ما لا تعرفه عن قائد فاغنر المتمرد.. كاتب ومصور قصص الأطفال
تاريخ النشر: 25th, June 2023 GMT
تداولت تقارير كثيرة سيرة حياة قائد قوات فاغنر الثائر، يفغيني بريغوجين، الذي قاد تمردا ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن أكثر المناطق المجهولة في سيرة حياته هي عمله في كتابة وتصوير قصص الأطفال.
ولد قائد قوات فاغنر في لينينغراد، سانت بطرسبرغ الآن، عام 1961، بعد 9 سنوات من ولادة بوتين، وتوفي والده وهو صغير.
أكدت وثائق قضائية من عام 1981، أن بريغوجين، البالغ من العمر 18 عاما وقتها، سطا على امرأة وسرقها مع رفاقها في أحد شوارع بطرسبورغ. كما ارتكب لاحقا عمليات سطو أخرى على مدى عدة أشهر. ليحُكم عليه بالسجن 13 عامًا.
أطلق سراحه عام 1990، حيث كان الاتحاد السوفيتي ينهار. حيث عاد إلى سان بطرسبرغ، عندما كانت المدينة على شفا تحول هائل.
وبدأ الرجل في بيع النقانق في مطبخ بشقة متواضعة تعود لعائلته. لكن طموحاته كانت أكبر كثيرا وقد عرف كيف يحققها.
ولم يمض وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى. وعام 1995 قرر أن يفتح مطعما مع شركائه في العمل.
في البداية، استخدم راقصات ومتعريات لإغراء الزبائن، لكن بعدما انتشر الخبر أن الطعام ممتاز، تم فصل المتعريات.
وراح نجوم البوب ورجال الأعمال يتقاطرون على المطعم، وكذلك فعل رئيس بلدية سان بطرسبرغ، أناتولي سوبتشاك، الذي كان يأتي أحيانًا مع نائبه حينها فلاديمير بوتين!
وعندما أصبح بوتين رئيسًا لروسيا واستطاع قائد قوات فاغنر أن يتقرب من بوتين وينضم إلى عالمه الخاص.
ولكن يبقى الجانب المثير في شخصية قائد فاغنر الدموية هو قدرته على كتابة قصص الأطفال وإبداع رسومها.
كتب قائد قوات فاغنر قصة مصورة واحدة للأطفال بالتعاون مع ابنه وبنته، وهي الدليل الوحيد حتى الآن على قيامه بهذا العمل الذي يبدو غريبا عن طباعه.
والقصة بعنوان "إندراغوزيك" Indraguzik، وتنص مقدمتها ، التي طبعت 2000 نسخة منها فقط ، على أنها كانت تعاونًا بين بريغوجين وابنه وابنته.
والقصة تلقي ضوءًا غير عادي على رجل اشتهر بتكتيكاته الدموية في أوكرانيا ، وخلافاتاته الطاحنة مع كبار الجنرالات الروس.
وتدور أحداث القصة في أرض "الأشخاص الصغار" أو الأقزام الذين يعيشون بين البشر العاديين ويتبعون إندراغوزيك، وهو يسقط من ثريا عملاقة ويحاول أن يجد طريقه إليها مجددا.
ووفقًا لمقدمة الكتاب، اقترحت بولينا وبافيل، ابن وبنت قائد فاغنر، أسماء الشخصيات الرئيسية وأقنعوا والدهم "باختراع قصة عن "صبي صغير يُدعى إندراغوزيك وشقيقته إندراغوزا".
وعندما نٌشرت "إندراغوزيك" في عام 2004 على يد ناشر مغمور ، كان بريغوجين- الذي قضى 9 سنوات في السجن بتهمة السرقة في الثمانينيات - يدير مطعمًا ناجحًا في سانت بطرسبرغ.
وداخل الغلافه الأمامي للقصة توجد صورة لبريغوجين مبتسمًا مع أطفاله ووالدتهم ليوبوف بريجوزينا.
