قد تكون مصابا بها ولا تعرف.. ما هي متلازمة جوسكا؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
متلازمة جوسكا منتشرة بين الكثير من الناس ولا يعرف اغلب المصابين بها ان ما يشعرون به هو اسم هذه المتلازمة، فهي عبارة عن بعض الأعراض النفسية السلبية مرتبطة بـ"العزلة الاجتماعية، قلة التقدير الذاتي، انعدام مهارة التواصل، اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، اضطراب الوسواس القهري، الفصام، والاكتئاب"، وكلمة جوسكا
مصطلح عصري يصف المحادثات الافتراضية القهرية الشائعة التي تدور في الرأس البشري مرارًا وتكرارًا والتي تختلف نسبتها من شخص لآخر.
ومتلازمة جوسكـا هي تلك المحادثة الافتراضية الشائعة التي تجريها مرارًا وتكرار في رأسك مثل:
- المحادثات المطمئنة من القلب والتي تبعث فيك الهدوء.
- التحليلات اليومية لتصرفات الأخرين وربطها بنا.
-الجدالات الجارية في رأسك والتي تظهر فيها بمظهر الفائز الرائع الذي يقوم بالأشياء جميعها بشكل صحيح وتفوز بالحجة والمنطق.
- المطالبات اليومية التي نرغب بها مثل مطالبة رئيسك بالعمل بزيادة مرتبك وتوقع ردورده والتدرب على إجابتها.
- المواقف التي أثرت فينا سابقًا مع تخيل نسق آخر للأحداث وتغييره إن أمكن.
وتعكس كلمة جوسكا واحدة من الإضطرابات النفسية المصنفة حديثًا والغريبة في نفس الوقت نتيجة لكونها شائعة بين الناس والتي تظهر غالبًا في حالات الصراعات الداخلية أو خارجية، وتظهر متلازمة جوسكا بشكلٍ أساسي عند توقع محادثة صراعية، بعد المحادثات الصراعية، كما تظهر المتلازمة عادة في حالتين أساسيتن هما:
-توقع محادثات صراعية:
يميل العقل البشري عند توقعه باقتراب المحادثات الصراعية بافتراض المُحادثة المتوقعة وفقًا لمعرفتنا بالشخص الآخر وردود أفعاله على كل تعليق.
التدرب والتحضير لتلك المحادثة المتوقعة والحجج الظاهرة.
الوقوف على عددًا من النقاط الواجب الإشارة إليها حالة الصراع.
التدرب على الردود داخليًا بالمنطق مع توقع صحة الأفكار المطروحة داخليًا.
مثال على متلازمة جوسكا قبل المحادثات الصراعية "المحادثات الموضوعة ذهنيًا عند مُطالبة رئيسك بالعمل بزيادة مُرتبك وتوقع ردورد أفعاله والتدرب على إجابتها، المحادثات المفترضة ذهنيًا قبل التصريح بأحد الأمور الشخصية السرية مع الأفراد وتوقع ردود الفعل.
ويهدف هذا النوع من متلازمة جوسكا إلى:
الحفاظ على الذات.
بث الأمل في الذات.
مواجهة الضغط الداخلي بشكل تحضيري إيجابي قدر الأمكان.
التحضير الفعال والذي ينصح به عادة قبل الأحداث الهامة مثل مقابلات العمل أو الزواج وغيرها من الأمور الواجب التحضير إليها وتوقع ردود الفعل.
ويجب التنويه إلى ضرورة الحذر عند الوقوع في هذا النوع من متلازمة جوسكا لتجنب:
تكبير النفس وخداعها عن طريق افتراض صحة المبدأ والفوز بالحجة مع تجاهل كون مُتلازمة جوسكا مجرد وهم داخلي.
المبالغة في التفكير السلبي وافتراض أسوأ السيناريوهات المحتملة.
-متلازمة جوسكا بعد المحادثات الصراعية:
تحدث متلامة جوسكا بعد المحادثات الصراعية شعورًا منا بالأسف لما صدر منا من قول أو عمل.
الرغبة في مشاركة المزيد من الأمور عند العجز عن البوح بها علنًا.
تشمل متلازمة جوسكا عقب المحادثات الصراعية إعادة المناقشات الحادثة لتشمل ما كنا نتمنى أن ننقله بنجاح دون إحراج أو غضب مع إزالة الأمور العالقة قدر الإمكان والتي نأسف عليها عادةً.
يهدف هذا النوع من متلازمة جوسكا إلى خداع الذات فما حدث قد حدث ولا يوجد ما يمكن تغييره مما يسبب شعورًا بالحرج والإرهاق في حالات كثيرة.
الهروب من واجهة حقيقة المواقف.
بث العجز داخل النفس البشرية.
مواجهة الضغط العام بشكل خاطئ.
يمكنك التعرف على طبيعة متلازمة جوسكا الخاصة بك من خلال اجراء الاختبار الالكتروني المقدم من قبل خبراء الصحة النفسية للتعرف على طريقة تعاملك المباشرة مع الضغوطات النفسية وذلك من خلال هذا الرابط.
يمكن أن تكون جوسكا هدامة للذات ويمكن أن تكون جوسكـا هدامة للذات واعتبارها سلبية في عدد من الحالات؛ نذكر منها:
الإفراط في التفكير السلبي.
افتراض الفوز بشكل أكيد مع العلم أن جوسكا لا تزال وهم داخلي مما يزيد من احتمالية خداع الذات.
الندم الشديد على المواقف التي لا طائل من التفكير فيها ومحاولة تغييرها سيرها.
التفكير في أسوأ السيناريوهات المحتملة والقلق بشأنها بدلاً من إيجاد طريقة لحلها أو منعها قدر الإمكان.
القلق المبالغ فيه بشأن المستقبل.
الهروب من مواجهة الحقائق والواقع.
-علاج متلازمة جوسكا:
التركيز على طبيعة الأفكار المطروحة ذهنيًا.
التوقف عن لعب دور الشجاع وتحمل مسؤلية أفعال الأخرين وأقوالهم
التوقف عن لعب دور الضحية مع تحمل مسؤلية النفس فقط وضبطها قدر الإمكان.
التعبير عن النفس وما يدور بها بشكل كامل دون كبت للمشاعر الداخلية أو انكارها.
العمل على تحسين مهارات التواصل الإجتماعية.
طلب الدعم المعنوي من الأصدقاء والأحباب.
طلب المُساعدة النفسية من المُختصين عند العجز عن حل المشكلة بشكل فردي.
التركيز على طبيعة الأفكار فجوسكا هي مجرد محادثات افتراضية وهمية تدور بالرأس مرارًا وتكرارًا وهو أمر لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.
يحتاج مصابي حالة جوسكا السلبيين للتغلب على الأفكار السلبية المحيطة بهم إلى التركيز على النفس بدلًا من توجيه تركيزهم على الأخرين.
تذكر كون جوسكا وهم غير ممكن اثباته.
البحث عن سبب توارد هذه الأفكار إلى النفس ومحاولة مُعالجة الأمر من أساسه النفسي.
التعبير الصحيح عن النفس وعادة ماتصيب متلازمة جوسكا السلبية للأفراد التي تلجأ إلى الصمت أو وضع العنف عند التعرض للضغط أو مواجهات شائكة.
تجنب المواضيع الصعبة أو الشائكة.
اخفاء نواياهم أثناء المحادثة
وتؤدي الأفعال السلبية السابقة إلى كبت المشاعر، غمر العقل بالعواطف مما يفقدك قدرتك على الاستمرار في التركيز على ما هو مهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العزلة الإجتماعية اضطراب الوسواس القهري الترکیز على
إقرأ أيضاً:
تأملات من وراء القضبان.. نظرة إلى أعماق النفس البشرية
منذ أن وطأت قدماي عتبات قاعات المحاكم، لم تعد الحياة كما عرفتها من قبل. لم أعد أرى العالم بعين السذاجة، بل بعين المحاماة الثاقبة التي تخترق الحجب وتكشف الخفايا. كانت كل قضية، وكل موكل، وكل شهادة، بمثابة درس قاسٍ ومؤلم في طبيعة البشر، درس كُتب بمرارة التجربة وعمق الجراح، تاركًا شروخًا تضرب روحي، وثقلاً يربض على قلبي.
لقد علمتني المحاماة أن الذئاب قد ترتدي ثياب الحملان، وأن المظاهر غالبًا ما تكون خادعة بشكل يدمي القلب. رأيت لحىً تبدو وقورة تخفي وراءها أكاذيب مدوية تئن لها الضمائر، وثراءً بُني على غش محكم ينهش أرواح الأبرياء، وفقرًا كان الثقة المفرطة في غير محلها هي السبب فيه، فتدفع ثمنها أرواحٌ بريئة. أيقنت أن الصديق قد يخدع، والشريك قد يخون، وأن الذمم يمكن شراؤها وبيعها في سوق النخاسة البشرية، وأن المواقف النبيلة تتحول إلى سلعة تُباع بأبخس الأثمان. وحتى الشخص الحذر يُؤتى من مأمنه، ووعود الكثيرين ما هي إلا سراب يتبدد عند أول اختبار، ويبقى الضعيف دومًا مُستغلًا. لا أحد بمأمن من الخديعة، حتى أشد الناس فطنة وحرصًا. حقًا، إنها مهنة الحكماء الجبابرة.
