تبت يدا أمريكا والاتحاد الأوروبى
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
أمرهم غريب وشأنهم مريب وتصرفاتهم حمقاء تنم عن سوء نية، هؤلاء هم زعماء أوروبا خلال قمة الاتحاد الأوروبى، تمخضوا كالفئران وأصدروا بياناً باهتاً بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، فماذا قالوا؟ أعلنوا فى بيان أنهم يعربون عن قلقهم من الأوضاع المتفاقمة فى غزة، فبعد كل هذه المذابح والمجازر البشعة وحرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، يعربون عن القلق، هذا هو المجتمع الدولى الذى ينساق كالنعاج وراء الولايات المتحدة الأمريكية، فيا خيبة الأمل فى الاتحاد الأوروبى الذى يسعى بكل ما أوتى من قوة لتكريس سلطة الاحتلال، كل ما استطاع فعله هو الإعراب عن القلق.
كنا نتصور أن الاتحاد الأوروبى المتشدق بحقوق الإنسان، والذى صدع رؤوسنا بهذه القضية أن يطلب فورا من إسرائيل وقف هذه الحرب، بل وإجبارها على ذلك دون شرط أو قيد، بدلاً من إصدار هذا البيان الباهت الذى لا طعم له ولا رائحة سوى نصرة إسرائيل وتكريسها سلطة الاحتلال وتأييدها حرب الإبادة البشعة ضد الشعب الفلسطينى. هؤلاء هم الذين يصدرون بيانات مشبوهة، وغير صحيحة على الأمة العربية، خاصة مصر فيما يتعلق بحقوق الإنسان، أليست هناك حقوق لهذا الشعب الفلسطينى الذى تجرى له المذابح والإبادة على مرأى العالم أجمع؟ سحقاً للاتحاد الأوروبى وزعمائه الذين ينفذون أجندة أمريكية صهيونية.
أما مجلس الأمن الذى يتحرك بتعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية فحدث عنه ولا حرج، وهو الآن يعد لجريمة أخرى لا تقل عن الجرائم البشعة التى ترتكبها إسرائيل والاتحاد الأوروبى فى حق الشعب الفلسطينى، وهو مشروع القرار الأمريكى الذى يكرس سلطة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، ولا يطلب وقفاً فورياً لهذه الحرب البشعة التى يتعرض له الفلسطينيون.
فمشروع القرار الأمريكى الذى رفضته روسيا لا يضع حداً للحرب الإسرائيلية، ولا يوقف المجازر الإسرائيلية، ويمنح إسرائيل الحق فى استمرار الحرب دون هوادة، فأمريكا لا تريد وقفاً للحرب وإنما تريد هدنة، وهى تعتبر أقل رسمية وأقصر من وقف إطلاق النار، بمعنى أنها تعطى الحق فقط لاستمرار إبادة الشعب الفلسطينى وهذا ما ترفضه كل الدول العربية قاطبة.
إن التصرفات الأمريكية والأوروبية فى هذا الشأن تتسبب فى توسيع رقعة الصراع فى المنطقة، والسؤال الذى يطرح نفسه: ألا تخشى الدول الأوروبية على مصالحها فى المنطقة؟!
إن ما تفعله دول الاتحاد الأوروبى التى تلهث وراء أمريكا ستتعرض لضرر بالغ وشديد بسبب هذه السياسات الحمقاء وإذا كانت المنطقة تتعرض للخطر الفادح فإن الأخطر الأشد سينال المجتمع الدولى بأسره، ولا حل لهذا الأمر سوى الجلوس على طاولة المفاوضات واستئناف مسار السلام، وتفعيل كل القرارات الدولية فيما يتعلق بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. أما ما يحدث الآن من تخاذل وتأييد لإسرائيل فى جرائمها، سيطال العالم بأسره وليس فقط منطقة الشرق الأوسط.
