أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الاحتلال الإسرائيلى تكبّد خسائر عسكرية كبيرة منذ 7 أكتوبر الماضى، ووصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1400 وأُصيب أكثر من 3500 معظمهم من المستوطنين يوم 7 أكتوبر الماضى، واحتجزت الفصائل الفلسطينية 242 من الإسرائيليين، إضافة إلى خسائر اقتصادية وصلت إلى أكثر من 51 مليار دولار وفق بعض التقديرات.

«الشريف»: العملية العسكرية قد تصل إلى «شهر ونصف».. وإسرائيل لا تتحمل استمرار القتال لمدة طويلة

ويقول محمد فتحى الشريف، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن تكلفة الحرب التى تخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلى وصلت لمليارات الدولارات، أولاً لأن التعبئة تكلف نحو 50 مليون دولار يومياً، بما فى ذلك التصنيف الاجتماعى والائتمانى الذى أصبح سلبياً، إضافة إلى ضغوط نتيجة طول أمد المعركة، حيث يتجاوز اليوم 32 يوماً من الحرب ولا تزال العملية العسكرية مستمرة وقد تصل إلى شهر ونصف الشهر، وهذه أقصى طاقة بالنسبة لإسرائيل، لأن قوات الاحتلال لا تملك العزيمة والإصرار الكافى.

وأضاف «الشريف» أن إسرائيل تتكلف خسائر تصل إلى 264 مليون دولار يومياً فى جميع المجالات، وهناك أعمال وأشغال فى الزراعة والصناعة والتجارة توقفت نتيجة التعبئة، إضافة إلى خسائر أخرى فى السلاح والذخيرة والصواريخ والجنود، ما يصل بإجمالى الخسائر إلى نحو 51 مليار دولار منذ 7 أكتوبر الماضى فقط.

وأشار إلى أن الدعم الغربى من الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض الدول الأخرى لن يزيد على 15 مليار دولار، كما طرح الرئيس الأمريكى جو بايدن على الكونجرس فى إطار المبادرة، فى محاولة أن يأخذ نحو 14 مليار خلال الأيام الماضية، لكن ذلك لن يعوض إسرائيل عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة التى خسرتها.

وتحدث «الشريف» عن طول أمد الحرب، قائلاً إن «نتنياهو» يدرك جيداً أنه سيتعرض لمساءلة ومحاسبة وإقالة فور انتهاء الحرب، ويحاول أن يطيل أمد الحرب لتحقيق بعض المكاسب التى من الممكن أن تسمح له بالبقاء قليلاً فى منصبه، لكن هناك نحو 80% من الشعب الإسرائيلى يرفض استمراره، مع ضرورة محاسبته فور انتهاء الأزمة.

ونوه بأن إسرائيل هى السبب فى وقف المصانع والإنتاج بسبب قلة الأيدى العاملة، ولن تقدم حتى تعويضات مالية بسبب أن الدعم الغربى لن يتناسب مع حجم الخسائر المطروحة؛ لأن حجم الخسائر كبير جداً، ولم يكن فى توقعاتهم أن يصلوا إلى هذا الحجم، كما سيستمر لفترة طويلة، وذلك أحد الأسباب الرئيسية فى إثارة الإسرائيليين ضد «نتنياهو» وحكومته وإقالة عدة وزراء، إضافة إلى استقالة بعض المسئولين على الهواء.

وبشأن التصعيد العسكرى، قال مدير مركز العرب للأبحاث إن فكرة الاستطلاع بالقوة والاجتياح البرى التى تشير إليها إسرائيل منذ أكثر من أسبوعين يسبب لها خسائر عسكرية وتدمير آليات حرب كبيرة، حيث تنفذ المقاومة أكثر من هجوم خداعى ورئيسى وثانوى، فالهجوم الرئيسى يخترق منتصف القطاع، اتجاه بلدية غزة أو غزة القديمة، والاتجاه الثانوى يأتى من خلال البحر فى اتجاه الشمال، والخداعى من الاتجاه الجنوبى، وجميع هذه الاتجاهات كانت إسرائيل مجبرة عليها بسبب مقاومة الفصائل الفلسطينية.

ولفت إلى أن حرب المدن مقبرة للجيوش من جهة، ومن جهة أخرى استطاعت «حماس» أن تفرض على إسرائيل مسارات معينة داخل القطاع، وبالتالى تجهز العديد من الكمائن، والنتيجة تدمير العديد من الآليات بإخضاعها للمرور خلال ممرات معينة أو طرق معينة، وبالتالى تظل فرصة الحركة خارج هذا الإطار ضيقة جداً أو محدودة، ليتم اصطياد المركبات بصورة أسهل.

«عبدالواحد»: خسارتها حتمية فى حرب الشوارع

فى السياق نفسه، قال اللواء محمد عبدالواحد، الخبير فى شئون الأمن القومى، إن إسرائيل لم تخسر خسائر بشرية أو مادية فقط، بل خسرت سمعتها الدولية أيضاً، وخسرت السياحة التى كانت مكسباً رئيسياً لها، وحالياً بات من الصعب أن تدخلها استثمارات فى هذا الوقت، وجميع هذه الخسائر غير مرئية وتكلفها مليارات الدولارات.

