حرب المدن مقبرة الجيوش وغزّة بانتظار القادمين
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
حيث قامت خلالها باختراق الحدود، ومهاجمة العديد من المواقع العسكرية، كما سيطرت على عدد من المستوطنات شبه العسكرية، وأسرت العديد من الجنود والمدنيين.
وبذلك تكون قد حطمت ” أسطورة الجيش الذي لا يقهر ” في أقل من 24 ساعة. هذه العملية البطولية على صغر نطاقها، فقد أصابت القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل بالذعر والشلل.
فمجموعة صغيرة من المقاومين الفلسطينيين في كتائب القسّام، بأسلحتها البسيطة وأساليبها القتالية المبتكرة، استطاعت أن تحقق المفاجأة وتقهر جيشا مدججا بأحدث ترسانات الأسلحة، ومزودا بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من معدات.
وبهذا العمل، شكلت كتائب القسام عملا عسكريا فريدا، يُسجل في تاريخ الحروب العسكرية.
وردا على هذه العملية الجريئة، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي ومجلسه القومي بردة فعل هستيرية، وجهوا خلالها سلاح الجو الإسرائيلي لمهاجمة مدن غزة بغارات جوية مكثفة ومتواصلة، على المنشآت المدنية، من مستشفيات ومواقع دينية، ومجمعات دولية، بما تحويه من أطفال ونساء ومرضى، لأكثر من أسبوعين حتى الآن، مطبقين ” نظرية الأرض المحروقة “، إضافة لقطع أسباب الحياة عنهم، بما يخالف قواعد وقوانين الحروب في العالم.
لقد أعلن رئيس وزراء إسرائيل بأعصاب متوترة، بأنه سيشن حربا على غزة ليهجّر سكانها، ويقضي على منظمة حماس وكتائب القسّام.
وهذا العمل لا يمكن تنفيذه من خلال الهجمات الجوية الوحشية على السكان المدنيين، بل يتطلب قوات برية عمودها الفقري جنود المشاة. وهو أمر سيجعله مضطرا للقتال في المدن.
وفي هذا النوع من القتال الذي يسمى في العرف العسكري ” مقبرة الجيوش ” سيواجه مقاومة عنيفة، وسيصاب بالكثير من الخسائر البشرية والمعدات.
وإن كانت قوة المدافع في القتال البري تشكل ثلاثة أضعاف المهاجم، فإنها في المدن تشكل للمهاجم أضعاف هذا الرقم.
فالمدافع يعرف الشوارع والأزقة والسراديب والأنفاق، و يعرف أيضا أماكن التقتيل التي سيسيطر عليها في المدينة، لكي يفرض على العدو أطول وقت من التأخير واستنزاف قوته ثم تدميره.
من البديهي أنه كما خطط قادة كتائب القسام للنجاح في الهجوم على العدو، أن يكونوا قد خططوا لردة الفعل الإسرائيلية، وهيأوا أنفسهم لمواجهته داخل مدن قطاع غزة، لا سيما وأن لهم تجربة ناجحة بهذا المجال في وقت سابق.
إنهم يعرفون كل شبر من مدنهم وأراضهم، ويعرفون أين يركزون أسلحة مقاومة الدروع، وأين يقابلون قوات النخبة الإسرائيلية أو الأمريكية، ويعرفون أيضا مواقع الأنفاق بمداخلها ومخارجها في المدينة، وحتى في امتدادها داخل أراضي العدو.
ولا شك بأن الأخيرة ستسمح للمقاومة، بضرب قوات العدو من الخلف وإرباكه، وكذلك قطع طرق مواصلاته وإمداده.
وهذا ما يجعل العدو يحجم عن الهجوم الأرضي حتى تاريخه، رغم إعلان مسؤوليه عن استعدادهم لتنفيذ الهجوم منذ عدة أيام.
وعليهم أن يعرفوا أن رجال المقاومة من مختلف الفصائل، ينتظرون بفارغ الصبر الهجوم البري المنتظر عليهم ليقع في المصيدة، التي ستلقنهم درسا قاسيا ستذكره الأجيال اللاحقة من الطرفين.
وختاما أقول : لقد علمنا التاريخ أن النصر دائما إلى جانب المقاومة الوطنية رغم أنف المحتل، وأن العدو الإسرائيلي سيفشل في تحقيق أهدافه المعلنة، في حربه على غزة، من خلال تهجير الغزيين خارج القطاع، ولن يتمكن من القضاء على حماس وأذرعها المقاتلة، لأنها تحمل عقيدة إيمانية بحقها في وطنها، وأن ما احتل بالقوة لا يُسترد بغير القوة.
فأصبحت هذه العقيدة تسري في دماء أبناء فلسطين جيلا بعد جيل، واثقون بأن تحرير وطنهم الفلسطيني وعلى رأسه الأقصى، قادم مهما طال الزمن .
*موسى العدوان
. ! فريق ركن اردني متقاعد
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
واعتبر الحزب في بيان له اليوم الأربعاء أن هذا العدوان "خرقٌ فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية"، مؤكّـدًا أنّ التمادي "الإسرائيلي" ما كان ليحصلَ لولا الغطاءُ الأمريكي الكامل، والصمت المخزي للمجتمع الدولي.
وأشَارَ البيان إلى أن "العدوَّ الصهيوني يمعنُ في انفلاته وعدوانه الوحشي اتّجاه شعوب منطقتنا من غزة إلى لبنان واليمن، وآخرها المجازر المروِّعة التي يرتكبها بحق أهل غزة، ومواصلة سياسة التجويع والإبادة الجماعية، والاعتداءات اليومية المُستمرّة على سيادة لبنان، وُصُـولًا إلى العدوان اليوم على مطار صنعاء الدولي".
وأضح أن "العدوان الجديد على اليمن يؤكّـد أن كيان العدوّ لم يتّعظْ من دروس ربيبته أمريكا، التي لم تستطع إخضاع اليمن وشعبه وقيادته، وأقرّت بفشلها مما اضطرها مرغمةً إلى وقف عدوانها على اليمن، وأنّ العدوّ ما يزال غارقًا في أوهامه، ظانًا أنّه سيحقّق أهدافَه الواهية في ردع الشعب اليمني أَو دفعه إلى التراجع عن مواقفه الراسخة في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، التي تُرتكب بحقه يوميًّا أبشع المجازر، وتصم الآذان عن صراخات وعذابات أطفاله الذين يُقتلون حرقًا وتجويعًا، وتُغمض الأعين عن مشاهد الأشلاء الممزقة والمتناثرة".
وعبّر الحزب عن اعتزازه الكبير بالمواقف الشجاعة والجريئة والحكيمة للقيادة اليمنية، مؤكّـدًا تضامنه الكامل مع الشعب اليمني الأبي، الذي "لن يزيده العدوان إلا عزمًا وبأسًا وجُرأة وتصميمًا على المضي قُدُمًا في ما بدأوه، حتى وقف حرب الإبادة وفك الحصار عن أهل غزة".
ودعا حزب الله إلى أعلى درجات الإدانة والاستنكار من جميع الدول والشعوب الحرة في العالم وإلى التحَرّك الفاعل والمؤثِّر لفكِّ الحصار الظالم التي يتعرض له قطاع غزة العزيز واليمن الشريف.
كما دعا مجدّدًا الشعوبَ والدول العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز ومؤازرة موقفه الشجاع والنبيل نصرة لفلسطين وشعبها الصامد.