مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية: إهتمام الإسلام بالأسرة لم يكن عبثا لدورها الهام في بناء المجتمعات
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فعاليات دورة تأهيل المقبلين على الزواج رقم( ٨٢) بجامعة كفر الشيخ، والتي تأتي تنفيذا لبروتوكول التعاون المبرم بين الأزهر وجامعة كفرالشيخ، بحضور الدكتور إبراهيم جاد الكريم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور رشدي العدوي، وكيل كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ، والشيخ محمد صلاح، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
قال الدكتور إبراهيم جاد الكريم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن وجود الأسرة ضرورة دينية ومجتمعية، فالأسرة هي الأساس الذي يُبنى عليه البيت ويُنشأ عليه المجتمع، فالمقبل على الزواج سواء الشاب أو الفتاة هو مقبل على مرحلة فارقة في الحياة، حيث يتحمل كل منهما مسؤوليات جديدة، ولابد أن يعلم كل منهما دوره من حقوقه وواجباته، لتستقر الحياة بينهما.
وأكد الدكتور جاد الكريم أن اهتمام الإسلام بالأسرة لم يكن عبثا، فخُمس أحكام الإسلام يهتم بالأحوال الشخصية من خطبة وزواج وعدة ورضاع وغيرها من الأحكام، كما أن الإسلام أوصى المقبلين على الزواج أن يختاروا صاحب الدين، حتى يعين كل منهما الآخر على أمور دنياه وآخراه، مبينا أن الأسرة لبنة المجتمع الأولى فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع، والحفاظ على الأسرة حفاظ على المجتمع.
وحذر عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من ضياع القيم والهوية الدينية، ومن المفاهيم الغربية الشاذة التي يحاولون فرضها على مجتمعاتنا الإسلامية، مؤكدا أن الزواج سنة كونية دعا إليه الإسلام وحث عليه للقادرين عليه.
من جانبه قال الدكتور رشدي العدوي، وكيل كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ، إنه لا توجد مؤسسة تقوم بدور التربية والتوعية مثل الأزهر الشريف، فكما أن القوات المسلحة تحمي الحدود فإن الأزهر يحمي حدود الله ويحافظ عليها ويقوم على الدين وشؤونه، وله دور كبير في مصر والعالم، مبينا أن كل مشاكلنا الحياتية بسبب الأسرة، فالأسرة تحتاج إلى توعية كبرى والأزهر هو أكثر مؤسسة تقدم التوعية لما لها من مكانة كبيرة في قلوب المصريين والعالم أجمع.
وفي ذات السياق بيّن الشيخ محمد صلاح، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والذي تحدث عن علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه وبين أهم ضوابطها، وهي: غض البصر وترك الخضوع بالقول، واتقاء الشبهات، واجتناب الخلوة وترك الاختلاط ومواطنه، وأكد أن الالتزام بهذه الضوابط هو ما يجعل التعامل بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية صحيح من الناحية الشرعية ويجنب الطرفين الآثار السيئة في العلاقات بعد ذلك.
وتطرق عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى الحديث عن معايير اختيار شريك الحياة، مبينا أنه يأتي في مقدمة هذه المعايير الدين والخُلق استنادا لقول النبي محمد ﷺ، وبعدها الكفاءة والتفاهم وتحمل المسؤولية والحسب والشرف، محذرا من بعض الصفات إن وجدت في فترة الخطبة، وهي التسلط والتحكم دون إبداء أسباب، وخلف الوعد وعدم تحمل المسؤولية وعدم الإبقاء على الود وقت الاختلاف.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر فتوى مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية
إقرأ أيضاً:
حين يتحرك المجتمع بقيمه: قراءة في دلالات اليوم العالمي للتطوع
حين يتحرك المجتمع بقيمه: قراءة في دلالات اليوم العالمي للتطوع
✍ صفاء الزين
????: [email protected]
مرّ قبل يومين اليوم العالمي للتطوع، وهي مناسبة لا تتوقف عند حدود الاحتفال، بل تتجاوزها إلى مساحة أعمق تُذكّر المجتمعات بقيمة الفعل الإنساني حين يُبنى على الإحساس بالمسؤولية تجاه الإنسان، أيًا كان موقعه وظرفه. وفي السودان، تبدو هذه المناسبة أكثر اتصالًا بالواقع، لأن ثقافة التعاون والمساندة تشكّل جزءًا أصيلًا من الوجدان العام، وتعود للظهور بقوة كلما واجه المجتمع تحديات تتطلب تماسكًا وفاعلية مشتركة.
