حمص-سانا

بدأت مديرية زراعة حمص ببيع وتوزيع غراس الزيتون في مركز إنتاج غراس الزيتون بالمختارية، ضمن الغراس الحراجية والمثمرة التي أنتجتها لهذا الموسم.

وأوضح مدير الزراعة المهندس يونس حمدان أن عدد غراس الزيتون الجاهزة للبيع بلغ 62.565 ألف غرسة من أصناف صوراني وقيسي وخضيري وجلط وأبو سطل، مشيراً إلى أن جميع الغراس خالية من الأمراض وموثوقة ومضمونة الصنف.

وحول باقي أنواع الغراس المنتجة أوضح حمدان أنها تضم غراساً مثمرة وحراجية، ويبلغ عددها 818 ألف غرسة، لافتاً إلى أنه سيتم في الشهر القادم بيع وتوزيع 531.879 غرسة مثمرة من التفاح والإجاص والدراق والمشمش والخوخ واللوز والتوت المطعم، والكرمة واللوز والفستق الحلبي والجوز البذري والتين والرمان والجانرك والوردة الشامية.

وأشار حمدان إلى انه تم تحديد 9 مراكز، موزعة في مختلف مناطق حمص لبيع الغراس وفق الاكتتاب عليها وعن طريق البطاقة العائلية وبمعدل 25 غرسة للنوع الواحد، وذلك ضمن مبادرة وزارة الزراعة لتشجيع الزراعة في الحدائق المنزلية.

وفيما يتعلق بالغراس الحراجية أوضح حمدان أنه يوجد نحو 224 ألف غرسة حراجية جاهزة للبيع ولتنفيذ موسم التشجير في مشاتل تيرمعله والعريضة والقصير وتل ورد والبريج، من أنواع السرو دائم الخضرة والصنوبر الثمري والخرنوب والكازورينا واللوغستروم السياجي والأزدرخت واللوز المر والبطم الأطلسي والصنوبر الحلبي.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: ألف غرسة

إقرأ أيضاً:

هل الموارد البشرية جاهزة لقيادة الاستدامة؟

 

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

في ظل التحديات البيئية المتسارعة كتغير المناخ وشُح الموارد، والضغوط الاجتماعية المتزايدة لتحقيق العدالة والمسؤولية المؤسسية، أضحت المؤسسات مطالبة بإعادة النظر في طريقة عملها ونموذجها الإداري. لم تعد الاستدامة خيارًا هامشيًا أو مسؤوليةً حصريةً على الإدارات البيئية أو المجتمعية، بل أضحت خيارًا استراتيجيًا من خلاله يُعاد تصميم السياسات والعمليات لمواكبة متطلبات المستقبل. وبهذا التحول يبرز سؤال جوهري: هل إدارة الموارد البشرية مستعدة للعب دور قيادي في تعزيز الاستدامة المؤسسية؟ هل تمتلك الأدوات والوعي الكافي لتقود التغيير في الثقافة التنظيمية وسلوك الموظفين ونظم الحوافز والتطوير؟

فمن خلال تبني ممارسات تسهم في تقليل الأثر البيئي وتعزيز الوعي المجتمعي، أصبحت قيادة الاستدامة في سياق الموارد البشرية شريكًا فاعلًا في تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية للمؤسسة. ويُعرف هذا التوجه بمفهوم "الموارد البشرية الخضراء"، الذي يتمثل في دمج مبادئ الاستدامة ضمن جميع وظائف الموارد البشرية، بدءًا من التوظيف الأخضر الذي يُركز على استقطاب كفاءات ذات وعي بيئي، مرورًا بتصميم برامج تدريبية تعزز الوعي البيئي والسلوك المسؤول، وانتهاءً بإدراج مؤشرات أداء ترتبط بالممارسات المستدامة.

علاوة على ذلك، تسهم الموارد البشرية في ترسيخ ثقافة تنظيمية تشجع على الترشيد، والابتكار، والمسؤولية المجتمعية. وترتبط هذه الأدوار ارتباطًا مباشرًا بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة (SDGs) وتحديدًا: العمل (الهدف 8)، والاستهلاك والإنتاج المسؤولين (الهدف 12)، والعمل المناخي (الهدف 13). ولهذا، فإنَّ إدارة الموارد البشرية أصبحت محورًا استراتيجيًا.

