنى، فى سبيل توصيل رسالة الله إلى الناس، ورغم ما عاناه من عنت وكفر وتكذيب وسب، وكان أبولهب عم النبى فى مقدمة الذين آذوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كان يتحلى بالصبر وضبط النفس وتحمل الإيذاء النفسى من سفهاء قريش، فكان إذا مر على مجالسهم بمكة استهزأوا به، وسخروا منه، ولم يقتصر الأمر على مجرد السخرية والاستهزاء والإيذاء النفسى، بل تعداه إلى الإيذاء البدنى، ووصل الأمر إلى أن يبصق عدو الله، أمية بن خلف، فى وجه النبى (صلى الله عليه وسلم)، وقد صبر على ما أصابه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر ما لاقاه من أذى قريش قبل أن ينال الأذى أحد من أتباعه فيقول: لقد أخفت فى الله عز وجل، وما يخاف أحد، ولقد أوذيت فى الله، وما يؤذى أحد، ولقد أتت على ثلاثون، من بين يوم وليلة، وما لى ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال. 

وكانت امرأة أبى لهب تضع الشوك فى طريقه، والقذر على بابه، وكانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الافتراء، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حرباً شعواء على النبى (صلى الله عليه وسلم). 

قرأت كثيرًا عن إيذاء كفار قريش لرسول الله وكثر المتجرئون عليه من زعماء قريش، وكان من بين هؤلاء أمية بن خلف الذى كان إذا رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) همزه ولمزه، وفيه نزل: ويل لكل همزة لمزة. 

ذكرت بعضًا مما تعرض له أشرف خلق الله ليكون نموذجاً لمن يتعرض للأذى، ولكن قرأت أيضاً كيف حمى الله رسوله وكيف اقتص له سبحانه وتعالى وحدثنا القرآن عن معجزات الله مع رسوله، وكيف تحلى رسول الله بالصبر والصلابة وضبط النفس وهو قادر على رد الإيذاء ولكن فى الوقت الذى تجرأ عليه كفار قريش كانوا يهابونه، وكانوا يعلمون صدقه وكانوا يضعون عنده أموالهم ويستأمنونه عليها، وهذا يعلمنا قد يهاجمك البعض ويتعدى عليك باللفظ والإيذاء النفسى وهذا بدافع الحقد والغيرة ولأنه لا يملك أن يصبح مثلك وفى الوقت نفسه شهادة وإقرار أنك أفضل منه وأنه يراك تتمتع بصفات وأخلاق حميدة وإلا ما هاجموك!

عضو مجلس النواب

‏Email: [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: آيات الحداد عضو مجلس النواب القصص صلى الله علیه وسلم رسول الله

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته، تقوى من أناب إليه، والحذر من مخالفة أمره حذر من يوقن بالحساب والعرض عليه، وعبادته مخلصين له الدين، ومراقبته مراقبة أهل الإيمان واليقين.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: تيقظوا من سِنَةِ الغفلات فقد انقضى محرم وحلّ بكم صفر، وتنبهوا من رقدة الجهالات واعتبروا بمرور الأيام، فالسعيد من اعتبر، واعلموا أن الله تعالى بعث رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما- بالهدى، وبصّر به من العمى، ذهبت بأنواره ظلمات الجاهلية الجهلاء، وعصبيتها وفخرها بالآباء، واستقسامها بالأزلام وتشاؤمها بالأيام والأنواء.

وحذّر من التشاؤم والطيرة لأنها تَوَقُّعُ الْبَلَاءِ وَسُوءُ الظَّنِّ، وذلك دأب الجاهلين والكفار قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

ونهى الشيخ الجهني عن سبّ الأوقات والدهور، والتشاؤم بالأيام والسنين والشهور، ولا تنسبوا النفع والضر إلا إلى من إليه ترجع الأمور، فلا شؤم في شهور ولا أيام، فما قُدِّرَ لا بد أن يكون، ومعاداة الأيام جنون، قال- عليه الصلاة والسلام-:(من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)، رواه أبو داود.

واختتم فضيلته خطبته قائلًا: أصلحوا ما ظهر من أعمالكم وما بطن، واستعملوا جوارحكم في طاعته شكرًا وحافظوا على ما جاء به نبيكم، وأكثروا من الصلاة عليه، فبالصلاة عليه تنالوا الأجر والفوز والقبول، وبكثرة الصلاة عليه تنحل العقد وتنفرج الكروب وتُقضى الديون.

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم نعم الله إرسال الرسل فهم سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ولا يعرف الطيب من الخبيث إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم، موضحًا أن الضرورة إليهم أعظم من حاجة البدن إلى الروح، مشيرًا إلى بقاء أهل الأرض لا يكون إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم.

وأوضح فضيلته أن الله تعالى أيد رسله بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم قال تعالى:(أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ)، مبينًا أن الآيات الدالة على نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء، قال عز من قائل:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ).

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أنه بعد ظهور نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين وتنوعت اعتراضاتهم فاقترحوا عليه آياتٍ يأتيهم بها تكبرًا وعنادًا وقالوا لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله قال تعالى:(وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ).

وبين فضيلته أن المشركين بعد نزول القرآن ورؤيتهم ما فيه من المعجزات قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة والطائف قال تعالى:(وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ).

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن المشركين لما عجزوا عن تحدي الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- استبدال القرآن بغيره قال تعالى:(وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ ).

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى لو أجاب المشركين بما طلبوا لطلبوا المزيد استكبارًا وعنادًا، مبينًا أنهم من عتوهم إذا تأخرت الاستجابة لمطلبهم في آيةٍ من الآيات استهزأوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ينشأ آيةً من عنده قال تعالى:(وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ).

وتابع فضيلته قائلًا إن الله تعالى بيّن أنه القادر على إنزال الآيات ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها قال جل من قائل:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ).

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لجهل المشركين بحكمة الله لم يحقق الله لهم ما يقترحونه ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا فقد سألها الأولون وأُعْطُوْهَا ولم يؤمنوا فكان هلاكهم واستئصالهم قال الله تعالى عنهم:(بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ)، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يضيق صدره بما يقولون قال تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ).

وأوضح فضيلته أن الله لم يجر العادة بإظهار الآيات إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو الرسالة فمن لم يعظمهما هلك.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بأن الإسلام مبنيٌ على أصلين تحقيق شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فباتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- يكون توحيد الله وهو من خير البرية.

مقالات مشابهة

  • لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟.. انتبه لـ13 حقيقة عليك معرفتها
  • مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
  • ما هي الغيبة المحرمة شرعا؟.. دار الإفتاء توضح الحقائق
  • القائد والشعب
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: المؤمن يعتبر بسرعة انقضاء الأيام والشهور.. واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبيل السعادة والفلاح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • إمام الحرم: التشاؤم يجلب البلاء وسوء الظن دأب الجاهلين
  • قربات يوم الجمعة.. وصايا نبوية تسهل طريقك إلى الجنة
  • من صور التمكين في السيرة النبوية
  • «التريند».. ولو دخلوا حجر ضب لدخلتموه معهم