سيناريوهات انتهاء الحرب على غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
كما كان متوقعا، لم تنته معركة طوفان الأقصى سريعا، بل امتدت زمنيا، وثبت أنها مختلفة بشكل جذري عن المواجهات السابقة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية من حيث الشكل والتداعيات وكذلك مستوى إجرام الاحتلال والمجازر التي ارتكبها.
بالنظر لما سبق يمكن تصور أن تمتد الحرب طويلا جدا، لأشهر عديدة ربما، وهو ما تروج له ماكينة الاحتلال الإعلامية والسياسية، لكن ذلك ليس حتميا ولا مقطوعا به، إذ ثمة عوامل يمكن أن تدفع لتوقف العدوان عند نقطة ما.
ومن الشواهد المهمة على ما سبق؛ تراجع سقف الاحتلال وأهدافه من الحرب الحالية، إذ كان يتحدث في الأيام الأولى عن استرجاع جميع الأسرى من المقاومة الفلسطينية بدون قيد أو شرط، قبل أن يعود ويتحدث عن "التعامل مع ملفهم"، ثم ليتحدث مؤخرا عن احتمالية استرجاعهم "ضمن صفقة تبادل". وبعد أن كان الاحتلال يتحدث عن إنهاء حركة حماس وقدرات كتائب القسام العسكرية بالكامل، بدّل ذلك بهدف كسر قدراتها ومنعها من الهجوم مستقبلا على "إسرائيل"، وتدور أحاديث الأيام الأخيرة حول أهداف أكثر فرعية وهامشية في البعد العسكري والاستراتيجي.
وعليه، فإن الحرب مرشحة للتوقف عند نقطة ما تجتمع لها بعض العوامل العسكرية والاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية، بحيث يصبح من الممكن للاحتلال إيقافها والتخطيط لما بعدها، اختيارا أو اضطرارا.
نظريا، يمكن أن تقف آلة الحرب الصهيونية إذا ما أنزلت هزيمة عسكرية ساحقة بالمقاومة أو اضطرت الأخيرة للاستسلام بسبب ما يحصل لحاضنتها الشعبية من مجازر لا تعرف التوقف، لكن ذلك يبقى احتمالا نظريا لا رصيد له في الواقع الميداني ولا مؤشرات على ارتفاع احتمالاته.
عمليا، يمكن للحرب أن تقف إذا ما وصل الاحتلال لنقطة يستطيع عندها الادعاء بأنه حقق إنجازا كبيرا، إما ميدانيا بالتقدم وسط مدينة غزة مثلا، أو إثر اغتيال شخصية وازنة في قيادة حماس أو ذراعها العسكرية. إذ يمكن له حينها الادعاء بأنه كبد المقاومة خسارة محققة، لا سيما وأنه يدّعي منذ البداية أن معظم الشهداء المدنيين هم من كوادر الحركة.
ويمكن للحرب أن تتوقف إذا ما تجاوزت خسائر الاحتلال في الجنود والآليات ما يمكنه تحمله، لا سيما مع وتيرة الاستهداف الكبيرة والموثقة من كتائب القسام، والمتوقع أن تزداد مع تعمّق المعركة البرية، وحينها يمكن للاحتلال أن يوقف الحرب مؤقتا بأي ذريعة حتى يعيد ترتيب صفوفه وتدعيم قواته، ولو أن يتذرع بدوافع "إنسانية".
ويمكن كذلك للحرب أن تتوقف إذا ما وصلت واشنطن لقناعة بضرورة ذلك وضغطت على نتنياهو وحكومته في هذا الاتجاه، إذ هي من تقود دفة هذه الحرب عسكريا وسياسيا، وتملك نفوذا كبيرا -لا يمكن رده أو مقاومته- على نتنياهو وحكومة الحرب التي شكلها؛ حيث البعض من كبار وزرائها من المحسوبين عليها. يمكن لاستمرار صمود المقاومة وتكبيدها الاحتلال الخسائر المتتالية أن تدفع الولايات المتحدة لقرار من هذا النوع، حتى ولو لم تتحصل قناعة لدى حكومة الاحتلال بهذا الخصوص، إذ تتصرف الأولى وكأنها الأم الأعرف بمصلحة طفلها منه نفسه.
