هل نجا نتنياهو فعلًا من أزمته مع الحريديم؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
تم تأجيل النهاية، وكسب ائتلاف نتنياهو الحكومي المزيد من الوقت، مثلما أراد الحريديم ونتنياهو. فقد سقط مشروع قانون حل الكنيست بعد أن توصّل حزبا شاس وديغل هتوراه إلى تفاهمات أولية مع يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. وأدت الأزمة إلى انقسام في أغودات إسرائيل، أحد مكوّني "يهدوت هتوراه"، بعد أن صوّت اثنان من أعضائه، يعقوب تيسلر وموشيه روث، لصالح حل الكنيست، بينما عارضه عضو واحد هو إسرائيل آيخلر.
أبرمت الصفقة عبر اتفاقية مبادئ بعد نزاع ومداولات وتوتر طويل، فحيل دون حل الكنيست وجرى عمليًّا ترحيل الأزمة إلى وقت لاحق. وبدت النتيجة أن نتنياهو هو الفائز الأكبر في هذا الصراع بعد أن لعب مطولًا على انقسام الحريديم من جهة، وعلى انقسام الليكوديين من جهة أخرى.
فالصراع في ذروته كان بين الحريديم ورئيس لجنة الخارجية والأمن الليكودي، يولي إدلشتاين، وكان الجانبان يمثلان طرفي نقيض في الموقف بين الدولة والجماعة في مسألة وجودية، وهي "تقاسم الأعباء" بشكل متوازن. وفيما كان قانون التجنيد هو محور الصراع، كانت المسألة التي لا تقل أهمية هي الميزانيات المخصصة للمؤسسات الحريدية، وهي التي جعلت من الانقسام الحريدي بشأنها طوق نجاة لائتلاف نتنياهو.
إعلانوقد انفجرت الأزمة الأخيرة بعدما تبين للأحزاب الحريدية أن نتنياهو لن يتحرك لإقرار قانون تجنيد لصالحهم قبل أن يُحشر في الزاوية. وبحسب مقاطع فيديو عن لقاء بين نتنياهو وكبار الحاخامات، اعترف نتنياهو بأنه أقال كلًا من وزير الدفاع ورئيس الأركان السابقين لتسهيل مهمة إقرار قانون التجنيد الذي يرضيهم، لكنه حتى الآن لم يفلح ومطلوب منحه مزيدًا من الوقت.
لكن الحريديم كانوا قد حددوا موعدًا نهائيًّا لإقرار القانون، وهو عيد نزول التوراة الذي صادف الأسبوع الفائت. وبحسب ما أشار إليه قادة حريديون، فإن الغاية كانت منع نتنياهو من اجتياز الدورة الصيفية للكنيست دون إقرار قانون التجنيد في قراءته الأولى. وطبعًا لم تكن الغاية حل الكنيست فعليًّا، بل إجبار نتنياهو والليكود على تمرير القانون.
فانتخابات جديدة قد تكون بالغة السوء للأحزاب الحريدية، خصوصًا أن الحرب فاقمت الاستقطاب بين مؤيدي تجنيد الحريديم ومعارضيه. والقناعة راسخة لدى الحريديم بأن ما يمكن أن يحصلوا عليه من حكومة نتنياهو سيكون أفضل بكثير مما سيحصلون عليه من أي ائتلاف آخر.
وهكذا، خلال عطلة عيد الفِصح، بدأ أعضاء حزب "يهدوت هتوراه" مقاطعة التصويت في الهيئة العامة للكنيست أيام الأربعاء، بهدف إنجاز صياغة مشروع قانون متفق عليه. وسرعان ما انضمّ شاس إلى المقاطعة، مما دفع الائتلاف إلى سحب مشاريع قوانين حتى لا يتعرض للهزيمة من جانب المعارضة. واستمرت مقاطعة الحريديم للتصويت في الهيئة العامة أيام الأربعاء لأسابيع عديدة، ونشأت حالة من "الاكتظاظ" بسبب عشرات القوانين التي طرحها أعضاء الائتلاف، والتي لم يُقرّ أي منها.
