«هيئة البيئة»: 21% زيادة بمساحة محميات أبوظبي البرية والبحرية بحلول 2030
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأعلنت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي، أنه في إطار استراتيجيتها للأعوام المقبلة تتجه إلى زيادة مساحة كل من المحميات البرية والبحرية في الإمارة لتصل إلى 21% تحقيقاً لأهداف التنوع البيولوجي لعام 2030.
وقالت الظاهري خلال كلمتها في «ملتقى الإمارات للتنوع البيولوجي»، الذي تستضيفه «شركة أدنوك»، بالشراكة مع هيئة البيئة ووزارة التغير المناخي والبيئة، إن الهيئة وضعت مستهدفاً لتخزين الانبعاثات يوازي 3% من انبعاثات الإمارة، بالاستناد على الحلول القائمة على الطبيعة والحلول المتوفرة الأخرى، بما يوازي نحو 4 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأشارت إلى أن الهيئة تنفذ حاليا 11 مبادرة مستندة على الحلول القائمة على الطبيعة تستمر خلال السنوات الخمس المقبلة في مجالات التنوع البيولوجي، بما يسهم في تحقيق أهداف التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي، ضمن استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، التي أطلقتها «الهيئة» مؤخراً وتعد الأولى من نوعها في المنطقة.
ولفتت الظاهري، إلى أن الهيئة نجحت في تحسين حالة المخزون السمكي المتدهور، مع تنفيذ القرارات والإجراءات المتعلقة بصيد الأسماك، حيث ارتفع «مؤشر الصيد المستدام» للعام الرابع على التوالي من 8.9% في 2018 إلى 69.1% في نهاية 2022.
كما أدت جهود الهيئة إلى المحافظة على سلامة مروج الأعشاب البحرية، الأمر الذي ساهم في استقرار أعداد أبقار البحر في موائلها الطبيعية في الإمارة التي تعتبر موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر تصل أعداده إلى أكثر من 3 آلاف بقرة بحر، والتي تعتبر الأعلى كثافة للمتر المربع بمنطقة الخليج العربي.
وبينت أن نتائج الدراسات أظهرت تحسناً في أعداد السلاحف واستقرارها في الإمارة خلال السنوات الماضية، والتي تقدر أعدادها بنحو 5000 سلحفاة من سلاحف «منقار الصقر» والسلاحف «الخضراء» والسلاحف ضخمة الرأس.
وقالت الظاهري: إن إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بإرث طبيعي غني، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتوي بيئاتنا على أكثر من 500 نوع من النباتات البرية، وما يزيد على 3500 نوع من فصائل الحيوانات المختلفة، ويمر بها ما يزيد على ثلاثة ملايين طائر مهاجر سنوياً خلال هجرتها.
ولحماية هذا الإرث الطبيعي الفريد، حرصت هيئة البيئة على وضع وتنفيذ خطط وبرامج متكاملة ساهمت في إنشاء «شبكة زايد للمحميات الطبيعية»، والتي تضم 20 محمية طبيعية برية وبحرية، وهي شبكة متكاملة وشاملة تأوي أفضل وأهم الموائل الطبيعية الغنية بالتنوع البيولوجي.
وأشارت إلى أن الإمارة تضم 14 محمية برية، تمثل 17% من مساحة أراضي الإمارة، وست محميات بحرية تمثل 14% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتستهدف الهيئة زيادة مساحة المحميات لتصل نسبة كل من المحميات البرية والبحرية إلى 21% تحقيقاً لأهداف التنوع البيولوجي لعام 2030.
من جانبه، أعلن مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في «أدنوك»، أنه سيتم إعداد تقرير يرصد 52 مبادرة مؤثرة لحماية التنوع البيولوجي في دولة الإمارات بالتعاون بين أدنوك وهيئة البيئة.
وأوضح، أن التقرير يعكس الجهود الدؤوبة والمخلصة لدولة الإمارات، والتي تهدف لتحقيق رفاهية المجتمع وحماية البيئة التي نعيش فيها جميعاً، وسيتيح لكم هذا الملتقى المهم فرصة للتعرف على المزيد من جهود ومبادرات دولة الإمارات في هذا المجال.
وقال: إن «أدنوك» استمرت في مبادرات لحماية الطبيعة واستعادة حالتها الأصلية، وشمل ذلك جهود الشركة للمحافظة على الموائل الطبيعية، ومشاريع الحفاظ على البيئة البحرية، وبرامج حماية أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض.
وأشار الكعبي إلى مبادرة «أدنوك» في مجال زراعة أشجار القرم، حيث قامت الشركة بتسريع تنفيذ برنامجها لزراعة 10 ملايين شجرة قرم بحلول عام 2030، وذلك لدعم طموح دولة الإمارات بزراعة 100 مليون شجرة قرم بنهاية العقد الحالي.
ولتلبية الحاجة الملحة لاستخدام كافة الحلول القائمة على الطبيعة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تستثمر «أدنوك» في تقنية الطائرات من دون طيار المبتكرة لتمكين جهودها لزراعة أكثر من 2.5 مليون شجرة قرم خلال فترة ثلاث سنوات فقط.
وتقوم «أدنوك» بتنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي في عدة مجالات، بما في ذلك عمليات الرصد والمراقبة التي ستوفر البيانات التي تضمن نجاح هذا المشروع.
وأشارت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة، إلى أن الإمارات وضعت، منذ تأسيسها، حماية البيئة، والحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي، في صلب استراتيجيتها، لتتمكن من المشاركة بمسيرة حافلة بالإنجازات في الجهود العالمية لمواجهة تحدي التغير المناخي، فأصبحت نموذجاً عالمياً في العمل البيئي والمناخي.
