من ينسى المجازر التي ترتكبها إسرائيل في ظل ازدواجية فجّة للمعايير؟ من ينسى أن الاحتلال والسياسات الداعمة له، يضربون بعرض الحائط كل القيِّم والمفاهيم الإنسانية التي كانوا ولا يزالوا يتغنون بها من حقوق للإنسان والعدالة وضرورة الإلتزام
بقوانين الحرب والأسلحة المحرمة؟ من ينسى أن إسرائيل صنعت وتصنع هولوكوست صهيوني ضد الفلسطينيين؟
الصراع الفلسطيني الإسرائلي عميق ومتجذِّر لأكثر من 75 عاماً ولا أمل لحل هذا الصراع لأجيال قادمة وهذه الرؤية أو الإستشراف ليس تشاؤمياً ولكن واقع الحال وقراءة للتاريخ والجغرافيا وعلوم الإقتصاد والمواقف الجيوسياسية تشير الى هذا.
ولكي ندرك ذلك يجب أن نتمعن ونفكر ونناقش في أصل وأسباب الحروب التى يخوضها البشر عبر التاريخ لنجد أن محرّكها ووقودها دوافع متعددة منها الصراعات الأيدلوجية المتولِّدة من مجموعة الأفكار والقيِّم والمفاهيم والعقائد التي تتناقض مع بعضها بعضاً وتدفع الى الصدام الحتمي بالأطراف الأخرى .
وهناك أسباب توسعية إقليمية بهدف الإستيلاء على الموارد الطبيعية وثروات دولة أخرى أو إحتلال أراضي دولة أخرى وطرد سكانها كما هو الحال في فلسطين.
خلال ال 75 عاماً الماضية شاهدنا الآلتين الإعلامية والعسكرية والطريقة التي تدار بها الحروب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وإتقانها في قلب الحقائق وصناعة الأكاذيب والتدليس على الإنسانية من قبل قادة أمريكا وحلفائهم في الغرب جميعا.
وفي خضم هذه الأحداث يراودني سؤال مهم: كيف ستكون عليه حروب المستقبل وما هو دور الآلة العسكرية وأدوات الإعلام بأنواعه في المستقبل؟!
أري أن حروب المستقبل قد بدأت تتراءى أمامي شواهدها : فالصراع بين الغرب بقيادة أمريكا من جهة وروسيا والصين وكوريا من جهة أخري ، قد بدأت في رسم آفاقها عن طريق تجارب صواريخ بإمكانها الوصول لمسافات فلكية وتحّطيم الأقمارالإصطناعية الخاصة بالعدو، إلى جانب الهجمات السيبرانية التي تعطِّل البرامج الهجومية والدفاعية والعمليات الحاسوبية المعقَّدة في الدول المعادية الخ..
تجدر الإشارة إلى أن الشرق الأوسط أدرك تلك الحقائق وأخذ يتجه الى تدريس علوم الذكاء الإصطناعي وصناعة وتطوير الشرائح النانو الذكية وإنتاج وصناعة الروبوتات وتوظيفها لتحل محل البشر في العمليات العسكرية والتي نأمل أن تسدّ الفجوة بين قوى الخير والشر الخ .. فما بالك بما تفعله القوى العظمى لمواجهة هذه التحدّيات حيث تعمل بهمِّة عالية على إيجاد علوم وصناعات تكنولوجية تفكر وتتصرف كالبشر ويمكنها أن تؤدي وظائف وأدوار عسكرية أثناء الحروب القادمة وتستطيع عن طريقها حماية قواتها العسكرية البشرية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
"الأزهر وصناعة المصلحين".. أول مؤتمر دولي للطلاب الوافدين بكلية العلوم الإسلامية والعربية
أعلن الأزهر الشريف ممثلًا في كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين عن تنظيم المؤتمر العلمي الدولي الأول تحت عنوان "الأزهر وصناعة المصلحين"، والمقرر عقده يوم الاثنين 14 من ذي القعدة 1446هـ، الموافق 12 مايو 2025م، في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
ويقام المؤتمر برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف عدد من قيادات الأزهر، منهم الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا.
ويأتي هذا الحدث العلمي ليؤكد الدور الرائد للأزهر في إعداد أجيال من المصلحين الحاملين لقيم الاعتدال والوسطية، ودعائم الحوار والتفاعل الحضاري مع مختلف قضايا العصر.
مؤتمر علمي دولي يعكس عالمية الأزهر
أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، وعميدة كلية العلوم الإسلامية والعربية، ورئيسة المؤتمر، أن المؤتمر يمثل محطة مهمة لتسليط الضوء على جهود الأزهر في صناعة المصلحين وتأهيل طلابه ليكونوا سفراء للوسطية في بلدانهم.
كما أكدت أن المؤتمر يُعد ثمرة من ثمار الجهود العلمية التي تبذلها الكلية من أجل دعم منهج الاعتدال الفكري وتعزيز دور الطلاب الوافدين في نشر الرسالة الحضارية للأزهر.
أهداف المؤتمر
يسعى المؤتمر إلى تقديم رؤية علمية متكاملة حول آليات صناعة المصلحين وفق المنهج الأزهري، وتشجيع الحوار الأكاديمي بين الباحثين والطلاب، بما يسهم في إنتاج معرفة واعية قادرة على مواكبة التحديات العالمية.
ويأتي هذا في إطار حرص الأزهر على ترسيخ مكانته كمرجعية فكرية وعلمية عالمية تدعو إلى التسامح والعيش المشترك.
مشاركون من أنحاء العالم
يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من علماء وأساتذة وباحثين من داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى حضور مميز للطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات، مما يجسد روح العالمية التي يتميز بها الأزهر، ويُعزز من دوره في مد جسور التعاون العلمي والثقافي مع مختلف شعوب العالم.
الهيئة التنظيمية للمؤتمر
رئيس المؤتمر: د. نهلة الصعيدي – عميدة كلية العلوم الإسلامية والعربيةمقرر المؤتمر: د. صالح أحمد عبد الوهاب – وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلابأمين عام المؤتمر: د. خالد شاكر – رئيس قسم أصول الدينمنسق المؤتمر: د. عبد الرحمن فوزي فايد – مدير وحدة الجودةمساعد منسق المؤتمر: د. محمود منصور