أكد الكاتب الأميركي توماس فريدمان، أحد أكبر المؤيدين لإسرائيل، أن الولايات المتحدة عليها فعل كل ما تستطيعه للضغط على تل أبيب لمنعها من غزو غزة، مؤكدا أن التصعيد غير المحسوب من شأنه أن يشعل المنطقة كلها، مما يهدد المصالح الأميركية.

 

وأوضح فريدمان -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن المخرج الوحيد أمام إسرائيل إن أرادت إعادة احتلال غزة لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو أن تقرن ذلك بالتزام جديد بالسعي لإنجاح حل الدولتين في الضفة وغزة مع الفلسطينيين المستعدين لذلك.

 

ونقل عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن الرئيس جو بايدن فشل في إقناع إسرائيل بالتراجع عن غزو غزة، والتفكير في جميع الآثار المترتبة على تلك الخطوة ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية نفسها.

 

وبينما أعرب الرئيس عن فهمه العميق "للمعضلة الأخلاقية والإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل"، فقد ناشد القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أن يتعلموا من اندفاع الولايات المتحدة إلى الحرب بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي أخذت القوات الأميركية إلى "طرق مسدودة وأزقة مظلمة" في العراق وأفغانستان.

 

خطأ فادح

 

وقال إن الاندفاع الإسرائيلي، من دون التزام سياسي بحل الدولتين وإنهاء المستوطنات في الضفة الغربية، سيكون خطأ فادحا مدمرا للمصالح الإسرائيلية والأميركية، وقد يتسبب في حريق عالمي لا يمكن إطفاؤه، ومن أهم معالمه تفجير هيكل التحالف الموالي للولايات المتحدة الذي عملت واشنطن على بنائه منذ أيام وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر عام 1973.

 

وشرح فريدمان أنه يقصد بذلك معاهدة كامب ديفيد للسلام، واتفاقيات أوسلو، وعملية التطبيع مع الدول العربية.

 

ولم يعارض فريدمان ما سماها عمليات الانتقام من حماس، لكنه يشترط فقط أن تتم بالطريقة الصحيحة، أي ربطها بالتزام بحل الدولتين.

 

وقال الكاتب الأميركي، الذي يوصف بأنه من أكبر الكتاب المؤيدين لإسرائيل، إن مسؤولا كبيرا من فريق بايدن أخبره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يدرك أن "التجاوز في غزة يمكن أن يؤدي إلى إشعال النار في الجوار كله"، غير أن حلفاءه من "المتطرفين" حريصون على تأجيج تلك النيران ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة أيضا حيث قتل المستوطنون مدنيين فلسطينيين في أعمال انتقامية.

 

نصيحة محب

 

وزاد المسؤول الأميركي -في حديثه مع فريدمان- بأن نتنياهو لا يستطيع رفض تعليمات حلفائه، لأنه يحتاجهم للإبقاء على نفسه خارج السجن بتهم الفساد.

 

كما نقل فريدمان عن مسؤول أميركي كبير قوله إن القادة العسكريين الإسرائيليين هم الآن أكثر تشددا من نتنياهو نفسه، وأوضح أنه يتفهم ذلك، "لكن الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالقيادة وهم غاضبون"، لذلك يقدم لهم النصيحة في مقاله.

 

وأساس تلك النصيحة أن الولايات المتحدة الأميركية عليها أن تقول للحكومة الإسرائيلية بوضوح إن الاستيلاء على غزة من دون ربطها بحل الدولتين وتفكيك مستوطنات الضفة سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضا.

 

ودعا لتحقيق ذلك بإنشاء سلطة فلسطينية "أكثر فعالية وأقل فسادا"، على حد تعبيره.

 

وكرر فريدمان إيمانه بصدق الرواية الإسرائيلية بخصوص مستشفى المعمداني بغزة، وقال إنه جاء نتيجة لخطأ إطلاق صاروخ من طرف حركة الجهاد الإسلامي في غزة.