وتشير الممارسات الحديثة إلى تزايد تفاعل إدارات الموارد البشرية مع قضايا الاستدامة، حيث بدأت تلعب دورًا محوريًا في دعم التحول الأخضر داخل المؤسسات. عالميًا، اعتمدت شركات رائدة مثل يونيليفر ومايكروسوفت سياسات توظيف تستند إلى الأهداف البيئية والاجتماعية، وخصصت برامج لبناء كفاءات مستدامة، إضافة إلى ربط الحوافز الوظيفية بمؤشرات أداء بيئية. محليًا، برزت مبادرات نوعية في سلطنة عُمان، مثل جهود شركة "بيئة" في خلق وظائف خضراء، ومبادرة "تنمية نفط عُمان" في دمج الاستدامة ضمن برامج التدريب. كما يبرز دور جيل الشباب من المهنيين، الذين يدفعون نحو سياسات أكثر شفافية ووعيًا بيئيًا. ويعزز هذا التوجه ما أشار إليه تقرير "مستقبل الوظائف 2025" للمنتدى الاقتصادي العالمي، بأن التحول الرقمي والمهارات الخضراء سيُعيدان تشكيل سوق العمل، مما يتطلب تطويرًا مستمرًا للمهارات. تعكس هذه المؤشرات أن الموارد البشرية تخطو بثبات نحو دور قيادي في الاستدامة، رغم الحاجة إلى مزيد من التكامل والتمكين المؤسسي.

ورغم وجود مؤشرات إيجابية تعكس استعداد بعض إدارات الموارد البشرية للانخراط في مسار الاستدامة، إلا أن الواقع يكشف عن تحديات تعيق هذا الدور القيادي. أبرزها ضعف المعرفة والتدريب المتخصص في مفاهيم الاستدامة البيئية والاجتماعية، مما يحدّ من قدرتها على دمجها ضمن العمليات التشغيلية. كما أن غياب المؤشرات البيئية في تقييم الأداء يقلل من ربط إنجازات الموظفين بأهداف المؤسسة البيئية، ما يؤثر سلبًا على التحفيز والممارسة اليومية. إضافة إلى ذلك، لا تزال الاستدامة منفصلة عن استراتيجية الموارد البشرية في العديد من المؤسسات، حيث تُعالج كقضية جانبية تُدار من جهات أخرى، بدلًا من دمجها ضمن التخطيط المؤسسي بعيد المدى.

ولكي تتمكن إدارات الموارد البشرية من أداء دور قيادي حقيقي في دعم الاستدامة، هناك مجموعة من المتطلبات الأساسية التي يجب العمل عليها لتعزيز جاهزيتها. أولًا، من الضروري بناء القدرات البيئية لموظفي الموارد البشرية، وذلك من خلال توفير برامج تدريب متخصصة تُعزز فهمهم لمفاهيم الاستدامة مثل التغير المناخي، الاقتصاد الأخضر، والمسؤولية المجتمعية، إلى جانب مهارات قياس الأثر البيئي. ثانيًا، ينبغي دمج الاستدامة في السياسات الداخلية للمؤسسة، بحيث تصبح جزءًا من أنظمة العمل اليومية، مثل ربط المكافآت بأداء الموظف في المجال البيئي، وتضمين مفاهيم الاستدامة في برامج التهيئة والتدريب المستمر. وأخيرًا، يجب إشراك الموارد البشرية في فرق القيادة الاستراتيجية المسؤولة عن تنفيذ خطط التحول الأخضر داخل المؤسسة، مما يُعزز دورها كشريك فاعل في رسم السياسات وصناعة القرار، بدلًا من أن تكون مجرد جهة تنفيذية. تحقيق هذه المتطلبات يفتح المجال أمام الموارد البشرية لتقود التحول نحو بيئة عمل مستدامة ومتكاملة.

في الختام.. يبرز التساؤل: هل نحن مستعدون فعلًا لتمكين الموارد البشرية من قيادة مسار الاستدامة؟ لم يعد دورها تقليديًا، بل بات محوريًا في تحفيز ثقافة العمل المستدام وصياغة السياسات المواكبة للتغيرات العالمية. وعليه، فإن تمكين الموارد البشرية لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة لبناء مستقبل مؤسسي أكثر شمولًا واستدامة.

مقالات مشابهة

  • انتشار أمني قبل بدء محاكمة المتهمين بقتل طالب في الزيتون
  • خلو من الآفات وترخيص لـ5 سنوات.. شروط جديدة لتنظيم المشاتل
  • محاكمة المتهمين بقتل طالب في الزيتون.. بعد قليل
  • اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين بقتل «طالب الزيتون»
  • عودة مخالفات التعمير بجماعة أوريكة: تحويل مشاتل إلى فيلات فاخرة في ظل غياب المراقبة
  • هل الموارد البشرية جاهزة لقيادة الاستدامة؟
  • ويتكوف: المحادثات مع إيران لن تستمر ما لم تكن مثمرة
  • طهران لا تملك خيارًا.. ويتكوف: سنوقف محادثات الأحد مع إيران إذا لم تكن مثمرة
  • مبعوث ترامب يوجه تحذيرا لإيران بشأن المفاوضات النووية
  • برلماني: نتائج زيارة الرئيس السيسي لليونان مثمرة وتؤسس لمرحلة جديدة