كيف تؤثر الحرب بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية على اقتصاد تركيا؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
نشر موقع "فويس أوف أميركا" بنسخته التركية مقال رأي للكاتب حلمي حجال أوغلو سلط فيه الضوء على التأثير المحتمل للحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس على الاقتصاد التركي.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "رد إسرائيل العنيف على الهجوم الذي شنّته حركة حماس على مناطق غلاف غزة يعيد الشرق الأوسط إلى حالة من عدم اليقين".
وأشارت الصحيفة إلى التصريح المتطرف لوزير حرب الاحتلال يواف غالانت، والذي قال فيه "لقد أمرت بإغلاق قطاع غزة بالكامل. لن يكون هناك كهرباء أو طعام أو وقود، كل شيء سيكون مغلقًا"، وهو ما يعزز المخاوف بشأن استمرار الحرب.
هبوط لليرة
انخفضت بورصة إسطنبول بنسبة 3.21 بالمئة، وهبطت الليرة أمام الدولار/الليرة بنسبة 0.37 بالمئة
على الرغم من أن تركيا، التي تحاول مؤخرًا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أرسلت رسائل "ضبط نفس" إلى كلا الجانبين، من المؤكد أن نمو الحرب واستمرارها سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد.
وبعد نحو أسبوعين من الحرب، غير الرئيس رجب طيب أردوغان من موقفه، إذ أدان بشدة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن تركيا تقف وتدعم أهالي قطاع غزة، وستقدم الخدمات الطبية لهم والمساعدات.
في اليوم التالي مباشرة من عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة حماس في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران (1973)، ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية بنسبة 0.37 بالمئة، وانخفضت بورصة إسطنبول بنسبة 3.21 بالمئة. وبينما ارتفع الذهب بنسبة 1.2 بالمئة في الأسواق العالمية، ارتفع خام برنت بنسبة 3.81 بالمئة وتم تداوله عند 87.78 دولارا، بحسب الصحفة.
بدورها، قالت الخبيرة الاقتصادية غولدام أتاباي: "طالما ارتفع التضخم، ستذهب الأموال إلى سوق الأوراق المالية، وعندما يبدأ التضخم في الانخفاض، سيتذبذب سوق الأسهم. هذه هي قصة سوق الأوراق المالية في تركيا"، مضيفة أن "إطالة أمد الحرب بين إسرائيل وحماس ستكون له عواقب سلبية خطيرة على تركيا".
آثار مشابهة لحرب العراق
وردا على أسئلة "فويس أوف أميركا" التركية، قالت أتاباي إن التصريحات الأخيرة التي أدلت بها إسرائيل، وتوضيح احتمال عملية عسكرية برية تشير إلى أن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ستكون طويلة الأمد. إذا حدث هذا، ستواجه تركيا آثارا مماثلة لآثار غزو العراق، وسيُنظر إليها على أنها دولة في الشرق الأوسط. وما دامت المخاطر والشكوك مستمرة، فإن المخاطرة في تركيا ستظل مرتفعة، وسترتفع تكاليف الديون في تركيا. ونتيجة لذلك، سيقلّ تدفق رأس المال الأجنبي إلى الاقتصاد التركي، وسيكون هناك تباطؤ في الاقتصاد وستشعر بذلك الشركات والبنوك على المستوى الأول".
بعد الانتخابات الرئاسية في 28 أيار/ مايو، سلّم الرئيس أردوغان قيادة الاقتصاد إلى محمد شيمشك، الذي قال "سنعود إلى السياسة العقلانية"، ولم يعترض على العودة إلى الاقتصاد الأرثوذكسي. وبعد الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي، زادت قوة شيمشك، وتم تحقيق نتائج إيجابية أيضًا من خلال المحادثات التي أجراها مع دوائر رأس المال الدولية.
بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك في أوائل أيلول/ سبتمبر، أرسل أردوغان رسائل تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى قادة المجتمع اليهودي، مما جعل خط أنابيب الغاز الإسرائيلي التركي، الذي تم تأجيله منذ سنوات، موضوعًا للنقاش مرة أخرى.
تهديد كبير
قالت أتاباي إن أكبر تهديد للاقتصاد التركي هو انتشار الحرب، مضيفةً أن "تركيا ترسل رسائل تطبيع إلى العالم. وقد قوبلت التغييرات في السياسة النقدية وزيادة أسعار الفائدة باستجابة إيجابية. كذلك أردنا جذب رأس المال الأجنبي لملء احتياطياتنا الأجنبية وقد لاقت جولات محمد شيمشك استجابة إيجابية.
