لماذا تثير "حرب الدبابات" في غزة رعب الإسرائيليين؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تحاصر القوات الإسرائيلية مدينة غزة، وتنفذ ما يسميه الجيش البريطاني "فيبوا"، أو القتال في مناطق مأهولة، وهو ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام معضلة خطيرة، كونه يواجه بيئة صعبة بالنسبة للدبابات، إضافة إلى خصم متطور كثيراً عما واجهه البريطانيون في العراق.
أساسيات القتال الحضري بالدبابات لم تتغير حقاً
ويتذكر الصحافي جيمس جيفري في مقاله في مجلة "سبكتيتور" البريطانية أنه ذاق طعم اختبار فيبوا سنة 2004 خلال عمليات الدبابات في العمارة وهي مدينة تقع في جنوب العراق.
Gaza and the terror of tank warfare
✍️ James Jeffreyhttps://t.co/WvSyrIZ45Y
كل المتاح أمامكم هو مناظير بحجم صندوق بريد حول حلقة قبة قائدكم، والصورة المقيدة من منظاركم المدفعي. عندما ترتطم قذائف آر بي جي والأسلحة المضادة للدبابات بدبابتكم، يتأرجح البرج في محاولة يائسة للعثور على من يطلق النار. وسرعان ما يصبح الأمر مربكاً، خصوصاً عندما تصدح في سماعة أذنكم اليمنى شبكة راديو لمجموعة قتالية، ويصرخ عليكم في سماعة أذنكم اليسرى، قائدان آخران للدبابات في وحدتكم.
تتقن القوات الإسرائيلية حرب الدبابات. صقل الجيش الإسرائيلي مهاراته على مر العقود خلال صراعات مثل حرب يوم الغفران سنة 1973 والحروب المتكررة مع لبنان وغزة والتي تضمنت عمليات قتال كبيرة في المناطق المبنية.
مقارنة مع دبابات أخرى.. والدعم الجوي
تعتبر قدرات أحدث الإصدارات لسلسلة دبابات ميركافا القتالية الإسرائيلية معادلة تقريباً لقدرات تشالنجر 2 التابعة للجيش البريطاني. ويقوم كلا النوعين من الدبابات بعمل جيد في توفير الحماية والقدرة على المناورة والقوة النارية، في حين أن لدى ميركافا بعض التعديلات المحسنة لحرب المدن. هي تتمتع بالقدرة على حمل المشاة في قسمها الخلفي بحيث يمكنهم النزول من خلال فتحة خلفية لتوفير الحماية ضد إجراءات العدو المضادة للدبابات. كما أنها تستخدم مدفعين رشاشين – وغالباً ما يكون هذا النوع من السلاح الأكثر ملاءمة للقتال في المناطق المبنية، عندما لا يكون بالإمكان استخدام السلاح الرئيسي.
ويمكن للدبابات الإسرائيلية أيضاً أن تطلب الدعم الجوي لمساعدتها إذا ساءت الأمور. أظهر نطاق الحملة الجوية ضد غزة حجم القوة النارية المحمولة جواً الموجودة تحت تصرف إسرائيل، في حين تقدم حليفتها الأمريكية القوية المزيد من المعدات بلا شك. طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس الموافقة على حزمة إنفاق طارئة بقيمة 106 مليارات دولار تشمل تمويل إسرائيل وأوكرانيا وتايوان.
وصف الكاتب الاستجابة بأنها كانت مروعة لكن رائعة أيضاً. لكنه يضيف أن الدعم الجوي لا يمكن أن يكون بلا حدود، مع التمركز بشدة في البيئة الحضرية، وذلك بسبب خطر الإصابة بنيران حليفة وخسائر غير مقبولة في صفوف المدنيين.
وفي الليل، تصبح الأمور أصعب بشكل مضاعف. حتى الشوارع المعروفة تتحول إلى مناظر طبيعية مختلفة. تظهر أشكال خضراء متغولة في نظام الرؤية الليلية الخاص بالدبابة مع ما يشبه البندقية في أيديها أو شيء ما على أكتافها. ولجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى الإسرائيليين، إن البيئة الحضرية في غزة أكثر تعقيداً بشكل فاحش "مما واجهناه في العراق". وتواجه القوات الإسرائيلية أيضاً عدواً أفضل تجهيزاً وتدريباً.
لا حسد واستشهد جيفري بما كتبه العميد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي روب غيفنز في مجلة رسبونسيبل ستيتكرافت: "على مدى العقد الماضي، طورت حماس متاهة من الأنفاق المحصنة والمتصلة حرفياً عبر كامل القطاع، وخصوصاً الثقيلة في مدينة غزة".
ويشير غيفنز إلى أن "معظم القتال سيحدث في مدينة غزة، التي تتمتع بكثافة سكانية أكبر من (الكثافة السكانية في) نيويورك". إن المدنيين "في كل مكان" مما يسبب للإسرائيليين "مشاكل استهداف هائلة".
وختم جيفري: "أنا لا أحسد قادة الدبابات الإسرائيلية على العمل الذي يتعين عليهم القيام به".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحرر 71 طفلًا زجّت بهم قوات الدعم السريع في القتال
كشفت مصادر عسكرية لقناة RT أن الجيش السوداني تمكن من تحرير 71 طفلًا كانت قد زجّت بهم قوات الدعم السريع في جبهات القتال، في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال.
وأوضحت المصادر أن استخبارات الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي التابعة للجيش السوداني قامت بعملية التحرير بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتمت إعادة الأطفال إلى أسرهم بعد جهود مكثفة.
وبحسب التفاصيل، فقد جرى تسليم 66 طفلًا إلى ذويهم بالتعاون مع المجلس القومي لرعاية الطفولة، فيما تولى سلاح المدفعية تسليم 5 أطفال آخرين إلى أسرهم.
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع بتجنيد الأطفال قسريًا واستخدامهم في النزاع المسلح، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، من أبرزها اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
وأكدت السلطات السودانية التزامها بمواصلة العمل على تأمين الأطفال المتأثرين بالنزاع، وضمان إعادتهم إلى بيئة آمنة تحفظ حقوقهم وتحمي مستقبلهم.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن