سام برس:
2025-05-21@16:55:48 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
الأغلبية لا تستطيع إلا التعاطف مع ما يحدث للمدنيين في غزة ، عدوان مرفوض ، كما أن هجوم حماس على المدنيين في إسرائيل مرفوض دينياً وإنسانياً. رفض استهداف المدنيين هو السلوك الطبيعي. وفي السياق نفسه ، لا ينكر عدالة قضية فلسطين ، أرضاً ودولة، إلا جاهل أو متحامل.


مع هذا، في منطقتنا المضطربة التعاطف الأعمى خطوة أولى تتبعها خطوات.



هذا ما جرى في أفغانستان، وسوريا، والعراق. لكل عقد زمني قضية. وحاولوا استخدامها في معاناة مسلمي الشيشان ضد الروس، ثم مسلمي الأويغور الصينيين. ولولا أن الحكومات العربية منعت تداولها لهب الآلاف لقتال الصين. التورط في الحروب يبدأ بتوظيف التعاطف واستغلال الدموع.

العالم، من حولنا، مملوء بالمآسي والفواجع والأشرار، لا تنتهي حرب إلا وتبدأ أخرى، وتصبح معاناة الناس مزمنة مع مشاهد دموية. دائماً هناك من يوظف المآسي، مستنجداً بالقيم الدينية والإنسانية. ويتم نقل التعاطف الطبيعي من المأساة، بتعميم الشعور بالذنب والمسؤولية، أين أنتم يا عرب؟ ومن خلال توجيه الرسائل والحث على المشاركة، غردوا وقاطعوا وهاجموا. وعبر صنع الرموز، (تنظيمات وأشخاص وملابس). شحن العامة بنقلهم من الأسى إلى الغضب، ومن الغضب الفردي إلى الجماعي، إلى التعبير عنه برسائل، إلى التفاعل وتكسير مقاهٍ ومطاعم، ثم الانخراط في الحملات الأوسع، بالدعم المادي وأخيراً الانتقال إلى حواضن التجنيد أو دعمها.

تعتقدون أنها مبالغة بشعة؟

الحقيقة الأكيدة أن عشرات الآلاف من شباب دولنا ماتوا في ساحات الحروب. بدأت رحلتهم بجلسات وعظ، أو التبرع، أو التفاعل في حسابات السوشيال ميديا، والآن للصغار من خلال مراسلات الألعاب الإلكترونية. كلهم بدأوا بدايات بسيطة وبريئة.

ما حدث لغزة شهدناه من قبل في أفغانستان، بدأ بدعوة للتعاطف مع أهلها عندما كانوا تحت الاحتلال السوفياتي، ولم يكن معظم المتعاطفين يعرفون حتى أين تقع أفغانستان على الخريطة. واتسعت الدائرة، تحت شعار دعم أهل سنة العراق عند السنة، ضد المحتل الأميركي، ودعم شيعة العراق ضد «داعش». واستجاب آلاف العرب والأجانب من صغار العمر، تم تجميعهم في سوريا التي كانت تسهل لهم القتال في العراق.

ثم امتد حريق الحرب إلى سوريا، التي حركت أحداثها كل قلب، حتى من لا قلب له. هب آلاف الشباب، بأرقام خرافية، رغم المنع والتحذيرات من بلدانهم، إلى تركيا وعبروا حدودها إلى هناك. انتهت رحلتهم إما قتلى، أو عاشوا متطرفين، واستمروا لعبة في أيدي تنظيمات إجرامية، وقلة منهم تمكنت من العودة لبلدانها مهزومة مكسورة القلب.

الحشد العاطفي الجماعي يقوم على قضية عادلة، صور أطفال ونساء وشيوخ عزل، والغضب أعمى، يستغل ويدار سياسيا من فئات لها أجنداتها تتسبب في اضطرابات المجتمعات وزرع الفوضى.

في ذروة العواطف الملتهبة لا أحد يتأمل ويفكر. القضايا تتكرر، ولا أحد يتساءل، إلى ماذا انتهت التنظيمات الأخرى؟

الصغار الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق وسوريا جاءوا من البيئة المحرضة نفسها، والمجتمعات الغافلة، والحكومات المتساهلة. تعاطفوا مع غزة وأهلها لكن لا تنساقوا وراء الحملات الهائجة، ودعاة الغضب والانتقام والكراهية. لقد سرقوا أولادكم مرات من قبل فلا تجعلوهم يسرقونهم مرة أخرى. وأملنا يبقى كبيراً في السلام، وأن يحقق ما لم تحققه كل الحروب الماضية الفاشلة.

نقلاً عن الشرق الاوسيط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

"وايلدبيريز" الروسية تطلق خدمة توصيل البضائع من الإمارات

الاقتصاد نيوز - متابعة

أصبحت الإمارات رسميا الدولة العاشرة التي تنضم إلى شبكة "وايلدبيريز" الروسية، وتم إطلاق خدمة توصيل السلع من الإمارات إلى السوق بروسيا.

وأعلنت تاتيانا كيم المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "وايلدبيريز" الروسية، عبر قناتها على "تيليغرام"، عن بدء منصتها في تقديم خدمة توصيل السلع من الإمارات العربية المتحدة، لتصبح بذلك الدولة العاشرة ضمن نطاق عمل الشركة.

وطورت "وايلدبيريز" الروسية منصة لتقديم منتجات إماراتية تلاقي اهتمام المستهلك الروسي، كذلك تم تطوير نظام دفع آلي للرسوم الجمركية على المنصة.

"وايلدبيريز" هي شركة روسية لتجارة التجزئة عبر الإنترنت، تنشط الشركة في 10 دول تشمل دول رابطة الدول المستقلة: روسيا، أرمينيا، بيلاروس، جورجيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، ودول من خارج الرابطة: الصين والإمارات العربية المتحدة (كوجهات استيراد).


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • شيفرة "8647" تُفجّر الغضب: هل دعا مدير الـFBI السابق لاغتيال ترامب؟
  • افتتاحية
  • البنتاغون يجري مراجعة للانسحاب الفوضوي من أفغانستان
  • "وايلدبيريز" الروسية تطلق خدمة توصيل البضائع من الإمارات
  • الدبيبة يشن هجوما على عقيلة صالح ويصفه بـمسعر الحروب
  • الكويت بطلاً لكأس سمو ولي العهد للمرة العاشرة
  • من الحدود إلى المدارس.. العراق يكسر ممراً بين أفغانستان ولبنان لتجارة المخدرات
  • العراق الأول عربياً والثاني عالمياً بمعدل الغضب
  • أفغانستان تواجه تداعيات الصراع بين الهند وباكستان
  • كانييه ويست يثير موجة من الغضب بأغنية تمجد هتلر