التطوع في جوهره فعل يفتح الباب أمام سؤال بسيط وعميق في آن واحد: ماذا يمكن للفرد أن يقدّمه لمحيطه؟ الإجابة لا تحتاج موارد ضخمة ولا قدرات استثنائية، بل تتطلب رغبة صادقة في خدمة الآخرين، لأن المجتمع يبدأ في استعادة عافيته عندما يتحرك أفراده بوازع أخلاقي يسبق أي دافع آخر.
وعند النظر إلى التجربة السودانية خلال السنوات الماضية، تظهر بوضوح نماذج متعددة تؤكد حضور هذا الحس الجماعي. مبادرات شبابية تدير حملات الإغاثة، وأطباء وممرضون يعملون وسط ظروف معقدة، وأحياء تتشارك مواردها المحدودة، ومجموعات تنسيق محلية تبتكر حلولًا آنية لتجاوز الأزمات. وفي قلب هذه الصور برزت غرف الطوارئ بوصفها أحد أكثر أشكال التنظيم المجتمعي فعالية، لأنها جمعت بين سرعة الاستجابة، وتنظيم الجهد الشعبي، والقدرة على خلق شبكة دعم واسعة تعمل بدافع تطوعي خالص. وقد أظهرت هذه التجربة أن الإرادة حين تتنظم تصبح قادرة على حماية المجتمع في أصعب اللحظات.
اليوم العالمي للتطوع لا يعني تكريم الأفراد فقط، بل هو تذكير بأن المجتمعات التي تمنح التطوع مكانته الحقيقية تصبح أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحولات. فالفعل التطوعي لا يحل كل المشكلات، لكنه يعيد للناس ثقتهم في إمكانات مجتمعهم، ويمنحهم شعورًا بأنهم جزء من حل جماعي لا يترك أحدًا وحيدًا أمام الأزمات.
ومع تعاظم التحديات التي يمر بها السودان، يتأكد أن الاستثمار في ثقافة التطوع ضرورة لا ترفًا. فدعم المبادرات المحلية، وتوفير التدريب، وإتاحة المجال للشباب للتحرك، خطوات تمهّد لانتقال المجتمع من ردّ الفعل إلى الفعل المبادر. وعندما تتسع هذه الثقافة، تزداد قدرة المجتمع على حماية نسيجه الداخلي، ويقترب البناء الوطني من أرض أكثر ثباتًا.
وإذا كان التطوع قد أثبت فاعليته كاستجابة إنسانية عاجلة، فإن الرهان الأكبر يتمثل في الانتقال به من حالة المبادرة الموسمية إلى حالة المؤسسة المستدامة. المطلوب اليوم هو إدماج الفعل التطوعي في صلب التخطيط الوطني، عبر أطر قانونية وتنظيمية تحمي المتطوعين، وتضمن استمرارية المبادرات، وتربط الجهد الشعبي بالسياسات العامة دون أن تفقده روحه المستقلة. حينها فقط يتحول التطوع من طاقة إسعاف مؤقتة إلى رافعة استراتيجية لإعادة بناء المجتمع والدولة معًا، ويغدو جزءًا من معادلة التعافي الوطني الطويل، لا مجرد رد فعل على الأزمات.
في النهاية لا يُقاس التطوع بحجم الجهد فقط، وإنما بروح العطاء التي تحرّكه. والسودان يمتلك رصيدًا ضخمًا من هذه الروح، رصيدًا يحتاج إلى من يفعّله، ويحوّله من مبادرات متفرقة إلى طاقة اجتماعية قادرة على دفع المجتمع نحو أفق أوسع وأكثر أمانًا. فما يتحقق بخطوات صغيرة ومتواصلة قد يصبح حجر الأساس في نهضة كاملة يشعر الجميع أنهم شركاء في صناعتها.
الوسومحين يتحرك المجتمع دلالات اليوم العالمي للتطوع صفاء الزين