وماطل نتنياهو مع الحريديم لدرجة أثارت عليه غضب كبار حاخاماتهم، الذين رفضوا حتى الاجتماع به أو التجاوب مع مكالماته. وكان ما فاقم الأمر عدم تعاون رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، وتقديمه مشروع قانون تجنيد يتضمن عقوبات فردية شديدة، مما أثار استغراب أعضاء الكنيست الحريديم. ونتيجةً لذلك، بدأ الحريديم، بقيادة الحاخام غور، يدعون إلى حل الكنيست.
إعلانولم يتجاوب إدلشتاين مع مساعي قادة حزبه لتلطيف شدة العقوبات، مما أثار عليه غضبًا شديدًا داخل الليكود، حيث اتُّهِم بأنه يسقط الحكومة. وانضمت المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف ميارة، للمعركة، فأعلنت أن على قيادة الجيش الإسرائيلي إرسال أوامر استدعاء لكل الحريديم الذين تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية الإلزامية، وعددهم 54 ألفًا.
وبموجب القانون، ينبغي على الجيش إرسال أوامر استدعاء للخدمة لكل شاب حريدي لم يتجاوز عمره 28 عامًا، بدءًا من مطلع يوليو/ تموز المقبل. كما أعلنت أنه لا يمكن تطبيق أي قانون من دون فرض عقوبات مشددة على مخالفيه.
وهذا ما جعل الحريديم يصعدون من لهجتهم وضغوطهم لإقرار القانون، مستغلين وجود مشاريع قوانين لحل الكنيست. ويبدو أن صيغة الاتفاق التي تم التوصل إليها في اللحظة الأخيرة قبل التصويت على حل الكنيست كانت أقرب إلى حل وسط، يحول دون فرض عقوبات مشددة على كل الشبان الحريديم من جهة، ويفسح المجال لمدة شهر لإقراره وبدء نفاذه.
وقد وافق إدلشتاين والمستشارة القضائية للكنيست على هذا الاتفاق، ما دفع كلًا من الحاخام دوف لانداو والحاخام موشيه هيلل هيرش إلى الإفتاء بعدم تصويت الحريديم لصالح قانون حلّ الكنيست. ووفقًا لاتفاقية المبادئ هذه، هناك ثلاث مراحل من العقوبات تُطبق على الحريديم الذين لا يلتحقون بالجيش، حيث تتدرج العقوبات من منع حصولهم على رخص قيادة سيارات، أو العمل في وظائف معينة، أو تمتع أطفالهم بخصومات في دور الحضانة ورياض الأطفال، وصولًا إلى منع الخصومات عن رسوم التأمين الوطني. كذلك أُقِرّت زيادة عددية في تجنيد الحريديم تصل إلى 50% خلال خمس سنوات.
وهكذا، من المقرّر أن تبدأ مناقشة القانون الجديد في لجنة الخارجية والأمن قريبًا، لعرضه في الأسبوع المقبل على الكنيست. وفي كل حال، انتهت هذه الأزمة بحصول نتنياهو وائتلافه على ضمانة بعدم تقديم مشروع قانون آخر لحل الكنيست خلال ستة أشهر، وفق ما يقضي به القانون.
إعلانجذور الأزمة
تُعتبر مشكلة تجنيد الحريديم واحدة من أخطر المشكلات التي تواجهها الدولة العبرية، خصوصًا منذ منتصف السبعينيات حين بدأت الأمور تُحسم لصالح تسييد اليمين وهيمنته على الحلبة السياسية. وكان بين أسباب هذا التسييد تنامي قوة كل من اليمين الديني التقليدي والحريدي من جهة، واليمين القومي من جهة أخرى، وتعزيز التحالف الداخلي بينهما.
وتعود جذور الأزمة إلى نشأة الدولة العبرية، وحتى إلى المداولات التي سبقتها في الأمم المتحدة بشأن التقسيم. فقد كان من بين اشتراطات إعلان الدولة العبرية إرضاء الحريديم، وتأمين حريتهم في ممارسة شعائرهم. كما أن القيادة العلمانية للصهيونية كانت تميل إلى تجنّب التشاجر مع "حماة الدين" لأنها من استندت إلى البُعد الديني في ترسيخ مبرر استيطانهم الأرض، وإعلان الدولة اليهودية.