ويمكن أن يحصل ذلك بسبب التغيرات في الرأي العام العالمي وعلى وجه الخصوص الأمريكي، إذ تُظهر استطلاعات رأي أجريت مؤخرا تراجع شعبية بايدن وفرصه في الانتخابات المقبلة، ولا شك أن استمرار هذا النزيف التصويتي سيصعب جسره في الوقت القصير نسبيا حتى الانتخابات. ويضاف لهذا المسار الاعتراضات وبعض الاستقالات داخل الحزب الديمقراطي وفي وزارة الخارجية وعموم الإدارة الحالية.
كما أن الولايات المتحدة قد تسعى لوقف الحرب إذا ما شعرت أنها قد تتسبب بخسائر أكبر من أي مكاسب مرجوة منها، وعلى وجه التحديد إذا ما شعرت بأنها قد تتسبب بانقلاب الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة و/أو الأردن و/أو مصر، إذ تعول واشنطن كثيرا على استقرار الأوضاع في هذه الساحات الثلاث وتخشى من أي تململ فيها. ويمكن قول شيء شبيه بذلك إذا ما كان البديل حربا إقليمية موسعة أو شاملة تقول كل المؤشرات أن واشنطن تسعى لتجنبها، وأن نتنياهو يحاول توريطها بها.
وفي الخلاصة، فإن هذه بعض أهم السيناريوهات المحتملة لوقف الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة وخصوصا في البعد العسكري والاستراتيجي. وعليه، فعلى من هو معني بوقف آلة الحرب الصهيونية أن يتدارس هذه السيناريوهات ومثيلاتها ويرى كيف يمكن أن يكون له دور أو أثر إزاءها. ووفق هذه الرؤية فإن الحاضنة الشعبية للمقاومة، أي أهل غزة، هي الخاصرة الضعيفة لها والتي يسعى الاحتلال للضغط على المقاومة من خلالها بالقصف والقتل والحصار ومنع المساعدات والتهجير، ولذلك فعلى من هو حريص على الشعب الفلسطيني ومقاومته فعلا لا ادعاء؛ أن يعمل على تخفيف الضغط على المدنيين ما أمكن ذلك.
بيد أنه يبقى هناك معنى مهم تنبغي الإشارة له، وإن كانت مساحة المقال الحالي لا تتيح التفصيل فيه، وهو أن النتيجة العسكرية والاستراتيجية للمعركة الحالية قد حسمت منذ الساعات الأولى ليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وكل ما يحصل منذ ذلك الوقت هو محاولات يائسة من الاحتلال لعكس ذلك دون جدوى، وبالتالي محاولة تدفيع المقاومة والفلسطينيين معها أكبر ثمن ممكن.
فالاحتمال الوحيد لخسارة المقاومة هذه الجولة الاستثنائية هو أن ترفع الراية البيضاء وتسلم ما لديها من أسرى دون أي قيد أو شرط، وهو احتمال غير واقعي كما هو واضح، ما يعني أنه مهما أطال الاحتلال أمد هذه الحرب فإنها ستنتهي بالنتيجة نفسها -أي لصالح المقاومة- من زاوية نظر عسكرية واستراتيجية، لتبدأ بعدها تفاعلاتها وتداعياتها على الكيان، وفي مقدمتها إنهاء الحياة السياسية والعسكرية للكثير من القيادات وعلى رأسهم نتنياهو، وكذلك صفقة موسعة لتبادل الأسرى، وغير ذلك.
twitter.com/saidelhaj
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية حماس إسرائيل غزة إسرائيل فلسطين حماس غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن إذا ما
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لسياسة الخليج تجاه إيران أن تصمد في وجه الحرب؟
تناول مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" للمستشارة الأولى ومديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، منى يعقوبيان، الأحداث في الشرق الأوسط مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل.
وتحدثت الكاتبة عن اختلاف الرؤى بين الاحتلال والدول الخليجية حول دور إيران في المنطقة مبينة أن على واشنطن أن تختار إحداها.
وهذا نص المقال:
لدى إسرائيل والخليج رؤى متضاربة لدور إيران في المنطقة، والآن على واشنطن أن تختار إحداها، وفي الوقت الذي تناقش فيه واشنطن دورها في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، سيُجبر صانعو السياسات الأمريكيون على الاختيار بين رؤيتين متنافستين للشرق الأوسط.
في السنوات الأخيرة، سعت الدول العربية بشكل متزايد إلى دمج إيران في المنطقة بدلا من مواجهتها.
