الوطن:
2025-05-19@20:28:51 GMT

سارة حازم طه تكتب.. الدحيح وبن لادن

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

سارة حازم طه تكتب.. الدحيح وبن لادن

منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، وشقيقتى التى تنتمى لجيل العشرينات (جيل Z) تُلح علىَّ بتساؤلات عديدة حول القضية الفلسطينية، ولم أستغرب من تساؤلاتها كثيراً، فهى مثل معظم أبناء جيلها، لا يعرفون عن القضية إلا العنوان العريض، ولكننى وجدت نفسى فى حيرة بين أسئلتها وبين محاولاتى للشرح المبسط لما حدث ويحدث.

لم أجد منقذاً من أزمتى مع شقيقتى أفضل من حلقة «الدحيح» لصانع المحتوى الأشهر أحمد الغندور التى قدمها عن فلسطين. الحلقة مدتها ساعة بُذل فيها مجهود بحثى محترم يحكى جذور القضية بشكل مبسط وشيّق منذ بدايتها. يمر على المجازر ويهدم الأساطير المؤسسة للكيان الصهيونى. يعرض الشهادات ويذكر المصادر التى اعتمد عليها. أرسلتُ الحلقة لشقيقتى التى شاهدتها واقتربت بشكل أفضل من جذور القضية، وأصبحت تناقشنى بشكل أفضل فى التفاصيل.

بالرغم من أن الحلقة تجاوزت مشاهداتها عشرة ملايين مشاهدة فى خمسة أيام حتى كتابة هذه السطور، وبالرغم من الإشادات الواسعة بها، فإن مجموعة من المعلقين فى الشأن السياسى انتقدوا، على منصات التواصل الاجتماعى، هذه الحلقة، معتبرين أنها اختصارٌ مُخل للقضية، بل ذهب أحدهم إلى حد وصف الحلقة بأنها نسخة رديئة من سلسلة الكتب الأمريكية الأكثر مبيعاً المعروفة باسم «for dummies» والتى تهتم بتبسيط الموضوعات فى مجالات مختلفة، ووصف الحلقة بأنها لا يمكن أن تساعد فى تكوين معرفة حقيقية وجادة.

وهنا وجدت نفسى أمام تساؤلات جديدة: هل يتعارض تبسيط العلوم والتاريخ مع صناعة المعرفة وتراكم الوعى؟ هل كانت الحلقة تستهدف المثقفين المطلعين العارفين بكل تفاصيل القضية، أم أنها تستهدف هذا الجيل الذى لم يكن يدرك أى شىء عنها قبل السابع من أكتوبر؟

وهل الفيصل فى الحكم على جودة الحلقة هو تبسيط المعلومة أم صحة ودقة المعلومات الواردة فيها؟

والسؤال الأهم: ما الذى قدمه المثقفون والخبراء والمطلعون لهذا الجيل الذى يبحث عن المعلومة بأدوات ومن مصادر مختلفة خاصة بهم، نجهل نحن استخدامها!

فى الولايات المتحدة الأمريكية تشير استطلاعات الرأى إلى أن الأجيال الأصغر سناً، وتحديداً «جيل Z»، (تحت ٢٦ سنة) هم الأكثر دعماً للقضية الفلسطينية، بل إن نسبة كبيرة منهم ترى أن ما قامت به «حماس» فى السابع من أكتوبر يمكن تبريره. المخاوف من هذه الاستطلاعات وصلت بالمحللين لمناقشة تأثير هذا الأمر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، إلا أن ذروة هذه المخاوف تجلت الأسبوع الماضى بعدما انتشرت وثيقة قديمة كتبها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن انتشاراً واسع النطاق على منصة تيك توك، المنصة الأكثر استخداماً من قبَل جيل Z.

الوثيقة الدعائية التى حملت اسم «رسالة إلى أمريكا» والتى نُشرت فى ٢٠٠٢ فى صحيفة الجارديان البريطانية ذكرت أسباب هجمات سبتمبر، وكان من أهم هذه المبررات هو الدعم الأمريكى المستمر لإسرائيل ضد الفلسطينيين.

ظهر العشرات من الشباب الأمريكى على «تيك توك» وهم يتحدثون عن وثيقة بن لادن، وكيف أنها فتحت أعينهم على القضية!

انتشرت الوثيقة للدرجة التى دفعت صحيفة الجارديان البريطانية لحذفها، ودفعت منصة تيك توك لمنع أى محتوى عن بن لادن ووثيقته! ولا أعرف إذا كان الخطر قد زال بحذف الوثيقة ومحتوى تيك توك.

