إذا أردت ألا ترى الفقر أبدا فعلم أولادك هذه السورة، لعلها نصيحة إمام الدعاة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي ، وهو ما يجعلها أمرًا لا يستهان به أو تجاهله لأي سبب كان ، خاصة وأن الجميع يخاف الفقر ، ومن ثم فإنه يتوجب عليك الانتباه جيدًا إذا أردت ألا ترى الفقر أبدا والطريق يسير حيث يتمثل في سورة قرآنية.

انصروا فلسطين بصلاة ليست بركوع ولا سجود.. تعجل بنهاية إسرائيل ودمارها فضل قراءة سورة الإخلاص.. 4 آيات تغير حياتك لأفضل مما تتمنى بـ40 أعجوبة إذا أردت ألا ترى الفقر أبدا

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة وفارس اللغة العربية -رحمه الله -، إنه إذا أردت ألا ترى الفقر أبدا فعليك بسورة الواقعة ، فقد ورد عن مسروق -رضي الله تعالى عنه - قال : من أراد علم الأولين والآخرين والدنيا والآخرة والثواب والعقاب فليقرأ سورة الواقعة.

وأوضح “ الشعراوي ” ، أن سيدنا عبد الله بن مسعود ، دخل عليه سيدنا عثمان -رضي الله تعالى عنهما- وكان قد بلغه عنه شيء فقطع عنه عطيته ، فلما قطع العطية وكان قد مرض ، فدخل عثمان -رضي الله تعالى عنه- ليعوده في مرضه، وسأله ما تشتكي؟،فقال له : اشتكي ذنوبي، وسأله وماذا ترجوا ؟، فقال: أرجو رحمة ربي.

وتابع:  فقال: هل أعيد لك العطاء، فقال له:  منعتني منه وأنا صحيح وتريد إعطائه لي وأنا أحتضر؟، فقال له: لبناتك، فقال: لا بناتي لسن بحاجة لأنني علمتهن سورة الواقعة، وسمعت من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، أن من علم أولاده سورة الواقعة لا يرى فقرًا أبدا .

حديث عن سورة تمنع الفقر

ورد حديث عن سورة تمنع الفقر ، حدثه الشوكاني في الفوائد المجموعة الصفحة أو الرقم : 311 و إسناده كذاب ولا يصح، وهو : ( من قرأَ سورةَ الواقعةِ وتعلَّمَها لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ ولم يفتقِرْ هوَ وأَهلُ بيتِهِ ومن قرأَ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ في ليالٍ عشرٍ غُفِرَ لَهُ).

وروى عبدالله بن مسعود وحدثه الألباني  في ضعيف الجامع الصفحة أو الرقم : 5773، حديث ضعيف، وهو : مَن قرأ سورةَ ( الواقعةِ ) في كلِّ ليلةٍ ، لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبدًا، كما روى  أنس بن مالك وحدثه الألباني  في السلسلة الضعيفة الصفحة أو الرقم : 291 ، حديث  موضوع، ونصه: (مَن قرأ سورةَ ( الواقعةِ ) وتَعَلَّمَها ، لم يُكْتَبْ من الغافِلِينَ ، ولم يَفْتَقِرْ هو وأهلُ بيتِه).

 وجاء في حديث صحيح ، عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- وحدثه الألباني، في صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2938، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يقرأُ: فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، وفي شرحه ورد أنه كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه القرآنَ، ويَهتَمُّ بذلك جدًّا حتَّى يُتِمُّوا إتقانَه، وكان يَقرَؤُه عليهم بالقِراءاتِ والأوْجُهِ، وفي هذا الحَديثِ تخبرُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يقرَأُ"، مِن سورَةِ الواقعَةِ مبيِّنًا درَجاتِ المؤمِنين في الجنَّةِ وتَفاوُتَها.

