في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، أبدت أوساط سياسية تخوفها من توتر علاقات الاحتلال مع العواصم العربية الفاعلة، لأنها تمرّ بلحظة حرجة، خاصة عقب دعوات الوزراء الإسرائيليين لإخلاء سكان غزة إلى سيناء، ما أثار الغضب المصري.

الدبلوماسي مايكل هراري سفير الاحتلال السابق في قبرص، اعترف بأن "علاقة إسرائيل ومصر تمرّ بواحدة من أخطر وأصعب المنعطفات خلال العقود الأربعة الماضية، سواء بسبب الحرب على غزة، أو الدعوات الإسرائيلية لسكان شمال قطاع غزة لمغادرة منازلهم، والانتقال إلى الجنوب، حيث ينظر إليها في القاهرة والأردن على أنها بداية انتقال محتمل لأراضيهم، وزاد من حدة غضبهما تلك التصريحات غير الرسمية وغير المسؤولة لمسؤولين إسرائيليين دعوا الفلسطينيين للفرار من القطاع إلى سيناء".



وأضاف في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه "سمع تعبيرا حادا عن المخاوف المصرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، الذي حذر من هجرة الفلسطينيين للأراضي المصرية، لأنه يعني إقامة تحرك مماثل من الضفة الغربية إلى الأردن، مما تردد أصداؤه القلقة البالغة في عمّان، تم التعبير عنه علناً بالفعل، بما في ذلك من جانب المتحدثين الرسميين، مما يجعلنا بكل المقاييس أمام كلمات قاسية وغير عادية من السيسي".

ورجح أن "تكون دعوات الفلسطينيين لمغادرة منازلهم في شمال قطاع غزة أثارت شكوك مصر، رغم التقارب الوثيق بين القاهرة وتل أبيب في السنوات الأخيرة، ومنذ وصول السيسي للسلطة، مما يدفع للتعرف على أسباب الغضب المصري، أولها تصريحات متحدثين إسرائيليين كوزير التعليم يوآف كيش، الذي دعا الفلسطينيين لمغادرة غزة إلى مصر، وتفسيرات مختلفة على خلفية التركيبة المتطرفة للحكومة الإسرائيلية في ظل تصريحات وزراء بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، مما زاد مخاوف مصر والأردن أن تستغل إسرائيل الحرب من أجل حل المشكلة الفلسطينية بإخراج الفلسطينيين من أراضيهم".

وطالب "حكومة الاحتلال بأن توضح فورا، علنا ومن خلال قنوات سرية، وبطريقة غير غامضة، من رئيس الوزراء نتنياهو والوزيرين غالانت وغانتس، أن إسرائيل لا تسعى لدفع الفلسطينيين نحو مصر، لأن التحرك البري المتوقع، وتفاقم الوضع على الأرض، قد يزيد صعوبة الأمر للدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، والضرر الذي يلحق بالعلاقات مع مصر قد يؤثر على دول أخرى، وفي المقام الأول الأردن، التي تشهد علاقاتها مع الاحتلال انخفاضاً على أي حال، مما يستدعي تنسيق خطواتنا بعناية مع مصر، حتى لو لم يكن بالاتفاق الكامل، لأنها حليف استراتيجي، واتفاقية السلام معها رصيد استراتيجي، من المهم جدًا الحفاظ عليه".

على صعيد متصل، اعتبرت شيري غروسمان الرئيسة السابقة للساحة الإقليمية في مجلس الأمن القومي، أن "تعبئة السعودية في مكافحة قوى المقاومة، ومواجهة المحور الإيراني، غير ممكنة في ظل احتلال طويل الأمد لقطاع غزة، واستمرار إضعاف السلطة الفلسطينية، لأن الوضع النهائي الذي تنتهي فيه حماس من الوجود في المنطقة، وهو هدف يجب أن نحققه، يتطلب منا التعامل مع مسألة من سيسيطر على غزة بعدها، وحل القضية الفلسطينية بشكل عام".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه من "بين كل السيناريوهات، هناك فرصة لاستغلال الأزمة لغرض تعبئة السعودية للقيام بدور مركزي في الحرب ضد إيران وحلفائها، وفي ظل زعيمها الفعلي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهي تهدف لوضع نفسها كزعيم إقليمي يلعب دورًا بناءً على الساحة الدولية، ومع ذلك، فمن دون اتخاذ قرار بشأن القضية الفلسطينية، بتنفيذ حل الدولتين، سيكون صعبا تجنيد المملكة ضمن مخطط الوضع النهائي لحرب غزة".

