قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول على قطاع غزة يزيد الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن وأحدثت تصدعا داخل الحزب الديمقراطي قبل الاستعداد للانتخابات الرئاسية في 2024.

وقالت الصحيفة إن بايدن تلقى انتقادات من أعضاء حزبه، خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين من أصول عربية، ممن شعروا بالقلق إزاء تزايد عدد الضحايا في غزة، ودعوا الإدارة الأمريكية للدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى التصدعات الناتجة عن الحرب الإسرائيلية على غزة داخل الحزب الديمقراطي تهدد بتحطيم التحالف الانتخابي الذي ساعد بايدن على هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2020.

أشارت الصحيفة إلى أنه في مدينة بيتسبرج، وجّهت الناشطة السياسية التقدمية ميراكل جونز تحذيراً لجو بايدن، وقالت له إنّ دعم الرئيس القوي لإسرائيل في حربها على "حماس" سيؤدي إلى تآكل دعمه في اليسار، ويضر بفرص انتخابه لولاية جديدة عام 2024.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب، في 26 أكتوبر/تشرين أول، تراجعاً بنسبة 11 % في دعم بايدن بين الديمقراطيين في ظرف شهر واحد فقط، ليهبط إلى 75% من 86% في سبتمبر/أيلول 2023.

اقرأ أيضاً

غزة تهدد حلم 2024.. دعم بايدن لإسرائيل يعصف بتحالفه الانتخابي

ووفقا لتلك المعطيات فإن الإدارة الأمريكية والحكومة في تل أبيب لديهما وجهتان نظر مختلفتين فيما يتعلق بالخطط طويلة المدى حيال قطاع غزة الفلسطيني، وذلك مع دخول الحرب التي يشنها الاحتلال على القطاع شهراً كاملاً، وسقوط آلاف الشهداء وأعداد كبيرة من الإصابات.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة أعربت بوضوح عن دعمها لإسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي نفذتها فصائل من المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة، وأن إسرائيل تعتبر حماس "تهديداً وجودياً" لها.

أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، تهدف إلى الحفاظ على وحدة "حلفائها" ضد إيران وروسيا والصين، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن غيّر سياسته بعد "ارتفاع الأصوات المنتقدة من حزبه".

زعمت الصحيفة، أن إدارة بايدن "أجبرت إسرائيل على التقليل من الخسائر في صفوف المدنيين، وشن مزيد من الهجمات الاستراتيجية التي تستهدف قادة حماس"، وأشارت إلى أن بايدن يؤيد، على المدى الطويل، مبدأ حل الدولتين، وأن إسرائيل "تحاول تدمير حماس".

اقرأ أيضاً

بايدن يعلن إحراز تقدم في تأمين هدنة إنسانية بغزة

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن حرب غزة العدوان الإسرائيلي على غزة الحكومة الإسرائيلي الحزب الديمقراطي

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية

رأى المحلل السياسي الإسرائيلي والخبير في الشؤون الشرق أوسطية، أفي يسسخاروف، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من تحقيق انتصار معنوي على إسرائيل، رغم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الحركة في صفوف قياداتها.

وقال يسسخاروف إن الضربة الأعمق التي وجهتها حماس لم تكن فقط عسكرية، بل مجتمعية وأخلاقية، مشيرا إلى أنها قوضت روح التضامن في الداخل الإسرائيلي، وضربت ما وصفه بـ "البنية الأخلاقية" للمجتمع الإسرائيلي، التي لطالما تفاخر بها أمام العالم.

وأشار إلى أن الانقسام العميق داخل إسرائيل حول قضية الأسرى المحتجزين في غزة، والخلافات الحادة بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف، تعكس هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل ما تبقى من الإجماع الوطني.

وأضاف أن مظاهر التفاخر العلني من قبل عدد من السياسيين الإسرائيليين بحرب الإبادة في قطاع غزة ساهمت في تشويه صورة إسرائيل الأخلاقية داخليا وخارجيا، وأضعفت مناعة المجتمع الإسرائيلي من الداخل.

انهيار أخلاقي

وتساءل يسسخاروف بمرارة -في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "ليس كل الإسرائيليين إخوة لبعضهم"- "ما الذي حدث لنا في هذه الحرب؟ عسكريا نهضنا من الضربة، ونجحنا إلى حد ما في هزيمة حزب الله، ووجهنا ضربات قوية لحماس، ودمرنا غزة، والشعب الغزي الذي هلّل في البداية لهجوم السابع من أكتوبر بات يبحث عن لقمة الخبز، ومع ذلك، يبدو أن حماس قد انتصرت علينا بدرجة ما".

إعلان

وبغض النظر عن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس، يكتفي يتسحاقاروف بالقول إن حماس لم تنتصر في الميدان، لكنه في الوقت نفسه لا ينسى أن يقول إن حماس حققت انتصارا، في مكان أعمق وأخطر، على ما أسماه "الروح الإسرائيلية".