في المقابل، تعتقد إسرائيل أنها لا تستطيع قبول إيران متكاملة إقليميا. مع وضع هذه الأهداف المتنافسة في الاعتبار، يأمل حلفاء أمريكا في الخليج أن تساعد واشنطن في تهدئة الصراع، بينما تأمل إسرائيل أن تنضم واشنطن إلى حربها ضد النظام الإسلامي.
قبل وقت طويل من هجوم إسرائيل غير المسبوق على إيران في 13 حزيران/ يونيو، كان السعي نحو التكامل الإقليمي جاريا بالفعل. من الصعب تحديد تاريخ دقيق لبدء هذه الرحلة. ومع ذلك، يبرز حدث بالغ الأهمية: هجوم 14 أيلول/ سبتمبر 2019 على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص.
وقد أدى الهجوم، الذي أعلنت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران مسؤوليتها عنه، إلى تعطيل حوالي 50% من إنتاج النفط السعودي.
والأهم من ذلك، أن عدم رد الولايات المتحدة على الضربة كان بمثابة لحظة فاصلة للخليج. فقد اعتقد الكثيرون أنهم كانوا في مرمى نيران صراع أمريكي إيراني متصاعد، لكنهم لم يستطيعوا الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتهم في حالة وقوع هجوم إيراني كبير.
وقد دفع هذا الاعتقاد عملية أدت إلى إعادة العلاقات بين السعودية وإيران في 10 آذار/ مارس 2023. وتقدمت العلاقات الدافئة ببطء، لكنها استمرت حتى بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وعلى الرغم من المخاوف بشأن دعم إيران لوكلائها الإقليميين.
في الواقع، بدا أن التقارب الخليجي مع إيران قد تسارع مع تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
بعد شهر واحد فقط من أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل، حضر وزير الخارجية السعودي - إلى جانب أمير قطر ووزير الخارجية الإماراتي وغيرهما من كبار الشخصيات العربية - جنازة الرئيس الإيراني الذي توفي في حادث تحطم مروحية.
ثم زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السعودية في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، في أعقاب الهجوم الإيراني المباشر الثاني على إسرائيل في وقت سابق من ذلك الشهر. وفي تشرن الأول/ أكتوبر أيضا، أجرت السعودية وإيران أول مناورات بحرية مشتركة بينهما على الإطلاق.
حتى البحرين - على الرغم من توتراتها الطويلة الأمد مع إيران - تحركت لاستعادة العلاقات. ومؤخرا، زار وزير الدفاع السعودي طهران في نيسان/ أبريل. تشير المناقشات التي جرت الشهر الماضي مع استراتيجيين خليجيين إلى أن المحادثات ركزت على عزل المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية الجارية عن الجهود المتوقعة من جانب إسرائيل لعرقلة المفاوضات.
وعلى نطاق أوسع، أعطى سعي الخليج نحو نظام جديد في المنطقة الأولوية لخفض التصعيد والنمو والتنويع في الداخل مع بناء علاقات اقتصادية أعمق في جميع أنحاء المنطقة والعالم. إن إخماد الصراع المحتمل مع إيران وتعميق المشاركة الإيرانية - إن لم يكن التكامل - هما جوهر هذه الرؤية الخليجية. ومع وضع هذه الأهداف في الاعتبار، رأى قادة الخليج أن ثلاث سنوات من التقارب مع إيران أثمرت فوائد أكبر من 30 عاما من العزلة.
وكان تجديد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران عنصرا حاسما في هذا النهج. قبل هجمات الأسبوع الماضي، ركز المتحاورون الخليجيون على ضمان نجاح المفاوضات. في عُمان الشهر الماضي، أشار محللون إلى أن إيران قد تقترح أجندة طموحة كجزء من صفقة ناجحة تتضمن اتفاقيات اقتصادية رئيسية وفرص استثمارية للولايات المتحدة. وعززت زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة التفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقة تبشر بعهد جديد للمنطقة.
كانت هذه الآمال والحسابات وراء انتقادات الخليج اللاذعة لإسرائيل في أعقاب هجمات 13 حزيران/ يونيو. والجدير بالذكر أن السعودية أصدرت إدانة لاذعة بشكل خاص، مشيرة إلى هجوم إسرائيل "الشنيع" على "جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة".
كما أدانت قطر والإمارات وعُمان، من بين دول أخرى، تصرفات إسرائيل. وتتناقض هذه التنديدات بشكل صارخ مع المواجهة السابقة مع إيران، عندما كانت دول الخليج من بين الأكثر صراحة في حث الولايات المتحدة على "قطع رأس الأفعى" وتدمير المنشآت النووية الإيرانية.
