دبي السباقة في إقحام الذكاء الإصطناعي في عالم السينما
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تتحضر إمارة دبي لإنشاء مهرجان السينما بالذكاء الإصطناعي ضمن "إكسبو دبي" في شباط المقبل ليكون هذا المهرجان فرصة مميزة لتبادل الأفكار والتقنيات بين رواد صناعة السينما وخبراء الذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم. فبعد أن تمكن الذكاء الإصطناعي مؤخراً من اختراق صناعة الأفلام والسينما والتي كانت تعتمد بشكلٍ أساسي على الإبداع البشري وخيال الإنسان، أصبح بإمكان هذه الصناعة الاستفادة من تقنيات مبتكرة تمكنها من تحقيق مزيد من التطور والابتكار.
وإمارة دبي المواكبة لكل تطورٍ والتي أصبحت رائدة في مجال التكنولوجيا والفنون، تنظم في الدورة المقبل من "إكسبو دبي" "مهرجان السينما بالذكاء الاصطناعي" في 29 شباط / فبراير 2024 والذي سيعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع والتكنولوجيا.
وقد أصبح مؤخراً "الذكاء الاصطناعي" (AI) مصطلحًا شاملًا يُطلق على التطبيقات التي تُنجز مهامًا معقدة كان يجب في السابق أداؤها بواسطة البشر. ويتميز هذا الذكاء بخصائص وسلوكيات تجعل البرمجيات الحاسوبية قادرة على تقليد القدرات العقلية للإنسان وأنماط عمله. من بين هذه الخصائص البارزة القدرة على التعلم والاستدلال والاستجابة للسياقات التي لم تكن مبرمجة مسبقًا في الجهاز.
في هذا السياق، يمكننا التساؤل عن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل صناعة السينما وإلى أي مدى يمكن أن يأخذنا عالم الخيال في هذا العصر. ربما سيتمكن الذكاء الاصطناعي من توفير أساليب جديدة لتصميم الأفلام وتطوير القصص بطرق تفوق تصوّر البشر.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي
التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي
بانتشار الذكاء الاصطناعي في كل زاوية من زوايا الحياة، وتغلبه في بعض المهام أحيانًا على القدرات البشرية، أُغرق البشر في الخوف من هذه التقنية ربما لتطورها السريع، والوعود بأن بالإمكان تطويرها لتصبح أكثر كفاءة من البشر في معظم المهام البشرية، وبالتالي استبدال الإنسان في وظائف عدة، وتقليل الاعتماد عليه في جوانب قد تبدو معقدة، لكنها عند الذكاء الاصطناعي بسيطة، ويمكن إنجازها في ثوان أو دقائق معدودة.
وما يغفله الذكاء الاصطناعي أن الدماغ البشري هو أحد أكثر الأنظمة تطورًا وكفاءة، وإذا كان بالإمكان للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط، فإنه يفتقر إلى الفهم الدقيق الذي يأتي بشكل طبيعي للبشر، وبالفعل يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل المشاعر والتعرف على تعابير الوجه، لكن تنقصه المشاعر، فالإنسان لا يتحرك في قراراته بالعقل والمنطق فقط، والذكاء العاطفي البشري يمكنه إنجاح صفقة معقدة، أو إدارة فريق خلال أزمة، أو تطوير منتجات يتردد صداها لدى المستهلكين.
وليس لدى الذكاء الاصطناعي قدرة على التخيل البشري، وتحويل الخيال إلى واقع، بل إن أقصى ما يمكنه هو توليد اختلافات بناءً على الأنماط المتاحة فقط، وحتى الابتكار في الذكاء الاصطناعي قد يشوبه الخلل، نظرًا لعدم فهم الاحتياجات البشرية والرغبات والفروق المجتمعية بعمق، ولذا يعدُّ الذكاء الاصطناعي أداة تساعد البشر، يمكنه التعامل مع المهام الروتينية ومعالجة المعلومات بسرعة، وفي النهاية يحتاج إلى البشر لتوجيهه. ومن الأشياء المفقودة أيضًا لدى الذكاء الاصطناعي البوصلة الأخلاقية، فمن الصعوبة لغير البشري إصدار الأحكام القيمية لأنها بالأساس تتطلب فهمًا للقيم الإنسانية والمعايير المجتمعية.
وبينما تتزايد التحذيرات من قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال الإنسان في سوق العمل، والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية جراء ذلك، فإن الطريق ليس ممهدًا بالكامل، لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي مكلفة للغاية من الناحية التجارية، وهناك وظائف جديدة تخلقها هذه التقنيات لم تكن موجودة من قبل، أي أن التغيير هو في طبيعة الوظائف، وليس متعلقًا ببطالة الإنسان مقابل عمل الآلة، ومن المحتمل أن هذا التغيير تدريجًيا للذكاء الاصطناعي، وهذا ما يدفع البشر إلى تطوير مهاراتهم وصقل القدرات التكنولوجية، لأن المعرفة التكنولوجية أضحت ركنًا أساسيًّا في سوق العمل، إضافة إلى المهارات الأساسية للعمل، فالتحول الحقيقي يتعلق بالارتقاء، أي يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية المتكررة، ويصبح البشر أكثر تركيزًا على الأنشطة ذات القيمة الأعلى التي تتطلب قدرات بشرية فريدة، في منظومة عمل يتكامل فيها الإنسان مع الآلة.
وفي ظل التطور المتسارع، على البشر الاستعداد لمرحلة تعميم الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل حول العالم، لكن ليس عليهم القلق كثيرًا مما يسمونه الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي هو مصطلح يشير إلى إنشاء تطبيقات لديها ذكاء يشبه الإنسان ولديها قابلية التعليم الذاتي، بهدف القدرة على أداء مهام لم يدرب عليها، والتوقعات في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام في السنوات القادمة، غير أن المشكلة تكمن في أنها فكرة تفترض أن الذكاء البشري هو صنف واحد، إذ تتعامل أبحاث الذكاء الاصطناعي مع الذكاء البشري كما لو كان مقياسًا خطيًّا، وفي الحقيقة أن الذكاء الإنساني يختلف من شخص إلى آخر، وأحيانًا لا يفهم البشر المحتوى ذاتَه إن تغيرت البيئة والمجتمع، حتى وإن كانت اللغة واحدة.
إن التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي بات من ضروريات الحياة على مستوى الدول والأفراد، وعلينا أن نركز على نقاط القوة وتطوير هذه التقنيات بحكمة وبمعايير أخلاقية تضمن تحقيق الاستفادة للجميع، لاسيما أن الذكاء الاصطناعي، بما يوفره من سرعة ودقة في معالجة البيانات والتحليل، يُكمل القدرات البشرية، ويسهم في اتخاذ قرارات أكثر رشادة، غير أن اليد الطولى تبقى للذكاء البشري في توجيه هذه التقنيات الحديثة نحو أهداف إنسانية تخدم البشرية.