جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قال أعضاء في حزب الليكود، قائد الائتلاف الحاكم في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عجَّل على ما يبدو بنهاية حياته السياسية بتغريدته التي ألقى فيها اللوم على الجيش وأجهزة الاستخبارات في هجوم "طوفان الأقصى" المفاجئ، الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفقا لرافيت هيشت في تقرير بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz) ترجمه "الخليج الجديد".
في تغريته، كتب نتيناهو (74 عاما): "لم يتم تحذير رئيس الوزراء، تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة، من نوايا الحرب من جانب حماس".
وتابع: "بل على العكس، قدَّر جميع المسؤولين الأمنيين، بمَن فيهم رئيس مجلس الأمن (القومي) ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، أن حماس ارتدعت ومعنية بالتسوية".
وبعد أن أثار موجة غضب شديدة لمحاولته التهرب من المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر والذي يهدد بإنهاء حياته السياسية، حذف نتنياهو تغريدته، وقال: "لقد أخطأت، لم يكن ينبغي أن يُقال ذلك، وأعتذر".
وبحسب هيشت فإن "القرار المختل الذي اتخذه نتنياهو بمهاجمة الجيش وأجهزة الأمن في زمن الحرب كان سببا في إحراج وصدمة معظم نشطاء حزب الليكود (بزعامة نتنياهو)".
واستدركت: "كان الاستثناء الملحوظ، بطبيعة الحال، هو جيوب المشجعين المتعصبين، الذين قادتهم زوجته سارة وابنه يائير، فمنذ بداية هذه الكارثة، كانوا منشغلين بمحاولة إلقاء اللوم على الجيش".
وقالت إن "أغلب أعضاء الليكود، مثلهم مثل بقية الإسرائيليين، ينظرون إلى تغريدة نتنياهو، التي نشرها في منتصف الليل، باعتبارها سلوك مختل وغريب".
ومنذ 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية توصف في الإعلام العبري بأنها "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".
وبقيادته لحكومات متعددة لنحو 16 عاما، يعد نتنياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاءً في السلطة، وهو أول مَن واجه محاكمة جنائية بتهم فساد أثناء وجوده في منصبه.
اقرأ أيضاً
قلق من الفشل.. ن. تايمز: الجيش الإسرائيلي جاهز لاجتياح غزة ونتنياهو لا يزال يرفض
انفصال بجنون
"لم أتفاجأ بالتغريدة.. بصراحة، لقد فوجئت أكثر بحذفها".. هذا ما نقلته هيتش عن مصدر في الليكود.
وقال المصدر إن "أي شخص يعرف كيف تصرف المحيطون برئيس الوزراء في السنوات الأخيرة يعرف بالضبط ما حدث".
وتابع: "زوجته وابنه وموظفو مكتبه جميعهم منفصلون بجنون عن المجتمع الإسرائيلي وعما يحدث هذه الأيام.. لا يفهمون حجم الأحداث وشدة المشاعر. إنهم على يقين من أن الكارثة مجرد أزمة أخرى سيتمكنون من النجاة منها".
و"في الوقت الحالي، لا أرى حركة غاضبة داخل الليكود من نوع "دعونا نتخلص منهم الآن". لكنني بالتأكيد أرى تحولا في هذا الاتجاه. هذه الحكومة بالتأكيد ليست مستقرة (...) وبعد وقت ليس ببعيد سنذهب إلى الانتخابات"، كما أردف المصدر.
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: نتنياهو وقادة جيشه منقسمون إزاء كيفية مواجهة حماس
العائلة الإمبراطورية
وبحسب أحد وزراء الليكود "فإن بصمات العائلة الإمبراطورية (عائلة نتنياهو) ظهرت في تغريدة ليلة السبت، وأعتقد أنها كانت خطأ كبيرا جعل سقوط نتنياهو أقرب".
وتابع: "كنت على بعد خطوة من الوقوف ضده (نتنياهو) علنا، لكنهم قالوا لي: لا تهتم، أنت تدوس على جثة".
ومضى قائلا: "من الواضح من كل خطوة اتخذها نتنياهو أنه لم يدرك حجم الوضع بعد، لم يفهم أنه انتهى بعد".
واعتبر أنه "لو أدرك نتنياهو ذلك، لكان من الممكن جدا أن يكون أكثر عدوانية بشأن الحرب واستغل الأزمة لضرب حزب الله وإيران، لكنه لا يزال يجري حساباته كما لو أنه سيبقى بعد ذلك".
اقرأ أيضاً
الإيكونوميست: غضب إسرائيلي من طريقة تعامل نتنياهو مع أزمة الأسرى المحتجزين بغزة
خطوة أولى لعزله
وقالت هيتش إن "تخلي وزراء ومشرعي الليكود عن نتنياهو هو خطوة أولى ضرورية نحو عزله، حتى لو ظلوا يفعلون ذلك تحت غطاء عدم الكشف عن هويتهم".
وأضافت أن "السؤال هو كيف ومتى يمكن ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة، مثل التصويت البناء لحجب الثقة الذي من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل حكومة بديلة برئاسة شخص آخر، ربما (الوزير في حكومة الحرب الراهنة) بيني غانتس؟".