وقال تعالى : {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89]، أي: قرَأ: (فَرُوحٌ) بضَمِّ الرَّاءِ، أي: له رحمَةٌ، وقيل: أي: حياةٌ وبقاءٌ لهم، وقيل: أي: تَخرُجُ رُوحُه في الرَّيحانِ، وأنَّ أرْواحَ المقرَّبين تَخرُجُ مِن أبدانِهم عند الموتِ برَيحانٍ تَشَمُّه، والقِراءةُ المشهورَةُ بالفتْحِ، ومعناها: أي: له راحَةٌ، وقيل: فرَحٌ، وقيل: رحمَةٌ ومغفِرةٌ، وقيل: الرَّوْحُ: الفرَحُ، والرَّيْحانُ: الرِّزقُ، وقوله: {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}، أي: وللمُقرَّبينَ مع ذلك بُستانُ نعِيمٍ يتَنعَّمون فيه، وقد صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ اللهَ أنزَلَ القرآنَ على سبعَةِ أحرُفٍ، كلُّها شافٍ وافٍ، وقد رَوى هذه القِراءةَ مِن القرَّاءِ المَشهُورين يَعقوبُ الحضرَمِيُّ.
وفي الحديثِ: وُرودُ القِراءةِ بالقِراءاتِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.

الواقعة تبعد الفقر

ورد أن سورة الواقعة تُبعد الفقر قال بعض العلماء: "العجب لمن يقرأ الواقعة ويكون فقيراً! ففيها زيادة بركة وتوفيق"، وروى ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرَأَ سُورةَ الواقعةِ في لَيلةٍ لم تُصِبْه فاقةٌ)، ولعل الأحاديث الواردة في هذا لا ترقى لدرجة الصحة، ولكن يؤخذ بها في فضائل الأعمال.

موضوعات سورة الواقعة

تحدّثت سورة الواقعة عن موضوعات كثيرةٍ، نذكرمنها ما يأتي:

ذكرت سورة الواقعة في مقدّمتها يوم القيامة، وما يحدث في هذا اليوم من أحداثٍ عظيمةٍ وأمورٍ ثقيلةٍ تبعث في النفس الرهبة والخوف، حيث ترجّ وتتزلزل الأرض، وتتفتّت الجبال، وأخبرتنا عن ذلك من الآية الأولى حيث قال الله -تعالى-: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)  إلى الآية السادسة من قول الله -تعالى-: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا).

ذكرت سورة الواقعة أحوال الناس يوم القيامة، حيث يكونون على ثلاثة أقسامٍ؛ أصحاب اليمين، وأصحاب الشِّمال، والسابقون، وتُبيّن النّعيم الدائم لأصحاب اليمين، والعذاب الأليم لأصحاب الشِّمال، وخاطب الله -تعالى- عباده بأسلوب الترغيب والترهيب رحمةً ورأفةً بهم.

ذكرت سورة الواقعة بعد ذلك آلاء الله -تعالى- ونِعَمه، ومظاهر قدرته في خلق الماء والزرع والنار، ووجوب شكر الله -تعالى- على نعمه العظيمة وتسبيحه وتمجيده وحده، وتُبيّن للناس أنَّ مَنْ أوجد وخلق كلّ هذا قادرٌ على البعث والإحياء مرةً أخرى للحساب يوم القيامة، والله -سبحانه وتعالى- وحده القادر على البعث؛ لأنّ الإعادة والبعث أسهل من بداية الخلق عادةً، وهذا للتقريب فالله -سبحانه- لا يُعجزه شيء، ومن أدلّة البعث التي ذكرتها الآيات:  الجَنين، وأنَّ الله -تعالى- قادر على خلقه بإبداعٍ، قال الله -تعالى-: (نحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ* أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ* أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ). وإنبات الزرع، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ* أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ).  إنزال الماء على الأرض الميتة فتَحيى بإذن الله، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ).
خلق النار ومظاهر قدرته فيها، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ* أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ).

ذكرت سورة الواقعة أنَّ جميع الناس سيموتون، ولكلّ واحدٍ منهم أجلٌ معيّنٌ لا يمكن تبديله أو تأخيره، وأنّه -سبحانه وتعالى- لا يُعجزه شيءٌ.

ذكرت سورة الواقعة مكانة وعَظمة القرآن الكريم وعلوِّ منزلته، وقد أقسم الله -تعالى- بمواقع النجوم، وتقبيح ما يفعله الكافرون من تكذيب وجحود للنعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليهم فقابلوها بالكفر والنكران.

