بوابة الوفد:
2025-06-19@16:00:22 GMT

أصبحت مملة

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

بالفعل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى مملة إلى حد بعيد، فبعد أن كانت صفحات للأصدقاء ومجموعات محدودة، أصبحت صفحات ومجموعات كثيرة جدًا، بل إن أعضاء المجموعة ذاتها هم أنفسهم أعضاء فى مجموعات منسوخة الفكرة والانتماء، ولكن بعد إضافة اسم آخر منسوخ ربما هو أيضا، وأصبحت المنشورات التى يتم نشرها هنا، هى نفسها التى يتم نشرها فى كل تلك المجموعات، بل إن الغريب أن من يعلقون هنا، هم أنفسهم من يعلقون هناك، وأنا وأنت نحتار، هل نخرج منها لأنها خرجت عن هدفها الأساسى وأصبحت مثل الشبكة العنقودية أو قل مثل السرطان وبعدها خلق ليهاجم الآخر  أم نستمر؟.

تأتى المرحلة الثانية، لتظهر مجموعات الإعلانات، وخصوصاً إعلانات الأكل والعقارات والملابس، والأغرب أنك لو أردت السؤال عن شيء ما، لوجدت الرد «تعالى خاص» بمعنى أن تبدأ معه محادثة «الشات»، ومن ثم وربما ينهال عليك بعد هذا اليوم سيل من الروابط بسبب تلك المحادثة العابرة، وتحولت إلى انتهاك لخصوصية وقتك، والمزعج حقًا وأصبح شيئًا لا يطاق ذلك الصوت الذى تصدره الإشعارات بوجود ما يقال عليه «بوست»، وحتى لو جعلتها صامتة وحاولت أن تنام بضع ساعات، لاستيقظت على صوت إشعارات، لتقول لنفسك «لقد جعلت كل شيء صامتًا!» وعندما تنظر، تفاجأ بأن أحدهم أو عشرة منهم أضافوك إلى مجموعات جديدة، يستلزم أن تجعلها صامتة، ربما اختاروا الإضافة ليلية، حتى تفاجأ بها عندما تستيقظ، وهم لا يعلمون أنهم أزعجوك وأطاروا النوم من عيونك، فأنت فى الأول والآخر زبون مستهدف لمجموعة تريد أن تجعل لها صوتًا ومتابعين، وربما غدا تصبح كبيرة بما يكفى لعرضها للبيع لمن يستخدم عدد أعضائها كسوق لبضائعه.

ربما لضيق ذات اليد وغلاء الأسعار والبحث عن مصدر دخل، جعلت الجميع يتجه إليها، بل إن فى بعض الأحيان تجد من يدير صفحة ما يطلب موظفين لإدارتها مقابل راتب شهرى، وخصوصاً تلك الصفحات الخاصة بمكاتب العقارات والسمسرة، ولكن تبقى صفحات نجوم الفن والرياضة هى المتصدرة وأصبح نجاح العمل الفنى يقاس بمدى جماهيريته على مواقع التواصل الاجتماعى، بل تعدى ذلك وأصبحت تلك الصفحات ما هى إلا بوق من يرعاها ويدعمها لصالح أعماله وأخباره أو النيل من منافسيه أو من يختلف معه، وهنا يجب أن تبحث عن الدعم المالى المقدم لتلك الصفحات!

الصدمة الأخيرة انتشار الإعلانات الممولة وأصبحت أكثر من المجموعات، وهنا اختفى الأصدقاء أو نادراً أن نجد صفحاتهم، وأصبحنا أمام سوق كبير لعرض كل شيء، ولو كنت تسير فى مكان ما وتوقفت للحظات ولحظك العاثر توقفت بجوار مكان يعرض منتجاته عن طريق الإعلانات الممولة فسوف تصبح فريسة للذكاء الاصطناعى، سوف يوجه لك كل الإعلانات الممولة المتشابهة لما تمر به فى يومك، لتجدها على صفحتك.

الشيء العجيب هو اختراق المتسولين والنصابين لتلك المجموعات ونشر قصص وهمية لاصطياد الطيبين منا ولن أقول «المغفلين» عن طريق نشر قصصهم فى كل «بوست» فى أى مجموعة تقع تحت أعينهم، ولو حاولت أن تكشف نصبهم، لوجدت من يهاجمك، كل هؤلاء ما هم إلا مجموعة كبيرة من النصابين، صنعوا لأنفسهم "جروب" خاصًا يتشاورون ويدعمون بعضهم بعضاً.

تحولت منصات التواصل الاجتماعى إلى سوق كبير، وأنا وأنت زبائن لهذا السوق، مجرد رقم، وضاعت كلمة تواصل وأصبح مرادفها الفعلى هو «اتفرج واشتري» أو اعتبرها نصيحة «احترس ..أنت هدف للنصابين».

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء المجموعة الملابس عليه بوست

إقرأ أيضاً:

المجتمع المحلي والجذب السياحي

المجتمع المحلي المحيط بالمشاريع السياحية على مستوى العالم، أحد عوامل نجاح لهذه المشاريع لأنه له دور كبير بالتعريف بالثقافة المحلية للمكان المحيط بالمشروع ، ويعتبر هذا المجتمع كنزا حقيقيا حيث يترجم الثقافة المحلية إلى واقع يشاهده السائح ، وهذا ما نجده في القرى والهجر والأرياف حيث تتجسَّد الثقافات الجميلة في طريقة الحياة اليومية ، فالثقافة هي سلوك اجتماعي، ومعيار موجود في المجتمعات البشرية. وتعدّ مفهوما مركزياً في علم الأنثروبولوجيا.
الكثير منا سافر لدول كثيرة لها باع طويل في صناعة السياحة وتعتبر عرَّابة في هذا المجال ويقصدها سنوياً ملايين السياح من شتّى بقاع الأرض ، نلاحظ كيف تم توظيف عناصر المجتمع المحلي المحيط بالوجهات السياحية وإدارجه ضمن عناصر الجذب السياحي من خلال تجسيده للثقافة المحلية من خلال نمط الحياة اليومية التي يعيشها ، لذلك من المهم أن نضع ذلك ضمن خطط مشاريعنا السياحية في البحر الأحمر و آمالا ونيوم والقدية .
هذه المشاريع أصبحت اليوم عناوين جذب ، فاليوم السياحة أصبحت صناعة تدر المليارات، ونجاحها يعتمد على الخطط التي وضعت وخاصة التصور الشامل المبني على الدراسات ومن أهمها كيفية الإستقادة من عناصر المجتمع المحلي وإشراكها كعنصر نجاح يضيف قيمة لهذه المشاريع الواعدة، وشراكة تكاملية تصب في تقديم خدمة سياحية إحترافية. وكلنا في خدمة الوطن .

naifalbrgani@

مقالات مشابهة

  • لأول مرة .. واتساب تبدأ بعرض الإعلانات على منصتها
  • الحب في زمن التوباكو (13)
  • المتهمة الثالثة في قضية سفاح الإسكندرية: المحامي أجبرني على مغادرة شقتي وأصبحت مشردة
  • واتساب يبدأ عرض الإعلانات.. وتوقع رد فعل حاد في أوروبا
  • منتجات تجتاح الإعلانات… احذر أن تشتريها!
  • اضطراب وأسى
  • عاجل- ترامب يتراجع عن الاغتيال الآن: "لن نغتال المرشد الإيراني.. ربما لاحقًا"
  • ترامب: السماوات الإيرانية أصبحت تحت كامل سيطرتنا تمامًا
  • المجتمع المحلي والجذب السياحي
  • ربما تنتهي الحرب سريعا بصمت