فتح معبر رفح الخميس لخروج الدفعة الثانية من حاملي الجنسيات الأجنبية والجرحى من غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
مصر: نستعد لاستقبال وإجلاء نحو 7 آلاف شخص من غزة
قالت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، إن مجموعة أخرى من الأجانب وحملة الجنسيات المزدوجة ستغادر إلى مصر عبر معبر رفح الخميس.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، المخيس، أنها تعمل على استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب عبر معبر رفح والذين يبلغ عددهم حوالى 7 آلاف يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.
اقرأ أيضاً : في الدفعة الأولى.. 281 أردنيا يسجلون أسماءهم بانتظار الموافقة لمغادرة غزة
وخرج مئات الأجانب ومزدوجي الجنسية وعشرات المصابين الفلسطينيين الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح.
الخارجية المصرية: نعمل على استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب عبر معبر رفح والذين يبلغ عددهم حوالى 7 آلاف يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.
وبحسب بيانات البلدان المختلفة، يعيش مواطنو 44 دولة أجنبية في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، إضافة إلى العاملين بـ28 وكالة ومنظمة دولية غير حكومية.
وقال مصدر دبلوماسي لـ"رؤيا" إنه يوجد داخل قطاع غزة حوالي 6 آلاف شخص يحملون جوازات سفر دولٍ ثالثةٍ.
إجلاء الأردنيين من غزةأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بدء عملية إجلاء المواطنين الأردنيين من قطاع غزة، من خلال معبر رفح، وبالتنسيق مع السلطات المختصة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، ليتم نقلهم إلى المملكة بأقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضاً : "الخارجية" تعلن بدء إجلاء الأردنيين من قطاع غزة
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة فبي بيان وصل إلى "رؤيا" نسخة عنه، إن الوزارة ومن خلال وحدة مركز العمليات، وسفارة المملكة لدى جمهورية مصر العربية، تعمل وعلى مدار الساعة لضمان نقل المواطنيين الأردنيين وسلامتهم، وأن عملية الإجلاء ستمتد لعدة أيام.
وأضاف القضاة بأنه تم إرسال فريق من السفارة الأردنية في القاهرة، إلى الجانب المصري من معبر رفح، حيث سيقوم الفريق بتأمين المواطنين الأردنيين الذين سيخرجوا من غزة بواسطة حافلات ليتم نقلهم إلى المملكة بأسرع وقت ممكن.
ودعا السفير القضاة المواطنين الأردنيين المقيمين والمتواجدين في غزة، للتواصل مع وحدة مركز العمليات في الوزارة لطلب المساعدة وعلى مدار الساعة على الأرقام التالية:
- 00962799562903
- 00962799562471
- 00962799562193
أو من خلال البريد الإلكتروني: - [email protected]
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: معبر رفح قطاع غزة الحرب في غزة الاحتلال الإسرائيلي مصر عبر معبر رفح قطاع غزة من غزة
إقرأ أيضاً:
تأملات في حملة سحب الجنسيات في الكويت
في زمن أصبحت فيه الكفاءات عملة نادرة، وتتنافس الدول على استقطاب العقول وتوفير بيئة حاضنة للإبداع والتميّز، يبدو أن الكويت -وللأسف- قد اختارت السير عكس هذا التيار، عبر حملة مفاجئة وقاسية لسحب الجنسيات من عدد من المواطنين، بينهم من لا يملكون غيرها، ومن عاشوا بموجبها لعقود، ومن حصلوا عليها وفق الإجراءات القانونية المعتمدة وقتها.
ليست المشكلة فقط في الأعداد، ولا حتى في الأسماء المستهدفة، بل في المنهجية والتوقيت والتبعات. فأن يتحوّل حق المواطنة إلى أداة في يد السلطة تُمنح وتُسحب حسب المزاج السياسي أو الحسابات الأمنية، فذلك يمس جوهر العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن، ويزرع الشك في نفوس الناس حيال استقرار مستقبلهم وهويتهم.
ما يجري لا يمكن تبريره بذريعة "تصحيح أوضاع"، ولا بعبارات فضفاضة عن "تنقية السجل الوطني". فحين يُسحب هذا الحق من عالم كبير أفنى عمره في تطوير الطب، أو من داعية معتدل نشر قيم الوسطية والوعي، أو من إعلامي قدّم خدمات جليلة للوطن، أو من أمّ حصلت على الجنسية بعد زواج قانوني قبل عقود، فإننا لسنا أمام إجراءات ضبط إداري، بل أمام إقصاء ممنهج لكفاءات ومواطنين حقيقيين، كان يمكن أن يكونوا ركيزة في نهضة البلد، لا عبئا عليه.
