نهى الله عزّ وجلّ عن سب فئة من الناس فقال: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم..) الأنعام/108، وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن إسرائيل وهو يعقوب، لكنه لم ينه عن لعن اليهود، هذا ما رواه الشيخ صالح الفوزان في وسائل التواصل الاجتماعي. وبدون ذكر اسمي الإذاعتين العربيتين في السبعينات، فقد كانتا تلعن بعضهما بعضاً بعبارات خارجة عن الأدب والذوق كأن يقول المذيع: رئيس ما يسمى بالنظام…
كذا ويقصد رئيس جمهورية عربية فيها العلم والثقافة ومعرض دولي يقام كل عام، فكيف بالله يشعر المستعبد الميل للذهاب للسياحة في بلد ملعون رئيسه؟ أين نحن من قوله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) (وقولوا للناس حسنا) بل هل عرفنا أدب الحواري قوله تعالى: (وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)، وفي هذا الأسلوب ينزل إلى مستوى الخصم ونعني نعرف أننا على حق، صحيح هذا ما أمر به الله تعالى نبيه الكريم المعصوم محمد بن عبد الله الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فمن باب أولى أن يقتدي كل بنا بهذا الأمر القرآني.
ومن الأمثلة الرائعة موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ اقتحم رجل يهودي فقال: “السلام عليك يا محمد” فرد عليه: “وعليكم السلام”. فقالت السيدة عائشة: “لعنة الله عليك”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما هكذا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله”. فقالت: “أما سمعت يا رسول الله؟” قال: “سمعت وقلت له: وعليكم”. هكذا يتجلى بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم فقد رد على اليهودي بالقول البليغ الذي يتغلغل في نفس المنافق فلا يجد جوابًا إلا التسليم، قال تعالى: “وَقُل لَّهُمْ قَوْلًا بَلِيغًا”. والله الهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟
يقول الله تبارك وتعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]”، ووصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالصلاة عليه لما لها من فضل عظيم في رفع الدرجات، وهي صلاة في حقيقتها فريضة من الفرائض، وجاء عن الصحابي الجليل أُبَىّ بن كعب رضي الله عنه حيث يقول للنبي ﷺ: (قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تُكْفَى هَمَّك ويُغْفَر لك ذنبُك) (الترمذي).
حديث (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ لله ملائكةً سَيَّاحين في الأرضِ يُبَلِّغوني مِن أُمَّتِي السَّلامَ». [صحيح] - [رواه النسائي]
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأن لله تعالى ملائكة سيَّارين بكثرة في ساحة الأرض، فإذا سلَّم أحد من هذه الأمة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يبلغون النبيَّ صلى الله عليه وسلم السلام، يقولون: إن فلانًا سلَّم عليك.
وسَيَّاحين : أي سيارين بكثرة في ساحة الأرض.
من فوائد الحديث
1-الترغيب والحثّ على الاستكثار من السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2-أن سلام المسلم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصل إليه، بتبليغ الملائكة له, قَرُب المسلم أم بَعُد.
3-مشروعية السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لا كراهة في إفراده من الصلاة.
4-بيان فضل من يسلم عليه -صلى الله عليه وسلم- من أمته، حيث إن سلامه يبلغ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه يردّ عليه بنفسه, كما ورد في الأحاديث الأخرى.
5-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حي في قبره حياة برزخية كاملة.
6-بيان تعظيم الله -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وإجلال منزلته الرفيعة، حيث سخّر ملائكته الكرام لتبليغ سلام من يسلّم عليه من أمته إليه، قال الله -عزّ وجلّ-: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
7-أن الملائكة أقسام، منهم من خصّ بنوع من الأعمال، كهؤلاء الذين يكثرون السياحة في الأرض، ويبلغون النبي -صلى الله عليه وسلم- سلام من سلّم عليه من أمته.
أفضل صيغة للصلاة على النبيالصلاة الإبراهيمية: وهذه الصلاة (الإبراهيمية) تعتبر ركنًا من أركان الصلاة، حيث يختم المصلي صلاته بها متضرعًا بها رب العالمين تقبّل صلاته، وهذا دلالة على مدى مكانة وثواب وعظمة الصلاة على النبي - صلى عليه الله وسلم- عند الله تعالى وفي ديننا الأحنف.
«اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تفتحُ بيننا وبينه فتحًا مبينًا».
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى اللِهِمْ وَصَحْبِهِمْ أَجْمَعِينَ».
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدٍ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرْتَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا تَنْبَغِي الصَّلاَةُ عَلَيْهِ».
«اللهم صل على سيدنا محمد ألف ألف ألف مرة"، و"اللهم صل على سيدنا محمد عدد أوراق الشجر وحبات الرمال».