وهكذا، فإن أول رئيس حكومة لإسرائيل بعد إعلانها، ديفيد بن غوريون، بصفته أيضًا وزيرًا للدفاع، أصدر إعفاءً لطلاب المدارس الدينية اليهودية من التجنيد في الجيش، مستخدمًا بندًا في قانون الخدمة العسكرية يسمح لوزير الدفاع بذلك. وكان طلاب المدارس الدينية عام 1948 لا يزيدون عن بضع مئات. وبقي الوضع على هذا الحال لحوالي ثلاثين عامًا، إلى أن حدث الانقلاب السياسي الأهم في تاريخ إسرائيل بهزيمة التيار العمالي، وتشكيل مناحيم بيغن أول حكومة برئاسة الليكود عام 1977.
وقد ألغت حكومة بيغن القيود على عدد طلاب المدارس الدينية الذين يستحقون الإعفاء، ما أفسح المجال لتنامي ظاهرة المُعفَين من الخدمة العسكرية لأسباب دينية. فما كان بالأمس بضع مئات، تحوّل سريعًا إلى إعفاء عدة آلاف، قبل أن يغدو حاليًّا عشرات الآلاف، ويشكّل ما بات يُعرف بمشكلة "تقاسم أعباء الخدمة العسكرية".
تزايد الاعتراضاتفي عام 1998، قررت المحكمة العليا، إثر التماس تقدمت به عدة جهات، أنه لا توجد لوزير الدفاع صلاحية قانونية لمنح طلاب المدارس الدينية إعفاء من الخدمة، وطالبت بسن قانون مناسب ينظّم هذا الأمر. ولذلك، تم سنّ "قانون طال" لتنظيم تأجيل خدمة طلاب المدارس الدينية، والذي سرعان ما ظهرت عدم نجاعته، فتم في النهاية إلغاؤه من قبل المحكمة العليا عام 2012.
إعلانوفي عام 2014، تم تعديل قانون الخدمة الأمنية، حيث تم تحديد أهداف عددية تتزايد سنويًّا لتجنيد طلاب المدارس الدينية. ولكن حكومة نتنياهو في 2015، التي شاركت فيها الأحزاب الحريدية، قلبت الوضع رأسًا على عقب عبر سنّ تعديل آخر، ألغى العقوبات المتضمنة في القانون، وواصلت الإعفاء دون تحقيق الزيادات العددية السنوية المقررة.
وفي عام 2017، قرّرت المحكمة العليا أن قانون الإعفاء المعدل يضر بالحقوق الدستورية لمن يؤدون الخدمة العسكرية، ولذلك يجب إلغاؤه. ومنذ ذلك الحين، طلبت الدولة مرارًا وتكرارًا من المحكمة تمديد القانون إلى أن يتم سن قانون جديد. وقد انتهت صلاحية القانون المعدل في صيف 2023 دون سن قانون بديل.
وكان يمكن للوضع أن يستمر، لولا الالتماسات المتكررة أمام المحكمة العليا ضد استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية. وفي السنة الأخيرة، أقرت المحكمة العليا أنه في ضوء انتهاء صلاحية القانون، فإن الدولة لم يعد بإمكانها إعفاء الحريديم من التجنيد، كما لم يعد بإمكانها تمويل المدارس الدينية التي لم يحصل طلابها على الإعفاء.
وهكذا، وبعد صدور هذا الحكم، صار الجيش ملزمًا بإرسال أوامر التجنيد لطلاب المدارس الدينية، وبدأ في فعل ذلك على نطاق محدود. فقد أرسل الجيش قرابة عشرين ألف أمر تجنيد للحريديم منذ ذلك الحين، لكن فقط بضع مئات امتثلوا لهذا الأمر.
بعد أن بدأ الجيش في إرسال أوامر التجنيد للشباب الحريديم، طلبت الأحزاب الحريدية من نتنياهو سنّ قانون ينظّم إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة في الجيش. وكان الموعد النهائي الذي وضعه زعماء الحريديم أمام نتنياهو هو عيد نزول التوراة، والذي بات فيه آلاف طلاب المدارس الدينية متهربين من الخدمة، ومعرضين لخطر الاعتقال.
ولم يتمكن نتنياهو من الوفاء بوعده بتمرير القانون، كما لم يتمكن من إقناع زعماء الحريديم بالتأني وتأجيل تهديداتهم بحل الكنيست. وهكذا، نشأت أخطر أزمة ائتلافية كادت تسقط حكومة نتنياهو، لولا نجاح الألاعيب وتجاوز الأزمة مؤقتًا بإسقاط مشروع قانون حلّ الكنيست، ما منح حكومة نتنياهو فرصة البقاء لستة أشهر أخرى على الأقل، وفق القانون.