وقال أحد وزراء الليكود إن "وزراء وأعضاء كنيست (البرلمان) من الحزب سينضمون إلى مثل هذه المبادرة، لكن مفتاح نجاحها يقع على عاتق الأرثوذكس المتطرفين، فهم من سيقررون. لن ينضم أعضاء الليكود إلى اليسار فقط للإطاحة بنتنياهو؛ إنهم بحاجة إلى انضمام حزب آخر من الائتلاف الحاكم إليهم".
وزاد بأنه "إذا وافق رئيس (حزب) شاس آري درعي، الذي يقول سرا بالفعل إن "نتنياهو انتهى"، أو قاد المزيد من الإجراءات الملموسة، فإن بعض أعضاء الليكود سينضمون إليه".
ومنذ بداية الحرب، قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا، وأسرت ما لا يقل عن 230 آخرين، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في ميادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
فيما قتل جيش الاحتلال أكثر من 8005 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلا و2062 سيدة، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما قتل 116 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
((4))
المصدر | رافيت هيشت/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو تغريدة حماس هجوم غزة الحرب
إقرأ أيضاً:
يسرائيل هيوم: نتنياهو سيزور واشنطن لإعادة الأسرى وتوسيع التطبيع ثم استئناف الحرب
يستعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوجه إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل في زيارة دبلوماسية تأتي في سياق صفقة لإعادة الأسرى، وبدايات مساعٍ لتوسيع "اتفاقيات أبراهام".
وجاء في تقرير لمراسلة صحيفة "يسرائيل هيوم" شيريت أفيتان كوهين، أن "الوزير رون ديرمر استكمل في الأيام الأخيرة جميع التحضيرات للزيارة، إلا أن نتنياهو أوضح لوزراء الحكومة المصغرة مطلع الأسبوع أن نيّته التنفيذية واضحة: التوصل إلى اتفاق جزئي مبني على مخطط ويتكوف، ثم العودة إلى الحرب حتى تحقيق النصر على حركة حماس".
وأوضح التقرير أن "دائرة نتنياهو أعلنت هذا الأسبوع أنه بالرغم من الضغوط للتوصل إلى اتفاق شامل وإنهاء القتال، فإن ذلك لن يحدث إلا بعد نفي قادة حماس وتجريد القطاع من السلاح. ووفق هذا الموقف، لا بديل مطروح سوى استئناف القتال بعد أي اتفاق مؤقت إلى حين استسلام حماس الكامل".
وأضاف التقرير أن "نتنياهو برر ذلك بأن حماس لا تزال تحتفظ، بحسب التقديرات، بآلاف المقاتلين القادرين على تنفيذ مجزرة جديدة كتلك التي وقعت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مستفيدة من البنية التحتية التي لم تُدمر بعد في القطاع".
وأضافت أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل إظهار تأييده الكامل للموقف الإسرائيلي، إذ يبدو مرة أخرى أن ثمّة تنسيقاً تاماً بين الجانبين بشأن الاتفاق المرتقب. ونشر ترامب منشوراً قال فيه إن إسرائيل وافقت على شروط تتيح توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة شهرين، موجهاً الضغط نحو حركة حماس التي وصفها بالإرهابية".
وأضاف: “آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس هذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءاً”.
وبحسب تصريحاته، فإن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً مدرج ضمن مخطط ويتكوف، في وقت يهدف الضغط الأمريكي إلى كسر موقف حماس الرافض لأي اتفاق لا يتضمن إنهاء الحرب وفق شروط الاستسلام الإسرائيلي.
وفي حال استمر التنسيق الإسرائيلي الأمريكي حتى خلال لقاء نتنياهو وترامب في المكتب البيضاوي، يرى مراقبون أن الضغط المنسق لن يترك أمام حماس هامشاً للمناورة، وسيكون البديل – كما يقول ترامب – أسوأ بكثير، وهو ما تشهده غزة حالياً.
وبعد إعلان رئيس الأركان زامير عن تحقيق أهداف عملية “عربات جدعون”، وجّه نتنياهو تعليماته إلى الجيش ووزراء الحكومة لتحديث الأهداف وصولاً إلى فرض حصار كامل على حماس حتى استسلامها.
وأكد وزراء في الحكومة أن هذه العملية ستنفذ عاجلاً أم آجلاً. ويعتبر هؤلاء أن الضغط الذي يمارسه ترامب الآن يعزز مصداقية التهديد الإسرائيلي بعد أسابيع من التراخي الجزئي في غزة نتيجة انشغال الجيش بالجبهة الإيرانية.
ويأتي ذلك بينما "يحاول وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير تشكيل ائتلاف داخلي في الحكومة لكبح الصفقة، إلا أن هذه المحاولة لم تترافق مع تهديد فعلي بإسقاط الحكومة من جانبه أو جانب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، خاصة في ضوء احتمالات التوصل إلى اتفاقيات سلام وربما فرض سيادة جزئية على الضفة الغربية بدعم مباشر من إدارة ترامب".
وكان نتنياهو قد مهد الطريق قبل مغادرته نحو واشنطن بوقت طويل، حين وعد الوزراء خلال اجتماعات مجلس الوزراء الأمني بأنه لن يتراجع عن "خطة سحق حماس حتى لو لم تشملها الصفقة النهائية".
ويعد هذا الوعد هو "السند الوحيد المتوفر لدى وزرائه قبل انطلاق الزيارة، في وقت يواجهون صعوبة في معارضة صفقة ما زالت تفاصيلها غامضة ولم تبدِ حماس تجاهها أي رد إيجابي حتى الآن".