ذكرت سورة الواقعة في نهايتها أنّ كلّ ما جاء فيها هو حقٌّ ويقين، لذا يجب على المسلم أن يؤمن به ويسبّح باسم الله العظيم، فالقرآن وحدةٌ كاملةٌ متكاملةٌ، فهو حقُّ اليقين. سورة الواقعة سورة مكية، تحدثت عن عدة موضوعات كاليوم الآخر، والجزاء، والحساب فيه، وذكّرت الإنسان بنعم الله عليه وبينت قدرته في هذا الكون، وأكدت على أن القرآن وما جاء فيه حق لا تشكيك فيه، وسورة الواقعة هي جزء من هذا القرآن العظيم الذي بتلاوته تنال الأجور والبركات.

سورة الواقعة 

سورة الواقعة هي سورة مكيّة بالإجماع، تقع في الجزء السابع والعشرين من المصحف، وعدد آياتها ستٌّ وتسعون آية، ونزلت بعد سورة طه، وقبل سورة الشعراء، وترتيبها في المصحف هو السادس والخمسون.

فضل سورة الواقعة

 1- مداومة قراءتها بتفكر وتدبر آياتها، تمنع الفقروالفاقة.

2-تجلب الرزق.

3- تمنع البؤس.

4- قد سميت بسورة الغنى.

5- من داوم على قراءتها لم يُكتب من الغافلين، لما فيها من ترهيبٍ وذكرٍ لأهوال القيامة والحساب والعقاب والاحتضار، فلا تترك من يقرؤها فرصة أن يكون غافلًا أبدًا، ما رواه ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.

6-  روى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: «قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ».

7- من أصحّ ما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ».

8- قراءة الواقعة بابٌ من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سُمّيت في موضعٍ آخر بسورة الغِنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر.

أسرار سورة الواقعة 

 ورد فيها أن العلماء ذكروا حديثاً ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل سورة الواقعة، وأنّ بقراءتها كلّ ليلةٍ تحمي صاحبها من الفقر، لكنّ العلماء متّفقون على ضعف ذلك الحديث، فلم يصحّ من أيّ طريقٍ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي ذات الوقت يذكر العلماء جواز أداء العبادات التي وردت فيها أحاديث ضعيفةٍ، فلا يدخل ذلك من باب البِدع كما قيل، دون الاعتقاد بأنّ ذلك مستحبٌ أو واجبٌ طالما لم يرد في قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أو فعله.

وورد فيها أن سورة الواقعة هي سورةٌ مكيّةٌ، ذكرت آياتها أربع حقائق، وهي:  وصف أحداث يوم القيامة. تحديد مصير كلّ فريقٍ من البشر. ذكر أربع أدلةٍ تؤكّد وقوع يوم البعث. ذكر مشاهد الاحتضار. ويُذكر أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ)، وذلك لكثرة ما ورد فيها من ذكرٍ لعذاب الآخرة، ووصفٍ للجنة في تلك السور، ومن بينها سورة الواقعة.

وورد في فضل سورة الواقعة عددٌ من الأحاديث الضعيفة التي تُثبت أنَّ قراءتها كلَّ ليلة تمنع الفقر، وتجلب الرزق، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قرأَ سورةَ الواقِعَةِ في كلِّ ليلةٍ؛ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا»، وهذا الحديث سنده ضعيف، وأجمع على ضعفه العديد من كبار المحدِّثين، إلَّا أنّ تلاوة سورة الواقعة وغيرها من سور القرآن الكريم يعدّ من الأعمال الفاضلة، ولا حرج على المسلم إن قام بأداء فضائل الأعمال، حتى لو لم يرد في فضلها إلَّا أحاديث ضعيفة، وقيل أيضًا أنَّ ابن مسعود كان يأمر بناته بقراءتها في كلِّ ليلة.

فضل قراءة سورة الواقعة 

 وقد ورد أن سورة الواقعة، هي إحدى سور القرآن الكريم، وترتيبها بين السور، السورة السادسة والخمسون من بين مئةٍ وأربع عشرة سورة، وعدد آياتها ستٌ وتسعون آية، وعدد كلماتها ثلاثمئةٍ وتسعةٍ وسبعون آية، وعدد حروفها ألف وستمئةٍ واثنان وتسعون حرفًا، وهي من السور المكية، التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتقع في الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، وقد ابتدأها الله سبحانه وتعالى بأسلوب الشرط : « إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ »، نزلت قبل سورة الشعراء، وبعد سورة طه.