إعلان خيبة أملشعرت أحزاب المعارضة بخيبة أمل كبيرة جراء تراجع الحريديم عن التصويت إلى جانب حل الكنيست. ولعب زعيم شاس، أرييه درعي، دورًا مركزيًّا في هذه النتيجة، وهو بذلك شكّل الدرع الواقي الديني لنتنياهو على مرّ السنين.
ونظرًا لتراكم الأزمات، توحدت المعارضة هذه المرة بأمل إسقاط نتنياهو وائتلافه الحكومي، لكن النتيجة كانت شبه واضحة لكل من يعرف نمط وسلوك الأحزاب الحريدية. فهي دائمًا كانت براغماتية، وتحارب من أجل مصالحها بشدة، وتحسب ألف حساب لكل تغيير محتمل.
ويبدو أنها توصلت إلى استنتاج لا مفر منه، وهو أن عليها المسارعة لإبرام اتفاق يقلل الضرر عليها، وعدم المغامرة بانتخابات جديدة قد تكون هي واليمين القومي الخاسر الأكبر فيها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج طلاب المدارس الدینیة الخدمة العسکریة الخارجیة والأمن المحکمة العلیا حکومة نتنیاهو مشروع قانون الحریدیم من حل الکنیست من الخدمة بعد أن من جهة
إقرأ أيضاً:
هل فُتِحت معركة تغيير قانون الانتخابات النيابية رسميًا؟!
مع بدء العدّ العكسي للانتخابات النيابية المقبلة، المفترضة في شهر أيار المقبل، أي خلال أقلّ من عام، بدأ الملف يتصدّر دائرة الاهتمام في الأوساط السياسية، حيث يبدو أنّ "المعركة المقبلة" ستتركّز على قانون الانتخاب، في ظلّ "صراع" بدأ يظهر بوضوح بين فريق يريد تغيير القانون الحاليّ مهما كان الثمن، ويطرح قوانين توصف بعضها بـ"الثورية"، وفريق آخر يتمسّك به بوصفه "أفضل الممكن" بالحدّ الأدنى.لعلّ هذا "الصراع" تجلّى في السجال "غير المباشر" بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل أسبوع، إذ اعتبر الأول أنّ التجربة مع قانون الانتخاب دّلت إلى أنّه قانون "مَسِخ"، قائلاً إنّ "لا مجال للسير به على الإطلاق"، ليسارع الثاني إلى الرد، عبر القول إنّ التجربة مع القانون "ممتازة"، مشيرًا إلى أنّه يؤمّن بنسبة كبيرة صحة التّمثيل، على المستوى الوطني والميثاقي، ومحذّرًا من "التلاعب به".
وبعد سجال بري وجعجع غير المباشر، جاءت جلسة اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات، لتناقش "مصير القانون" في العلن، وسط مطالبة للحكومة بتنفيذ تعهّدها بتقديم "قانون عصري للانتخابات"، فهل يمكن القول إنّ "معركة" القانون الانتخابي قد فُتِحت على مصراعيها، وهل حُسِمت مسألة "تغييره" فعلاً، ما يعني أنّ انتخابات 2026 ستتمّ بموجب قانون جديد؟!
لا توافق ولا تفاهم..
لعلّ السجال غير المباشر الذي اندلع بين بري وجعجع كافٍ بحدّ ذاته للتأكيد أنّ لا توافق ولا تفاهم بين مختلف الأفرقاء، على مقاربة موحّدة لملفّ قانون الانتخاب، فبري بدا في كلامه كمن "ينعى" قانون الانتخاب بالمُطلَق، وهو قال صراحةً إنّ "لا مجال للسير به على الإطلاق"، وهو موقف يعكس رأي شريحة واسعة، وتحدّث عن اقتراحات عدّة مطروحة، أيًا كانت وجهة النقاش بشأنها، فإنّ الأكيد أنّها "لن تكون إلّا خارج منطوق القانون الحالي"، وفق تعبيره.