وأضاف «عبدالواحد» أنه حتى إطلاق اليمن صواريخ تجاه إيلات يمنع أو يقلل مراكب الشحن من أن تصل لميناء إيلات، وفيما يتعلق بخسائر بشرية فهذا أكبر عدد من الخسائر التى خسرتها إسرائيل فى حروب سابقة، والخسائر زادت عندما بدأت إسرائيل فى حرب شوارع أو عمليات برية وهى لا تعلم بالأرض مثل أهل غزة، لذلك استغلت الفصائل الفلسطينية الفرصة واستطاعت توظيفها بقدرة تنظيمية عالية وفى مناورة عالية وعمل كمائن وقتلت أعداداً كبيرة فى مواجهات صفرية وجهاً لوجه.

وأشار الخبير فى شئون الأمن القومى إلى أنه خلال العمليات الصفرية تخسر إسرائيل أكثر من «حماس» لأنها جيش نظامى معتاد على الحروب فى أماكن متسعة وليس فى الشوارع والأزقة والحوارى، وبالتالى الفصائل الفلسطينية لها الريادة فى هذا الجزء على الأرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتهاكات الإسرائيلية الخبراء المحللون السياسيون الفصائل الفلسطینیة إضافة إلى أکثر من

إقرأ أيضاً:

2000 قنبلة وسقوط مقاتلتين.. مليار دولار خسائر أمريكية من قصف الحوثيين

في تطور لافت، كشفت شبكة NBC الأمريكية، نقلًا عن مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع، أن الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن منذ مارس الماضي، أصبحت عبئًا ماليًا ثقيلاً على واشنطن، مع تجاوز تكلفتها حاجز المليار دولار، دون تحقيق نتائج واضحة على الأرض. هذا التقرير يسلط الضوء على أبرز ما جاء في التصريحات، ويطرح تساؤلات حقيقية حول فاعلية وجدوى هذه العمليات.

الذخائر تنفد والطائرات تسقط

وبحسب التقرير، استخدمت القوات الأمريكية ما يقرب من ألفي قنبلة وصاروخ منذ انطلاق العمليات، بتكلفة تُقدّر بـ775 مليون دولار. كما تم إسقاط سبع طائرات مسيّرة وخسرت الولايات المتحدة مقاتلتين خلال العمليات، في مؤشر خطير على حجم التحديات الميدانية التي تواجهها.

القلق يتزايد داخل أروقة البنتاجون، لا سيما مع تآكل المخزون الاستراتيجي من الأسلحة والذخائر. وهذا القلق لا يتوقف عند التكلفة المادية فقط، بل يتجاوزها إلى مدى فعالية العمليات في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.

 لا قوات على الأرض ولا طائرات في السماء

واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه البنتاجون، بحسب التقرير، هي غياب أي قوة أمريكية على الأرض في اليمن تستطيع تقييم نتائج الضربات. في الوقت ذاته، تعرّضت الطائرات المسيّرة الأمريكية التي أُرسلت لتقدير حجم الأضرار للاستهداف والإسقاط من قبل الفصائل اليمنية، مما عقّد مهمة التقييم بشكل كبير، وأثار شكوكًا حول مدى دقة المعلومات التي تُبنى عليها الضربات التالية.

حملة بلا نهاية ومخارج تبحث عن سياسة

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابقة برئاسة دونالد ترامب بدأت هذه الحملة بتكلفة عالية جدًا، ورغم تغيّر الإدارة، فإن السياسات الميدانية لم تتبدل كثيرًا. ومع استمرار العمليات دون حسم أو نتائج واضحة، بدأت أصوات داخل الإدارة الحالية تبحث عن مخرج سياسي أو عسكري يوقف هذا النزيف المالي والعسكري.

ترامب يعلن وقف الضربات

وفي خطوة بدت مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا وقف الضربات الجوية ضد الحوثيين بشكل فوري. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء كندا: "الحوثيون لا يريدون القتال، وسنوقف قصفهم". جاء هذا الإعلان بعد أسابيع من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع متفرقة، من بينها مطار صنعاء الدولي، في إطار هجمات مشتركة بين القوات الأمريكية والجيش الإسرائيلي.

هل تنتهي الحملة دون نتائج؟

ومع تصاعد التكاليف وضعف النتائج وضبابية المشهد الميداني، يبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن تدخل مرحلة جديدة من التقييم السياسي والعسكري. فهل تتخذ واشنطن خطوة استراتيجية لوقف النزيف، أم تستمر في مسار يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى؟

طباعة شارك الولايات المتحدة واشنطن اليمن دولار ترامب

مقالات مشابهة

  • احتراق أكثر من 30 هكتارا بريف اللاذقية.. لا خسائر في الأرواح والممتلكات
  • السودان: 50 مليون دولار خسائر وزارة التعليم العالي
  • «بعد وقف الحرب بينهما».. كشف حجم خسائر الهند وباكستان خلال 4 أيام
  • بعد وقف النار.. خسائر الهند وباكستان خلال حرب 2025
  • الكشف عن خسائر الأميركيين والحوثيين خلال حرب 52 يوما.. تفاصيل
  • خسائر الأميركيين والحوثيين خلال 52 يوما
  • أحمد زكي: الصادرات المصرية في مأمن من تبعات الأزمة الهندية -الباكستانية
  • 2000 قنبلة وسقوط مقاتلتين.. مليار دولار خسائر أمريكية من قصف الحوثيين
  • خسائر مالية هائلة لإيلون ماسك بعد فشل منصبه السياسي
  • مسؤول أمريكي: الحرب على الحوثيين كبدتنا خسائر فادحة