كيف حطمت طوفان الأقصى نظرية الأمن الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
بغض النظر عن تداعيات الحملة الإسرائيلية الوحشية الحالية على غزة، فقد انهارت نظرية الأمن الإسرائيلية، وتهاوت نظريات "كي الوعي" و"جز العشب"، وأثبتت مقاربة "المعركة بين الحروب" فشلها في تقويض قدرات المقاومة الفلسطينية أو ردعها عن تنفيذ هجوم ضخم مثل الذي نفذته صبيحة 7 أكتوبر/تشرين الأول.
هكذا يخلص تحليل لمركز "أسباب"، مؤكدا أن أن تصريحات قادة الاحتلال تعكس وقع الصدمة، وأزمة الثقة التي تهز الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وينقل التحليل تصريحات وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، حين قال إن من أهداف عمليتهم العسمرية، "إنشاء نظام أمني جديد في غزة، يخلق واقعا جديدا لمواطني إسرائيل وقاطني المناطق المجاورة.
وانبثقت نظرية الأمن الإسرائيلية الحالية، من أطروحة زئيف جابوتنسكي (1880-1940)، الأب الروحي لليمين الإسرائيلي، والذي رأى أن التوصل إلى اتفاق مع العرب غير ممكن، لأنهم لن يتخلوا عن أرضهم وحقوقهم، وبالتالي فإن الصراع معهم حتمي، وهو ما يتطلب إقامة جدار حديدي يستند إلى بناء قوة عسكرية رادعة بما يكفي لتوليد اليأس في قلوب العرب ودفعهم للتنازل عن فلسطين.
ويقول التحليل إنه فور تأسيس دولة الاحتلال عام 1948، أشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع آنذاك ديفيد بن جوريون، على بلورة نظرية أمن قومي منبثقة من أطروحة جابوتنسكي، واعتمد نموذج "كل الشعب جيش" والذي يجعل جيش الاحتلال أكبر جيش في العالم من حيث حجمه، الذي يعتمد على قوات الاحتياط مقارنة بعدد السكان.
اقرأ أيضاً
لتقليص فشله.. حركة إسرائيلية: ديوان نتنياهو أحرق وثائق عقب "طوفان الأقصى"
ويضيف: "بُنيت نظرية الأمن الإسرائيلية على 3 مرتكزات، أولها الردع، عبر امتلاك قوة عسكرية، متفوقة، تثني الخصوم عن مهاجمة إسرائيل خوفا من التعرض للتدمير على يد جيشها".
أما ثاني النرتكزات، فهو التفوق الاستخباري، والذي يهدف إلى توفير إنذار مبكر يتيح إحباط التهديد بشكل استباقي، كما يوفر الفرصة لتعبئة الاحتياط في الوقت المناسب للتصدي للتهديدات.
وثالث هذه المرتكزات، وفق التحليل، هو الحسم السريع، بواسطة الدفاع الصلب على امتداد الحدود لمنع الخصم من السيطرة أي جزء من الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ونقل الحرب دوما إلى أرض (العدو) في أسرع وقت ممكن، وامتلاك سلاح جو قادر على تقديم المساعدة للقوات البرية من أول ساعة قتال، وشن هجوم استباقي في حال وجود خطر جسيم أو محتمل، والقضاء على التهديدات في أسرع وقت ممكن لمنع حشد قوات الاحتياط لوقت طويل.
ويلفت التحليل إلى أن هذه النظرية ومرتكزاتها وضعت لمواجهة قوات نظامية وقت صراع دولة الاحتلال مع الجيوش العربية، ولكن عقب اتفاقيات السلام مع مصر ثم الأردن، وغزو العراق عام 2003، تراجعت التهديدات من الدول العربية، وبرزت ضمن التهديدات حركات وتنظيمات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وحزب الله في لبنان.
ولذلك، صك الاحتلال مصطلحات جديدة ضمن عقيدته الأمنية مثل "كي الوعي"، و"جز العشب"، و"المعركة بين الحروب"، والتي تقوم على اتخاذ تدابير هجومية استباقية تعتمد على معلومات استخباراتية عالية الجودة بهدف ردع (العدو) وإبقاء القتال خارج أراضي إسرائيل، وإضعاف الخصوم دون الاضطرار إلى خوض حرب واسعة معهم.
