ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "ما حكم الطواف بإحرام متسخ؛ فبعد أن انتهيت من الطواف للعمرة أخبرني أحد المعتمرين أن ملابس إحرامي متسخة بعض الشيء، وقال لي: كيف تؤدي العبادة على هذا النحو، فقمت بتغييرها، وأكملت باقي المناسك، فهل طوافي بإحرام متسخ صحيح؟

انتبه .. أزهري يحذر من خطأ في تكبيرة الإحرام يبطل الصلاة هل الإحرام للعمرة من التنعيم أفضل من الجعرانة؟.

. دار الإفتاء ترد الطواف وملابس الإحرام متسخة

وأجابت دار الإفتاء، على سؤال يقول: حكم الطواف وملابس الإحرام متسخة، أن السُّنَّة في حقِّ المحرم هي لبس ثوبين نظيفين؛ جديدين أو غسيلين، والأولى أن يكونا أبيضين؛ فإذا أصابهما الاتساخ بما هو نجس أو غيره، وعلم بذلك وقدر عليه؛ بادر بتغييرهما لتحصيل الأفضلية وخروجًا من الخلاف، وإن طاف به دون تغيير فلا شيء عليه تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء.

وذكرت دار الإفتاء، إنه في واقعة السؤال، إن كانت ملابسك إذا كانت متسخة بما هو نجس وعلمتَ بذلك بعد الانتهاء من الطواف، وقمتَ بتغييرها؛ فإن طوافك صحيح، وإن كان الأولى إعادة الطواف خروجًا من الخلاف، وأخذًا بالاحتياط.

أما وإن كانت ملابسك متسخة بما هو ليس بنجس كتراب ونحوه؛ فطوافك صحيح أيضًا، والأولى المبادرة بنزعها وتغييرها؛ لتحصيل السُّنَّة من كون ثياب الإحرام نظيفة بيضاء من جهة، وعدم الإضرار بالآخرين من جهة ثانية، وللحفاظ على نظافة المسجد الحرام وعدم تلويثه من جهة ثالثة.

صفة ثياب الإحرام

وردت السُّنَّة النبوية المطهرة في حقِّ مَن يريد الإحرام بالحج أو العمرة هي لبس ثوبين نظيفين؛ جديدين أو غسيلين، والأولى أن يكونا أبيضين؛ لكون الثوب الأبيض من أفضل الثياب؛ كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ، فَأَلْبِسُوهَا أَحْيَاءَكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» أخرجه الأئمة: الشافعي في "المسند"، وابن ماجه في "سننه"، وصححه الحاكم في "المستدرك" من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

ليست من محظورات الإحرام.. السعودية تبعث برسالة مهمة لـ المعتمرين حكام بملابس الإحرام.. 10 رؤساء ومسئولين يؤدون الحج هذا العام .. تعرف عليهم

قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 257، ط. مكتبة القاهرة): [(ويلبس ثوبين نظيفين) يعني: إزارًا ورداءً؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلْيُحْرِمْ أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَنَعْلَيْنِ».. ويستحب أن يكونا نظيفين؛ إما جديدين، وإما غسيلين؛ لأننا أحببنا له التنظف في بدنه، فكذلك في ثيابه، والأولى أن يكونا أبيضين] اهـ.

آراء المذاهب الفقهية

الطواف بملابس الإحرام المتسخة يتوقف الحكم عليه باعتبار النظر إلى نوع الاتساخ وماهيته، فقد يكون الاتساخ بما هو نجس، وقد يكون بما ليس بنجس كالتراب والغبار ونحوه.

فأما إذا كان الاتساخ بما هو نجس؛ فإن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة على اشتراط الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمطاف، فلو طاف المحرم وعلى ثوبه أو بدنه نجاسة فإن الطواف لا يصح؛ لاشتراط الطهارة للطواف عندهم؛ كالصلاة، وهو قولٌ عند الحنفية.

بينما ذهب أكثر الحنفية والإمام أحمد في رواية إلى أن الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمطاف سُنَّة مؤكدة، وعدم اشتراطها للطواف؛ فلو طاف المحرم وعلى ثوبه نجاسة فإن الطواف يصح، ولا شيء عليه عند الحنفية، ويجبره بدم في رواية الإمام أحمد.