وتابعت أتاباي أنه "كما رأينا في تقرير صندوق النقد الدولي الأخير، هناك تغييرات إيجابية فيما يتعلق بتركيا. فإذا استمرت هذه السياسات، وتم إضافة السياسات المالية الصحيحة إليها، واستمرت لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات دون تنازلات، سيكون ممكنا جذب ما يقارب 35 إلى 40 مليار دولار من رأس المال الأجنبي.
ولكن فجأة ظهرت حالة أزمة في الشرق الأوسط. فهل ستقول إسرائيل إن إيران وراء الهجمات؟ ماذا تفعل سفن الحرب الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط؟ ما هو موقف السعودية؟ هل سيستمر مشروع الممر الهندي؟ هل سيستمر السلام العربي الإسرائيلي الذي مكن ذلك؟ هل ستغلق تركيا مكتب حماس كما حذر السفير الإسرائيلي؟ يريد المستثمرون رؤية كل هذا. قد تتغير الرؤية. سيؤثر استمرار الحرب، خاصة احتمال انتشارها إلى إيران، سلبًا على تركيا أكثر. وسيتضرر القطاع السياحي في المقام الأول".
سياسة التوازن
يرى البروفيسور أونر غونشافدي، عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول التقنية، أن سياسة التوازن التي تتبعها تركيا أيضًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا هي أكبر قوة لها خلال هذه العملية.
وذكر غونشافدي في تقييماته لـ "فويس أوف أميركا" التركية أن "الخطر الإقليمي المتزايد سيجعل جهود الحكومة للعثور على رأس المال أكثر صعوبة. فدول الشرق الأوسط كانت أهم مصدر لرأس المال لحزب العدالة والتنمية الحاكم. ولن يكون هذا سهلاً كما كان من قبل. فإذا طالت الحرب، ستزداد المشاكل لنا والعالم، مثل حرب روسيا وأوكرانيا".
وتابع غونشافدي "أن سياسة الحياد التركية ستكون الأفضل. فإذا قدمت أنقرة دعمًا علنيًا لأحد الأطراف المتنازعة، فقد يكون لها آثار أكثر تدميراً على الاقتصاد. العودة إلى السياسة الخارجية التركية التقليدية ومتابعة سياسة متوازنة، كما هو الحال في قضية روسيا وأوكرانيا، هي أيضًا الخيار الصحيح اقتصاديًا. وعدم اتخاذ موقف والبقاء في موقف الوسيط بنّاء وذو قيمة ويقلل التكاليف أيضًا".
ارتفاع أسعار النفط
أعرب غونشافدي عن قلقه من أن يؤدي إطالة أمد الحرب إلى ارتفاع أسعار النفط، وعلى الرغم من أن ذلك سيؤثر على العالم أجمع، إلا أنه سيسبب الضرر الأكبر للاقتصاد التركي.
وأوضح غونشافدي أن "استمرار الحرب سيؤدي إلى زيادة عدم اليقين. نحن حساسون للغاية لأسعار النفط. فقد تجاوزت أسعار النفط، التي كانت 46 دولارًا في سنة 2020، 90 دولارًا مؤخرًا.
إذا استمرت الحرب، سنشهد ارتفاعًا جديدًا في أسعار النفط. وهذا سيؤثر بشكل سلبي على توقعات العجز التجاري لدينا، بحسب الموقع.
وذكر الموقع أن هناك تطورات مواتية لتركيا في مؤشرات التجارة الخارجية. بالمقابل، هناك تحسن في قيم التبادل التجاري الخارجي لصالح تركيا، وكانت تركيا تتوقع استبدال الانخفاض في الطلب الداخلي بزيادة في الطلب الخارجي. مع ذلك، ستؤثر الحرب، خاصة إذا استمرت، على الاقتصاد الأوروبي (المستورد رقم 1 من لتركيا).