وأكدت أن استضافة «كوب 28» تؤكد التزام الدولة بدعم الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات هيئة البيئة هيئة البيئة في أبوظبي التنوع البیولوجی التغیر المناخی هیئة البیئة فی الإمارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئي
تحتضن الأنهار الجليدية والنظم البيئية المتأثرة بها تنوعا بيولوجيا فريدا، لكن هذه الأنهار آخذة في التراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي مما يُهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظم البيئية واستقرارها.
وتلقي دراسة جديدة نُشرت في مجلة" نيتشر" مزيدا من الضوء على كيفية دفع تراجع الأنهار الجليدية إلى تغييرات عميقة في الجليد والمياه والأرض، وكيف يهدد فقدانها صحة كوكبنا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الرخامة الزرقاء".. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟list 2 of 4الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخlist 3 of 4كيف تلاعب العصر الجليدي الأخير بصفائح الأرض التكتونية؟list 4 of 4تغير المناخ يهدد أهم منطقة للتنوع البيولوجي في كينياend of listوقام البحث بتحليل أكثر من 160 ورقة بحثية تركز على جوانب محددة من تراجع الأنهار الجليدية للكشف عن التأثير العالمي على التنوع البيولوجي ووظيفة النظام البيئي، والتي تُبين أن الآلاف من الأنواع التي تطورت للعيش في هذه النظم البيئية الفريدة مهددة جراء الذوبان السريع للأنهار الجليدية.
وقالت الباحثة المتخصصة في علوم أحياء تغير المناخ والمشاركة في الدراسة شارون روبنسون "إن الأنهار الجليدية تحتوي على جليد يمكن أن يصل عمره إلى آلاف السنين، مما يوفر صورة حيوية لكيفية تطور تاريخ وصحة الأرض بمرور الوقت".
وأضافت أن الأنهار الجليدية من أهم الأدوات التي نمتلكها لفهم صحة كوكبنا، لا سيما في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وتحتضن الأنهار الجليدية والنظم البيئية المتأثرة بها تنوعا بيولوجيا فريدا، إلا أن الأنهار الجليدية تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظم البيئية واستقرارها.
إعلانوحسب الدراسة، أحدث تراجع الأنهار الجليدية تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من السوائل المختلفة، بدءًا من أسطح الأنهار الجليدية ووصولا إلى النظم البيئية الأرضية والبحرية المكشوفة حديثًا.
وتحتوي النظم البيئية الجليدية في جميع أنحاء العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة، والنباتات، واللافقاريات والفقاريات.
ونتيجة لارتفاع درجة حرارة المناخ، تتراجع الأنهار الجليدية بمعدل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ، ومن المتوقع أن تفقد ثلث كتلتها على مستوى العالم بحلول عام 2050.
وحسب الدراسة، يؤثر فقدان الأنهار الجليدية على وظائف بيئية متعددة تُسهم في تنظيم المناخ، وموارد المياه العذبة، ودورة الكربون والمغذيات، وتنمية التربة، والإنتاجية الأولية، واستقرار الشبكة الغذائية.
وتتشكل الأنهار الجليدية على اليابسة، وعندما تذوب ببطء، تتدفق مياهها الجارية إلى الأنهار والجداول. وعندما تذوب بسرعة، يجهد الجريان المائي الهائل النظم البيئية المحلية، ويُقلل من الأمن المائي للإنسان والنباتات والحيوانات، ويُسهم في ارتفاع منسوب مياه البحار.
كما يمكن أن يؤدي تراجع الأنهار الجليدية إلى تغيير تيارات المحيطات، وقد ارتبط بأنماط الطقس العالمية المدمرة وانهيار مصائد الأسماك في جميع أنحاء العالم.
وأشارت شارون روبنسون إلى أن اختفاء الأنهار الجليدية يؤدى إلى سلسلة من التأثيرات على الأنواع والمغذيات التي تتخذ من هذه النظم البيئية الحيوية موطنا لها، فالتغيير في النظام البيئي يؤدي في النهاية إلى فقدان التنوع البيولوجي.
وأضافت أن "النظام البيئي الفريد الذي يميز الأنهار الجليدية، والتركيبة المعقدة من التنوع البيولوجي والكائنات الحية الدقيقة التي تزدهر في هذا المكان، يتراجع بمرور الوقت، حيث تتولى الأنواع العامة، الأنواع التي يمكن أن تزدهر في العديد من الأماكن المختلفة، ولكنها ليست فريدة من نوعها في تلك البيئة زمام الأمور".
إعلانوبما أن 3 أرباع المياه العذبة على الأرض مخزنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية.
كما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية كملاجئ أو أماكن للتعشيش غير واضح، فقد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية فهم أفضل لتطور النظم البيئية والتفاعل المعقد بين الأنواع بعد تراجع الأنهار الجليدية، وهو ما من شأنه أن يساعد في التنبؤ بالعواقب على التنوع البيولوجي وتطوير إستراتيجيات الحفاظ الدقيقة والتي يمكن أن تخفف من التغيرات المدمرة التي تحدث في المشهد الجليدي.
وأعلنت الأمم المتحدة عام 2025 باعتباره السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وهي فرصة لرفع مستوى الوعي العالمي بالدور الحاسم الذي تلعبه الأنهار الجليدية في النظام المناخي والدورة الهيدرولوجية، والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذه التغيرات الوشيكة، وفق المنظمة.
وكانت دراسات سابقة قد حذرت من أنه في سيناريو حدوث انبعاثات منخفضة من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية نحو 25% إلى 29% من كتلتها بحلول عام 2100، أما في حال استمرار الانبعاثات العالية، فقد ترتفع هذه النسبة إلى 46% أو إلى 54%.