أعود للدحيح وفريقه الذين حاولوا تبسيط المعلومة لجيل قد لا يكون فى معظمه مهتماً، حاول إثارة فضولهم لعلهم -ولو نسبة قليلة منهم- يبحثون ويسعون لمعرفة أعمق، فلماذا لا يساعد المثقفون والمحللون فى البناء على هذا الوعى، لماذا لا يطورون أدواتهم وأساليبهم للوصول لعقل هذا الجيل الذى تقدَّم علينا تقدماً مرعباً فى أدواته البحثية ولكنه لا يستطيع صبراً مع كلام النخبة «المكلكع»، وحتى لا نجدهم فى يومٍ ما يعتمدون على «بن لادن» وإخوته كمصدر للمعرفة، وكى لا يتكرر مع أبنائنا ما يحدث فى أمريكا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية العدوان الإسرائيلى غزة الدور المصرى بن لادن تیک توک

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: صانع البهجة

العبقرى عادل إمام الظاهرة الاستثنائية في تاريخ الفن المصري صاحب السعادة المتأصل في الوجدان ليس المصري أو العربي فقط بل تتجاوز أصداء نجوميته لآفاق بعيدة ، ويكفي بوست أستاذ عادل العبساوي وهو مدرسة وقامة إعلامية كبيرة ، حين ذكر واقعة بصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عَنْوَنهاَ ب أنا وعادل إمام وتدور أحداثها على حدود الكونغو وأفريقيا الوسطى .
وسرد فيها أنه في أثناء عمله لفيلم وئاثقي يتبع الأمم المتحدة في إقليم كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في أثناء الحرب الأهلية بدارفور ، منذ أكثر من 15 عاما فوجئ بإحدى القبائل في الإقليم يتحدثون اللغة العربية وبالعامية المصرية، وهو ما أثار دهشة تلاشت بعدما سالوه عن اسمه وما أن نطق باسم عادل والذى يتشابه مع اسم النجم الكبير، وإذ بهم يصيحون باسم الزعيم عادل إمام الذين يحفظون اسمه وجميع أدواره عن ظهر قلب وهو ما يفسر إجادتهم العامية المصرية.
عادل إمام أحد أدوات القوة الناعمة المصرية ،مصدر الإلهام وقوة النموذج والجاذبية التي جعلته مخترقا للحواجز المكانية عابرا للحدود الجغرافية بطلا بمقاييس مختلفة ، فهو ليس البطل الجان الوسيم بل هو صاحب الملامح المصرية الأصيلة الذي تشعر معه بالألفة من أول وهلة فهو الصورة الصالحة للوضع في جميع البطاقات الشخصية كما قال الروائي الكبير الراحل الأستاذ خيري شلبي.
تمكن بفضل ذكائه وثقافته وإصراره من تطوير نفسه وتحقيق النجاح والتفرد حتى أصبح النجم الأول والأعلي أجرا والأكثر شهرة على مدار أكثر من نصف قرنا ،صنع لنفسه مكانة لم يستطع أحد أن ينازعها فيها أو يقترب منها ،فهو ليس ممثلا نمطيا بل صاحب موهبة ذات حضور طاغ آسرة للقلوب، ما أن يطل عليك عبر الشاشة حتى تتوحد معه.
فهو يمثل الغالبية العظمى من المصريين يشبههم في الملامح والآمال والآلام والطموحات ،فقد نجح في التعبير عن هموم ومشاكل قطاع كبير من المصريين من كافة الطبقات الاجتماعية على مدار أجيال متعددة منذ ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
لم يكن عادل إمام فنانا جماهيريا أو نجم شباك كما يطلقون عليه، يغازل العامة تحت شعار الجمهور عايز كدا بل حالة إبداعية وصاحب رسالة وطنية هامة، فلم تنفصل أعماله يوما ما عن قضايا مجتمعه ووطنه فعندما ابتليت مصر بموجات إرهابية في الثمانينيات والتسعينيات، لم يتوان الزعيم عن مناقشة فكر الجماعات التكفيرية الظلامية. 
وقدم عدة أعمال مشتبكا فيها مع تلك الممارسات الاجرامية، منددا من خلالها بالتطرف الديني ومنها الإرهاب والكباب وطيور الظلام والإرهابي ،وتعرض بسبب هذه الأعمال لتهديدات بالقتل ولم يتراجع ولم يخاف، ويحسب له شجاعته حينما ذهب بمسرحياته إلى الصعيد وتحديدا اسيوط أحد معاقل الإرهاب في الثمانييات،  فلم يخشي على حياته في وقت استهدف فيه الإرهاب الجميع وكان ضحاياه من كبار رجال الدولة وكبار المثقفين.
عادل إمام أيقونة مصرية متفردة وعبقرية ذات خصوصية، وهالة من البهجة بمذاق مختلف أخلص لفنه فاخلص له عشاقه كل سنة وزعيم الفن العربي والمصري حاضرا بابداعاته رفيقة الأوقات الحلوة والصعبة.

طباعة شارك عادل إمام الفن المصري تاريخ الفن المصري

مقالات مشابهة

  • منى أحمد تكتب: صانع البهجة
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • هل يتسبب أجر الخادمة في انفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة.. اعرف التفاصيل
  • مقتل امرأة برصاص قناص حوثي في لحج
  • بودكاست يوسف السنوسي
  • ريهانا تعود للغناء بعد غياب عبر فيلم «السنافر»
  • اليوم العالمي للمتاحف.. حكاية متحف مطار القاهرة صالة 2
  • اليوم العالمي للمتاحف.. حكاية متحف مطار القاهرة صالة 3
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الاستباق أهم