سودانايل:
2025-05-17@17:45:03 GMT

ود أبّو: فكاهة كسلاوية

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

عندما نفكر في كسلا، فهي واحدة من أكبر مدن ولايات السودان وأكثرها تنوعًا ثقافيًا، لا يمكننا إلا أن نتذكر ونفتخر بشخصيات مرحة وفكاهية وأذكر منهم عثمان أبّو. إنه رمز من رموز هذه المدينة الساحرة، الذي يجمع بين الإبداع والمرح بطريقة لا مثيل لها. إنه الإنسان الذي يجعل الحياة في كسلا مليئة بالسعادة والطرافة.

هو شخصية معروفة جيدًا في كسلا وخارجها إنه فنان موهوب ورياضي بارع من مؤسسي تحديات ميدان الجمهورية العريق، وله القدرة على إسعاد الناس بما يقدمه من تنظيم جيد للتمارين الرياضية يشمل شباب حي البنك وحلة جديد و اشلاق البوليس. إن مرحه وإبداعه ليسا حصريين على كرة القدم وحيه الذي يسكن ولكن يمتد ليشمل جميع جوانب حياته.
لنتعرف على ود أبّو الذي يتميز بقدرته الرائعة على السرد والحاية، حيث يجمع بين الوصف المتقن والشخصيات المثيرة والحبكة المشوقة في قفشاته. وتأخذ حكاويه ونكاته للمتابع في رحلاته المثيرة إلى عوالم مختلفة، وتجسد الحياة في كسلا والسودان بأسلوب رائع. من بين أشهر كلماته التي يرددها الشباب مثل المرض، أخطر منعطف، أرِخ والخ... من القفشات الطريفة. فهو بمثابة الشاب المبتكر للتريند في زماننا حيث لا يوجد هواتف ذكية وانترنت ولكنه كان بمثابة المصنع الذي يعمل على صك الكلمات والعبارات الجميلة التي تلاقي اهتمامات الشباب. من طرائفه أنه كان يستمع الى أحد الاصدقاء مداعباً له حيث كانوا بالسوق وسط البلد يحتسون القهوة بجبنة محمود الشهيرة وقد اليّل الليل. فقال له صاحبه يا عثمان الوقت أتأخر فحرياً بك الذهاب الى المنزل. فرد له عثمان بأن بيتنا قريب ولكن انت تحتاج لثلاث حركات لا ارادية للوصول إلى بيتكم؛ فقال له عندما تمر بالسلخانة تقفل انفك، ثم تمر بالحامية عندما يقول لك الحارس ثااابت ترفع يديك عالياً. و اخيرا تشيل الفاتحة عندما تمر بمقابر الحسن والحسين حينها تكون قربت من بيتكم. ويالها من بديهة حاضرة فعلاً يمر المواطن عبر هذه الأماكن للوصول الى المكان المراد.
يشتهر ود أبّو بقدرته على سرد القصص والحكايات بشكل فعال في المجتمع المحلي. فتجده موجود في كل نواصي الشوارع في المدينة.. إنه قصاص وروائي شفهي، يحكي القصص ببراعة وسحر يجعل الجميع ينجرفون في عالم الخيال. إن هذه القدرة على السرد تضفي جوًا ممتعًا ومفرحًا على اللقاءات والمناسبات الاجتماعية. لكن ما يميزه أكثر هو طبيعته المرحة وقدرته على إدخال الفرح والسعادة إلى حياة الناس من حوله. إنه دائمًا مبتسمًا وجاذبًا، ويمتلك حس الفكاهة الذي يجعل الجميع يضحكون ويستمتعون بوقتهم معه. لا يتوقف عثمان عن إظهار تلك البهجة والفرح حتى في اللحظات الصعبة. وعلى الرغم من أنه يتمتع بقدرة استثنائية على جلب السعادة والمرح إلى حياة الناس، إلا أنه أيضًا إنسان متواضع ومخلص لمدينته وثقافته. إنه يسعى دائمًا إلى نشر الفن والثقافة الكسلاوية، ويعمل بجد للمساهمة في تعزيز الهوية الثقافية لكسلا.
يعتبر ود أبّو إحدى الشخصيات البارزة والمؤثرة في مدينة كسلا. إنه الإنسان الذي يجمع بين الإبداع والمرح، ويجعل حياة الناس أكثر سعادة وبهجة. إنه مثال حي على كيفية استخدام الفن والثقافة لتحسين الحياة المجتمعية والإنسانية.

د. سامر عوض حسين
13 نوفمبر 2023

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی کسلا

إقرأ أيضاً:

عندما تغفل عين الرقيب

1- نُسيء إلى اللغة العربية والذوق العام عندما نسمح بتمرير مسمّيات «غير وقورة» لمقاهٍ ومطاعم هدفها التفرد ولفت الانتباه بما يرفع نسب التسويق؛ لأنّ ذلك التساهل يعطي انطباعًا صريحا أنّ هذه اللغة، أو حتى لهجاتنا المحلية، فقيرة بمسمّيات قادرة على إيصال الفكرة التي يرغب صاحب النشاط التجاري في توصيلها.

مسمّيات غريبة ومستهجَنة تُؤشّر إلى ضعف علاقة الشخص الموكَل إليه تدقيق اللغة العربية بلغته، وتدني مستوى وعيه بما قد يقف خلف تلك المسمّيات من إسقاطات، كما تدلّ على انخفاض معرفة صاحب العلاقة بالانطباعات السلبية التي قد تطبعها في ذهن المستهلك أو عابر الطريق أو حتى الزائر الخارجي.

2 - لا أعرف ما الفكرة التي كانت تدور في مخيّلة المستثمر الوطني حين قرر إطلاق علامته التجارية المحلية تحت اسم أجنبي لا يمتّ إلى اللغة العربية ولا إلى التراث العُماني بصلة. كثير من العلامات التجارية التي نكتشف مصادفة أنها عُمانية تحمل مسمّيات أجنبية، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي تقف وراء سماح الجهات المختصة باعتماد هذه المسمّيات، ولماذا النفور من تلك المرتبطة بروح اللغة العربية والثقافة العُمانية.

3 - أتذكّر أنه منذ سنوات بلغ الحرص على سلامة اللغة العربية في لوحات الأنشطة التجارية -خاصة محالّ البناء والنجارة والسمكرة والحدادة والكهرباء وبيع الفواكه والخضروات- أشُدّه؛ نظرًا إلى التجاوزات والأخطاء الفادحة التي كان يرتكبها غالبًا وافد آسيوي غير متحدث بالعربية يتولى طباعة هذه اللوحات.

التشديد آنذاك على ضرورة أن تخرج تلك اللوحات بلغة صحيحة أسهم فعليًّا في تقليص نسبة الأخطاء «غير المقصودة» ربما، لكن -وهذا مؤسف- بدأت هذه التجاوزات تطلّ برأسها من جديد، وكأنّ الجهات المسؤولة لا يعنيها سلامة لغة تلك اللوحات وما قد يترتب على ذلك.

في «الصناعية» على سبيل المثال؛ أصبح من المعتاد أن ترى لوحات مكتوبة بلغة عربية مكسّرة أو ركيكة أو لا تمتّ إلى العربية بصلة، منها على سبيل المثال: «محل بيع أثاث المستعمل»، أو «بيع مواد الغذائية»، أو «تركيب الأبواب ألفولاذية».

ولم يقتصر وجود هذه الأخطاء اللغوية القاتلة التي تغفل عنها عين الرقيب على لوحات محالّ الأنشطة التجارية؛ بل امتد إلى الأشرطة التي تُمدّ لتوعية المارة وسائقي المركبات بوجود أخطار محتملة لحفريات بسبب شق طريق أو إصلاح مسار مياه، وتلك التي تُنبه إلى خطورة وجود خطوط كهرباء أو هواتف ثابتة أو شبكات اتصالات.

ويمكن العثور على هذه التجاوزات المؤذية للذائقة والعين معًا بسهولة على أبواب وهياكل سيارات نقل الغاز وسيارات الأجرة وسيارات نقل المياه الصالحة وغير الصالحة للشرب، وفي الأماكن التي توجد فيها القوى العاملة الوافدة بكثافة.

النقطة الأخيرة ...

يقول المؤرخ والباحث الفرنسي أرنست رينان، وهو يشيد بعظمة اللغة العربية: «من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية؛ فقد كانت غير معروفة، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسلة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة».

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • عندما تغفل عين الرقيب
  • أخبار الفن| مشوار عادل إمام وتحديه للتكفيرين .. تعليق جورج وسوف على شائعة وفاته
  • سلوى عثمان توجه عبر صدى البلد تهنئة لـ عادل إمام بعيد ميلاده
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تتفاعل وتقوم بخلع “حذائها” بالمسرح أثناء تقديمها أغنية حماسية
  • عبدالجليل يحتفي ببلدية تندميرة كمدينة خالية من التدخين
  • موعد عرض مسلسل عثمان الحلقة 192 مترجمة بعد تأجيلها
  • بسبب مباراة.. تفاصيل تأجيل الحلقة 192 من مسلسل المؤسس عثمان
  • حكومة ولاية شمال كردفان تنعي السفير والخبير الاستراتيجى عثمان السيد فضل السيد
  • قصة: على هامش الحياة
  • والي الخرطوم: الولاية ستكون خالية من مليشيا الجنجويد خلال أيام