مشاهد لا تُمحى: ظُلمات النفس البشريةلكن هذه الدروس القاسية لم تكن مجرد ملاحظات عامة، بل كانت تتجسد في أبشع صورها في القضايا التي تعاملت معها، مشاهد لا يمكن أن تمحوها الذاكرة، فقد رأيتُ الكثير جدًا:
شاهدت أبًا يغتال فلذات كبده، ويغتصب بناته، ممزقًا بذلك أقدس الروابط الإنسانية، ومخلّفًا وراءه دمارًا نفسيًا لا يلتئم. ورأيت على النقيض أمهات يضحين بكل غالٍ ونفيس، بل وقد يصل الأمر إلى القتل، دفاعًا عن أبنائهن، في مفارقة مؤلمة تظهر مدى التناقض البشري ومرارة الخيارات.
تصدمني ذاكرتي بصور ابن يضاجع أمه أو أخته، يمارس عليها أبشع أنواع الإكراه، أو في حالات أكثر غرابة ومأساوية، برغبتها المريضة، محطمًا بذلك كل تابو اجتماعي وديني، ومخلفًا عارًا يلطخ الأجيال. ولم تكن صدمتي أقل عندما رأيت العم والخال يفترسون شرف عوائلهم، أو يرتكبون جرائم قتل بشعة من أجل الميراث، الذي يصبح لعنة تدمر أواصر الدم وتُعمي البصائر.
لقد رأيت أثرياء يقتلون فقراء من أجل جفنة بسيطة من الجنيهات، وكأن حياة الإنسان لا تساوي شيئًا أمام حفنة من المال. رأيت قاتلاً يزهق روحًا بريئة لا تُفهم الأسباب، وكأن الأرواح أصبحت بلا قيمة أو حرمة. بل ورأيت مغتصبًا زوجته ملكة جمال ويسعى لقضاء حاجته بمعاشرة الحيوانات، في انحراف مريع للغريزة البشرية، يعكس فراغًا روحيًا وتشوهًا نفسيًا لا يصدق.
ما ينقص العقول الإجرامية: ظُلمات لا تضيئها شمسكل هذه الأمور الغريبة والمؤلمة أصبحت بالفعل ثقلاً يريق نفسي، وحجرًا على قلبي، وشروخًا تضرب روحي. إني أتألم.. أتألم.. وأغرق في وحل الأرواح الثائرة التي تطلب القصاص. هذه المشاهد تجعلني أتساءل دومًا: ماذا ينقص هذه العقول الإجرامية قبل ارتكاب الجريمة، أو أثنائها، أو بعدها؟
إن ما ينقصها هو في جوهره: الوازع الأخلاقي والإنساني. هم يفتقرون إلى البوصلة الداخلية التي تميز بين الصواب والخطأ. ينقصهم التعاطف، فهم لا يرون الضحية كإنسان له كرامة وحياة، بل مجرد أداة لتحقيق رغبة مريضة أو منفعة دنيئة.
ينقصهم الرادع الداخلي، فالضمائر ميتة أو خافتة إلى حد الصفر. وينقصهم الرادع الخارجي، معتقدين أنهم سيفلتون بفعلتهم. غالبًا ما يكون خلف هذه الجرائم اضطرابات نفسية وسلوكية عميقة، تجعلهم غير قادرين على التفكير المنطقي أو التحكم في دوافعهم الشاذة. لديهم تشوه هائل في سلم القيم والأولويات، حيث تصبح حياة الإنسان بلا قيمة تُذكر. إنهم يعيشون في انفصال عن الواقع، يبررون لأنفسهم أبشع الأفعال، ويرون العالم من منظورهم المريض.
شركاء في المواجهة: لمة الحكماءكل هذه المشاهد، وكل هذه القصص، رسمت في ذهني صورة معقدة ومؤلمة للنفس البشرية. صورة تظهر كيف يمكن للشر أن يتسلل إلى أقدس الأماكن، وكيف أن الظلم قد يأتي من أقرب الناس. هذه الحقائق المرة لا نراها وحدنا نحن المحامين، بل يشاركنا في مشاهدتها وكشفها رجال البحث الجنائي الأكفاء الذين يسهرون على كشف الحقائق، وأعضاء النيابة العامة الأجلاء الذين يحققون العدالة، و القضاة الذين يُصدرون الأحكام باسم القانون والضمير.
إنها تذكرنا دائمًا بأن الحقيقة غالبًا ما تكون أغرب وأقسى من الخيال، وأن دورنا جميعًا يتجاوز مجرد تطبيق القانون، ليشمل فهم هذه التعقيدات ومحاولة تحقيق العدالة في عالم قد يبدو في كثير من الأحيان غير عادل وقاسٍ إلى حد لا يطاق. هذا هو حملنا، وهذا هو ألمنا، وهذا هو دورنا في مهنة الحكماء الجبابرة.
اقرأ أيضاًفي غياب الرقابة.. خريجة حقوق تترك المحاماة وتمارس مهنة «طبيب أمراض جلدية» بدمنهور
نقيب المحامين: تعديلات قانون المحاماة السابقة تغلبت فيها المصلحة الشخصية
عاجل.. عدم دستورية المادتين 107 و 116 من قانون المحاماة