 وتعد سورة الواقعة من السور التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يداوم على قراءتها ، وقد أوصت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النساء بقراءتها، لما لها من فضلٍ عظيمٍ، وأجرٍ كبير.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سورة تمنع الفقر سورة الواقعة صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم رضی الله عنه یوم القیامة رسول الله عن النبی قال الله قرأ سورة ی الله ع الله بن لم ت ص ب أ أ نت م من قرأ ورد فی فی هذا عن الن

إقرأ أيضاً:

ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرى

نشهد اليوم الأحد منذ أذان الفجر ثاني أيام التشريق ويوافق الثاني عشر من ذي الحجة وهو من الأزمنة المباركة التي يغفل عنها الكثيرون، والتي توافق الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى، وقد ذكر الله تعالى أيام التشريق في الكتاب العزيز كما حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على اغتنام أيام التشريق ونهانا عن التفريط فيها لما لها من فضل عظيم، وحيث إننا في ثاني أيام التشريق والذي يوافق يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة الهجري ، ومن ثم فلا وقت لتضييع ما بقى منها.

فجر ثالث أيام عيد الأضحى.. دعاء واحد يخرجك من الضيق والفقرموعد أذان المغرب في ثاني أيام عيد الأضحى.. اغتنم بركاته بـ11 كلمةدعاء ثاني أيام عيد الأضحى.. علي جمعة: النبي أمرنا بـ5 أذكارسبب تسمية أيام التشريق وارتباطها بـ عيد الأضحى.. معلومة لا يعرفها كثيرونثاني أيام التشريق

ورد أن أيام التشريق الثلاثة تبدأ من بعد يوم العيد أي من ثاني أيام عيد الأضحى وتوافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، المنهي عن الصيام فيها، لما ورد في حديث عن النبي صلي لله عليه وسلم عن نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه أنه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ».

يبدأ فيها حجاج بيت الله الحرام في أول ايام التشريق الثلاثة والذ كان أمس السبت الموافق 11 من ذي الحجة 1446 هـ، رمي الجمرات، بداية من وقت الظهر، ويتوجه الحجاج لإلقاء الجمرة الصغرى وتليها الوسطي ثم جمرة العقبة، وكل منهم 7 حصوات ويتم التكبير مع إلقاء كل حصاة، والتوجه بالدعاء إلي الله مع كل جمرة من الجمرات الثلاثة.

تعد ايام التشريق هي الأيام الثلاثة المذكورة فى القرآن بـ «أيام معدودات»، وقال الله تعالي فى فضل تلك الأيام «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» البقرة: 203.

روي ابن عباس رضي الله عنهما أن الأيام المعدودات هي ايام التشريق ، والأيام المعلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وسُميت الأيام الثلاثة أيام التشريق؛ لأن الناس يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يُقددونها وينشرونها لتجف.

أعمال أيام التشريق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن للعبادات في الإسلام حكمًا وأسرارًا تنكشف لكل ذي تفكير سليم وعقل راجح ونفس راقية‏،‏ ويعد الحج من أعظم العبادات أسرارًا وأكثرها حكمًا‏،‏ تتمثل هذه الأسرار.

وأضاف «جمعة» أن تلك الحكم في شعائره جميعها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغيرها، وتمتد أيضًا إلى سائر الشعائر التي ترتبط بالحج وتجمع الأمة الإسلامية تحت لوائها كيوم العيد وأيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

وتابع: وسميت بـالتشريق، لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» [صحيح مسلم]، وهي أيام يحرم الصوم فيها لغير الحاج، قال -صلى الله عليه وسلم-: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» [سنن الترمذي]، وهي الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ».

واستطرد: أنه حث الشرع الشريف على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق، حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد. [صحيح البخاري].

وواصل: وكون هذه الأيام أيام أكل وشرب فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.

صيام أيام التشريق

وأكد أنه في النهي عن صيام أيام التشريق بعد العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة لمن لم يحج وبعد أعمال الحج للحاج لفتة إلى حال المؤمنين في الدنيا؛ فإن الدنيا كلها أيام سفر كأيام الحج، وهي زمان إحرام المؤمن عما حرم الله عليه من الشهوات، فمن صبر في مدة سفره على إحرامه وكف عن الهوى، فقد قضى تفثه ووفى نذره، وصارت أيامه كلها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، وصار في ضيافة الله عز وجل في جواره بجنة الخلد، ولهذا يقال لأهل الجنة: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»، ويقال لهم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ»، مؤكدًا أن من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غدًا بعد وفاته، ومن تعجل ما حرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته.

