إسبانيا: تقرير مستقل يقدر ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس بأكثر من 200 ألف
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
كشفت لجنة مستقلة، معنية بالتحقيق في الجرائم الجنسية ضد الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية، الجمعة أن أكثر من 200 ألف شخص قد يكونون تعرضوا لاعتداءات جنسية منذ 1970. ولا يمثل ذلك رقما دقيقا، لكنه تقدير بناء على استطلاعات رأي شملت أكثر من ثمانية آلاف شخص. وتأتي هذه الأرقام بعد ما يزيد على عام من إنشاء البرلمان الإسباني لجنة للبحث في الجرائم الجنسية ضد الأطفال من طرف رجال الدين.
وعلى عكس فرنسا وألمانيا وايرلندا والولايات المتحدة، لم تكن إسبانيا قد أجرت بعد، وهي دولة ذات تقاليد كاثوليكية قوية، تحقيقا مستقلا في هذه الآفة.
ولذلك، أنشأ النواب الإسبان في آذار/مارس 2022 لجنة خبراء مسؤولة عن "تسليط الضوء" على "الأفعال الشخصية الدنيئة المرتكبة ضد أطفال عزل" داخل الكنيسة الإسبانية.
وأفاد التقرير بأن 0,6 بالمئة من البالغين في إسبانيا الذين يقدر عددهم الإجمالي بـ39 مليون شخص أكدوا أنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية عندما كانوا قاصرين مارسها رجال دين مسيحيون.
إلى ذلك، قال 0,53 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية عندما كانوا قاصرين ارتكبها أشخاص عاديون يعملون في مؤسسات دينية.
وجاءت هذه التقديرات في تقرير قدمه أمين المظالم أنخيل غابيلوندو لمجلس النواب الإسباني، في ختام أعمال لجنة مستقلة هي الأولى من نوعها في إسبانيا لتقييم مدى انتشار الجرائم ضد الأطفال في كنف الكنيسة الكاثوليكية.
وينتقد التقرير موقف الكنيسة الكاثوليكية، معتبرا أن رد فعلها على حالات الجرائم ضد الأطفال داخلها "غير كاف".
ويطرح التقرير من بين توصيات أخرى إنشاء الدولة صندوقا لدفع تعويضات للضحايا.
وقال غابيلوندو في مؤتمر صحافي إن القضايا تتعلق بشكل رئيسي بالفترة الممتدة من "1970 حتى يومنا هذا".
واعتمدت اللجنة في القيام بعملها على خبراء في القانون وفي مساعدة الضحايا، وكذلك على شهادات ضحايا أنفسهم.
قليل من كثيروقبيل نشر التقرير، أعلن المؤتمر الأسقفي للكنيسة الكاثوليكية أنه سيعقد جمعية عامة استثنائية الاثنين المقبل يناقش خلالها الأساقفة التقرير.
ورفضت الكنيسة لسنوات إجراء أي تحقيق معمق، ولم ترغب بالمشاركة في عمل اللجنة، لكنها وافقت على تزويدها في آذار/مارس بمعلومات حول حالات جرائم ضد الأطفال جمعتها الأبرشيات.
وفي مواجهة ضغوط سياسية متزايدة واتهامات بالعرقلة، اتخذت الكنيسة خطوة أولى في شباط/فبراير 2022 من خلال إطلاق تدقيقها الخارجي الخاص الذي أوكلته إلى شركة كريمادس وكالفو سوتيلو للمحاماة.
ورغم طلب المؤتمر الأسقفي منذ بضعة أسابيع من مكتب المحاماة بنشر تقريره في غضون عشرة أيام، لا يتوقع نشر نتائج هذا التدقيق إلا في نهاية العام، بعد نشر ملخص عنه في تشرين الثاني/نوفمبر.
وأعلنت الكنيسة في سياق دفاعها عن نفسها أنها وضعت بروتوكولات للتعامل مع العنف الجنسي، وأنشأت مكاتب لـ "حماية الطفولة" داخل الأبرشيات.
