بدلًا من إنقاذه..حشود يلتقطون السيلفي لرجل يغرق
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
لندن
في واقعة غريبة من نوعها ، تجمعت حشود لمشاهدة رجل يغرق في نهر أوس ببريطانيا ، بينما يلتقطون صوراً له وهو يصرخ طالبًا المساعدة .
ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية ، رغم وجود طوقي نجاة على بعد أمتار قليلة من المكان ، إلا أن المارة لم يكترثوا لمساعدة الرجل الذي كان يكافح لإبقاء رأسه فوق الماء.
وأشارت الصحيفة إلى وصول الشرطة إلى مكان الحادث ، وألقوا أطواق النجاة في النهر لمساعدة الرجل، الذي نقل على الفور إلى المستشفى .
وقالت الشرطة في بيان لها ، إن ضباطها سعداء بمساعدة الرجل لكنهم مصابون بشيء من الصدمة مما رأوه خلال الحادث، وردة فعل الجمهور .
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: بريطانيا حادث غرق سيلفي
إقرأ أيضاً:
«الطبل»
أتوجس خِيفة من اجتماعات المقاهي. دائم الارتياب في نوايا من يرتدون بدلات أنيقة وربطات عنق. بمجرد رؤيتهم يُطوّقون شخصًا أجزم أنهم يتآمرون للتغرير به، وإقناعه بجدوى الاستثمار، وتحقيق الثراء السريع، ومما يرفع من درجة ارتيابي حضور الحقائب الغامضة السوداء «الدبلوماسية».
جلس إلى الطاولة الساكنة عن يميني ثلاثة رجال هُم: مواطن أربعيني بدين تتقدمه كرش لا تسر رؤيتها العين ينادونه بـ«الدكتور»، ووافِدان اثنانِ تشي لهجتاهما بأنهما قدِما من بلاد عربية.
تواصَلت جلسة الجمع لأكثر من ساعة، وعندما همّوا بالمغادرة مر الرجل من أمامي؛ ليدفع الحساب. سقطت عيناه عليّ فعرفني. آخر مرة التقيته فيها كان قبل خمس سنوات. أتذكر أنه يومها حدثني عن هوسه بالوصول للكرسي في مكان عمله رغم معرفتنا الاثنين أن شهادته «مضروبة» اشتراها من الخارج ووصلته عبر البريد، وصدّقها له هُنا موظف عديم الذمة.
توجهت إليه ممازحًا ودون مقدمات: «سمعتهم ينعتونك بالدكتور !! ما شاء الله صرت دكتورا؟ الله يرحم أيام زمان يا ٠٠». اقترب الرجل واحتضنني، خجِلت لـ«دفاشتي». ندمت لأنه تقبل ما سمِع بصدر رحب. اعتذرت له: «سامحني على مزحتي الثقيلة. لا تظن أني متعمد أجرحك». رد بصفاء نية وبالتأتأة نفسها المعروفة عنه: «وووولا يهمك. ما صار إلا الخير».
انفردت به خارج المقهى. صارحته: «لا أخفيك شكي في نوايا من تجلس معهم؛ لهذا أرجو ألا تُصدق أنك دكتور، وتفهم ما تقوم به، فأنا «عارف البير وغطاه». لا تضع كل ثقتك في أشخاص تجهل حقيقتهم. كن حذرًا «فهذي مسألة مال. ما تزوير شهادة وتعدي». لي صديق اختلس منه مثل هؤلاء ١٢٠ ألف ريال وهربوا «وعينك ما تشوف إلا النور».
وضعت يدي على كتفه. قلت بصدق مُحب: «إياك أن تُسلِم نفسك لشخص لمجرد قوله إنه مستثمر. يجب أن تتثبت من ذلك، ولا يغرنك الكلام المنمق، والوعود بمضاعفة المبلغ الذي لا أشكُ لحظة أنك اقترضته من البنك. ليست كل الضمائر حية».
عُدتُ ممازحًا: «تأكد أنه لا يهمني كيف تحصّلت على شهاداتك؛ فأنت شخص من بين آلاف لا يُعرفُ كيف أتوا بشهاداتهم، لكنني أتمنى ألا تُبحر في محيط الاستثمار المتلاطم الأمواج؛ لأنك حتمًا ستغرق، وألّا ترفع عقيرتك وتدعي الفهم والمعرفة أينما وليت وجهك، فتبدو كالطبل «صوته عالٍ وجوفه خالٍ».
النقطة الأخيرة..
خطر لجحا يومًا أن يتسلى. وقف على ناصية الطريق. وكلما مر عليه شخص قال له : «هناك شخص يوزع النقود نهاية الشارع. وبعد مدة احتشد خلق كثير، فحدث جحا نفسه: يا لهم من محظوظين؛ لماذا لا أذهب إلى واهب النقود، فيمنحني ما يمنحهم؟
عُمر العبري كاتب عُماني