الدعاء في أيام التشريق

ورد عن الدعاء في أيام التشريق هل يستجاب ؟، أن يوم عيد الأضحى المبارك هو يوم النحر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، ويلي يوم العيد أيام التشريق الثلاثة، التي توافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

وعن الدعاء في أيام التشريق هل يستجاب ؟، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر))، ويوم القر هو أول أيام التشريق الثلاث التي لا يُرد فيها الدعاء، فقد سُمع أبا موسى الأشعري يقول في خطبته يوم النحر (يوم عيد الأضحى): «بعد يوم النحر ثلاثة أيام التي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله».

ما هي أيام التشريق

سُمِّيَت أيام التشريق بهذا الاسم؛ لأنّ الناس كانوا يُشرّحون اللحم في هذه الأيّام، ويُقدّدونه أي يجففونه؛ فالتشريق هو التشريح، وقِيل لأنّ نحر الهدي والأضاحي لا يكون إلّا بعد شروق الشمس فيها، وقِيل إنّ سبب تسميتها بذلك أنّ الناس كانوا يُشَرّقون فيها للشمس في مِنى ولم تكن فيها بيوت أو أبنية، وقِيل أيضاً إنّ التشريق هي صلاة العيد؛ لأنّها لا تُؤَدّى إلّا عند شروق الشمس وارتفاعها.

أسماء أيام التشريق

يُسمّى اليوم الأول من أيام التشريق بيوم القَرِّ بفتح القاف وتشديد الراء، وسُمِّي بهذا الاسم؛ لأنّ الحُجّاج بعد يوم التروية ويوم عرفة ويوم النَّحر يكون التعب قد أصاب منهم ما أصاب، فيَقِرُّون بمِنى، فيما يُسمّى اليوم الثاني من أيّام التشريق بيوم النَّفر الأوّل؛ وذلك لأنّه يجوز فيه للحاجّ الذي أنهى رَمْي الجِمار، وأحبّ تعجيل الانصراف من مِنى أن ينفر؛ أي يرحل إلى مكّة، وذلك باتِّفاق العلماء؛ إذ إنّ رَمْي اليوم الثالث من أيّام التشريق يسقط بالنَّفر الأوّل؛ لقوله -تعالى-: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ).

قد ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ النفر يجب أن يكون قبل غروب الشمس، وذهب الحنفية باستمرار النفر ما لم يطلع فجر اليوم الثالث من أيّام التشريق، ويُسمّى اليوم الثالث من أيّام التشريق بيوم النَّفر الثاني؛ فإذا أنهى الحاجّ رَمي الجِمار في هذا اليوم، فإنّ عليه أن ينفرَ إلى مكّة؛ إذ لا يُسَنّ له المَبيت بمِنى بعد الرَّمي، وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ وقت الرّمي في هذا اليوم يكون بعد زوال الشمس، وذهب الحنفية إلى جواز الرَّمْي قبل زوال الشمس بعد الفجر، أمّا آخر وقت للرَّمي فقد اتّفق الفقهاء على أنّه ينتهي بغروب الشمس؛ وذلك لانتهاء وقت مناسك الحجّ بغروب شمس ثالث أيّام التشريق.

فضل أيام التشريق

معلومٌ أنّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأفضل الطاعات؛ وفي هذا يقول الله -تعالى-: (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ)؛ فذِكر الله -تعالى- حياة للنفوس وطمأنينة للقلوب، والذّاكر ربّه في كلّ أحواله تغشاه رحمات الله، وتحوطه عنايته سبحانه، ويزداد فضلُ الذّكر في الأوقات الفاضلة، كما في فضل أيّام التشريق، ومكانتها العظيمة، وممّا يُدلّل على ذلك ما يأتي: - تُؤدّى أفضل العبادات على الإطلاق في هذه الأيّام؛ وهي ذِكر الله -تعالى-، قال: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ).

- تُعَدّ أيّام التشريق من أعظم الأيّام عند الله -تعالى-؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

- شرع الله -تعالى- لعباده المؤمنين في هذه الأيّام نَحر الهَدي والضحايا؛ لتكتمل لَذّاتهم بأكل لحومها، ولِتتقوّى بها أبدانهم على طاعته وذِكره، وهذا من تمام شُكر الله -تعالى- على نِعَمه.