وفي أحداث القصة، وخلال مغامرات "إندراغوزيك" - وهو يحاول أن يجد طريقه إلى الثريا - يلتقي بمجموعة من الشخصيات بما في ذلك "شخص صغير" أي قزم آخر يُدعى غاغاريك ، والذي يوصف بأنه "رجل كبير السن لديه طائر ومعطف مصنوع من قماش خشن". ويطبخ غاغاريك الحساء للصبي، في إشارة محتملة إلى أعمال مطعم بريغوجين.
وانتهى المطاف بإندراغوزيك في "المدينة الكبيرة" حيث أقام صداقة مع صبي بشري، ساعده في العثور على منطاد والعودة إلى الثريا.
وطوال القصة، المكونة من 90 صفحة، تتناثر رسوم توضيحية تفصيلية وجذابة تُنسب إلى بريغوجين - على الرغم من عدم وجود دليل عام آخر على المهارات الفنية لزعيم فاغنر.
في وقت لاحق من القصة ، يتم اكتشاف سحر الثريا، وقدرتها على تكبير الأقزام لحجم البشر العاديين.
ويقوم إندراغوزيك وأصدقاؤه برحلة إلى موطنهم الأصلي إندروجوزيا ، حيث يلتقون بملكها. وفي محاولة لمساعدة الملك، استخدم إندراغوزيك وأصدقاؤه الثريا لجعل الملك أكبر ، لكنهم أخطأوا في التقدير، ليتحول في النهاية إلى عملاق.
في نهاية الكتاب ، تصف قصيدة قصيرة قصة مغامرات إندراغوزيك العديدة بأنها "مضحكة وغريبة".
ويُرجح أن القصة لم تطرح للبيع ولكن بدلاً من ذلك تم توزيعها كهدايا على المعارف والأصدقاء.
عندما سئلت عالمة النفس كارينا ميليتونيان في موسكو عن الفجوة بين بريغوجين مؤلف الأطفال وأمير الحرب ، قالت لصحيفة "موسكو تايمز" إن رجلاً واحدًا كان قادرًا على "الجمع بين جميع أنواع الشخصيات.. إنه بريغوجين.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News قائد_فاغنرالمصدر: العربية
كلمات دلالية: قائد فاغنر
إقرأ أيضاً:
قطع رؤوس واغتصاب.. شهود يروون فظائع "فيلق إفريقيا" في مالي
قال عشرات من المدنيين الذين فروا من القتال لوكالة "أسوشيتد برس" إن وحدة عسكرية روسية جديدة حلت محل جماعة "فاغنر" ترتكب انتهاكات تشمل الاغتصاب وقطع الرؤوس، أثناء تعاونها مع جيش مالي لملاحقة المتطرفين.
وأفاد اللاجئون بأن "فيلق إفريقيا" يستخدم الأساليب نفسها التي كانت تتبعها "فاغنر"، في روايات لم تنشر في وسائل الإعلام الدولية حتى الآن.
وعرض لاجئان مقاطع فيديو لقرى أُحرقت على يد "الرجال البيض".
وقال اثنان آخران إنهما عثرا على جثث أقارب مع فقدان الكبد والكليتين، وهي إساءة سبق أن ذكرت الوكالة حدوثها في مناطق ارتبطت بـ "فاغنر".
وقال أحد زعماء القرى في مالي، الذي فر من المنطقة: "إنها سياسة الأرض المحروقة. الجنود لا يتحدثون إلى أحد. يطلقون النار على أي شخص يرونه. لا أسئلة ولا تحذير. لا يعرف الأشخاص حتى لماذا يتم قتلهم".
وأصبحت منطقة الساحل الشاسعة في غرب إفريقيا المكان الأكثر دموية في العالم من حيث نشاط الجماعات المتطرفة، مع مقتل آلاف الأشخاص.
وتحولت الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر من التحالف مع الغرب إلى روسيا طلبا للمساعدة في قتال المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة أو تنظيم "داعش".
وعندما حل "فيلق إفريقيا" محل "فاغنر" قبل ستة أشهر، كان المدنيون المنهكون يأملون بقدر أقل من الوحشية.
وتقول الأمم المتحدة إن جميع أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات بحقهم.
