حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
ود إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام؟ وهل يجوز صيامه؟
وأجابت دار الإفتاء، على السؤال، بأن صوم يوم الجمعة منفردًا مكروهٌ عند جمهور الفقهاء من الحنفية -في معتمد المذهب- والشافعية والحنابلة، إلا لمن يتخذ ذلك عادةً له؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم الجمعة صوم نافلة كيوم عاشوراء، وغير ذلك من صوم النافلة.
قال الإمام الشُّرُنْبُلَالِي الحنفي في "مراقي الفلاح" (ص: 237، ط. المكتبة العصرية): [(وكره إفراد يوم الجمعة) بالصوم.. (إلا أن يوافق "ذلك اليوم" عادته)؛ لفوات علة الكراهة بصوم معتاده] اهـ.
إفراد يوم الجمعة بالصياموقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "حاشيته على الدر المختار" (2/ 164، ط. دار الفكر) في خصوص كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم: [(قوله ويكره إفراده بالصوم) هو المعتمد وقد أمر به أولًا ثم نهى عنه] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (6/ 437، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا: يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم؛ فإن وصله بصوم قبله أو بعده، أو وافق عادة له بأن نذر صوم يوم شفاء مريضه، أو قدوم زيد أبدًا فوافق الجمعة لم يُكره] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 170، ط. مكتبة القاهرة): [فصل: ويكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه، مثل مَن يصوم يومًا ويفطر يومًا فيوافق صومه يوم الجمعة، ومَن عادته صوم أول يوم من الشهر، أو آخره، أو يوم نصفه، ونحو ذلك] اهـ.
وذهب المالكية إلى القول بجواز إفراد يوم الجمعة بالصيام.
قال العلامة ابن عرفة المالكي في "المختصر الفقهي" (2/ 97، ط. مؤسسة خلف الحبتور): [وأجاز مالك صوم الجمعة منفردًا] اهـ.
وذكرت دار الإفتاء، أ، توجيه العلماء النهي الوارد عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، ما ذكره الفقهاء من كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام؛ فذلك لِما ورد في السنة النبوية المطهرة من النهي عن ذلك.
واستشهجت بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ» متفقٌ عليه.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سُئل: عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الجمعة؛ فقال: «نَعَم». متفق عليه.
وقد فهم شراح الأحاديث أن النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام الوارد في هذين الحديثين وغيرهما من الأحاديث لا يشمل من كانت له عادة كمن يصوم يومًا ويُفطر يومًا، ولا من يصوم يوم عاشوراء، وما شابهه من صيام النوافل.
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/ 19، ط. دار إحياء التراث): [وفي هذه الأحاديث: الدلالة الظاهرة لقول جمهور أصحاب الشافعي وموافقيهم: أنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق عادة له، فإن وَصَله بيوم قبله أو بعده أو وافق عادة له بأن نذر أن يصوم يوم شفاء مريضه أبدًا فوافق يوم الجمعة لم يكره] اهـ.
صيام يوم الجمعةحكم صوم يوم الجمعة منفردا ، قالت دار الإفتاء المصرية إنه يكره صيام يوم الجمعة منفردًا، ولكن إذا كان الصوم فى يوم الجمعة لقضاء أيام أفطرتها فى رمضان فهو جائز بلا كراهية، وكراهية صوم يوم الجمعة صحيحًا ولكن الأرجح عدم الصوم يوم الجمعة.
وصوم يوم الجمعة منفردًا منهى عنه نهى تنزيه، أى أن الصوم فى يوم الجمعة ليس حرامًا وليس منهيًا عنه كراهة التحريم ولكن الأولى لا نجعل يوم الجمعة لوحده صيام.
كما أن صوم يوم الجمعة منفردًا منهيًا عنه نهى تنزيه عن التنفل المطلق فيه بالصوم، فإذا كان صوم يوم الجمعة قضاءً لصوم واجب كصوم رمضان فالصوم فيه يكون جائز شرعًا ولا حرج فيه ولا كراهة فيصح قضاء ما عليكِ من أيام رمضان فى يوم الجمعة ويكون الصيام صحيحًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء يوم الجمعة الصيام دار الإفتاء قال الإمام
إقرأ أيضاً:
حكم النوم قبل صلاة الفجر بدقائق.. الإفتاء تجيب
حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الدائر حول حكم النوم قبل أذان الفجر بدقائق، مؤكدة أن المسلم ينبغي عليه أن يُجاهد نفسه ويلتزم بأداء الصلاة في وقتها، مع الحرص على صلاتها جماعة كلما أمكن ذلك.
وشددت الإفتاء على أن من يسمع الأذان وهو مستيقظ، وجب عليه النهوض فورًا لأداء صلاة الفجر، وأن تأخيرها حتى يخرج وقتها دون عذر يُعد إثمًا شرعيًّا يستوجب التوبة الصادقة، وكثرة الاستغفار، والعزم على عدم التكرار، ثم أداء الصلاة قضاءً، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:
«مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» (رواه مسلم).
وفيما يتعلق بمن ينام قبل الأذان بقليل دون قصد التفريط، أو لا يجد من يوقظه، أو يغلبه النوم بطبعه، أو لشدة التعب، أو لصعوبة الاستيقاظ، فقد أوضحت الدار أن هذا لا إثم فيه، طالما لم يكن عن تهاون أو تعمد ترك الصلاة، مشيرة إلى أن النبي ﷺ عذر مَن غلبه النوم، كما في حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، حيث قال:
«فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»، فأجابه النبي ﷺ بقوله: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» (رواه أبو داود).
وأضافت دار الإفتاء، نقلًا عن الإمام الخطابي في كتابه معالم السنن، أن عدم توجيه النبي ﷺ اللوم لصفوان هو من رحمة الله بعباده، ورفق نبيه ﷺ بأمته، خاصة في حال الغلبة والاعتياد، إذ يُشبه حاله بمن أُغمي عليه، فلا يُؤاخذ.
وأشارت إلى أنه لا يجوز أن يُظن بأحد ترك الصلاة عمدًا إذا تكررت منه هذه الحال دون توفّر من يوقظه أو يعينه، مع التنبيه إلى ضرورة بذل الجهد، واتخاذ الوسائل اللازمة للاستيقاظ، وعدم التهاون في الصلاة.