 

وقد خلفت المجزرة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية بحق المستشفى الأهلي المعمداني في غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكثر من 500 شهيد، معظمهم نساء وأطفال، لجأ كثير منهم للمستشفى ظانين أنه مكان آمن.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

إيران تغازل الإدارة الأميركية إقتصاديا وتعرض مفاتنها الاستثمارية لواشنطن

أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الاثنين، أنها لا تمانع دخول الاستثمارات الأمريكية إلى أراضيها في حال توصلت المفاوضات مع واشنطن إلى اتفاق نهائي، وتمّ بموجبه رفع العقوبات المفروضة على طهران.

 

واعتبرت الحكومة أن هذا الاتفاق سيمنح الولايات المتحدة فرصة الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية لإيران.

ويأتي هذا الموقف في أعقاب اختتام الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي استضافتها العاصمة العُمانية مسقط، ضمن جهود متواصلة للتوصل إلى تفاهم شامل حول البرنامج النووي الإيراني.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن هذه الجولة كانت "شاقة ولكنها مفيدة"، موضحًا أنها ساعدت في توضيح المواقف المتبادلة وفتحت مسارات واقعية لمعالجة الخلافات القائمة.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن هذه الجولة كانت "شاقة ولكنها مفيدة"، موضحًا أنها ساعدت في توضيح المواقف المتبادلة وفتحت مسارات واقعية لمعالجة الخلافات القائمة.

وفي السياق نفسه، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن أجواء المحادثات كانت مشجعة، مضيفًا: "نحن متفائلون بنتائج لقاء اليوم، ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل قريبًا".

إيران تثير انقسامًا بين واشنطن وتل أبيب

تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب، إذ نقلت شبكة "ABC News" عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمر بمرحلة من التوتر المتصاعد بسبب تباين وجهات النظر حيال التعامل مع التحديات الإيرانية.

ففي حين يدفع نتنياهو باتجاه توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، يفضل ترامب استغلال اللحظة لعقد صفقة تحدّ من قدرات إيران النووية دون الانزلاق نحو مواجهة مباشرة.

ويتمحور الخلاف الأبرز بين الجانبين حول موقف كل منهما من برنامج إيران النووي، حيث يعارض نتنياهو أي اتفاق يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم حتى لأغراض مدنية، فيما أبدى ترامب انفتاحًا على إمكانية السماح بإقامة برنامج نووي مدني إيراني.

 

ويُذكر أن ترامب كان قد أعلن في ولايته الأولى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق، بما في ذلك رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نسب تقترب من عتبة إنتاج الأسلحة النووية، بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان ترامب قد وّجه تحذيراته إلى إيران من إمكانية اللجوء إلى العمل العسكري إذا لم تسفر المساعي الدبلوماسية عن نتائج ملموسة. في المقابل، شددت إيران على أنها لن تتنازل عن حقوقها النووية، مؤكدة أنها تشارك في المفاوضات بإرادة حسنة ولكن دون المساس بما وصفته بـ"حقوقها المشروعة".

 

مقالات مشابهة

  • إيران تغازل الإدارة الأميركية إقتصاديا وتعرض مفاتنها الاستثمارية لواشنطن
  • ترامب يطلب من السعودية استثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة الأميركية
  • هآرتس: الأبارتايد في الضفة الغربية على الطريقة الإسرائيلية
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: سجن جندي احتياط إسرائيلي لمدة 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية
  • خبير أستراتيجي: واشنطن انتقلت من موقع الحليف التقليدي لإسرائيل إلى الداعم
  • انتهاء المحادثات الأميركية الصينية بشأن الرسوم الجمركية
  • هل انتهى عصر القوة الأميركية الناعمة؟
  • رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين لملك البحرين لحضور القمة الخليجية الأميركية في الرياض
  • وزير الخزانة: تأخير رفع سقف الدين الأميركي سيشعل فوضى مالية
  • غزة تحت الحصار.. وحصيلة الضحايا في الضفة الغربية أكثر من 700