وزعمت أن "لدى السعودية وإسرائيل العديد من المصالح المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الحركات الإسلامية سواء التابعة لإيران أو داعش أو الإخوان المسلمين، تماشياً مع رغبة المملكة بمواصلة تحسين وتعزيز صورتها كدولة مريحة للسياحة والاستثمار والأعمال، لكنها حتى الآن لم تشارك إلا قليلاً في جهود الوساطة المتعلقة بالحرب، وهي مثل إسرائيل، تعتقد أن الحرب الحالية في غزة قد تنعكس سلباً على كافة دول المنطقة، وتزيد من خطر نشوب حرب إقليمية".

وأشارت إلى أن "الاحتلال يرى أن هناك فرصة تاريخية لانضمامه لدول المعسكر العربي المعتدل ضد منافسيها اللدودين، وعلى رأسهم حركة حماس وإيران، لكن العقبة الأساسية تكمن في معارضة الاحتلال لحل الدولتين، وكلما أشار إلى أنه يتجه نحو السيطرة على غزة، ويستمر في إضعاف السلطة الفلسطينية، تضاءلت إمكانية تعبئة السعودية في هذا المسار".

تشير هذه القراءات الإسرائيلية إلى أن إمكانية إعادة احتلال قطاع غزة، والسيطرة عليه، والاستمرار في إضعاف السلطة الفلسطينية، قد يؤدي لقطع العلاقات مع دول اتفاقات التطبيع، ومن شأنه أن يؤدي إلى ضرر جسيم بالشرعية الدولية التي يتمتع بها الاحتلال، ولهذا السبب، فإن الساعة الرملية السياسية للحرب قد تنتهي، وتضيع فرصة تاريخية لترسيخ بنية إقليمية ضد المقاومة خلال العدوان الجاري على غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة المصري التطبيع مصر غزة تطبيع طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة

إقرأ أيضاً:

المستشار الألماني: إسرائيل تؤذي المدنيين الفلسطينيين

حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الإثنين من إيذاء إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين بشكل غير مبرر مؤكدا بإن ما يحدث ليس حرب على الإرهاب كما تدعي إسرائيل وفقا لأر تي الروسية. 

وشنت إسرائيل في صباح اليوم غارات جوية على قطاع غزة قد أديت لاستشهاد 50 مدنيا فلسطينيا حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية،وكان يحتمي المدنيين الفلسطينيين بالمدارس كملاجئ لهم عقب تدمير معظم منازلهم بواسطة الغارات الإسرائيلية التي دمرت الحياة بقطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة طوال عامين.

في إتجاه آخر تتجاهل إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 الذي صدر عام 2024 الداعي لوقف مستدام لإطلاق النار بغزة،والتي وافقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية،ولم تستخدم الفيتو للحاجة الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيين الأبرياء بفلسطين،ولا زالت تخرج النداءات الدولية المختلفة من أجل وقف الحرب غير المُبررة كما فعل المستشار الألماني اليوم. 

بينما تقوم بعض الدول باتخاذ إجراءات لمحاولة إنقاء المدنيين الفلسطينيين عبر وقف تصدير السلاح،وقطع العلاقات التجارية كما فعلت بريطانيا،وهو ما تدعو له إسبانيا بالوقت الحالي لوقف الإبادة الجماعية بفلسطين. 

طباعة شارك المستشار الألماني فريدريش ميرتس قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية الحرب الإسرائيلية مجلس الأمن الدولي رقم 2728 لوقف مستدام لإطلاق النار بغزة عام 2024

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة الفلسطينية: العدوان على مطار صنعاء إفلاس أمام بأس اليمن
  • وزير خارجية إيطاليا: تهجير الفلسطينيين خارج أي نقاش ..وندعم المبادرة العربية بقيادة مصر لإعادة إعمار غزة
  • رغيف الخبز مقابل النزوح.. إسرائيل تُهندِس المجاعة لتهجير الفلسطينيين
  • «الحكومة الفلسطينية»: مصر داعمة دائمًا للقضية ونطالب بضغوط أمريكية لوقف العدوان
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: توجه عالمي متنام لدعم الفلسطينيين
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسبانيا مؤهلة لقيادة تحرك جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: يجب منع إسرائيل من الاستمرار في تجاهل القانون الدولي والتصعيد في الأراضي الفلسطينية
  • المستشار الألماني: إسرائيل تؤذي المدنيين الفلسطينيين
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة استمرار العدوان واقتحامات المستوطنين
  • وزير الخارجية الإسباني: نتمسك بحل الدولتين ونرفض تهجير الفلسطينيين