في المقابل، بدت مقاربة جعجع مختلفة جذريًا، فهو نوّه بالقانون الانتخابي، الذي قال إنه أعاد تصحيح التمثيل، وخلّص اللّبنانيّين من المحادل الانتخابيّة، ومن تأثير رؤوس الأموال الكبيرة، وأمّن أفضل تمثيل للبنانيّين في المجلس النيابي، بل أكثر من ذلك، لفت جعجع إلى أنّ هذا القانون لم يطبَّق بعد إلّا على دورتين وبشكل منقوص، وهي مدّة يقول المؤيّدون لوجهة نظره، أنّها غير كافية للحكم على قانون انتخابي، أو للعمل على تغييره كما يطالب البعض.
ولعلّ الأكيد أنّ لكل ّمن الرأيين السابقين مؤيّدين بين القوى السياسية، فموقف بري يشاركه به كثيرون ممّن يعتبرون أنّ هذا القانون لم يصحّح التمثيل، بل شوّهه، بدليل التحالفات الغريبة التي تُنسَج بذريعته، وموقف جعجع يشاركه به أيضًا كثيرون، ممّن يرون أنّ القانون يبقى أفضل الممكن في الوضع الحالي، وهو بنسبيته وإن وُصِفت المشوّهة، بل الأكثرية المقنّعة، أعاد تصحيح التمثيل، وسمح للكثير من المستقلّين بالدخول إلى الندوة البرلمانية.
مشاريع وهواجس..
وكما يغيب التوافق على فكرة "تغيير" قانون الانتخاب، بين بري الذي يريد الذهاب إلى قانون مختلف شكلاً ومضمونًا، وبين جعجع الذي يدعو لبعض التعديلات التقنية البسيطة، من نوع اعتماد البطاقة الممغنطة والميغاسنتر، وتصويت المغتربين في دوائرهم الأصلية، فإنّ هذا التوافق يغيب حتى الآن وفق كلّ المؤشّرات، عن مقاربة القوانين الانتخابية المطروحة، بل ثمّة من يتحدّث عن "تناقض" في المقاربات، يجعل السير بها "متعذّرًا".
وفي هذا السياق، يستحضر البعض فكرة القانون الانتخابي الذي تطرحه كتلة التنمية والتحرير والذي يقوم على الخروج من الصبغة الطائفية لمجلس النواب، بالتوازي مع استحداث مجلس للشيوخ، وهو ما يرى البعض أنّ المجتمع اللبناني غير جاهز له بعد، بل إنّ هناك من يرى أنّ مثل هذا القانون قد يكون سببًا للمزيد من الصراعات الطائفية، تحت عنوان "الخروج من الطائفية"، وسط هواجس تعبّر عنها العديد من الأطراف.
وأبعد من هذه الهواجس "الطائفية"، ثمّة "توجّسات" يعبّر عنها كثيرون، ولو كان الوقت مبكرًا، من أن يكون الهدف الفعليّ من كلّ الورشة الانتخابية القائمة، والحديث عن تغيير قانون الانتخاب، هو الإطاحة بالاستحقاق المنتظر، بعدما أثبتت "بروفا" الانتخابات البلدية أنّ جهوزية الأحزاب لها لم تكتمل بعد، خصوصًا أنّ الانطباع السائد لا يزال أنّ أيّ تفاهم سيبقى متعذّرًا، أقلّه حتى ربع الساعة الأخير، كما درجت العادة اللبنانية.
تبدو الكثير من السيناريوهات مطروحة في "معركة" قانون الانتخاب، من بينها ألا تفضي إلى شيء، فتجري الانتخابات على أساس القانون الحاليّ، ومن بينها الذهاب إلى قانون انتخابي جديد، وإن كانت أسُسه غير واضحة، في ظلّ التباين في وجهات النظر إزاءه، ومن بينها الاكتفاء ببعض التعديلات على القانون الحالي، وسط أفكار تُطرَح سواء فيما يتعلق بتصويت المغتربين، أو الصوت التفضيلي، ولو كانت بدورها مثيرة للخلافات والتباينات!
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة النائب ميشال معوّض من زغرتا: معركة الخيارات السياسيّة ستحدث العام المقبل في الإنتخابات النيابيّة ولكن اليوم ندعم حالة التغيير الإنمائي Lebanon 24 النائب ميشال معوّض من زغرتا: معركة الخيارات السياسيّة ستحدث العام المقبل في الإنتخابات النيابيّة ولكن اليوم ندعم حالة التغيير الإنمائي 12/06/2025 11:01:43 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 إلى أين وصلت نقاشات "قانون الانتخابات النيابية"؟ Lebanon 24 إلى أين وصلت نقاشات "قانون الانتخابات النيابية"؟ 12/06/2025 11:01:43 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 هل تنكشف "الحقيقة" في الانتخابات النيابية؟ Lebanon 24 هل تنكشف "الحقيقة" في الانتخابات النيابية؟ 12/06/2025 11:01:43 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بدء جلسة اللجان النيابية المشتركة لمتابعة درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية Lebanon 24 بدء جلسة اللجان النيابية المشتركة لمتابعة درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية 12/06/2025 11:01:43 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً كبارة شكر للشيخ إمام مساعيه: آن الأوان لوضع خلافات الماضي والعمل لمصلحة طرابلس Lebanon 24 كبارة شكر للشيخ إمام مساعيه: آن الأوان لوضع خلافات الماضي والعمل لمصلحة طرابلس 03:52 | 2025-06-12 12/06/2025 03:52:35 Lebanon 24 Lebanon 24 البزري: زيارة لودريان دليل على استمرار اهتمام فرنسا بلبنان Lebanon 24 البزري: زيارة لودريان دليل على استمرار اهتمام فرنسا بلبنان 03:42 | 2025-06-12 12/06/2025 03:42:54 Lebanon 24 Lebanon 24 العلية استقبل ممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي Lebanon 24 العلية استقبل ممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي 03:39 | 2025-06-12 12/06/2025 03:39:24 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس الجمهورية استقبل الرياشي Lebanon 24 رئيس الجمهورية استقبل الرياشي 03:34 | 2025-06-12 12/06/2025 03:34:10 Lebanon 24 Lebanon 24 "تحوّل عميق" في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على "محور المقاومة"؟ Lebanon 24 "تحوّل عميق" في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على "محور المقاومة"؟ 03:30 | 2025-06-12 12/06/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هل انفصلت دنيا سمير غانم عن زوجها الإعلامي؟ Lebanon 24 هل انفصلت دنيا سمير غانم عن زوجها الإعلامي؟ 04:41 | 2025-06-11 11/06/2025 04:41:01 Lebanon 24 Lebanon 24 ممثل سوري يصفع باميلا الكيك أمام الجميع! Lebanon 24 ممثل سوري يصفع باميلا الكيك أمام الجميع! 08:25 | 2025-06-11 11/06/2025 08:25:08 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... هذه آخر إطلالة لدانييلا حفيدة هيفا وهبي Lebanon 24 بالصورة... هذه آخر إطلالة لدانييلا حفيدة هيفا وهبي 08:34 | 2025-06-11 11/06/2025 08:34:58 Lebanon 24 Lebanon 24 برفقة زوجها وابنتيها... ممثلة شهيرة تستمتع بوقتها على البحر (صور) Lebanon 24 برفقة زوجها وابنتيها... ممثلة شهيرة تستمتع بوقتها على البحر (صور) 13:41 | 2025-06-11 11/06/2025 01:41:23 Lebanon 24 Lebanon 24 "اهتزازات" في البقاع.. ماذا يحدث؟ Lebanon 24 "اهتزازات" في البقاع.. ماذا يحدث؟ 15:41 | 2025-06-11 11/06/2025 03:41:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب حسين خليفة - Houssein Khalifa أيضاً في لبنان 03:52 | 2025-06-12 كبارة شكر للشيخ إمام مساعيه: آن الأوان لوضع خلافات الماضي والعمل لمصلحة طرابلس 03:42 | 2025-06-12 البزري: زيارة لودريان دليل على استمرار اهتمام فرنسا بلبنان 03:39 | 2025-06-12 العلية استقبل ممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي 03:34 | 2025-06-12 رئيس الجمهورية استقبل الرياشي 03:30 | 2025-06-12 "تحوّل عميق" في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على "محور المقاومة"؟ 03:14 | 2025-06-12 بعد عملية رصد ومتابعة.. أمن الدولة ألقت القبض على شخصين في الحيصة فيديو أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) 04:21 | 2025-06-11 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) 01:42 | 2025-06-11 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 دموع الأسطورة.. رونالدو يبكي فرحًا بعد التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو) Lebanon 24 دموع الأسطورة.. رونالدو يبكي فرحًا بعد التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية (فيديو) 01:39 | 2025-06-09 12/06/2025 11:01:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24