في الوقت نفسه، تخشى دول الخليج من الوقوع في مرمى نيران صراع متسع بين إسرائيل وإيران. وتتزايد المخاوف من أن تُسفر الهجمات على البنية التحتية للطاقة الإيرانية عن عواقب وخيمة على المنطقة، بل قد تُهدد مياه الخليج في حال تسببت في تسربات نفطية.
كما يُخشى من انخراط الولايات المتحدة في الصراع، مما قد يدفع إيران إلى ضرب أهداف أمريكية في الخليج. في الوقت الحالي، تتجنب إيران استهداف أهداف في الخليج حفاظا على علاقاتها المتنامية مع المنطقة، لكن هذا الوضع قد يتغير.
ونتيجة لذلك، يُطالب الخليج بإلحاح بحل دبلوماسي. وانطلاقا من ضرورات نموها الاقتصادي، ستسعى الجهات المعنية في الخليج إلى منع امتداد الصراع، وستبحث عن سبل للمضي قدما في نظامها المُفضل. وفي المستقبل، سيسعى الوسطاء التقليديون، مثل عُمان - وربما السعودية الآن - إلى تطوير سُبل مُبتكرة للخروج من الصراع، مع استغلال علاقات الإمارات الهادئة مع إسرائيل كقناة خلفية. وستتكثف هذه الجهود مع تفاقم حدة الصراع.
لقد أدت الحرب الحالية إلى تفاقم التوتر بين رؤية الخليج للمنطقة ورؤية إسرائيل. من وجهة نظر إسرائيل، يُعزز الجيش الإسرائيلي نجاحاته في سحق حزب الله، وتسهيل انهيار نظام الأسد في سوريا، وفتح الطريق أمام عهد جديد في كل من لبنان وسوريا.
من هذا المنظور، يُعد هجوم إسرائيل على إيران الخطوة التالية في هذا التطور، الهادف إلى ضمان عدم وجود مكان للجمهورية الإسلامية في هذا الشرق الأوسط. في الواقع، أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتمال تغيير النظام في إيران نتيجة للعمل العسكري الإسرائيلي.
يرى آخرون في العالم العربي أن استخدام إسرائيل للقوة يُقوّض سيادة القانون، واعتمادها على القوة العسكرية لا يترك مجالا يُذكر لمنطقة أكثر تكاملا اقتصاديا تعتمد على الاستقرار. وهكذا، أصبحت إسرائيل، وليس إيران، "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة".
من هذا المنظور، تُعدّ التدخلات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران أمثلة على موقفها العدواني والمزعزع للاستقرار. علاوة على ذلك، سعت إسرائيل، باغتيالها علي شمخاني، أحد كبار مساعدي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، والذي كان له دور محوري في تقارب إيران مع السعودية، إلى عرقلة اندماج إيران في المنطقة.
في نهاية المطاف، يعتمد مستقبل النظام في الشرق الأوسط على ما إذا كان القتال الدائر اليوم سيتعمق أم سينحسر. فهل سنرى إسرائيل منتصرة تهزم إيران وتُعيد التوازن الإقليمي؟ أم ستصمد الجمهورية الإسلامية بينما يواصل الخليج سعيه نحو التكامل؟
لكل مسار فوائد ومخاطر واضحة تستلزم مستويات مختلفة من التدخل الأمريكي. من المؤكد أن حرمان إيران من طموحاتها النووية سيحقق هدفا طويل الأمد للأمن القومي الأمريكي. ومع ذلك، فإن التفكيك الكامل للقدرات النووية الإيرانية سيتطلب تدخلا أمريكيا كبيرا فيما قد يصبح حربا جديدة لا تنتهي.
كما أن تغيير النظام في إيران سيتطلب تدخلا كبيرا بنهاية غير مؤكدة. إن اختيار مسار دبلوماسي من شأنه أن يجنّب الولايات المتحدة التورط العسكري ويخفف من حدة صراع يزعزع استقرار المنطقة. قد يُبشّر ذلك بعهد جديد من الاستقرار والازدهار، لكنه يتطلب قبول اندماج إيران في المنطقة. حتى مع نجاح المفاوضات، قد تبقى مسألة طموحات إيران النووية دون حل، مما يزيد من مخاطر هذا الاندماج.
حتى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، استطاعت واشنطن تجنب الاختيار النهائي بين أهداف حلفائها المتضاربة. الآن، سيتعين عليها اتخاذ القرار.