وستصبح الأسواق الأوروبية، التي لديها بالفعل توقعات للتضخم، أكثر ركودًا. وهذا سيؤدي أيضًا إلى الإضرار بتوقعات تركيا لزيادة الصادرات".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
On Fri, 3 Nov 2023 at 21:14, Instalingo Editors wrote: فويس أوف أميركاكيف تؤثر الحرب بين إسرائيل وحماس على الاقتصاد التركي؟عربي21- ضياء كردي نشر موقع "فويس أوف أميركا" بنسخته التركية مقال رأي للكاتب حلمي حجال أوغلو سلط فيه الضوء على التأثير المحتمل للنزاع بين إسرائيل وحماس على الاقتصاد التركي. وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن رد إسرائيل العنيف على الهجوم الذي شنّته حركة حماس على مناطق غلاف غزة يعيد الشرق الأوسط إلى حالة من عدم اليقين. وقد نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدة عن القصف الجوي الإسرائيلي لغزة قال فيها "نحن لا نقوم بعملية عسكرية، نحن في حالة حرب"، بينما صرح وزير الدفاع يوآف غالانت "لقد أمرت بإغلاق قطاع غزة بالكامل. لن يكون هناك كهرباء أو طعام أو وقود، كل شيء سيكون مغلقًا"، وهو ما يعزز المخاوف بشأن استمرار الحرب. انخفضت بورصة إسطنبول بنسبة 3.21 بالمئة، وارتفعت قيمة الدولار/الليرة بنسبة 0.37 بالمئةعلى الرغم من أن تركيا، التي تحاول مؤخرًا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أرسلت رسائل "ضبط نفس" إلى كلا الجانبين، من المؤكد أن نمو الحرب واستمرارها سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد. في اليوم التالي مباشرة من عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة حماس في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران (1973)، ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية بنسبة 0.37 بالمئة، وانخفضت بورصة إسطنبول بنسبة 3.21 بالمئة. وبينما ارتفع الذهب بنسبة 1.2 بالمئة في الأسواق العالمية، ارتفع خام برنت بنسبة 3.81 بالمئة وتم تداوله عند 87.78 دولارا. غولدام أتاباي: "إذا طال أمد الحرب، سترتفع تكاليف سداد ديون تركيا"قالت الخبيرة الاقتصادية غولدام أتاباي: "طالما ارتفع التضخم، ستذهب الأموال إلى سوق الأوراق المالية، وعندما يبدأ التضخم في الانخفاض، سيتذبذب سوق الأسهم. هذه هي قصة سوق الأوراق المالية في تركيا"، مضيفة أن "إطالة أمد الحرب بين إسرائيل وحماس ستكون له عواقب سلبية خطيرة على تركيا." وردا على أسئلة "فويس أوف أميركا" التركية، قالت أتاباي إن التصريحات الأخيرة التي أدلت بها إسرائيل، وتوضيح احتمال عملية عسكرية برية تشير إلى أن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ستكون طويلة الأمد. إذا حدث هذا، ستواجه تركيا آثارا مماثلة لآثار غزو العراق، وسيُنظر إليها على أنها دولة في الشرق الأوسط. وما دامت المخاطر والشكوك مستمرة، فإن المخاطرة في تركيا ستظل مرتفعة، وسترتفع تكاليف الديون في تركيا. ونتيجة لذلك، سيقلّ تدفق رأس المال الأجنبي إلى الاقتصاد التركي، وسيكون هناك تباطؤ في الاقتصاد وستشعر بذلك الشركات والبنوك على المستوى الأول." كيف يؤثر الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على جهود التطبيع الاقتصادي التي تبذلها تركيا؟بعد الانتخابات الرئاسية في 28 أيار/ مايو، سلّم الرئيس أردوغان قيادة الاقتصاد إلى محمد شيمشك، الذي قال "سنعود إلى السياسة العقلانية"، ولم يعترض على العودة إلى الاقتصاد الأرثوذكسي. وبعد الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي، زادت قوة شيمشك، وتم تحقيق نتائج إيجابية أيضًا من خلال المحادثات التي أجراها مع دوائر رأس المال الدولية. بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك في أوائل أيلول/ سبتمبر، أرسل أردوغان رسائل تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى قادة المجتمع اليهودي، مما جعل خط أنابيب الغاز الإسرائيلي التركي، الذي تم تأجيله منذ سنوات، موضوعًا للنقاش مرة أخرى. "إن إطالة أمد الحرب، وخاصة احتمال انتشارها إلى إيران، سيؤثّر على تركيا بشكل أكثر سلبية"قالت أتاباي إن أكبر تهديد للاقتصاد التركي هو انتشار الحرب، مضيفةً أن "تركيا ترسل رسائل تطبيع إلى العالم. وقد قوبلت التغييرات في السياسة النقدية وزيادة أسعار الفائدة باستجابة إيجابية. كذلك أردنا جذب رأس المال الأجنبي لملء احتياطياتنا الأجنبية وقد لاقت جولات محمد شيمشك استجابة إيجابية. وتابعت أتاباي أنه "كما رأينا في تقرير صندوق النقد الدولي الأخير، هناك تغييرات إيجابية فيما يتعلق بتركيا. فإذا استمرت هذه السياسات، وتم إضافة السياسات المالية الصحيحة إليها، واستمرت لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات دون تنازلات، سيكون ممكنا جذب ما يقارب 35 إلى 40 مليار دولار من رأس المال الأجنبي. ولكن فجأة ظهرت حالة أزمة في الشرق الأوسط. فهل ستقول إسرائيل إن إيران وراء الهجمات؟ ماذا تفعل سفن الحرب الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط؟ ما هو موقف السعودية؟ هل سيستمر مشروع الممر الهندي؟ هل سيستمر السلام العربي الإسرائيلي الذي مكن ذلك؟ هل ستغلق تركيا مكتب حماس كما حذر السفير الإسرائيلي؟ يريد المستثمرون رؤية كل هذا. قد تتغير الرؤية. سيؤثر استمرار الحرب، خاصة احتمال انتشارها إلى إيران، سلبًا على تركيا أكثر. وسيتضرر القطاع السياحي في المقام الأول". بروفيسور غونشافدي: "إذا دعمت تركيا أحد الطرفين بشكل علني، فقد يكون لذلك آثار مدمرة على الاقتصاد، وسيؤدي البقاء على الحياد إلى تقليل التكاليف"يرى البروفيسور أونر غونشافدي، عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول التقنية، أن سياسة التوازن التي تتبعها تركيا أيضًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا هي أكبر قوة لها خلال هذه العملية. وذكر غونشافدي في تقييماته لـ "فويس أوف أميركا" التركية أن "الخطر الإقليمي المتزايد سيجعل جهود الحكومة للعثور على رأس المال أكثر صعوبة. فدول الشرق الأوسط كانت أهم مصدر لرأس المال لحزب العدالة والتنمية الحاكم. ولن يكون هذا سهلاً كما كان من قبل. فإذا طالت الحرب، ستزداد المشاكل لنا والعالم، مثل حرب روسيا وأوكرانيا". وتابع غونشافدي "أن سياسة الحياد التركية ستكون الأفضل. فإذا قدمت أنقرة دعمًا علنيًا لأحد الأطراف المتنازعة، فقد يكون لها آثار أكثر تدميراً على الاقتصاد. العودة إلى السياسة الخارجية التركية التقليدية ومتابعة سياسة متوازنة، كما هو الحال في قضية روسيا وأوكرانيا، هي أيضًا الخيار الصحيح اقتصاديًا. وعدم اتخاذ موقف والبقاء في موقف الوسيط بنّاء وذو قيمة ويقلل التكاليف أيضًا." "استمرار الحرب سيؤدي إلى الإضرار بتوقعات تركيا باستبدال الانخفاض في الطلب المحلي بزيادة في الطلب الخارجي."أعرب غونشافدي عن قلقه من أن يؤدي إطالة أمد الحرب إلى ارتفاع أسعار النفط، وعلى الرغم من أن ذلك سيؤثر على العالم أجمع، إلا أنه سيسبب الضرر الأكبر للاقتصاد التركي. وأوضح غونشافدي أن "استمرار الحرب سيؤدي إلى زيادة عدم اليقين. نحن حساسون للغاية لأسعار النفط. فقد تجاوزت أسعار النفط، التي كانت 46 دولارًا في سنة 2020، 90 دولارًا مؤخرًا. إذا استمرت الحرب، سنشهد ارتفاعًا جديدًا في أسعار النفط. وهذا سيؤثر بشكل سلبي على توقعات العجز التجاري لدينا. هناك تطورات مواتية لتركيا في مؤشرات التجارة الخارجية. بالمقابل، كما تعلمون، هناك تحسن في قيم التبادل التجاري الخارجي لصالح تركيا، وكانت تركيا تتوقع استبدال الانخفاض في الطلب الداخلي بزيادة في الطلب الخارجي. مع ذلك، ستؤثر الحرب، خاصة إذا استمرت، على الاقتصاد الأوروبي (المستورد رقم 1 من لتركيا). وستصبح الأسواق الأوروبية، التي لديها بالفعل توقعات للتضخم، أكثر ركودًا. وهذا سيؤدي أيضًا إلى الإضرار بتوقعات تركيا لزيادة الصادرات". الكاتب: حلمي حجال أوغلوالموقع: فويس أوف أميركاالرابط: https://www.voaturkce.com/a/israil-hamas-savasi-turkiye-ekonomisini-nasil-etkiler-/7303537.html
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تركيا أردوغان تركيا أردوغان طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تنفذ عملياتها في عمق انتشار قوات الاحتلال داخل قطاع غزة، مشيرا إلى أن الكمين الأخير لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يؤكد هذه الحقيقة الميدانية بوضوح.
وكانت قناة الجزيرة قد بثت الجمعة مشاهد حصرية لكمين نفذته كتائب القسام السبت الماضي شرق خان يونس ضمن عمليات "حجارة داود"، أسفر عن مقتل ضابط وجندي من لواء كفير وإصابة ضابطين آخرين من وحدة الاستخبارات، كما أظهرت المشاهد استهداف دبابة من المسافة صفر.
وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر بجلاء خروج عناصر المقاومة من أحد الأنفاق وتنفيذهم لهجوم مركب استهدف آليات الاحتلال في منطقة الزنة، وهي منطقة يُفترض أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يكشف أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة حتى اللحظة.
وأضاف أن هذا النوع من الكمائن يعكس حالة "العمل في العمق" داخل صفوف العدو، وهو ما يعدّ نجاحا استخباريا وميدانيا مهما، إذ تمكنت المقاومة من جمع معلومات دقيقة من خلال نقاط المراقبة المنتشرة في الميدان، ثم التخطيط والتنفيذ في إطار 3 مراحل: تثبيت، هجوم، ثم تفجير حقل الألغام بعد الانسحاب.
وأشار الدويري إلى أن الفيديو أوضح كيف خرج المقاومون من الأنفاق، وضعوا الحشوات المتفجرة، وتمركزت وحدة الاستهداف بقواذف "الياسين"، بينما وثّقت كاميرتان تفجير ناقلة جند وإشعال النار في الآليات، مما عزز مصداقية المشاهد التي بثت ودلّل على الجاهزية العالية للمجموعة المنفذة.
مناطق آمنة
وبيّن أن وجود المقاومة بهذا الشكل في مناطق من المفترض أنها "آمنة" لقوات الاحتلال يضع علامة استفهام كبرى على أداء الجيش الإسرائيلي، ويؤكد في الوقت ذاته أن أبناء المقاومة رغم ظروف الحرب يواصلون رصد التحركات المعادية والتحضير للرد في التوقيت المناسب.
إعلانوفي سياق الربط بين التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شدد الدويري على أن هذا التوتر الإقليمي لم يسحب تأثيره على سير العمليات في غزة، موضحا أن الاحتلال رغم إعادة توزيع بعض وحداته نحو الشمال والضفة الغربية ما زال يحتفظ بفائض قوة كبير داخل القطاع يسمح له بمواصلة العمليات.
وكان جيش الاحتلال قد أعاد انتشار بعض وحداته العسكرية بعد تصاعد التهديدات على الجبهة الشمالية تحسبا لتحرك من حزب الله، كما عزز إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن الدويري أوضح أن غزة كانت ولا تزال تكفيها فرقة واحدة على أقصى تقدير، وهو ما لم يتغير جوهريا حتى الآن.
وأكد أن حجم الدمار الهائل وتهجير السكان لم يمنعا المقاومة من العمل، وهو ما تعكسه المعارك اليومية والكمائن المتكررة في مختلف مناطق القطاع، في ظل استمرار الاعتماد على سلاحَي الجو والمدفعية من جانب الاحتلال لتحقيق أهدافه من خلال فرض واقع ميداني في المناطق الحمراء.
وفي ما يخص الهدف الإستراتيجي من استمرار العمليات البرية، رأى الدويري أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى فرض تهجير قسري للسكان باتجاه مناطق تم تحديدها سلفا كمراكز لتوزيع المساعدات، تشمل 3 مناطق في الجنوب وأخرى وسط القطاع، مما يؤدي إلى تكدّس سكان غزة في نطاقات ضيقة يسهل التحكم فيها لاحقا.
الأهداف السياسيةوأشار إلى أن هذه التحركات تأتي أيضا في إطار السعي لتدمير شبكة الأنفاق وإزالة البنية السكنية التي تحتضن المقاومة، وذلك كمحاولة لتحقيق أهداف سياسية واضحة تتعلق بإعادة تشكيل الخارطة السكانية والجغرافية لقطاع غزة بشكل يخدم الخطط الإسرائيلية الطويلة الأمد.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تدمير 3 دبابات من طراز ميركافا بعبوات شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت تجمعات للجنود والآليات في قيزان النجار بقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى من طراز "رجوم 114 ملم"، في دلالة على تنوع الوسائط القتالية المستخدمة.
ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ كمائن محكمة وعمليات استنزاف واسعة النطاق ضد القوات الإسرائيلية، مع توثيق عشرات الهجمات الناجحة التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال وأعطبت أو دمرت مئات الآليات العسكرية.
وشدد الدويري على أن المعادلة في الميدان تشير إلى استمرار فاعلية المقاومة، رغم كل الضغوط العسكرية، وهو ما يعني -بحسب تعبيره- أن هدف القضاء الكامل على فصائل المقاومة لا يزال بعيد المنال، وأن ما يحدث يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق حسم عسكري واضح حتى الآن.