واعترفت في حزيران/يونيو بأنها جمعت شهادات من 927 ضحية.
وهذا الرقم منخفض جدا مقارنة بإحصاء أجرته صحيفة "إل باييس"الإسبانية اليومية التي أنشأت قاعدة بيانات في العام 2018 متحدثة عن وجود 2206 ضحية. وتعود الحالات الأولى إلى العام 1927.
كذلك تحدثت الصحيفة الصادرة في مدريد عن وجود 1036 شخصية دينية متهمة بالإعتداء الجنسي على قاصرين.
وكتبت صحيفة "إل باييس" الجمعة "وفقا للخبراء، هذا ليس سوى غيض من فيض". ويؤكد التقرير الذي نشر الجمعة صحة كلامها.
وللمقارنة، أحصت لجنة مستقلة 216 ألف ضحية قاصر منذ العام 1950 في فرنسا. وفي ألمانيا، أفادت دراسة بوجود 3677 حالة بين عامي 1946 و2014. وفي ايرلندا، حصل أكثر من 14500 شخص على تعويضات مالية من خلال آلية أنشأتها الحكومة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج كنيسة أطفال جرائم لجنة تحقيق إسبانيا ضد الأطفال
إقرأ أيضاً:
"الدواء المصرية" توقف مستحضرات بيبازيتات وتفرض قيودًا لحماية الأطفال
أعلنت هيئة الدواء المصرية اعتماد مجموعة من الإجراءات التنظيمية المشددة تجاه المستحضرات الدوائية التي تحتوي على مادة بيبازيتات Pipazethate والمستخدمة كمضادات للسعال، وذلك استنادًا إلى توصيات لجنتي الفارماكولوجي واليقظة الدوائية وتحذيرات دولية أبرزها التحذير الصادر عن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في 11 يوليو 2024 بشأن مخاطر استخدام أدوية السعال والبرد لدى الأطفال صغار السن.
وأكدت الهيئة في بيانها أنها قررت إيقاف تسجيل أي مستحضر جديد يحتوي على المادة، إلى جانب إلغاء جميع المستحضرات تحت التسجيل وحذفها من صناديق المثائل والقاعدة الرسمية، كما تضمنت القرارات إلغاء المستحضرات المسجلة في شكل اللبوس والنقط الفموية نظرًا لصعوبة ضبط جرعتها وارتفاع احتمالية التعرض لجرعة زائدة قد تؤدي إلى تشنجات.
وشملت الإجراءات أيضًا إلزام الشركات بتحديث النشرات الداخلية للمستحضرات المتداولة في صور الأقراص والشراب بما يتضمن مراجعة الجرعات وإضافة تحذيرات واضحة بشأن مخاطر الجرعة الزائدة، مع وضع عبارة “لا يُستخدم للأطفال أقل من 4 سنوات” بشكل صريح على العبوات. وأوضحت الهيئة أنها لن توافق مستقبلًا على إعادة تسجيل أي مستحضرات تحتوي على بيبازيتات في شكل شراب أو أقراص وسيتم إلغاؤها فور طلب إعادة التسجيل.
وأشارت إلى أن لجنة الفارماكولوجي كانت قد ناقشت الملف في جلسة 30 يونيو 2025 قبل أن يُعاد عرضه على لجنة اليقظة الدوائية في 21 أغسطس 2025 والتي انتهت إلى ضرورة منع استخدام المادة للأطفال دون سن الرابعة وتشديد التحذيرات الرقابية.
كما أكدت هيئة الدواء أن وحدة اليقظة الدوائية ستواصل متابعة المستحضرات المتداولة ورفع أي ملاحظات فنية بشكل فوري، في الوقت الذي بدأت فيه الإدارة العامة لليقظة الصيدلية مخاطبة الإدارات المركزية المعنية لتنفيذ القرارات، وذلك حرصًا على تعزيز سلامة المرضى وحماية الأطفال من مخاطر أدوية السعال والبرد.