اقرأ أيضاً
وزير إسرائيلي: علينا الاعتراف ونحن مطأطئي الرأس بفشلنا أمام المقاومة الفلسطينية
ولكن، والحديث للتحليل، فقد ضربت عملية "طوفان الأقصى" مرتكزات نظرية الأمن الإسرائيلية، فلم تردع القوة الإسرائيلية كتائب القسام عن التفكير في شن هجوم واسع يشمل عشرات المستوطنات والمواقع الإسرائيلية.
ويضيف: "كما لم تتمكن الاستخبارات الإسرائيلية من الحصول على أي معلومات مسبقة عن الهجوم، ونجح المقاتلون الفلسطينيون في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي المحتلة للمرة الأولى".
ويتابع التحليل: "أيقظ هذا الانهيار مجددا هواجس احتمال انهيار دولة الاحتلال في ظل صمود الفلسطينيين وصلابتهم رغم القمع والحصار، كما قوّض الشعور بالأمان والاستقرار الذي أتاح المزيد من عمليات الهجرة والاستيطان خلال العقود الأخيرة".
ويخلص التحليل بالقول: "النموذج الأمني والاستراتيجي الإسرائيلي السابق انتهى، وهو ما يعني أنها بصدد البحث عن فرض نموذج جديد، وبناء نظرية أمن جديدة، ترمم جاذبية إسرائيل وسمعتها المنهارة كملاذ آمن لليهود من أنحاء العالم".
ويختتم: "لكنّ هذه مهمة لا تبدو بسيطة أو قريبة المنال، بغض النظر عن مآل الدمار الحاصل في قطاع غزة".
اقرأ أيضاً
صدمة وفشل وكابوس.. كيف رأت الصحف العبرية عملية طوفان الأقصى؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو نظرية الأمن إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين المقاومة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم حملة الاقتحامات والاعتقالات في بلدات الضفة الغربية المحتلة، كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابا في مخيم بلاطة، شرق نابلس، كما اعتقلت شابين في بلدة قفين، شمال طولكرم.
وقالت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى إن الاحتلال اعتقل 530 فلسطينيا بالضفة خلال أبريل/نيسان الماضي.
واقتحمت قوات الاحتلال مناطق في مدينتي القدس المحتلة وبيت لحم واعتقلت عددا من الفلسطينيين، وهدمت كذلك منزلا في بلدة "إذنا"، غرب مدينة الخليل جنوبي الضفة.
وذكرت مصادر محلية ان قوات الاحتلال اقتحمت منطقة "سوبا" غرب الخليل، وباشرت بعملية الهدم بذريعة البناء من دون ترخيص.
جرافات الاحتلال تشرع بهدم منزل قيد الإنشاء في قرية سوبا غرب مدينة دورا جنوب الخليل. pic.twitter.com/jctCGDlhyW
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 12, 2025
ذبيحة وقربانوفي القدس المحتلة، اقتحمت مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى من "باب الغوانمة"، وأدخلت ذبيحة لتقديمها قربانا داخل المسجد.
وقالت مصادر للجزيرة، إن مجموعة من المستوطنين اشتبكت مع حراس الأقصى، بينما اقتحم مستوطن آخر الساحات وأخفى القربان في كيس.
إعلانوسادت حالة من التوتر داخل المسجد، قبل أن يخرج حراس الأقصى المستوطنين.
#شاهد | المقدسي سعيد يتصدّى لـ9 مستوطنين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة بالقوة لتقديم قربان الفصح ذبح ماعز داخل الأقصى اليوم pic.twitter.com/w5CRG2FOjm
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 12, 2025
في غضون ذلك، قامت وزارة التراث الإسرائيلية صباح اليوم بحفريات في الموقع الأثري ببلدة سبسطية، شمال نابلس.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين، وموظفين من وزارة التراث، ومجلس المستوطنات، اقتحموا تحت حماية قوات الاحتلال الموقع الأثري في البلدة، وباشروا بأعمال تنقيب وحفريات، بهدف السيطرة عليه ومصادرته.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية.