اليمن.. مخاوف من ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يراقب اليمن تطورات ومسارات الأحداث المتصاعدة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة وسط مخاوف واسعة من انعكاس تبعات ذلك على الأسواق التجارية الدولية والملاحة البحرية والشحن التجاري.
ويعاني اليمن من تراكم القيود المفروضة على التجارة الخارجية وتبعات ذلك في تصاعد أسعار السلع في اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، إذ زادت تكاليف الشحن التجاري عموماً إلى اليمن بنسبة تتجاوز 300%، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاعها المحتمل مجدداً بسبب توترات الأوضاع في المنطقة بفعل حرب الاحتلال على غزة، إضافة إلى موقع اليمن الإستراتيجي على طريق التجارة البحرية الدولية.
ويتوقع خبراء في قطاع التأمين لـ"العربي الجديد"، أن تكون للأحداث المتصاعدة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي تبعات على الشحن التجاري إلى اليمن، وزيادة تكاليف التأمين البحري بسبب ارتفاع المخاطر في المياه اليمنية الإقليمية.
الخبير اليمني المختص في مجال التأمين، علي سيف، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن شركات الإعادة تعمل في مثل هذه الظروف على إجراء تقييم ودراسة شاملة للوضع والمخاطر المحتملة والبلدان موضع التأثير بالأحداث وعلاقتها بالتجارة والملاحة البحرية وكذا أوضاعها الداخلية.
لذا، وفق حديثه، فإن اليمن يأتي في طليعة الدول التي تُقيَّم تحت مستوى الخطر، وهذا ما جرى طوال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الداخلية في البلاد، إذ كان هناك تقييم سلبي للوضع أدى إلى إحجام شركات التأمين العمل على الشحن التجاري إلى اليمن أو الاستمرار في العمل بتكاليف مرتفعة.
كانت وزارة النقل اليمنية قبل اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في مرحلة مفاوضات متقدمة مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي لإنشاء صندوق ضمانة لتخفيض أقساط التأمين البحري على السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية، وذلك بغرض رفع أقساط التأمين الإضافي ضد مخاطر الحرب، وعقد صفقة تجارية لخفض الأقساط التأمينية وعودتها إلى وضعيتها السابقة.
كذلك لا يزال اليمن يعاني من تبعات الحرب الروسية في أوكرانيا، وما سبّبته من اضطراب سلاسل الأمداد من القمح والحبوب في الأسواق العالمية وتأثيرات ذلك في الدول التي تعتمد الاستيراد لتوفير جميع احتياجاتها السلعية بنسبة تزيد على 80%.
في السياق، يقول مالك شركة عاملة في مجال الاستيراد والشحن التجاري، حامد العمري، لـ"العربي الجديد"، إن اليمن سيتأثر مباشرةً بالحرب الإسرائيلية وتبعاتها على التجارة الدولية مع تصاعد الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً بعد عودة ميناء الحديدة شمال غربيّ اليمن للعمل مرة أخرى في استقبال السفن المحملة بالبضائع بعد توقف استمر لأكثر من أربع سنوات، مشيراً إلى تأثر هذه المنطقة على البحر الأحمر بمسارات الأحداث المتصاعدة والقلق المتزايد من توترات الأوضاع في هذه الممرات البحرية والذي تبني عليه الشركات الدولية العاملة في الشحن التجاري والتأمين البحري تقييمها لمجريات الأحداث ومستوى ارتباطها بخططها وعملها.
يوجد في اليمن نحو 8 موانئ بحرية محلية، منها 6 موانئ دولية، أهمها عدن (جنوب اليمن) والحديدة والمخاء (شمال غرب)، والمكلا في حضرموت، ونشطون في المهرة ( في جنوب اليمن وشرقه).
وتعمل أربعة موانئ بقدرات منخفضه للغاية، في حين هناك ثلاثة موانئ مغلقة، من بينها ميناء المخاء الذي يُعمَل على تأهيله وإعادته للخدمة، إلى جانب ميناء بلحاف في شبوة المخصص لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وميناء رأس عيسى الذي أدت الحرب والصراع الدائر في اليمن، والناقلة المتعثرة صافر إلى إيقافه.