ومن هنا جاء الموقف المصرى العظيم الذى لا يتخلى أبداً عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، بعيداً عن التهجير القسرى وخلافه من المخططات الإجرامية، والداعى إلى السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحفي وجدي زين الدين الحرب الاسرائيلية الاتحاد الأوروبي حرب الإبادة الاتحاد الأوروبى الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
هذه الجملة التى جائت فى أوائل الخمسينيات مع بداية صحوة للشعب المصرى على أمل زهو وطنى – قاده مجموعة شباب ضباط مصر من القوات المسلحة – فجائت الكلمات من شدو أم كلثوم " مصر التى فى خاطري وفى فمى أحبها من كل روح ودم ".
جاءت هذه الأغنية معبره عن شعور كل مصري على أرض مصر أو خارجها – ومازالت مصر التى فى خاطر أم كلثوم – هى مصر التي فى خاطر كل وطنى اليوم – إلا عدد كبير جدًا من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم أو فى " حلمهم " – أصبحنا اليوم شتات من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم نتنازع
و نتصارخ حينما نتناقش أو نتحاور – ونسمى كل مجموعة تصرخ فى وجه بعضها البعض – سواء كانوا على قهوة -أو فيما يسمى ندوة أو حتى على الهواء مباشرة – إنها حالة من الحوار أو النقاش أو الرأى والرأى الأخر – وأصبح كل فريق من الشتات يتربص بالأخر – ولا نعلم ما هو خفى تحت ثيابه – هل هو سكين قاطع أم سلاح قاذف – أم نية خبيثة لنشر الاشاعات
و الإتهامات جزافًا – ومفيش مانع لأن سوق " السمع " رائج هذه الأيام فلا شيىء يشغل بال الكثيرين اليوم إلاأن يسأل أحدهم الأخر – هل سمعت عن فلان أو علان -هل قرأت ماذا كتب ( عدنان أو حزنان ) كل سواء – الكل يتحدث والكل ينقد والكل يشيع ما يراه وحسب هواه – لا محاسبة – ولا تدقيق فى المعلومات – ولا أهمية أساسًا لما يقال "الكذب منه والحقيقى" – ولا يهم أحد أن يصدق ما يقال أو يكذبه فنحن جميعًا نعيش فى سوق "عكاظ" !! حيث لا يفهم أحد ولا هو مطلوب أن نفهم !!
كل هذا يهدم صورة مصر التى كانت فى خاطر أم كلثوم –وخاطرى –وخاطر كل المصريين !
مصر التى تجمعنا مواطنون على أرضها –ونحتمى بالرزق فيها –ونتقاسم الحياة بهنائها –ومرها فى أرجائها –تحتاج منا جميعًا أن نهدأ –وأن نعى –وأن نعمل جميعًا من أجل رفعة هذا المجتمع –مطلوب من المصريين أن ينبذوا الأحقاد –وأن يتخلوا عن مساوىء سلوك البشر وعن الأنانية –وترك الحرام –ونبذ الفساد –والبعد عن مكامن الشبهات –مطلوب من المصريين إدارة وشعب أن يتقوا الله فيما رزقهم وفيما حباهم به من نعمات –مطلوب من المصريين أن نستقوى بديننا "إسلام أو مسيحية " وأن نتبع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم –بأننا أمة متحابة تسعى للخير –وتنشر السلام –وتقضى على الجهل والمرض والفقر بالتعاون والتكافل بين أغنيائنا –وفقرائنا –مطلوب الإخلاص فى أدائنا لأعمالنا –مطلوب أن نضع فى إعتبارنا أن العمر قصير جدًا –وأن الحياة بكل ما فيها من لهو ومن متع –هى زائلة وأن الباقى فى هذه الدنيا هى الأعمال الصالحة والصدقة الجارية –ودعوات الأبناء الصالحين لأهاليهم ولأبائهم –لسنا مؤبدين فى الأرض –ولسنا بخالدين فيها إلا بالذكرى الطيبة –هذه هى أرض مصر التى فى خاطرى وفى خاطر كل مخلص من مواطنيها –لذا أمامنا جهاد عظيم –وهو جهادنا مع أنفسنا لكى نعمل على أن تكون مصر –ليست عالة على أمة أخرى –بمعونات أو منح –ولا يمكن أن نطلب الحسنة ونحن أسياد –فلسنا بأتراك الزمن الغابر "أعطنى حسنة وأنا سيدك"!!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]