ومقتضاه أنه لو طاف المحرم وعلى ثيابه نجاسة غير معفو عنها، مع القدرة على إزالتها: لم يصح طوافه عند جمهور الفقهاء، وصح عند الحنفية والإمام أحمد في رواية ثانية، إلا أنه يجبر عنده بدم، ولا شيء عليه عند الحنفية.

والأولى له إن علم بأمر النجاسة أن يزيلَها أو أن يُغيِّرَ ملابس إحرامه ويبني على ما مضى من طوافه، والأفضل أن يعيد الطواف.

أما إذا كان الاتساخ بما ليس بنجس كالتراب والغبار ونحوه، ممَّا هو معفو عنه، ويشقّ الاحتراز منه؛ صح طوافه بلا خلاف؛ لأن الطواف في الحكم كالصلاة، وتصح الصلاة بالثياب المتسخة ممَّا هو معفو عنه.

والأولى والكمال للمحرم تغيير ملابس إحرامه المتسخة، وخاصة إذا كان يترتب عليها ضرر أو أذى بالآخرين من الحجاج والمعتمرين كرائحة كريهة أو احتمال نقل عدوى؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ ولَا ضِرَار» أخرجه الحاكم في "المستدرك"، وصَحَّحه.

والضرر المنهي عنه في الحديث هو قليل الضرر وكثيره؛ حيث إنه لفظ عام يشمل كل أنواع الضرر إلا ما دلَّ الشرع على إباحته لمصلحة شرعية تزيد في مصلحتها على المفسدة المترتبة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطواف دار الإفتاء الإحرام دار الإفتاء إذا کان

إقرأ أيضاً:

تعرف علي صفاء القلب والروح وطريق الوصول الى الله

صفاء القلب والروح وطريق الوصول الى الله  يتحدث الدكتور السيد شلبي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية. عن طريق الوصول الى الله وقال صفاء القلوب والروح والوصول إلى الله يتحقق بالابتعاد عن الشوائب والأمراض النفسية، مثل الحسد والضغينة، والالتزام بالعبادات والطاعات، وتطهير النفس من الأفكار السلبية والتحلي بالأخلاق الحسنة. أما الوصول إلى الله، فهو طريق روحاني يتم عبر العبادات والتضرع والدعاء والإنابة إليه في جميع الأحوال، مع السعي لتطهير القلب من الذنوب والأدناس. 

صفاء القلوب والروح

تطهير النفس: يتطلب صفاء القلب والروح تنقية النفس من الذنوب والمعاصي والصفات السلبية.التحلي بالأخلاق الحسنة: يجب التحلي بالأخلاق الفاضلة مثل الصدق، والكرم، والرحمة.الابتعاد عن الأمراض النفسية: يجب تجنب المشاعر السلبية كالحسد، والبغض، والضغينة.

طريق الوصول إلى الله

الإنابة إلى الله: الرجوع إلى الله في كل الأحوال والأمور، سواء في السراء أو الضراء.الخشية والإنابة: الخوف من الله تعالى في السر والعلن، والعودة إليه بقلب منيب.العبادات والطاعات: أداء الفرائض والنوافل، والتضرع إليه بالدعاء، والتقرب منه بالأعمال الصالحة.التفكر في الكون: التأمل في آيات الله في الكون، وتدبر آياته، وفهم جلاله وعظمته.

وصفاء القلب هو أعظم ما يمكن أن يتحلى به الإنسان، فهو ينبع من نقاء النية وصدق المشاعر.

حيث يصبح القلب مرآة نقية تعكس الطمأنينة والسلام الداخلي لقلوب الصافية لا تحمل ضغينة ولا تتشبث بالحقد، بل تسامح وتحب دون انتظار مقابل.

 

 

مقالات مشابهة

  • رنا رئيس بملابس الإحرام لأداء مناسك العمرة: «الحمد لله»
  • خبير قانوني: العدالة الرقمية تسرع إجراءات محاكم الأسرة
  • صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة
  • تبدّل في آراء الإسرائيليين.. استطلاع رأي يظهر توزيع المقاعد في الكنيست في الانتخابات المقبلة
  • حزب الله غير متحمّس لتعزيز مستوى التفاوض: مرحلة جديدة عليه التكيف معها
  • تعرف على أهم المعلومات عن الإمام الشافعي
  • تعرف علي صفاء القلب والروح وطريق الوصول الى الله
  • الإفتاء: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نورٌ بإجماع المسلمين
  • ماذا يقول السامع عند قول المؤذن الصلاة خير من النوم؟.. اعرف رأي الفقهاء
  • هل يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