إن أخطر ما في هذه الحملة أنها تُلغي مفهوم "استقرار المواطنة"، وتجعل من الجنسية امتيازا هشّا، معرّضا للسحب متى تغيّر المزاج السياسي أو صعدت رؤى إقصائية ضيقة. وهذا يُضعف الثقة بالدولة، ويفتح الباب أمام موجات من القلق والظلم، ويحوّل حياة الناس إلى كابوس قانوني واجتماعي لا نهاية له.
الأكثر مرارة أن بعض المستهدفين حصلوا على جنسيتهم نظير إنجازات حقيقية خدمت الكويت في أدق مراحلها، بل ورفعت من شأنها في ميادين الطب والتعليم والإعلام والدعوة، وكانوا سفراء غير رسميين للبلاد، يرفعون اسمها أينما ذهبوا. واليوم، يُكافأون بالتجريد من الهوية، دون محكمة، ودون دفاع، ودون حتى فرصة لتقديم روايتهم.
وإذا كانت الحملة تطال من يُتهمون بازدواج الجنسية أو التزوير، فإن العدل يقتضي التمييز الدقيق بين الحالات، وإتاحة مسارات قانونية واضحة للطعن والاستئناف، لا أن تُحشر أسماء مختلفة في سلة واحدة، ويُعامل الجميع كأنهم متهمون، ويُتركون في فراغ قانوني يعطل حياتهم.
ثم ماذا عن أبناء المتجنسين؟ وماذا عن النساء اللواتي تجنسن منذ أكثر من ثلاثة عقود وفق قانون الزواج؟ وماذا عن أولادهن الذين لا يعرفون وطنا غير الكويت؟ ما الذي سيُقال لهم حين يسألون: لماذا لم نعد كويتيين؟ بأي ذنب فُرضت علينا حياة "البدون" فجأة؟ وبأي منطق نُعاقب بقرارات لا نفهمها ولا نعرف دوافعها؟
إننا نعيش في عالم لم يعد يرحم الشعوب التي تتخلى عن طاقاتها. فالدول اليوم لا تُقاس فقط بمواردها الطبيعية، بل بقدرتها على رعاية الإنسان المبدع والمنتج، وتعزيز شعوره بالأمان والانتماء. أما أن نطرد من ساهموا في بناء سمعة الكويت، ونُجرّدهم من هويتهم، ونحوّلهم إلى أشباح قانونية لا يملكون وثيقة تثبت وجودهم، فتلك سابقة خطيرة تُهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي على المدى الطويل.
لعل ما يضاعف القلق أن هذه الممارسات لا تجري في ظل فوضى أو انهيار، بل في دولة لها مؤسسات دستورية، وسابقة في العمل البرلماني، ورصيد من الحريات النسبية. ولكن يبدو أن هذا الرصيد يُستنزف، وأن القوانين تُعاد صياغتها بطريقة ارتدادية، لا تُراعي تراكمات الماضي ولا العدالة تجاه الناس.
نحن لا ننكر حق الدولة في تنظيم أوضاعها، وملاحقة من زوّر أو خالف القانون، ولكن كل ذلك يجب أن يتم وفق معايير عادلة، وضمانات قانونية واضحة، وبفصل دقيق بين الحالات. فالجنسية ليست رخصة إقامة، ولا وثيقة مؤقتة تُسحب متى رغب صاحب السلطة، بل هي هوية متجذرة، لها تبعات إنسانية واجتماعية واقتصادية لا يجوز الاستهانة بها.
خلاصة القول: إن سحب الجنسية، حين يتحول إلى أداة سياسية، يهدد بنية الدولة ذاتها، ويُحدث شرخا في الثقة المجتمعية، ويدفع بالكفاءات نحو الهجرة أو الانكفاء، ويزرع الخوف حتى في نفوس من لم تُمس جنسياتهم بعد. والنتيجة؟ خسارة وطنية فادحة يصعب تعويضها، مهما كانت الذرائع.
الكويت بحاجة إلى مراجعة جادة لهذه السياسة، والعودة إلى دولة القانون، لا دولة المزاج، إلى دولة الحقوق، لا دولة التصفيات. فالهوية ليست مجرد ورقة، بل شعور بالأمان، وانتماء يُبنى على العدل، لا على الانتماء العائلي أو المزاج السياسي.