بعد أربعة أشهر إضراب.. نقابة ممثلي الشاشة في هوليوود ترفض مقترحات الاستوديوهات
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
رفضت نقابة الممثلين المضربين في هوليوود، العرض الأخير والنهائي الذي قدمته الاستوديوهات، خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لإنهاء الإضراب الذي يعرقل قطاع السينما الأمريكية منذ أشهر بحسب وكالة فرانس برس.
يوقف إضراب هوليوود عجلة الإنتاج منذ 4 أشهر، ودرس المفاوضون عن نقابة ممثلي الشاشة (ساغ-أفترا) الاقتراح الذي قدم منذ السبت الماضي.
وفي بيان موجه لأعضاء النقابة نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، أوضحت اللجنة أنها عازمة على إنهاء الإضراب المستمر منذ 116 يوما "بشكل مسؤول"، لكنها لم تجد بعد أرضية مشتركة مع الهيئة التي تمثل شركات الإنتاج العملاقة ديزني ونتفليكس ووارنر براذرز ويونيفرسال وباراماونت وسوني.
وجاء في البيان "هناك بنود أساسية لم نتفق عليها بعد، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي"، مضيفا "سنبقيكم على إطلاع بتطورات الأحداث".
وتزايدت الضغوط سريعا من أجل التوصل إلى اتفاق، ويعاني الممثلون العاطلون عن العمل صعوبات متزايدة لتغطية نفقاتهم، فيما تواجه الاستوديوهات بالفعل ثغرات كبيرة في جداول إصداراتها للعام المقبل وما بعده.
تمثل نقابة ممثلي الشاشة، نحو 160 ألف فنان، وتتمثل الأزمة في أنه أصبح من المستحيل تقريبا كسب حياة كريمة من هذه المهنة، بعدما فشلت هياكل الأجور القائمة منذ سنوات طويلة في مواكبة التضخم والتغيرات في القطاع.
وأدى نمو منصات البث التدفقي التي تطلب عادة عددا أقل من الحلقات لكل مسلسل، وتدفع عوائد متدنية للممثلين عند إعادة بث عمل ناجح، إلى تآكل أرباح هؤلاء الممثلين بشدة.
لكن استخدام الذكاء الاصطناعي، وخصوصا فكرة إمكان الاستعانة بشكل الممثل بعد فترة طويلة من تصوير الدور، كان من النقاط الشائكة في المفاوضات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هوليوود إضراب هوليوود استخدام الذكاء الاصطناعى الاستوديوهات حياة كريمة فرانس برس وكالة فرانس برس
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)