القانوني المختص في المعاملات التجارية، معاذ الحربي، يتطرق في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى وضعية اليمن المتأثرة بالصراعات وهشاشتها في التأثر بالأزمات والأحداث الطارئة من خلال الإشارة إلى تأثر البلاد خلال الأعوام الماضية نتيجة خضوعها للفصل السابع للأمم المتحدة، وتبعات ذلك في ارتفاع أسعار الشحن التجاري البحري وعرقلة الإمدادات والتسبب بنشوب العديد من المشاكل بين العملاء والموردين التي وصل بعضها إلى المحاكم ولم يُبَّت فيه حتى الآن، لذا يرجح أن تتضرر كثيراً نتيجة تصاعد الأحداث والعدوان الإسرائيلي على غزة.
الجدير بالذكر أن المؤسسات العامة الحكومية في عدن تستخدم نظام المزادات لتمويل فاتورة الواردات السلعية، إذ قدم البنك المركزي اليمني في عدن ما يقرب من 110 ملايين دولار من النقد الأجنبي إلى السوق المفتوحة من خلال تسعة مزادات للعملة الأجنبية خلال عام 2021.
ويؤكد البنك الدولي في تقرير صادر نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن الاقتصاد اليمني يواجه تحدياً إضافياً بسبب انخفاض الواردات السلعية، وإعادة توجيه الواردات من عدن إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي أعيد فتحها في إطار الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، إذ تظهر البيانات المتوافرة انخفاضاً كبيراً بلغ 61% في الواردات عبر ميناء عدن في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أغسطس/ آب 2023، في حين شهد ميناء الحديدة انخفاضاً أقل بكثير بنسبة 8%، حيث أثر هذا التحول كثيراً بمساهمة ميناء عدن في إجمالي واردات اليمن عموماً.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد تصدير الشحن تكاليف العربی الجدید فی المنطقة على غزة
إقرأ أيضاً:
بسبب اقتراب الحرائق من الحدود.. سوريا تغلق معبرا مع تركيا
أعلنت سوريا، اليوم السبت، إغلاق معبر كسب مع تركيا مؤقتا وذلك بسبب الحرائق المشتعلة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية، بحسب "سكاي نيوز عربية".
و نبه مدير العلاقات العامة بالهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السوري، مازن علوش، المسافرين عبر معبر كسب الحدودي من الاغلاق، حيث قال في تغريدة على صفحته بمنصة "إكس": " تنويه لأهلنا المسافرين عبر معبر كسب الحدودي نُحيطكم علما بأنه تم إغلاق معبر كسب من الجانب التركي مؤقتا، وذلك بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية".
وكشف الدفاع المدني، في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" عن "صعوبات كبيرة على الأرض في مواجهة حرائق غابات اللاذقية بسبب شدة الرياح التي أدت لتجدد اشتعال النيران وانتقال شرر النار لمسافات بعيدة تتجاوز خطوط القطع الناري، ووجود ألغام وتضاريس المنطقة شديدة الوعورة".
وأضاف أن "قوة الرياح أدت أمس الجمعة، لتجدد انتشار الحرائق وتوسعها رغم تمكن الفرق من وقف امتداد النيران، وخاصة على محور نبع المر قرب كسب، وهو من أصعب المحاور التي تواجها فيها الفرق انتشار النيران".
وأشار الدفاع المدني إلى أن فرق الإطفاء السورية والتركية والأردنية والفرق الداعمة من المؤسسات تتوزع على عشرات النقاط في هذا المحور الممتد من قسطل معاف باتجاه مدينة كسب، وتقوم بعمليات وقف تمدد انتشار النيران وإنشاء خطوط نار عازلة بالآليات الثقيلة، ومتابعة عمليات التبريد للمواقع التي تم إخمادها ومراقبة المواقع التي تم تبريدها.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة لفرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ300 لية إطفاء وعشرات ليات الدعم اللوجيستي، إضافة لمعدات هندسية ثقيلة تُستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات يمكن الوصول إليها وفتح الطرق أمام فرق الإطفاء.
كما تشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك لمواجهة الكارثة.
وتعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، وهي برج زاهية وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي المحاور الأصعب في العمل بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس والانتشار الكبير للألغام ومخلفات الحرب.