هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأحد مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين على تطورات الحرب ضد حماس. وعندما سئل عن خطط إسرائيل لما بعد الحرب، أصبح رئيس الوزراء غامضاً، واكتفى بأن إسرائيل ستصر، حتى بعد إزالة حماس من غزة، على الاحتفاظ "بالسيطرة الأمنية" على القطاع.
محمد اشتية أوضح أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة على متن الدبابات الإسرائيلية
ويتساءل الكاتب أنشل بفيفر في مقاله بصحيفة "التايمز" البريطانية: "ولكن ماذا يعني هذا؟ هل تبقى القوات والدبابات الإسرائيلية على الأرض في غزة عندما ينتهي القتال؟ منطقة عازلة منزوعة السلاح على حدود غزة؟ هل يتم سحب جميع القوات البرية ثم العودة مرة أخرى في اللحظة التي تعود فيها حماس إلى الظهور؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن سيتولى مسؤولية المنطقة وسكانها الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة في ظل فراغ ما بعد حماس؟".
ولكن نتانياهو لم يكن لديه تفاصيل. ويقول بفيفر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي في مأزق. ومع تراجع معدلات شعبيته في استطلاعات الرأي منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) ومع معركته من أجل البقاء السياسي، فإنه يحتاج إلى بقاء ائتلافه اليميني المتطرف معه. فإذا ذكر إمكانية نقل السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، فإنه يعرض للخطر الأغلبية التي لا تزال حكومته تتمتع بها في البرلمان. لذلك لن يفعل ذلك.
https://t.co/WbQVSKYdgC
The awkward question may be: 'can Hamas defeat Israel and secure peace in Gaza'?
ومن ناحية أخرى، إذا بدا يقبل ببعض خطط حلفائه اليمينيين المتطرفين لإقامة وجود إسرائيلي دائم في غزة، فسوف يثير غضب إدارة بايدن، التي تزود إسرائيل بدعم عسكري ودبلوماسي بالغ الأهمية. لذا فهو لا يقول أي شيء عن استراتيجية إسرائيل للخروج من غزة. ولا شيء يؤكد أن ليس لديه خطة أصلاً.
ويرى بفيفر أن نتانياهو الوحيد الآن يأمل في أن تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر عسكري سريع ضد حماس، وهو ما من شأنه أن يحيي آفاقه السياسية الضعيفة، وأي شيء على المدى الطويل هو غامض.
ويلفت إلى أن نهج نتانياهو أربك جنرالات إسرائيل، فهم بحاجة إلى فكرة ما عن أهداف حكومتهم طويلة المدى حتى يتمكنوا من التخطيط للمراحل التالية من الحرب وفقًا لذلك. وبما أنهم لم يتلقوا أي توجيه، لم يكن لديهم خيار سوى محاولة حل المشكلة بأنفسهم، وهي ليست مهمة الجنود المحترفين.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإن ما يصل إلى 85% من الإسرائيليين يؤيدون دخول الجيش لتدمير القدرات العسكرية لحماس وإجبارها على التنحي عن السلطة في غزة. لكن لا إجماع حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك.
وعلى اليمين، وخاصة اليمين المتطرف، هناك حديث عن "العودة" إلى قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك التي فككتتها حكومة أرييل شارون في عام 2005 عندما انسحبت إسرائيل من غزة. وتؤيد المعارضة من يسار الوسط أيضاً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن فقط حتى عام 2007، قبل الانقلاب الدموي الذي قامت به حماس، عندما حكمت السلطة الفلسطينية غزة. وكلا الفكرتين، في الوقت الحالي على الأقل، غير واقعيتين إلى حد كبير.
ويشرح الكاتب أن أحلام تجديد المستوطنات الإسرائيلية في غزة لا تأخذ في الاعتبار مليوني مواطن فلسطيني يعيشون هناك وسط الأنقاض، ناهيك عن العزلة الدولية ونهاية علاقات إسرائيل مع الأنظمة العربية المعتدلة.
ولكن في حين أن الحل المفضل لدى المعارضة المتمثل في نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية (وهو أيضاً الخطة المفضلة لدى معظم الجنرالات الإسرائيليين) ينسجم مع المجتمع الدولي ومعظم القادة العرب، إلا أنه لا أحد لديه فكرة واضحة عن كيفية قيام السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها والتي كانت أضعف من أن تحتفظ بغزة قبل 16 عاماً، بإعادة ترسيخ وجودها هناك الآن.
ورغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال لبلينكن إنه يود "إعادة توحيد" الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن رئيس وزرائه محمد اشتية أوضح أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة "على متن الدبابات الإسرائيلية".
وفي رأي بفيفر إنها ليست صورة التعاون مع إسرائيل فقط هي التي يخشونها، وإنما هم ببساطة لا يملكون القدرة، ولا قوات الأمن والبنية التحتية المدنية للحكم في غزة.
وإذا انسحبت إسرائيل من غزة بعد انتهاء هجومها البري ونجحت في إضعاف قدرة حماس على الحكم إلى حد كبير، سوف تبرز الحاجة إلى قوة دولية لحفظ السلام لفترة انتقالية تمتد لعدة أشهر قبل أن تصبح السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية. ولكن حتى الآن، لا توجد دول – عربية أو غربية – تتطوع بقواتها لمثل هذه المهمة. ولا تحاول إسرائيل ولا السلطة الفلسطينية بشكل جدي تجنيد أحد لها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة من غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
البلاد (القدس المحتلة)
مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأربعاء، أن تل أبيب ملتزمة بدعم الخطة الأمريكية، وستبذل كل الجهود اللازمة لإنجاح مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإعادة ترتيب الوضع في القطاع.
وقال ساعر: إن الحكومة الإسرائيلية “ستبذل قصارى جهدها” لتوفير الظروف السياسية والأمنية اللازمة لنجاح الخطة، مشيراً إلى أن استمرار العرقلة يأتي من جانب حركة حماس، التي يتهمها بخرق التفاهمات والضغط لتعطيل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وفي سياق المواقف المتباينة داخل الحكومة الإسرائيلية، اعتبر وزير الطاقة إيلي كوهين، أن غزة تحتاج إلى قوة دولية للمساعدة في تثبيت الاستقرار، لكنه شدد على أن إسرائيل ترفض مشاركة تركيا أو قطر في هذه القوة، في إشارة إلى عدم الثقة في أدوارهما داخل الملف الفلسطيني.
وتواجه الخطة الأمريكية عراقيل عدة، أبرزها تحديد الدول المشاركة في قوة الاستقرار، وآليات نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل مجلس سلام يتولى متابعة إدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في 10 أكتوبر الماضي، على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، بما يشمل مناطق تُعرف بالخط الأصفر وتمثل أكثر من نصف مساحة القطاع، إلى جانب تولّي سلطة انتقالية إدارة غزة، بالتزامن مع انتشار قوة استقرار دولية وتنفيذ عملية تدريجية لنزع سلاح حماس.
إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أبدت تحفظات واضحة على الانسحاب من الخط الأصفر، إذ أكد رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل أيام أن هذا الخط يشكّل “حدوداً جديدة وخط دفاع متقدماً” للمستوطنات، منبهاً إلى أنه يمثّل أيضاً “خط هجوم”، في تصريح يعكس صعوبة تحقيق إجماع داخل إسرائيل حول ترتيبات الانسحاب.