تعرف على ما كتبته الأديبة الفلسطينية هبة أبوندى سويعات قبل استشهادها
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قالت الاديبة والقاصة "نحن في غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلنا ننتظر أين سنكون".. هذا ما دوّنته الشاعرة الشهيدة هبة أبوندى استشهدت، الجمعة 20 أكتوبر، الأديبة الفلسطينية الشابة هبة أبوندى إثر الغارات المتواصلة من قبل المحتل على المدنيين العزل في غزة.
وكأنّها تستشرف مصيرها، بل ومصير كل فلسطينيّ حر أبى التهجير في ظل حرب الإبادة الجماعية التي طالت الحجر والبشر من قبل المحتل في غزة الجريحة، كتبت الشاعرة والروائية الفلسطينية، سويعات قبل ارتقائها إلى خالقها في تدوينة لها على صفحتها الرسمية بفيسبوك: “نحن في غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير، وكلنا ننتظر أين سنكون.
فيما كتبت عبر حسابها الشخصي في “إكس” (تويتر سابقا): “معتمٌ ليل المدينة إلّا من وهج الصواريخ، صامتٌ إلّا من صوت القصف، مخيف إلّا من طمأنينة الدعاء، أسود إلّا من نور الشهداء.. تصبحين على خير يا غزة”.
و”أصبحت غزة على قصف جديد، وأصبحت هبة أشلاء لترتقي روحها الطاهرة إلى السماء وتُحسب من الشهداء”، وفق ما قاله أحد أصدقائها ناعيا رحيلها الصادم.
وتفاعل عدد من المثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي مع النبإ الفاجعة، واكتظت المنصات بمنشورات تفيض حزنا وأسى على رحيل أبوندى.
وقال أحدهم: “وداعا يا هبة أبوندى، لن تكتبي الشعر بعد اليوم، لا يوجد شعر بعد اليوم، تجرد العالم من كل معانيه، وصارت كل زقزقة نعيقا، مات كل شيء عندما صار القتل عاديا”. فيما كتب آخر: “انتهت الحكاية يا هبة، وانقضى الأجل قبل الرواية، وغبت عنّا تماما، إلى الأبد، هكذا يا هبة، دون وداعٍ ودون موعد”.
ودوّن ثالث: “الروائية والشاعرة الفلسطينية هبة أبوندى تبرهن أن الأكسجين الذي لم يكن للموتى، هو للشهداء”، في إشارة إلى روايتها “الأكسجين ليس للموتى”.
وبدورها نعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الراحلة، في بيان عبر حسابها الرسمي في فيسبوك، جاء فيه: “الكاتبة والشاعرة هبة كمال أبو ندى تقضي نحبها شهيدة نتيجة العدوان المستمر على شعبنا في غزة”.
وأكّدت الوزارة، في بيانها، أن هبة “كاتبة مبدعة، كتبت القصة والرواية والشعر”، مشيرة إلى أنّها “درست الكيمياء الحيوية والتأهيل التربوي، وعملت في التعليم، وحصلت على عدة جوائز، أهمها المركز الأول في القصة القصيرة على مستوى فلسطين”. وذكرت أنّ “لديها كتابات شعرية ونثرية منشورة ورقيا وإلكترونيا”.
ووُلدت هبة أبوندى عام 1991 في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، لأسرة فلسطينية من قرية بيت جرجة تعيش في قطاع غزة، وهي روائية وشاعرة. فازت بالمركز الثاني في الدورة العشرين من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) عام 2016 عن روايتها “الأكسجين ليس للموتى”.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
فرنسا على مقربة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية
انطلاقًا من قيم الجمهورية الفرنسية، وانطلاقًا من دفاعها عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، عبَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا ومن خلال القناة الأولى الفرنسية لتوجيه خطاب للأمة عن أسفه الشديد لما يحدث من جانب القوات الإسرائيلية في غزة والضفة، فقد انتقد ماكرون السلوكَ غيرَ المقبول والمخزي للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المتمثل في الأحداث الوحشية التي تُرتكب في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وقد لمَّح إلى احتمالية إعادة تقييم اتفاقات الشراكة الأوروبية مع إسرائيل، لا سيما بعد مطالبة هولندا المفوضية الأوروبية بفحص امتثال إسرائيل للمادة التي تربط شراكتها باحترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية. وقد أكد ماكرون أن الأزمة الإنسانية في عزة غير مقبولة وتُعَد الأخطر على الإطلاق، واستنكر أيضًا عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية التي أرسلتها فرنسا وغيرها من الدول. وقد نقل الرئيس الفرنسي خلال خطابه للأمة ما شاهده بنفسه أثناء زيارته لمصر برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة رفح المصرية ومستشفى العريش، حيث شاهد أسوأ المشاهد المؤلمة للمرضى والمصابين الفلسطينيين.. مطالبًا في الوقت نفسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام نفوذه لحل الصراع من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وانهاء الصراع في الشرق الأوسط.. ملوحًا أيضًا بأن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين خلال شهر يونيو المقبل، وذلك بمناسبة مؤتمر سيُعقد عن فلسطين بنيويورك بشراكة السعودية، حيث صرح ماكرون بأنه يعتقد أن الأمر سيكون صحيحًا في لحظة ما، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيأتي على غرار اعتراف دول أوروبية أخرى.
ويذكر أن الرئيس ماكرون كان قد أعلن خلال زيارته لمصر مؤخرًا عن دعمه للمبادرة المصرية التي اعتمدتها جامعة الدول العربية لإعمار غزة.. مطالبًا بأهمية العودة للمسار السياسي، وإقامة الدولة الفلسطينية.. مؤكدًا على أنه ضد سياسة التهجير التي تنتهجها حكومة نتنياهو، وضد محو التاريخ والديموغرافيا من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة.
وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الفرنسي «جان نويل بارو» مؤخرًا بأن فرنسا لن تسمح لأحد أن يملي شروطه عليها، وخاصة بشأن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية عن قريب، وذلك ردًّا على وزير الخارجية الإسرائيلي «جدعون ساعر» الذي هدد باتخاذ إجراءات أحادية تجاه الدول التي ستعترف بفلسطين. وكان وزير الخارجية الفرنسي «بارو» قد أعلن أمام الجمعية الوطنية الفرنسية بأن الاعتراف بفلسطين سيكون خطوةً في الاتجاه الصحيح، وبما يتماشى مع حقوق الشعب الفلسطيني، ومع مصالح أمن إسرائيل ودول المنطقة.
وقد أعلن تجمع فرنسي يضم عددًا كبيرًا من السياسيين والأكاديميين والنقابيين وغيرهم بأن نية الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين قد أصبحت ضرورة أخلاقية وسياسية وتاريخية، وذلك بسبب ما يتعرض له أبناء غزة والضفة الغربية من قتل، تجويع، تعذيب، وحصار شامل.. مؤكدين على أن موضوع الاعتراف بفلسطين المنتظر من فرنسا يأتي متوافقًا مع الالتزام الذي قطعته فرنسا على نفسها عندما صوتت سابقًا لصالح انضمام فلسطين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو»، الأمر الذي يؤكد بأن فرنسا بقيادة الرئيس ماكرون على بُعد خطوات قليلة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبذلك ستصبح فرنسا الدولة رقم ١٤٨ من بين الدول الأعضاء البالغ عددهم ١٩٣.