-تُذكِّر أيّام التشريق المؤمنين بحقيقة الدُّنيا؛ فكما أنّ أيّام الحجّ فيها تحريم لبعض الأمور من الشهوات والهوى، فيمتدّ الإحرام إلى أن يصل الحاجّ إلى منى فيتحلّل منه؛ فيأكل، ويشرب، ويذكر الله -تعالى-، فإنّ الدُّنيا كذلك؛ ما هي إلّا أيّام يصوم فيها المؤمن عن شهواته؛ لينال نصيبه من الجَنّة في الآخرة.

-يُكرِم الله -تعالى- عباده المؤمنين في هذه الأيّام بنعيمَين؛ فالأوّل نعيم أبدانهم؛ بالأكل والشرب بلا إسراف ولا تبذير، والثاني نعيم قلوبهم بذِكر الله -تعالى- ودعائه، وحريّ بالحاج أنْ يستغلّ وقته في هذه الأيام المباركة بالإقبال على التّكبير، وذكر الله وشكره على نعمه العظيمة.

أعمال الحج في أيام التشريق

ورد عن أعمال الحج في أيام التشريق ، أنه أمرَ الله تعالى بذِكره في أيّام التشريق، بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، ومثل الذكر الكثير من الأعمال، ومن أفضل أعمال أيام التشريق ما يأتي:

المَبيت في مِنى: وهو أحد واجبات الحجّ؛ إذ ينبغي على الحاجّ المُتعجّل أن يبيت في مِنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجّة، ومن تأخّر فعليه المَبيت ليلة الثالث عشر أيضاً.

رَمي الجِمار: ذِكر الله -تعالى- في هذه الأيام يشمل رَمي الجِمار الثلاث؛ الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ الكُبرى؛ كلّ جمرة بسبع حَصيات.

نحر الهَدي: نحر الهَدي قد يكون واجباً، كهدي التمتُّع، والقران، أو في حال فِعل مَحظور من محظورات الحجّ، أو قد يكون تطوُّعاً، ووقت النحر يبدأ يوم العيد ويمتدّ إلى أن تنتهي أيام التشريق الثلاثة، والدم الواجب بسبب فِعل محظور من محظورات الإحرام يُسمّى بدم أو هَدي الجُبران، ولا وقت مُحدَّد لنحره ، ومَن لم يستطع شراء الهَدي فعليه صيام عشرة أيّام؛ ثلاثة منها في الحجّ قبل يوم عرفة، وإن لم يستطع صامها في أيّام التشريق، وسبعة يصومها بعد رجوعه من الحجّ، قال -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ).

أداء الصلوات الخمس قَصراً بلا جَمع: أداء الصلوات اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أقام في مِنى أيّام التشريق ولياليها؛ فكان يُصلّي كلّ صلاة بوقتها مع قَصر الصلاة الرُّباعية منها؛ إذ يُؤدّيها ركعتَين.

التكبير المُقيَّد بعد الصلوات الخمس في جماعة: يُكبّر المسلم فيها بعد السلام من الصلاة الجماعيّة؛ فيقول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، ولا يُشرَع هذا التكبير بعد الصلاة لِمَن صلّى مُنفرِداً.

طباعة شارك ثاني أيام التشريق أيام التشريق أعمال أيام التشريق صيام أيام التشريق الدعاء في أيام التشريق ما هي أيام التشريق أسماء أيام التشريق فضل أيام التشريق ايام التشريق ثاني ايام التشريق

مقالات مشابهة

  • أسرع سورة لجلب الرزق .. اقرأها الآن وانتظر الفرج القريب وتيسير الأمور الصعبة
  • إذا خصّبوا اليورانيوم فسنفعل العكس.. هكذا رّد ترامب على خامنئي
  • ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرى
  • دعاء سورة يس.. 9 صيغ تفتح لك أوسع أبواب الخيرات والرزق المغلقة
  • «الطوق والأسورة».. مأساة تتناسل من رحم الفقر والخذلان
  • خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: المسلم لا يجعل بينه وبين الله واسطة
  • نائب أمير منطقة عسير يؤدي صلاة عيد الأضحى
  • صلاة عيد الأضحى في المسجد النبوي
  • خطيب المسجد الحرام: العيد أنس وبهجة ونفوس متسامحة ورحم موصولة
  • السّيد فهد يؤدّي صلاة العيد الأضحى بمسجد الخور في مسقط