لا يصدر قانون فى مصر إلا ويحتاج تعديلاً، إن لم يكن إلغاء واستبدالاً بقانون جديد، نضطر إلى تغييره هو الآخر لسد ثغرات التطبيق على أرض الواقع، وما قانون التصالح على مخالفات البناء إلا نموذج لهذا التخبط.
من المعروف أن كل قانون له لائحة تنفيذية مدتها ستة شهور تقريبا، من المفترض أن تتلافى هذه اللائحة عيوب القوانين السابقة، وبما لا يتعارض مع قوانين أخرى سارية، وأن تسمح مواد اللائحة بعلاج أى عيب يظهر عند تطبيق القانون الأحدث وهو ما يعرف بـ« قياس الأثر التشريعى».
ورغم أننى ضد «الترقيع» وكنت أفضل تعديل قانون البناء الموحد بشموله هذه الضوابط الجديدة للتصالح ليكون لدينا قانون واحد شامل وجامع، ولكن طالما وقعت الفأس فى الرأس ووافق البرلمان، حسناً ما فعلته الحكومة عندما أدخلت بعض التيسيرات والتسهيلات لتصحيح الأوضاع وحماية الثروة العقارية والقضاء على فوضى البناء.
ولكن كما يقول المثل (الحلو ما يكملش)، وحمل القانون الجديد عدة ثغرات، بسبب إدمان المشرع المصرى لاستخدام عبارات مطاطة ومبهمة تسمح للأسف بالالتفاف حول القانون، وإيجاد مساحة خفية للرشوة والمحسوبية، وفتح شهية بعض ضعاف النفوس الذين يستثمرون مثل هذه العبارات والثغرات؛ لإبقاء أدراج مكاتبهم مشرعة دائما لـ«المعلوم» أو ما يعرف بـ«الونجز علشان ننجز».
ومن هذه العبارات ما أسماه القانون الجديد «الأحوزة العمرانية» و«الكتل السكنية القريبة منها» وغيرها من العبارات غير الواضحة والمبهمة، فلم يخبرنا القانون بما هى تلك الأحوزة خاصة أن هناك عشرات من المدن والقرى لم تحدد حتى الآن وبشكل كامل ونهائى أحوزتها العمرانية؛ مما سيخلق مشكلات كثيرة، ولا سيما المناطق التى يكون فيها البناء بالطوب اللبن ولا يوجد لها مخطط ولا مرافق رسمية.
كما لم يحدد مفهوم الكتل، هل المقصود بها المتخللات الملاصقة لحدود الكردون، أم تمتد إلى المبانى المقامة داخل الأراضى الزراعية المجاورة دون الحصول على ترخيص؟ فكان يفترض تحديد المسافة بالكيلو متر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فى كل مدينة وقرية، حتى لا ندخل فى «هيصة» أخرى من البيوت المخالفة بحجة التصالح.
كما لم يعالج القانون الجديد «تغيير الاستخدام» وترك هذا الشرط مفتوحاً... هل سيسمح بتغيير الاستخدام من بدروم أو جراج للسيارات إلى سكنى وتجارى وخدمى وهل هناك مدن أو مناطق بعينها غير مسموح أو مسموح فيها بهذا التغيير؟
ولم يراع القانون أيضاً طبيعة الحياة فى القرى والريف، فالفلاحون هناك وبحكم الحياة الزراعية، لا يحتاجون إلى جراجات بقدر ما يحتاجون إلى حظائر «زرايب» لمواشيهم، قد تكون أسفل البيت أو خلفه أو بالقرب منه، ولذا كان لا بد من استثناء القرى من شرط الجراج أو على الأقل، اشتراط مكان لسيارة أو سيارتين وتترك بقية المساحة لاستخدامات الفلاح.
وتجاهل القانون، حقوق السكان فى سطح العمارة أو ما يعرف باسم «الرووف»، فهناك من يشترى الرووف على الورق فقط بنسبة بناء لا تزيد عن نسبة 25% من مساحة السطح وفقا للقانون، إلا أنه سرعان ما يجور ويبنى عليه بالكامل، ثم يسرع ويطلب التصالح ويذل السكان ويحرمهم من استخدام السطح أو الصعود اليه.
ومن عيوب القانون أنه حدد مدة ثلاث سنوات بعدها تتم الإزالة، فإطالة المدة هنا ستخلق تجاوزات أخرى، فالمواطن المصرى له ثقافة خاصة فى مثل هذه الحالات، يمارس «الطناش» ولا يتحرك إلا فى الدقائق الأخيرة، تماماً مثلما يفعل فى صلاة الجمعة، فيذهب إلى المسجد قبيل ختام الخطبة ولا يشرب ماء السحور إلا مع الأذان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قانون فى قانون فى مصر الترقيع
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يوافق من حيث المبدأ على مشروع قانون ملكية الدولة
وافق مجلس النواب من حيث المبدأ خلال جلسته العامة المنعقدة الآن برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس علي مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها أو التي تساهم فيها.