وأضاف أن إسرائيل تمكنت من تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار وأخيه القائد العسكري محمد السنوار، وكذلك قادة التنظيم الذين خططوا لعملية "طوفان الأقصى"، لكن "الضرر الأكبر الذي ألحقوه بنا هو تمزيق النسيج الداخلي الإسرائيلي وضرب قيم التضامن".

وحذر يسسخاروف مما سماه "التحولات القيمية المقلقة" في المجتمع الإسرائيلي، مستشهدا بتعامل فئات من الجمهور مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقال: "مجرد أن ترى شريحة صاخبة -حتى وإن لم تكن أغلبية- أن الأسرى وعائلاتهم يمثلون مأساة خاصة وليست جماعية، فهذا يعكس حجم الانهيار الأخلاقي".

وتابع في نقده الحاد: "أن تُقاس قيمة الأسير أو عائلته بمدى ولائه الأعمى لرئيس الحكومة أو امتنانه له، فذلك يدل على مدى التعفن الذي وصلنا إليه".

وهاجم يسسخاروف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره تعيين عضو الكنيست ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، المعروف بمواقفه الرافضة لصفقات تبادل الأسرى، ووصفه للحرب ضد الفلسطينيين بأنها "حرب أبدية".

واعتبر يسسخاروف أن هذا التعيين بمثابة رسالة لحماس مفادها: "لقد انتصرتم"، مشيرا إلى أن الهدف من تعيين زيني لا يتعلق بأمن إسرائيل، بل بتعزيز موقع نتنياهو سياسيا، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة، ومنع فتح تحقيقات جنائية في ملفاته القضائية.

تأييد الإبادة الجماعية

ومن زاوية أخرى، انتقد يسسخاروف بحدة تعاظم نبرة التحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: "كل من يندد بقتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ الأبرياء في غزة، يُتهم بالخيانة"، ولا ينسى أيضا أن يشير إلى أن "بعض السياسيين والمغردين باتوا يلمحون صراحة إلى وجوب ارتكاب إبادة جماعية، لا أقل".

إعلان

ورغم تحميله لحماس المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في القطاع، يشدد الكاتب على أنه "لا يمكن الاستمرار في الكذب على أنفسنا، فالعالم كله يشاهد صور الفلسطينيين وهم يتقاتلون على قطعة خبز، ويسمع بشكل يومي عن أطفال يُقتلون تحت القصف".

وأردف: "إظهار الحقيقة ونقلها للناس ليست خيانة، بل واجب أخلاقي يهودي".

كما سلط الكاتب الضوء على غياب المسؤولية السياسية، منتقدا نتنياهو، قائلا: "كيف لرئيس حكومة هو الأطول بقاءً في المنصب، أن يتنصل من مسؤوليته عن أسوأ مجزرة بحق الإسرائيليين منذ المحرقة؟"، في إشارة إلى فشل الحكومة في منع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولم ينس يسسخاروف الإشارة إلى تصريحات نتنياهو، حول عدم علمه بوصول الأموال القطرية لحماس -حسب زعمه- رغم أنه نفسه من دعم فكرة إدخالها إلى القطاع.

واختتم المحلل السياسي مقاله بنبرة حادة تنم عن المرارة، مؤكدا أن "السنوار وأتباعه نجحوا في ما فشلت فيه جيوش العرب طوال 75 عاما، وهو كسر شعور الوحدة الأخلاقية لدى جزء من الإسرائيليين".

ومع ذلك، يرى يسسخاروف أن هذا النصر "مؤقت وجزئي"، موضحا أن "الأغلبية ما زالت تشعر بالمسؤولية تجاه الأسرى والجنود القتلى وعائلاتهم، وترفض قيادة نتنياهو ودائرته الإعلامية، التي تنشر الكراهية وتبرر القتل الجماعي في غزة".

وختم بالقول إن أغلب الإسرائيليين الذين يرون في نتنياهو رمزا للفشل السياسي والأخلاقي في هذه الحرب باتوا يدركون أنه لا يمكن أن يواصل شغل منصب رئيس الوزراء.

مقالات مشابهة

  • حماس: استمرار عمليات إسناد غزة يؤكد نبل مواقف الشعب اليمني
  • محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية
  • متظاهرون صهاينة يتهمون نتنياهو بترك الأسرى ويفتحون النار على العملية العسكرية في غزة
  • إسرائيل: إجماع بالأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة تبادل مع حماس
  • خطة إسرائيل لتعميم نموذج رفح واحتلال غزة.. تصعيد عسكري بحسابات سياسية
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: حكومة نتنياهو عصابة وتراوغ للهروب من الضغوط الدولية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: حكومة نتنياهو عصابة .. وتراوغ للهروب من الضغوط الدولية
  • الجارديان: الضغوط وحدها لا تكفي لإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب ضد غزة
  • تركيا تنفي مزاعم استمرار التجارة مع إسرائيل