لكن اللاجئين وصفوا موجة رعب جديدة على يد "فيلق إفريقيا" في هذه الأراضي الشاسعة والخارجة إلى حد كبير عن سلطة القانون، فيما قال محللون قانونيون إن موسكو تتحمل المسؤولية المباشرة.
وحققت وكالة أسوشيتد برس وصولا نادر إلى الحدود الموريتانية، حيث فر آلاف الماليين خلال الأشهر الأخيرة مع تصاعد القتال.
وتحدثت الوكالة مع 34 لاجئا وصفوا عمليات قتل عشوائية وعمليات خطف واعتداءات جنسية.
وتحدث معظمهم شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام.
وقال زعيم القرية: "إنهم نفس الرجال ، يتقاضون رواتب من الحكومة، ويواصلون المجازر. لا فرق بين فاغنر وفيلق إفريقيا".
قصة من الميدان
كانت الساعة مبكرة في الصباح عندما كانت موجالوا تعد الشاي الأسود الحلو، حين سمعت أصوات إطلاق نار.
وبعد ثوان، توقفت سيارتان أمام خيمتها، وكانتا مليئتين برجال بيض ملثمين يصرخون بلغة أجنبية.
موجالوا، وهي راعية ماشية من شمال مالي، قالت إنها شهدت نصيبها من الفظائع خلال عقد من العنف، لكنها أكدت أن أحدا لم يكن بوحشية هؤلاء الرجال.
وقالت إن مسلحين كانوا يأتون من قبل، وكان أفراد الأسرة يفرون عادة عند سماعهم قدومهم. لكن قبل ثلاثة أشهر، تمّت محاصرتهم.
وأوضحت أن الرجال وصلوا برفقة جنود ماليين وأمسكوا بابنها البالغ 20 عاما، كوبادي. وسأله الجنود الماليون عما إذا كان قد رأى مسلحين. وعندما أجاب بالنفي، قاموا بضربه حتى فقد الوعي.
ثم قام الرجال بذبحه أمام عيني موجالوا، وهي عاجزة عن التدخل.
وأضافت أن الأسرة فرت، لكن المسلحين عثروا عليهم مرة أخرى في أواخر أكتوبر.
وفي هذه المرة، لم يطرحوا أسئلة. كانوا يرتدون أقنعة وملابس عسكرية. أخذوا كل ما تملكه الأسرة، من الحيوانات إلى الحلي.
وقالت إنهم جروا ابنتها أخادية البالغة 16 عاما، عندما حاولت المقاومة. ثم لاحظوا ابنتها الكبرى، فاطمة، فصرفوا النظر عن أخادية.
وأخذوا فاطمة إلى خيمتها. ومن دون تفكير، أمسكت موجالوا بيد أخادية وبدأتا الهرب، تاركتين فاطمة خلفهما. ومنذ ذلك الحين، لم يسمعوا عنها شيئا.
وقالت موجالوا وهي ترتجف: "كنا خائفين جدا. نحن نأمل أن تصل إلى هنا في وقت ما".
ويقول خبراء إنه من المستحيل معرفة عدد الأشخاص الذين يقتلون أو يتعرضون للاعتداء في مالي، خصوصا في المناطق النائية، في ظل القيود المتزايدة على وصول الصحفيين وعمال الإغاثة إلى البلاد.
وقال سوكرو جانسيز أوغلو، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في موريتانيا: "هناك الكثير من الأشخاص يتعرضون للاغتصاب والاعتداء والقتل. العائلات تتفكك، ولا شك في ذلك".
لكنه أضاف أنه "من الصعب أحيانا تحديد الجناة على وجه الدقة".
تساؤلات حول "فيلق إفريقيا"
قال إدواردو جونزاليس كويفا، الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في مالي، لوكالة أسوشيتد برس إنه طلب مرتين هذا العام من السلطات العسكرية في البلاد الإذن بزيارة، وأرسل إليهم استبيانا، لكنهم لم يردوا.
وأضاف أن حكومة مالي تعتبر التحقيقات في الانتهاكات المزعومة "غير مناسبة ومضرة بمعنويات القوات"، وذلك في أحدث تقرير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس، مشيرا إلى أن "تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات من قبل جميع الأطراف يتسارع بسبب الإفلات من العقاب".