واستعرض الدكتور محمد سليمان، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، تقرير اللجنة عن مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها أو التي تساهم فيها.
وقال النائب أمام الجلسة العامة لمجلس النواب: يهدف مشروع القانون إلى وضع إطار تشريعي يستهدف تعزيز كفاءة إدارة الأصول العامة وتحقيق أقصى عائد اقتصادي واجتماعي من استثمارات الدولة، لتحسين مناخ الاستثمار من خلال وضع قواعد حوكمة شفافة ومرنة تسهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأشار إلى أنه يهدف لتحديد الأدوار والمسئوليات بين الدولة والشركات مما يتيح إدارة أكثر فعالية لحصص الدولة سواء في الشركات المملوكة لها بالكامل أو تلك التي تشارك فيها مع القطاع الخاص، مع ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أن تواجد الدولة في النشاط الاقتصادي لا يعتبر هدفًا في حد ذاته، وإنما يستهدف تحقيق غايات اجتماعية وإستراتيجية واقتصادية إذا ما اقتضت الحاجة إلى تدخل الدولة في ذلك النشاط، وإيمانًا من الدولة في الوقت ذاته بأن القطاع الخاص بعد شريكا رئيسيا في بناء اقتصاد الدولة، مما يستلزم إفساح مجال أكبر له للمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير كافة السبل اللازمة لتحفيزه وتشجيعه على الاستثمار في مختلف القطاعات.
ولفت إلى أن مشروع قانون ملكية الدولة في الشركات، وضع إطارا تشريعيا يستهدف تعزيز كفاءة إدارة الأصول العامة وتحقيق أقصى عائد اقتصادي واجتماعي من استثمارات الدولة، في إطار سعي الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار من خلال وضع قواعد حوكمة شفافة ومرنة تسهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، كما يرتبط القانون ارتباطا وثيقا بخطة سياسة ملكية الدولة للأصول، حيث يسعى إلى تحديد الأدوار والمسئوليات بين الدولة والشركات مما يتيح إدارة أكثر فعالية الحصص الدولة، سواء في الشركات المملوكة لها بالكامل أو تلك التي تشارك فيها مع القطاع الخاص، مع ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يوفر القانون بيئة مواتية للشركات للعمل بكفاءة تنافسية مع الحفاظ على الرقابة الإستراتيجية للدولة.
وأوضح أنه تحقيقا لمزيد من الخبرة والاحترافية في تبني واتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بملكية الدولة وتمكينا لمزيد من الاتساق والتناغم مع معايير الحوكمة واعتبارات الشفافية والحياد التنافسي لدى مباشرة الدولة دورها كمالك لشركاتها ومساهماتها في شركات أخرى، تقدمت الحكومة بمشروع القانون لتنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها أو التي تساهم فيها والذى يتكون من أربع مواد إصدار بخلاف مادة النشر، وأربع عشرة مادة موضوعية.
وأشار إلى أن مشروع القانون يتكامل مع تنفيذ سياسة ملكية الدولة للأصول وتبني منظومة كاملة من السياسات الاقتصادية الكلية المحفزة لنشاط القطاع الخاص على عدد من الأصعدة مما يعزز أسس استقرار الاقتصاد الكلي والتي تسعى إلى خفض معدلات التضخم، بما يدعم في مجمله بيئة الأعمال، ويحقق المستهدفات الاقتصادية الكلية، ويعمل في الوقت ذاته على زيادة معدل النمو الحقيقي للاقتصاد القومي، ورفع مستوى المعيشة، وتقليل معدلات البطالة.
وأكد سليمان، أن مشروع القانون جاء ليعكس التزام الحكومة بتحسين مناخ الاستثمار، والعمل بمرونة أكبر مما يؤدي إلى مزيد من الاتساق والتناغم مع معايير الحوكمة واعتبارات الشفافية والحياد التنافسي لدى مباشرة الدولة دورها كمالك لشركاتها ومساهماتها في شركات أخرى، كما يساعد على تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها أو التي تساهم فيها مما يتيح تنفيذ تخارج الدولة من الأنشطة والصناعات المستهدفة، وفقًا لاستجابة القطاع الخاص واستعداده للتواجد في تلك الأنشطة، من خلال وحدة مركزية جديدة تتمتع بالخبرة والاحترافية في تبني واتخاذ أفضل وأنسب القرارات الاستثمارية الخاصة بملكية الدولة.